عربيات ويهوديات معا في فيلم إسرائيلي مرشح للأوسكار
حوار أجراه: ستيوارت كيمب
ترجمة: رشا كمال
أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة الإسرائيلية أوريت فوكس روتيم “سينما صبايا”- Cinema Sabaya، والذي يمثل إسرائيل في المنافسة على المشاركة في قائمة أفضل فيلم أجنبي في مسابقة الأوسكار، يروي بالتفصيل حكايات، وآراء، وآمال، وأحلام ثماني سيدات عربيات ويهوديات يعشن في إسرائيل، ويجتمعن أسبوعيًا في أحد المكاتب المحلية للمشاركة في دورات تدريبية لصناعة الأفلام تحت توجيه وإشراف أحد المخرجين.
صور الفيلم على مدار 12 يوما داخل إحدى المدارس الداخلية الخالية بالقرب من تل أبيب، وهو نتاج أبحاث قامت بها المخرجة استغرقت ثماني سنوات. تضمنت هذه الفترة الوقت الذي قضته المخرجة في تدريب وتعليم صناعة السينما للسيدات في إسرائيل، وشهور من العمل على السيناريو مع الممثلة دانا إيفجي التي قامت بدور مخرجة الفيلم داخل الفيلم، وهي حائزة على جائزة الأكاديمية الإسرائيلية، واشتهرت بدورها في فيلم ” بالقرب منها”-Next to her
روتيم التي تضم مسيرتها السينمائية عددًا من الأفلام القصيرة، وسلسلة وثائقيات للتلفزيون الإسرائيلي، ودانا إيفجي، وجوانا سعيد الفائزة بجائزة الأكاديمية الإسرائيلية هذا العام عن دورها كأفضل ممثلة مساعدة في فيلم “سينما صبايا” تحدثن لموقع سكرين عن تصوير أصوات نسائية أصيلة، واستخدام عنصر المفاجأة للحصول على مشاعر نقية، والسبب وراء صعوبة التعرف على الممثلة الوحيدة غير المحترفة من بين بقية الممثلات.
تحدثي – من فضلك – قليلاً عن سيدات فيلم “سينما صبايا”، وهل شخصياتهن مبنية على شخصيات نسائية حقيقية؟
أوريت: يستند الفيلم إلى شخصيات نسائية حقيقية وصادقة، ومبني كذلك على تجربتي، ولكنه ليس عن امرأة بعينها. ولن تجد امرأة ستتعرف على نفسها عندما تشاهد الفيلم. كل شخصية مكونة من أجزاء من أخريات وضعوا معا في السيناريو.
كيف قمتِ باختيار الممثلات؟ كلهن محترفات عدا ليورا ليفي التي تلعب دور كارميلا على ما أعتقد؟
أوريت: عملية اختيار الممثلات كانت طويلة، وليورا ممثلة بالفطرة، ولم يسبق لبعض السيدات التمثيل من قبل في أي فيلم. وجوانا سعيد درست المسرح ولكن هذه أولى تجاربها السينمائية، لذا لم تشعر ليورا بالتأكيد أنها كانت الوحيدة التي لم يسبق لها التمثيل من قبل.
جوانا، تظهرين في أحد المشاهد البارزة في الفيلم أمام ليورا ليفي في مواجهة متوترة تحولت إلى مواجهة جسدية، كيف عالجتِ هذا المشهد؟
جوانا: أنا أعمل في مجالي المسرح والفنون الأدائية، وهما نوعان مختلفان من الأداء. بالنسبة للفنون الأدائية ينصب كل تركيزك على الكينونة، وحالة المرء من الداخل إلى الخارج، على عكس المسرح الذي يرتكز على جعل الإيماءات كبيرة من أجل أن يفهم المتفرج ما يدور في الداخل. وأسلوب أوريت في الإخراج منحنا الكثير من الحرية. كنا نعرف أن هذا التصادم سيحدث، ولكن لم نكن نعرف كيف. تحدثت مع ليورا بهذا الشأن وقلت لها “أنا أثق بكِ، أريدك أن تجعليني أفقد صوابي”. ما اخفته ليورا عني، أنها دفعت نفسها من فوق الكرسي، تملكني الخوف والفزع من احتمال أن أكون قد تسببت بأذى لشخص ما.
دانا، أنتِ تجسدين دور مخرجة في الفيلم داخل الفيلم، وتلعبين تحديدا دور مخرجتك الحقيقية أوريت، كيف تقدمين على تجسيد الشخص الذي يقوم بتوجيهك؟
إيفجي: تتمتع اوريت بأسلوب خاص تجعل أي شخص يشعر بأن هذا فيلمه الخاص، وتسمح للجميع بالتعبير عن أنفسهم. ولكنها ستحصل في النهاية على ما تريده تحديدًا، ولن تحيد عن مرادها.
أوريت، هل سمحت للممثلين بالارتجال؟
روتيم: كل شيء كان مكتوبًا في النص، ولكن كان هناك أيضا متسع من الحرية. كانت توجد بعض المشاهد التي قررتها قبل البدء مثل المقاطع المنزلية المصورة التي احضروها الى الصف. صوروها بأنفسهم رغم انها ليست حياتهم الحقيقية. كنت أريد أن يشعروا أن هذه المقاطع تخصهم عندما احضروها معهم إلى الصف. وشاهدوها بقية الممثلين لأول مرة أثناء التصوير. كان معهم النص، ولكن لم يكونوا على دراية بما سيشاهدونه. وتجاوبوا معها، وتلك الطريقة كانت أشبه بالأفلام الوثائقية ولكنها لم تكن كذلك. توجد بعض المشاهد التي استغرقت نصف ساعة، ولم أتوقف عن التصوير لأن الأمر كان مثيرًا للاهتمام.
ما الذي تريدون من المشاهد أن يخرج به من الفيلم؟
سعيد: كيف يمكننا من خلال الروابط الإنسانية والتعاطف أن نغير من حياة بعضنا البعض، وأن نرى حقيقتنا دون المسميات التي تحول بيننا، إذا ما كانت سياسية أو أي موضوع آخر. هذا أمر مهم.
إيفجي: أود أن يصارح الناس بالجمال الذي يرونه في الآخرين، مهما اختلفوا عنهم، أن يروا الجمال في الأشياء البسيطة ويكون لديهم الحافز للإبداع والتواصل.
روتيم: أريد أن يخرج الناس من هذا الفيلم بالأمل والتفاؤل، فالوضع في إسرائيل لا يبشر بالتفاؤل. الأمل موجود في الناس، وليس حكرًا فقط على النساء، بل والرجال أيضًا.
المصدر: موقع سكرين دايلي
بتاريخ: 7 ديسمبر 2022