روبرت ريدفورد: السعي وراء الحقيقة قاسم مشترك بين السينما والصحافة
على مدى مسيرة مهنية امتدت لأكثر من 50 عاما وشملت التمثيل والإخراج والإنتاج، يقول الممثل الأمريكي المخضرم روبرت ريدفورد إنه لم يكن مهموما بشيء قدر السعي وراء الحقيقة.
وخلال محاورة معه أجراها الناقد الأدبي الفرنسي فرانسوا بونيل على هامش المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قال ريدفورد (83 عاما) إن محاولة الإمساك بالحقيقة هي مسعى مشترك بين السينما والصحافة.
وقال ”في رأيي الهدف من الفن، مثلما هو الهدف من الصحافة، هو محاولة كشف الحقيقة. وفي الفن مثل الصحافة، أحيانا يكون هذا المسعى شاقا لأن هناك أشخاصا يحاولون احتكار الحقيقة“.
ويقول ريدفورد، الذي كرمه المهرجان يوم الجمعة بجائزة النجمة الذهبية عن مجمل أعماله، إن مسيرته الفنية ربما بدأت منذ الطفولة.
وقال ”كنت أعيش في بلدة صغيرة وكانت هناك دار عرض لا تفتح سوى في عطلة الأسبوع. كنت أنتظر هذا الوقت بلهفة لأذهب إلى السينما وأشاهد أفلام والت ديزني“.
ويعلق على وجود خدمات البث الرقمي مثل نتفليكس وأمازون قائلا ”خدمات البث الرقمي جعلت تجربة مشاهدة العمل الفني أكثر آنية لكنني أفتقد الوقت الذي كنا نذهب فيه إلى دار العرض ونجلس في الظلام معا لنشاهد فيلما“.
بدأ ريدفورد مسيرته المهنية بدور صغير في فيلم ”قصة طويلة“ (تول ستوري) وانطلق منه إلى أدوار سينمائية ومسرحية أكبر. لكن نجمه لمع عندما لعب دور البطولة أمام بول نيومان في الفيلم الشهير ”بوتش كاسيدي وفتى صندانس“ (بوتش كاسيدي أند ذا صندانس كيد“ الذي حقق نجاحا هائلا وترشح لسبع جوائز أوسكار فاز منها بأربع.
وعن انتقاله من التمثيل إلى الإخراج يقول ريدفورد إن الأمر بالنسبة له كان يتعلق بالسيطرة قبل أي شيء.
وقال ”أردت أن يكون لي رأي في طريقة صناعة العمل الفني. منذ شبابي، كان لي رؤية بشأن ما يحدث حولي. كنت فنانا تشكيليا وكنت أجلس في المقاهي في باريس أرسم الناس على جانب من الورق وعلى الجانب الآخر أكتب حوارا اتخيل فيه ما يقولونه. كان هذا مدخلي للإخراج“.
وحقق ريدفورد نجاحا كبيرا من خلال عمله في الإخراج. ونالت بعض الأفلام التي أخرجها مثل ”نهر يجري عبره“ (إيه ريفر رانز ثرو إيت) و“برنامج المسابقات“ (كويز شو) جوائز مثل البافتا والأوسكار والجولدن جلوب.
وعن الأحداث الراهنة، يقر ريدفورد أن العالم يعيش حقبة مظلمة.
وقال ”أي شخص يطالع الصحف الآن يدرك أن العالم يعيش حقبة مظلمة. يبدو الأمر وكأن رياحا سوداء تعصف بالدول. العالم يحكمه أصحاب الذوات المتضخمة الذين لا يتمتعون بالخبرة وغير معنيين بالعدالة الاجتماعية وهذا أمر مؤسف“.