فى السينما المصرية: شخصيات وأفلام عاشت في الذاكرة

(1)

تلعب تحية كاريوكا فى فيلم “شباب إمرأة” نموذجا دراميا اصطلح على تسميته بالفرنسية femme fatale، والذى يحلو للناقد الكبير مصطفى درويش أن يترجمه  الى “المرأة الذبّاحة أو القتّالة”، وإن كنت أفضّل تعبير “المرأة المغوية الشريرة” لأنه يشرح المعنى. لا تخلو أفلام أى دولة من هذا النموذج: امرأة تستغل جمالها لمصلحتها، وتتعامل مع الرجال كما تتعامل ملكة النحل مع ذكور النحل، وغالبا ما تنتهى حياتها، وحياة عشاقها بمأساة مدوية، يمكن أن تتذكرمثلا  نموذج كارمن، أو الدور الذى لعبته مارلين ديتريتش فى فيلم “الملاك الأزرق”، أو دور جلين كلوز فى “جاذبية قاتلة”، أو دور جيسيكا لانج فى فيلم “ساعى البريد يدق الجرس مرتين”، كما لعبت الشخصية فى الأفلام المصرية القديمة ممثلات كثيرات مثل زوزو ماضى (الأسطى حسن)، وهدى سلطان (امرأة فى الطريق) ، ولولا صدقى (الأستاذة فاطمة)، وليلى فوزى (من أجل امرأة، والناصر صلاح الدين).

ولكن الملاحظ أن هذا النموذج يتعرض فى “شباب امرأة” لبعض التعديل، شفاعات امرأة فى منتصف العمر، وكبيرة نسبيا،  وليست شابة صغيرة مثل الشائع، كما أنها تعترف فى الجزء الأخير من الفيلم أنها أحبّت إمام (شكرى سرحان)، وبالتالى أصبح مستحيلا أن تستغنى عنه أبداً، بينما النموذج الشائع يجعل المرأة المغوية قادرة على أن تترك عشاقها وتدمرهم فى أى وقت، فعلت شفاعات ذلك فعلا مع عشيقها المحطم السابق حسبو (عبد الوراث عسر)، الذى ظل “محسوبها” لسنوات، ولكنها لم تستطع الإستغناء عن إمام، الذى لم يعد “إماما” ولا يحزنون منذ عرفها.

منح هذا التغيير الشخصية ثراء دراميا كبيرا، وجعل الصراع متعدد المستويات: داخلى بين شفاعات ونفسها، وخارجى بينها وبين إمام الذى تفنن الفيلم فى جعله طفلا ساذجا، بل إن شفاعات تكاد تمثل الأم البديلة له (قارن بين نصائح أمه له ونصائح شفاعات المعاكسة، شحاذ يدعو لها بأن يخللى لها ابنها إمام، تسحبه فى مشهد الذهاب الى المأذون وتظهر فى الخلفية أم تسحب ابنها)، بينما يمثل حسبو دور الأب البديل، وإن ظلت تتصارع داخله الأبوة والغيرة من الغريم الشاب فى نفس الوقت.

أرجو أن تلاحظ أيضا أن الفيلم يعاقب المرأة المغوية كالمعتاد بالموت، ولكنه يتخذ موقفا شرقيا ذكوريا مواليا للشاب إمام، خطأ الشاب مع المرأة،  يغفره المجتمع مع أنه شريك السقوط، بل إن الفيلم يكاد يكافئ إمام بالزواج من قريبته الطاهرة (شادية)، هنا نهاية مجتمعية ترضى المتفرج، ولكنها بالقطع ليست نهاية متسقة ومتوازنة، وخصوصا أن نموذج المرأة المغوية يقوم بتدمير كل من يقترب منه.

