فيلمان ممنوعان في روسيا ومصر في قائمة الأوسكار القصيرة

Print Friendly, PDF & Email

بمجرد أن غادر ماكسيم روجورفكين مطار موسكو الدولي تصور أنه سيعود إلى منزله حرا. روجوروفكين اشترك مع مايك ليرنر في إخراج الفيلم التسجيلي Pussy Riot: A Punk Prayer  وبعد اطلاق سراح عضوين من أعضاء جماعة سياسية روسية ناشطة من السجن في أواخر ديسمبر الماضي، قرروا عرض الفيلم في وطنهم روسيا، لكي يكون هو العرض الأول له هناك، وكانت ستكون المرة الأولى التي يشاهد فيها الناشطان اللذان أطلق سراحهما: ماريا اليوخينا وناجدا تولوكونيكوفا الفيلم التسجيلي الذي يتابع قصة جماعتهما من بدايتها، من فنانين مجهولين إلى متمردين سياسيين.

حصل الفيلم التسجيلي المصري “الميدان” الذي يصور الاحتجاجات في القاهرة، على جوائز عدة لكنه يواجه مشاكل في عرضه في الشرق الأوسط.

ولكن بعد ساعات من وصول روجروفكين ومعه نسخ من الفيلم في حقائبه حظرت السلطات رسميا عرض الفيلم الذي كان تحدد له موعد يوم الأحد في مركز جوجول – وهو مسرح تدعمه الدولة. وكان السبب الذي أعلنه مدير المسرح في البيان الذي نشره على الانترنت أن الرسالة المناهضة للكرملين الواضحة في الفيلم ليس من الممكن تمريرها في مبنى حكومي، كما أنها لا تتمتع بقيمة ثقافية. وقال المسؤول إن الفن يجب أن يلعب دورا في تحسين صورة العالم، الأمر الذي يفتقده هذا الفيلم.

لكن الفيلم الذي يحمل هذا العنوان الغريب أصبح واحدا من 15 فيلما ضمن قائمة قصيرة للأفلام التسجيلية المرشحة للأوسكار الأمر الذي دفع مخرجه إلى السخرية من الزعم بأنه لا يتمتع بأي قيمة ثقافية.

وسرعان ما أصبح منع عرض الفيلم حدثا ساخنا في روسيا، خصوصا وان مخرجي الفيلم الإثنين كانا قد اصبحا مادة للإعلام الروسي بعد صدور حكم بسجنهما لمدة عامين لأقدامهما على ترديد أغنية سياسية احتجاجية داخل كاتدرائية بموسكو.

لقطة من الفيلم الروسي

وعلى نحو مماثل يتضمن فيلم “الميدان” الذي يصور الاحتجاجات في ميدان التحرير بالقاهرة قصة ممتدة، وكان الفيلم قد صور بين 2011 و2013، وكافحت مخرجته جيهان نجيم من أجل البقاء على تواصل مع الانتفاضة التاريخية في بلدها الأصلي مصر.  وحصلت النسخة النهائية من الفيلم على عدة جوائز في عدد من المهرجانات كان آخرها مهرجان دبي السينمائي، إلا أن الفيلم لايزال يواجه المتاعب التي تعيق عرضه في الشرق الأوسط.

وكان من المقرر عرضه في تظاهرة نظمت في القاهرة في ديسمبر الماضي إلا أن العرض ألغي في اللحظة الأخيرة.

وقال منظمو التظاهرة في بيان أصدروا “كان الحصول على تصريح بعرض الفيلم أمرا  شديد الصعوبة”. وأضافوا أنه رغم أنهم حصلوا في النهاية على تصريح بالعرض إلا  أنهم لم يتمكنوا من الحصول على نسخة من الفيلم عليها ترجمة عربية في الوقت المناسب قبل موعد عرض الفيلم. ويرى البعض أن هذا التبرير ليس إلا غطاء للضغط الحكومي.

لم تعلق المخرجة جيهان نجيم على الغاء عرض الفيلم بشكل مباشر لكنها قالت لزميلي لاري روتر بعد عودتها من دبي في ديسمبر “لايزال الفيلم في الرقابة، ولم نمنح حتى الآن تصريحا رسميا بالعرض في مصر”.

وتساءلت: “ليس مفهموما كيف لانزال خاضعين للرقابة بعد الثورة.. وقد أرسلنا الفيلم الى الرقابة قبل شهرين ونصف، ولابد من الحصول على خطاب رسمي منهم بالتصريح بعرض الفيلم عروضا عامة للجمهور، وهم لم يعطونا مثل هذا التصريح حتى الآن”.

وقالت نجيم ان الفيلم عرض عروضا خاصة في مصر وأثار تأخر عرضه في دور العرض المصرية عروضا عامة الانتباه. “لقد أثاروا الاهتمام العالمي بالفيلم ولذلك بدأت السلطات المصرية تتلقى مكالمات هاتفية من الخارج يتساءل أصحابها لماذا يسمح للعالم كله بمشاهدة فصل حاسم من التاريخ المصري بينما لا يسمح للشعب المصري بمشاهدته “!

ميلينا رايزك- نيويورك تايمز 1 يناير 2014

Visited 50 times, 1 visit(s) today