جوائز مهرجان القاهرة السينمائي
فاز الفيلم البريطاني “التيه” Limbo للمخرج بن شاروك وبطولة أمير المصري بجائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والأربعين التي اختتمت، مساء الخميس، بدار الأوبرا المصرية. كما حصل الفيلم على جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) إضافة إلى جائزة أفضل إسهام فني في المسابقة الدولية.
وفي الفيلم حاول شاروك طرح الأسئلة التالية: ماذا بعد رحلة الوصول إلى بلد المهجر؟ أي حياة تنتظر طالبي اللجوء وهم يترقبون السماح لهم بدخول المجتمع الجديد؟ وما هي التداعيات عليهم وعلى الدول التي تستضيفهم؟
ويتجاوز العمل البدايات وتفاصيل الرحلة وصعوباتها لينطلق من نقطة مختلفة وهي أرض الوصول، حيث تدور الأحداث داخل معسكر تأهيل لطالبي اللجوء فوق إحدى جزر اسكتلندا يضم وافدين من الشرق الأوسط وأفغانستان وأفريقيا.
ويلعب دور البطولة في الفيلم الممثل المصري أمير المصري الذي يجسّد شخصية عمر القادم من سوريا هربا من الحرب الأهلية الدائرة هناك، والذي يهوى الموسيقى ويجيد العزف على العود ويحلم بأن يحقّق نفسه من خلال الفن.
وبينما ابتعد عمر عن الحرب وسافر طلبا للجوء انخرط فيها أخوه نبيل وهو ما أحدث جفوة بين الشقيقين. وظلت العائلة التي لم تظهر طوال الفيلم سوى عبر المكالمات الهاتفية منقسمة بين الاثنين، فتارة ترى أن عمر اتخذ القرار الصحيح وتارة ترى أن أخيه هو الشجاع الذي بقي للدفاع عنهم وعن الوطن.
ورغم نجاحه في الوصول للغرب يظل عمر معلقا بالعالم الذي تركه خلفه، فهو قابض دوما على العود الذي ورثه عن جده. لكنه لم يعزف عليه ولا مرة واحدة منذ سافر، ودائم الاشتياق للمأكولات التي كانت تعدّها أمه ويحاول البحث عن مكوناتها لصنعها بنفسه.
وفي مشهد أراد المخرج التفرقة فيه بشكل واضح بين من غادر بلده مضطرا وبين من غادره طمعا في الغرب، يظهر أحد الصيادين بالجزيرة ليعرض على اللاجئين العمل بشكل غير قانوني في مصنع لتعليب الأسماك. لكن عمر يرفض ويؤكّد التزامه بالقوانين التي فرضها عليهم البلد الجديد، بينما يقع البعض في الفخّ ويتم القبض عليهم وترحيلهم.
وفاز بجائزة الهرم الفضي لأفضل إخراج الروسي إيفان آي تفردوفسكي عن فيلم “مؤتمر”، وذهب الهرم البرونزي لأفضل عمل أول أو ثان للفيلم الوثائقي المصري “عاش يا كابتن” للمخرجة مي زايد.
ويتتبّع الفيلم رحلة لاعبة رفع الأثقال المصرية أسماء، ابنة مدينة الإسكندرية، منذ كان عمرها 14 عاما وحتى وصلت إلى عمر 18 وتدريباتها والبطولات التي شاركت فيها.
وهو يشبه دفتر يوميات للفتاة التي كانت تتدرّب مع زميلاتها بأقل الإمكانيات في أرض خلاء بعيدا عن رعاية أي ناد أو مؤسسة رياضية، وتتسارع وتيرته وتهدأ مع أنفاس بطلة رفع الأثقال الصغيرة التي شاركت في بطولات على المستويين المحلي والأفريقي.
كما يسلط الضوء على تجربة الكابتن رمضان عبدالمعطي مدرب أسماء ووالد البطلة نهلة رمضان، الذي توفي في 2017، وإيمانه الشديد بدعم وتأهيل الفتيات ليصبحن بطلات في رياضة كان ينظر إليها حتى وقت قريب على أنها للذكور فقط.
وفاز المجري جوليان فرجوف بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “دروس اللغة الألمانية”، بينما تقاسمت جائزة أفضل ممثلة المصرية إلهام شاهين عن دورها في فيلم “حظر تجول” والروسية نتاليا بافلينكوفا عن دورها في فيلم “مؤتمر”.
ونال الفيلم المكسيكي “50” أو “حوتان يجتمعان على الشاطئ” جائزة أفضل سيناريو، كما نوّهت لجنة تحكيم المسابقة بالفيلم الفلسطيني “غزة مونامور” للأخوين طرزان وعرب ناصر.
وفيه يقدّم التوأم ناصر قصة حب رقيقة بين أرملة ورجل في الستين من العمر تدور أحداثها في مدينة غزة الخاضعة لسلطة حركة حماس، ليبرهنا من خلالها على أن الحب لا يزال هو الشيء الوحيد الممكن في ظل عالم جنوني.
وقال المنتج والسيناريست محمد حفظي رئيس المهرجان أن “الإقبال على مشاهدة أفلام الدورة الثانية والأربعين يكاد يكون مماثلا لما كان عليه في الدورة السابقة، رغم تقليص سعة قاعات العرض بنسبة 50 في المئة بسبب الإجراءات الاحترازية لمكافحة فايروس كورونا”.
وأضاف أن مبيعات التذاكر تجاوزت 30 ألف تذكرة، وهو ما اعتبره دليلا على تعطش الجمهور للسينما والفن وثقة الحضور في منظمي المهرجان رغم الظرف الاستثنائي الذي يعيشه العالم أجمع.