شارك الفيلم فى مسابقة مهرجان كان الرسمية (راجع صورة تحية كارويكا أمام الفيلم بالملاية اللف فى المهرجان)، وكتب قصته أمين يوسف غراب الذى يمكن ان تعتبره ممثل المذهب الطبيعى فى الرواية والقصة المصرية، يركز هذا المذهب على دور الغريزة، وبالذات الغريزة الجنسية، فى السيطرة على السلوك البشرى وتوجيهه، وصاحب هذا المذهب هو الفرنسى إميل زولا، ابدع الأبطال الثلاثة فى أدوارهم (تحية وشكرى وعبد الوارث)، بينما أدت شادية دورا هامشيا، وكتب اسمها فى المقدمة لأسباب تجارية بحتة. من حيل المخرج لإعداد تحية للشخصية وللدور، أنه كان يبعث مساعده كل يوم لنرفزتها واستفزازها فى حجرة الماكياج، حتى تصبح عصبية أمام الكاميرا. توسع ابو سيف أيضا فى تشبيهاته البصرية ( حمار السرجة ومقارنته المستمرة مع إمام، أفيش  يحمل عبارة كبيرة ولذيذة خلف شفعات وإمام .. الخ).. اعترف المخرج الكبير فى أواخر أيامه أن القصة مستوحاة من حياته الشخصية فى باريس عندما سافر إليها لدراسة السينما، يعنى شفاعات الأصلية كانت خواجاية، وإمام هو صلاح أبو سيف نفسه .. فى شبابه طبعاً.

(2)

سليمان بك نجيب هو ألطف وأظرف باشا ظهر على شاشة السينما المصرية، وهو عندى من ألطف المشخصاتية عموماً، طيف عابر ورقيق، أقصى ما يسمح به لنفسه عند الغضب لايزيد عن كلماته الشهيرة :”سبحان الله فى طبع حضرتك”، أوتاره مشدودة على إيقاع الحياة، ولذلك لابد أن يتبع كلمة “عال” ، بكلمتى “أوى خالص”، أب حنون ومتفتح، مفتون بالمرأة على كل شكل ولون، ابن حظ وأنس وفرفشة، كان هناك بكوات فعلا بمثل هذه المواصفات، الذين عرفوا سيلمان نجيب، وأصدقاء عمره، مثل المخرج الراحل محمد كريم، يتحدثون عن جنتلمان حقيقى لا يختلف عن صورته السينمائية، من أسرة ثرية ومرموقة، عمل فى السلك الدبلوماسى، وأمضى سنوات فى سفارتنا فى تركيا، عين مديرا لدار الأوبرا المصرية (راجع صورته المرفقة وهو يشرح أنشطة الأوبرا لفاروق عند زيارته لها عام 1938)، لم يستطع أن يتخلص من عشقه للتمثيل، أحد ممثلين اثنين معروفين كانا يحملان البكوية (هو ويوسف وهبى)، فى زمن كان التشخيص فيه مدعاة للإستهجان. كان يمكن أن تكون الشخصيات التى يلعبها ( كأحد الباشوات و الآباء) جادة تماما مثلما تشاهد فى أدوار سراج منير، ولكنه أضفى عليها ظرفا وفكاهة، خاصة أن هذا الأب والباشا لا يمانع مثلا فى الرقص والغناء، كما أن لديه قلبا رقيقا يهتز أمام الجمالات/ أى الجميلات،  له وجه عجوز، وقلب شابً،  شعره أسود مصبوغ، وقلبه أبيض وصادق، من هنا تبدأ الكوميديا.  من أجمل أدواره: الباشا فى “غزل البنات”، وصاحب الشركة اليهودى فى “لعبة الست”، والأب فى “الزوجة السابعة”. عندما مات سليمان نجيب فى نهاية الخمسينات، أخذ معه أدواره، وكأنه وضع بعدها نقطة.Top of Form

(3)

هناك نوع من الممثلين يجب ألا يتدخل المخرج فى أدائه، لابد أن يترك له حرية الحركة بل والإرتجال، من هؤلاء زينات صدقى، التى أجبرت المخرجين والمؤلفين على أن يكتبوا لها أدوارا كوميدية، رغم أنها كانت تقدم أدوارا جادة فى بدايتها، ورغم أنها بدأت حياتها كراقصة وليس كممثلة.

