“سولا” الفائز بجائزة أفضل فيلم بمهرجان الإسكندرية السينمائي
جيهان عبد اللطيف بدر
الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية لفتاة تدعى ” سولا” قابلها مخرج وكاتب الفيلم الجزائري صلاح إسعاد وشدت قصتها انتباهه وظل يفكر فيها لعدة سنوات حتى قام بكتابة واخراج الفيلم.
الجدير بالذكر أن التي جسدت الشخصية على الشاشة وشاركت في الكتابة هي نفسها ” سولا” صاحبة القصة الحقيقية ” سولا بحري” والتي تظهر كممثلة لأول مرة من خلال هذا الفيلم. تدور الأحداث خلال ليلة واحدة من خلال أم عزباء، يطردها والدها من بيت العائلة لتجد نفسها ورضيعتها بلا مأوي، تحاول سولا إيجاد مأوى فتضطر لقضاء الليلة تتنقل من سيارة لأخرى، وطوال ليلة مليئة بالأحداث بين شوارع الجزائر، تحاول سولا أن تغير مصيرها ولكن الأمر ليس بيديها.
تمر المرأة بمواقف عصيبة بحثاً عن المساعدة، فى ظل ضغط مجتمع يرفض المرأة الحامل العزباء… حتى صديقها يرفض الزواج منها لأنه لا يستطيع تحمل مسئولية طفلة ويقضى معها النصف الأول من الليلة محاولاً البحث لها عن مكان من خلال الاتصالات التليفونية دون أن يفكر أن يستأجر لها ولطفلته مكانا للعيش.. إنه مجتمع قاس يمتليء بالتناقضات.
قد تكون “سولا” أخطأت لأنها تصرفت كامرأة متحررة في مجتمع محافظ ومنغلق التفكير ولكن لا يعنى ذلك أن يجلدها هذا المجتمع ويقهرها في نفس الوقت الذي يسمح فيه للرجل أن يتحرر من كل القيود ويفعل ما يشاء… حيث نجد اللوم عليها طوال الوقت وكأنها عاهرة ولم يشير إلى خطأ صديقها لأنه رجل.
فى كل مرة تواجه فيها ” سولا” حدثاً جديداً خلال ليلتها يظهر توقيت وقوع الحدث بالضبط ويلجأ المخرج لذلك ليظهر أن الفيلم مبنى على أحداث حقيقية وبتوقيتات محددة وكأنه فيلم وثائقي فتظهر الساعة بالدقيقة والثانية.
التصوير فى أغلب المشاهد لقطات قريبة وذلك لتلائم المكان وهو السيارة التي يتم التصوير داخلها في أغلب أحداث الفيلم ولكن فى ذات الوقت هناك لقطات واسعة لتصوير البيئة فى الجزائر والصحراء والحضرة، وحياة الليل وبداية الشروق.… كما أن الإضاءة جاءت موفقة جداً فى الفيلم وذلك لأنها خافتة دائماً لأن الأحداث تدور في الليل غير أن الإضاءة تظهر طبيعية مع طلوع النهار وشروق الشمس فنجد فرق الإضاءة واضح.
كما أن الصوت هام لأننا نسمع خلال الرحلة بين السيارات أكثر من أغنية تعبر عن البيئة الجزائرية كما أن موسيقى نيكولا مونتاني كانت مناسبة لحالة البطلة من قهر وحزن وضياع.
لقد نجح المخرج في توصيل احساس “سولا” خاصة عندما استعان ببطلة القصة الحقيقية لتقوم بدور بطلة الفيلم فعبرت عمّا يدور بداخلها بصدق لأنه الواقع الذى عاشته. كل هذا ساهم في تقديم رسالة إنسانية صادقة.