حول تقنية التقاط الحركة

من فيلم "سيد الخواتم" من فيلم "سيد الخواتم"

د. صفاء زهير

تقنية التقاط الحركة  motion capture لها اسماء عده مثلmo-cap  أو mocap ، او motion tracking تتبع الحركة أو match moving توافق الحركة أو Motion Capture التقاط الحركة.

 والمسمى الأخير هو المسمى الأكثر شيوعا واستخداماً ايضاً، وقد استخدمت في الكثير من المجالات سواء العسكريّة أو الترفيه أو الرياضة أو الطبيّة وبرمجة حركات الروبوتات قبل استخدامها في الفن السنيمائي، ولكن استخداماتها في الفن السينمائي منحها بريقاً خاصاً، فقد وجد بها ضالته خاصهً في صناعه الافلام التي تعتمد علي المؤثرات البصريه المذهلة، وخلق الشخوص الخيالية وتحريكها.

وبدأت تقنية تتبع أو التقاط الحركة كأداة تحليل للقياس الضوئي photogrammetric في بحوث الميكانيكا الحيوية في السبعينات والثمانينات، وتوسعت في التعليم والتدريب والرياضة، ومؤخرا الرسوم المتحركة، الكمبيوتر والتليفزيون والسينما وألعاب الفيديو، ومع بدايات القرن العشرين أصبح الأداء وتحديد الحركة من الأنظمة البصرية.

  وتعمل هذه التقنية علي تسجيل الحركة البشرية، وتحويلها الي اشارات من خلال بدلة يرتديها من يقوم بالحركة الفعلية وتسمي Muscle suit  أو  movement suite او  tracing suite ولهذه البدلة عده ناقلات للحركة sensors ، لنقل حركات واحد أو أكثر من الممثلين عدة مرات في الثانية، ثم يتم ارسال بيانات الحركة إلى النموذج المخلق بالكمبيوتر بحيث يقوم النموذج بنفس الحركات والتعبيرات التي يقوم بها الممثل الفعلي، و في كثير من الأحيان يكون الغرض من التقاط الحركة هو تسجيل حركات الممثل فقط، وليس مظهرهم البصري.

ولا يقتصر الامر علي حركه الجسم فقط انما يتطرق الامر الي نقل تعبيرات الوجه وردود الأفعال.

من فيلم أمريكان بوب

يمكن أيضًا التقاط حركات الكاميرا نفسها، حيث يتم تسجيل حركات الكاميرا الافتراضية في المشهد بالاضافه لأداء الممثل، وتسمح هذه الامكانيه لتلك النماذج التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر أن يكون لها نفس منظور وزوايا اللقطات الحية، وايضاً تتطابق حركات الكاميرا وتتبعها لأداء الممثلين.

ولا يجب أن نخلط بين تقنيه Motion Capture وتقنيه الروتوسكوب rot scoping    ليس لأن الفارق بينهما هو فارق زمني فقط ، انما تختلف طبيعة عمل كل منهما ، وطبيعة توظيفهما في الأفلام ، مثلا فيلم “سيد الخواتم” The Lord of the Rings اخراج : Ralph Bakshi عام (1978) ، وايضاً فيلم (البوب الأمريكي) American Pop اخراج : Ralph Bakshi عام (1981).

فقد اعتمدت هذه الافلام على تقنية (الروتوسكوب) في تنفيذ حركه الشخصيات الكرتونية، ويتم بهذه التقنية تصوير حركات الممثل، لكي تعاون رسامي الرسوم المتحركه علي خلق حركه متطابقه تماماً للحركه الواقعية، ومن ثم يتم تتبع اللقطات الحية للممثل كادر كادر، والتقاط الخطوط العريضة للممثل والحركات لتصبح الشخصية الكرتونية مطابقة تمامًا في حركتها مع لقطات الحركة الحية، وهذه العملية تستغرق قدرا كبيرا من الوقت والجهد.

ما تقدمه تقنيه التقاط الحركة

كانت العقبه الاساسيه التي تؤرق كل مصممي المؤثرات البصرية، هي استهلاك الكثير والكثير من الوقت والجهد سواء بعمليات تحريك النماذج المُخلقه (2D-3D) او بعمليات الاظهار Render ، وجاءت تقنيه (التقاط الحركه) لتحل تلك المعادله وتحقق ما ينشده مصممي المؤثرات البصرية بمنتهي الدقة والحرفية، وايضاً في وقت يكاد يكون الوقت الاصلي Real Time ، وهذا يقلل من التكاليف بشكل كبير.

من فيلم أفاتار

الأمر الآخر والهام ايضاً، انه لا يختلف مقدار العمل باختلاف مدى تعقيد أو طول المؤثر البصري –كما كان يحدث عند استخدام الاساليب التقليديه- وهذا يسمح للقيام بالعديد من التجارب والاختبارات مع أنماط مختلفة للحصول علي افضل النتائج والمتوافقه مع اداء الممثل.

كما يُمكن إعادة إنشاء الحركة المعقدة الثانويه والتفاعلات الجسدية مع الشخصيات الثانوية بسهولة ودقة، وأيضا كمية بيانات الرسوم المتحركة التي يمكن إنتاجها في وقت قصير كبيرة للغاية بالمقارنة مع تقنيات الرسوم المتحركة التقليدية، وهذا يسهم في تحقيق قله التكلفة والوفاء بالمواعيد النهائية للتسليم.

وبالاضافه لكل ما سبق يُمكن العمل على عده برامج، وبالتالي فتعدد البرامج التي يمكن تنفيذ هذه التقنيه عليه يُسم بشكل فعال في خفض التكلفة، أو بمعني اخر يختار صانع العمل اياً منها يناسب ميزانيته.

Visited 1 times, 1 visit(s) today