زينات هى خلاصة بنت الحارة المصرية التى تعوض قلة جمالها بلسان لا يتوقف عن الكلام، لاحط كيف تستخدم كل جزء من وجهها، وليس من جسدها فقط: حركة الحاجب، حركة الفم يمينا ويسارا، حركة اليد الى أعلى الجبهة، ثم استمع الى الإيقاع الذى تصنعه للعبارات، متى تتوقف فى فاصل صمت، ومتى تلقى العبارات وراء بعضها وكأنها تلقى قصيدة عصماء، سبقتها الممثلة المكلبظة خفيفة الظل إحسان الجزايرلى فى دور بنت البلد الظريفة والجدعة، ولكن زينات انفردت بأداء دور العانس أو الباحثة عن عريس، مما أكسبها لمسة إنسانية إضافية، الاثنتان إحسان وزينات كن من المرتجلات، تضفن الى الحوار، الأولى سمينة والثانية نحيفة، قرر كتّاب الأفلام أن يكتبوا لها مشاهد خاصة تتسم بالسجع (شرّب نفسك/ وكّل نفسك/ إدفع أجرة بيت نفسك)، زينات بالتحديد كانت تختار ملابسها وقبعاتها وإكسسواراتها الغريبة، لايمكن أن تتصور أن يكون سيناريو شارع الحب أو ابن حميدو قد كتب دون تخيّل زينات مسبقا، يقول أحمد رمزى إن أول مشهد له فى السينما كان أمام زينات صدقى فى فيلم “أيامنا الحلوة”، كان يطلب منها فقط أن تخيط زرار قميصه، ففوجئ بها تخطفه منه قائلة: “هات يا منيّل” ..فسقط من الضحك، وباظ المشهد.. يروى أنها عندما التقت السادات ( وكان ومن أشد المعجبين بها) فى فرح ابنته فى السبعينات، تكعبلت قدمها، وكادت تسقط، فقالت لمن خلفها على البديهة: “كدة يا ولية.. كنتى ح توقعينى ع الجدع”، فأطلق السادات ضحكته المجلجلة المعروفة. تأثرت بأداء زينات الذى يعتمد على تلقائية اللحظة ممثلات بعدها أشهرهن وداد حمدى ونعيمة الصغير، أعتقد أيضا أنهن كن من المرتجلات مثلها.

فى مقاطع الإلقاء العادية، التى تبتعد عن النبرة العالية التى اشتهرت بها، هنا فقط يمكن أن تلمس حزنا دفينا فى صوتها، ثم سرعان ما تنساه، تنطلق فى عرضها المنفرد، لتجعل من إيقاع الردح الشعبى، فنا ووسيلة للتعبير، ولكن وراء الكلمات قلب أبيض من البفتة، وإنسانة غلبانة تريد أن تعيش،  إنها تؤمن فقط بالمثل القائل:” إلحقوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم” .

(4)

يمتلك فيلم “أيامنا الحلوة” سحراً خاصا فريداً لأسباب متعددة، أولها فى رأيى نجاح كاتب القصة المخرج حلمى حليم، وكاتب السيناريو الكبير على الزرقانى فى استلهام قصة أوبرا “البوهيمي” التى وضع ألحانها بوتشينى دون نقلها. أخد الفيلم الهيكل العام للحكاية: ثلاثة أصدقاء يتعلقون بفتاة مريضة ملهمة، ويفقدونها فى النهاية، أما خلاف ذلك، فقد اتجه التمصير الى ما يقارب الإبداع الموازى، بدلاً من الأبطال الثلاثة البوهيميين فى قلب باريس (رسام وشاعر وموسيقى)، أصبحنا أمام ثلاثة من طلاب الجامعة فى منزل بحارة شعبية، وبدلاً من طبيعة الأوبرا القاتمة والماساوية، فإن معظم معالجة الفيلم كوميدية، دون إغفال بعض المشاهد الإنسانية، أبرزها مثلا تلك السيدة المريضة نفسياً (عزيزة حلمى)  والتى تعمل عندها هدى (فاتن حمامة)، الحقيقة أن معظم المشاهدين لا يخطر على بالهم أبداً أن الفيلم مستوحى من أوبرا شهيرة بسبب هذا الإتقان فى بناء الشخصيات والمشاهد على الطريقة المصرية، الإحتفال الصاخب فى الأوبرا مثلا يتحول فى الفيلم الى جمع الأبطال معاً احتفالا بيوم عاشوراء .. إلخ

