في أهمية كلاسيكيات مهرجان القاهرة السينمائي

الممثل توتو مع زميله الفريدو بيني في موقع تصوير فيلم بازوليني "صقور وعصافير" الممثل توتو مع زميله الفريدو بيني في موقع تصوير فيلم بازوليني "صقور وعصافير"

أمير العمري

من بين جميع أقسام الدورة الـ 44 التي أعلن عن تفاصيلها مؤخرا من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لفت نظري البرنامج الرائع لكلاسيكيات السينما تحت عنوان “كلاسيكيات القاهرة”. وتوقفت أمامه مبهورا بالأفلام العظيمة التي يتضمنها والتي أنصح جميع محبي السينما الحقيقية وعشاقها بالاهتمام بها وتوجيه أنظارهم إليها كما ينبغي، فهي فرصة نادرة لمشاهدة هذه الأعمال على شاشة السينما، وكل ما ارجوه: أولا: أن تكون النسخ جديدة ومرممة ومستعادة، وثانيا: أن تعرض في ظروف عرض جيدة من ناحيتي الصوت والصورة، ولا يتم دفنها في قاعة صغيرة، كما ارجو أن يتم تقديم مناسب لهذه المجموعة من الأفلام.

اما الأفلام نفسها فمنها عدد من أهم أفلام المخرج الإيطالي الكبير بازوليني، هي “الريكوتا” La Ricotta، الفيلم القصير (35 قيقة) الذي أخرجه كجزء من فيلم “روجوباج” (1963) Ro.Go.Pa.G.  مع جودار وروسيلليني وجريجوريتي.

هناك أيضا فيلم “صقور وعصافير” Uccellacci e Uccellini (1966)، و”ميديا”.

وضمن الكلاسيكيات هناك فيلمان لجان لوك جودار هما “على آخر نفس” (1960) أول أفلامه وفاتحة شهرته ومسيرته الطويلة في السينما، وفيلم “بييرو المجنون”- 1965 (أو الأحمق) وهو أحد أجمل أفلامه وأكثرها تعبيرا عن أفكاره الفوضوية الرافضة للبورجوازية وقيمها قبل مرحلة اعتناق الماوية.

وكنت أود أن يعرض فيلما جودار في إطار تأبين المخرج الكبير وتذكره وهو الذي غادر عالمنا في 13 سبتمبر أي قبل شهرين بالضبط من تاريخ افتتاح دورة المهرجان. وحبذا لو كلف المهرجان أحد النقاد بتأليف أو حتى ترجمة كتاب عنه.

وضمن كلاسيكيات القاهرة هناك فيلمان للمخرج المكرم في المهرجان، وهو المجري بيلا تار، والفيلمان هما “حصان تورينو” و”تناغمات فيكماستر” ولا شك انهما سيجتذبان الكثير من الشباب الذي يحبون هذا النوع من السينما الخاصة جدا، التجريبية، خصوصا أن بيلا تار سيحضر وسيلقي درس السينما متحدثا عن أسلوبه في العمل، كما سيقيم ورشة سينمائية تستمر لتسعة أيام.

وضمن الكلاسيكيات هناك أخيرا ثلاث أفلام مصرية هي “أغنية على الممر” للمخرج الراحل علي عبد الخالق، و”الاختيار” ليوسف شاهين، و”يوميات نائب في الأرياف” لتوفيق صالح، وي أفلام مهمة دون شك، وكان يجب تخصيص مناقشة خاصة لها ولأهميتها. وقد فهمت أنه تم ترميم نسخ هذه الأفلام وطباعتها في نسخة ديجيتال (لا أعرف بشأن فيلم شاهين تحديدا الذي كانت شركة مصر العالمية مالكة النيجاتيف قد قامت بترميمه مع سائر أفلام شاهين).

على أي حال، البرنامج مع تنوعه، جدير بالتقدير، والأهم بالطبع المشاهدة والمناقشة أيضا. فمشاهدة مثل هذه الأفلام على الشاشة الكبيرة غير مشاهدتها على شاشة الكومبيوتر أو الهاتف المحمول أو حتى شاشة التليفزيون.

اتمنى أن يمد المهرجان تجربة ترميم الأفلام المصرية القديمة على خط مستقيم، ويولي عنايته في المستقبل لأفلامنا الكلاسيكية القديمة ومنها مثلا أفلام نجيب الريحاني وافلام كمال سليم. على أن يتعاون مع المهرجان صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، والمركز القومي للسينما.

 

Visited 6 times, 1 visit(s) today