تكريم اليخاندرو خودوروفسكي في مهرجان لوكارنو
أعلن مهرجان لوكارنو السينمائي أنه سيمنح المخرج والشاعر والرسام والكاتب المرموق اليخاندرو خودوروفسكي جائزة الفهد الذهبي الشرفية تقديرا لإسهامه الفني الكبير في السينما. وسيحضر خوودوروفسكي تكريمه في الدورة القادمة، وهي التاسعة والستون من عمر هذا المهرجان الذي تأسس عام 1946، ويتحدث في نقاش مفتوح مع جمهور المهرجان من خلال أمسية مخصصة له.
بدأ خودوروفسكي، وهو ابن لوالدين من الروس المهاجرين إلى شيلي، مسيرته الفنية كرسام وشاعر ومخرج مسرحي منذ وقت مبكر للغاية، وعندما بلغ الثالثة والعشرين ذهب الى فرنسا والتحق بفرقة مارسيل مارسو المسرحية للتمثيل الصامت، ثم أسس ما عرف بمسرح البانيك مع رفاقه رولان توبور وفرناندو أرابال، وهي الحركة التي جاءت لرد فعل مناهض لتيار السيريالية التقليدية.
انتقل خودوروفسكي بعد ذلك الى المكسيك حيث ظل يعمل هناك لمدة سبعة عشر عاما، وأسس مسرحا طليعيا، وأخرج هناك فيلمه الأول “فاندو وليزا” الذي قوبل برد فعل عنيف من قبل الجمهور، ثم عاد فقدم “الطوبو” (1970) ثم “الجبل المقدس” (1973) ثم “الدماء المقدسة” (1989). وهي الأفلام التي جعلته أحد المخرجين الكبار في عالم السينما غير التقليدية التي تتميز بالجموح في الخيال والميل الى السريالية.
ورغم أن مشروعه لتحويل رواية “الكثبان” Dune لفرانك هربرت لم ينجح إلا أنه ظل يلهم الكثير من أفلام الخيال العلمي بعد ذلك بفضل رسومه وتصميماته الغريبة للكائنات والملابس والمركبات والمعدات المتخيلة. وقد أخذ خلال السنوات التالية يصمم الكثير من الكتب المصورة والسلاسل كما أصبح يلقي المحاضرات التي تجمع بين الفن والتحليل النفسي.
وقد قرر مهرجان لوكارنو عرض فيلمه “رقصة الواقع” الذي عرض بتظاهرة نسف شهر المخرجين بمهرجان كان عام 2013، كما سيشمل برنامج العروض الخاصة بتظاهرة تكريم خودوروفسكي، عرض فيلميه “الجبل المقدس” و”الدماء المقدسة”.
وسيقدم المهرجان لخودوروفسكي جائزة الفهد الذهبي الشرفية في الثاني عشر من أغسطس في حفل خاص يقام في الساحة الكبرى المفتوحة في المدينة التي تتسع لثمانية آلاف متفرح، يعقبه مناقشة مفتوحة مع المخرج الكبير الذي بلغ السابعة والثمانين من عمره، في قاعة أخرى.