أما السحر الثانى للفيلم فيتمثل فى الدفع بثلاثة وجوه جديدة (فى فيلمها الأول أو الثانى) أصبحوا فيما بعد من اشهر نجوم التمثيل والغناء، المقصود طبعاً عمر الشريف وأحمد رمزى وعبد الحليم حافظ، ليس فى الفيلم نجمة سوى فاتن حمامة، وممثلة مساعدة كوميدية معروفة هى زينات صدقى، فاتن تقدم هنا أفضل أداء لشخصية الفتاة المسكينة التى سحقها الزمان، والتى تخصصت فيها فى بداية الخمسينات،  ليست هناك جرعات زائدة لاستدرار العطف،  كما فى “اليتيمتان” أو “أنا بنت ناس” مع صاحب شارع الميلودراما حسن الإمام، ولكنه أداء سلس عذب، تستخدم فيه فاتن حساسيتها الفذّة فى التعبير الخافت، نظرة عين أو حركة يد أو مشية هادئة متعثرة، الثلاثة أيضا كانوا متألقين، أنسونا بموهبتهم وخفة ظلهم أن مظهرهم أكبر من طلاب الجامعة، ثم يأتى السحر الثالث، وهو بالطبع غناء العندليب القادم بسرعة الصاروخ، الأغنيات كذلك كانت رقيقة وجميلة من “الحلو حياتى” الى الأغنية الرائعة “ياقلبى خبى” وأغنية “ليه تشغل بالك ليه”.

الفيلم هو أول أفلام المخرج حلمى حليم، وأعماله معدودة، أفضلها بلا جدال “أيامنا الحلوة”، وقدم لعبد الحليم أيضا فيلمه الشهير “حكاية حب”، كما قدم لفاتن ورمزى فيلمهما الظريف “القلب له أحكام”، وله فيلم ظريف آخر هو “الحياة حلوة”.. بتاع لوكاندة المندرة .لابد من الإشادة مرة ثانية ب “على الزرقانى” الذى كان يتفوق فى كتابة الكوميديا والتراجيديا بنفس القوة، أعماله تتميز بالبنااء المتماسك، والدراسة الجيدة للشخصيات، كما أنه مصرى حتى النخاع، ولديه القدرة على استدعاء أكثر النماذج الشعبية بذكاء وبراعة، وأعتقد أن دوره جوهرى فى تمصير قصة هذه الأوبرا المعروفة.

(5)

طفل كبير له ضحكة تستدعى كل مخزون البهجة. هذا هو حسن فايق فى كلمات قليلة، التناقض الواضح بين الهيئة المهيبة، وروح الطفل الغاضب، هو الذى يجعلنا نضحك عندما نراه، موهبة فطرية وحضور خارق، لا يمكن أن تكرهه أبداً حتى فى أدواره الشريرة القليلة، بدأ حياته كمونولوجست،  اشتهر له مونولوج عن الكوكايين وأضراره، لابد أنه كان خفيف الظل جدا، يكفى أن يخرج على الناس بملامح وجهه الكاريكاتورية، جاء الى السينما ناضجا مثل كل جيله، بعد أن اشترك فى أكثر من فرقة مسرحية، أشهرها فرقة الريحانى، احتكر تقريبا أدوار الأب أو الجد العصبى، صاحب القلب الطيب، إذا تجسدت الضحكة إنساناً فإنها ستكون بالتأكيد حسن فايق.

(6)

عندما يصبح يوسف شاهين شخصيا منتجا لفيلم من إخراج صلاح أبو سيف، فلابد أننا أمام عمل استثنائى فى تاريخ السينما المصرية. “السقا مات” الفيلم والرواية يستحقان فعلا هذه المكانة، ظهر شاهين فى أول يوم تصوير داخل الأستديو يوزع الحلوى على الجميع، ثم اختفى حتى يوم تسليم نسخة الفيلم، واثقا فى أنه أعطى الرواية المناسبة للمخرج المناسب، المدهش أن صلاح أبو سيف كان يحلم بإخراج هذه الرواية بالذات منذ صدور طبعتها الأولى، مع أنه لم يتحمس لأى رواية أخرى ليوسف السباعى. “السقا مات”  فى رأيى أفضل أعمال يوسف السباعى على الإطلاق، بل إنها نسيج مستقل عن كل أعماله، هنا يبتعد السباعى كثيرا عن الرومانسية، ليقدم عملا واقعيا فريدا موضوعه الموت، أدعوكم لقراءة الرواية لتكتشفوا قدرة السباعى العظيمة على خلق البيئة الشعبية وشخوصها بصورة تكشف عن عين رائعة، لا أعرف بالضبط لماذا لم يستكمل  يوسف السباعى هذا المسار الواقعى، الملاحظ ايضا  أنه لم يفلت أبداً فكرة الموت رغم اكتظاظ الرواية بالتفاصيل والشخصيات.

استعان صلاح ابو سيف بالسيناريست الموهوب محسن زايد، الذى تعاون معه من قبل فى فيلم “حمام الملاطيلى”، فجاء السيناريو متماسكا ومحافظاً على معنى وجو وشخوص الرواية التى لا تنسى، بل إننا أصبحنا أمام تراجيديا هائلة معروفة النتيجة مثل التراجيديات الإغريقية، مع ملاحظة أن صعوبة الصراع فى الفيلم أنه فى مواجهة عدو غير مرئى هو الموت، ولكنه يقوم كل مرة باختطاف أحد أحباء السقا “شوشة” (عزت العلايلي): فى البداية يقتل زوجته (ناهد جبر)، التى تركت له طفله الوحيد/ السقا الصغير، وعندما يطمئن شوشة الى الحياة من جديد، بعد أن تعرف على مرتزق الجنازات، عاشق الحياة شحاتة (فريد شوقى فى أحد أفضل أدواره)، يضربه الموت مرة أخرى بوفاة شحاتة نفسه، الموت يسخر ممن يسخرون منه، لن يحصل شحاتة أبدا على الليلة الحمراء مع الفاتنة التى يحلم بها (شويكار)، وكأنها الحياة التى لا تزيد عن حلم لا نتمكن منه أبداً بسبب الموت.

اختيار البطل سقاءً له أكثر من مغزى فى الرواية، السقاية تعنى الماء، والماء هو الحياة فى مقابل الموت، كما أن عبارة “السقا مات” التى تتصدر عنوان الرواية ستتحقق فعليا، ولكن الفيلم سيختار نهاية أكثر تفاؤلا، حيث يشترك شوشة وابنه فى سقاية شجرة  التمر حنة، شجرة الحياة، لا حيلة فى الموت، ولن نستطيع الهروب منه، ولكن علينا أن نعيش حتى النهاية، شوشة لديه الآن ولد يواجه الموت بصنع الحياة.

فيلم “السقا مات” فيلم كبير عن رواية كبيرة، كالمعتاد، يضع صلاح ابو سيف كل ممثل فى دوره، ويقدم الشخصيات الشعبية كما لم يفعل أحد من قبل ولا من بعد، تشعر أنه يعرف هؤلاء الناس، وكأنه ينقل من أصل يعيش فى ذهنه، لابد أنه كان ممتنا لأن شاهين أعطاه فرصة تحقيق رواية أحبها، وأعتقد أن شاهين أيضا كان سعيدا لأن أحدا لن يستطيع أن يقدم رواية “السقا مات”  للسينما مثلما فعل صلاح أبو سيف.

Visited 54 times, 1 visit(s) today