انتقادات إيرانية لأصغر فرهادي بسبب موقفه من غزة

Print Friendly, PDF & Email

أطلق مخرج سينمائي وناشطة إيرانية مشهورة حملة إعلامية تدين عمليات القتل في الحرب الحالية بين إسرائيل وغزة، مستمدة الدعم من مستخدمي الفيس بوك ومثيرة بعض الانتقادات بسبب تبنّي موقف محايد في النزاع.

التقط كلّ من المخرج الإيراني أصغر فرهادي والمحامية الحقوقية الإيرانية نسرين ستوده صورة لهما يحملان راية كُتِب عليها “أوقفوا قتل أبناء جنسكم.” وإنّ الصورة، التي نُشِرت على صفحة الفيس بوك الخاصة بزوج ستوده، رضا خندان، في يوم 14 تموز/يوليو، أتت كردّ على الحرب الحالية بين غزة وإسرائيل.

فرهادي مخرج حصل على جائزة أوسكار عن فيلم “انفصال”، وهو فيلم إيراني يحلّل عدة مسائل دينية وطبقية في إيران. أما ستوده فهي أحد أشهر الناشطين الحقوقيين في إيران، وقد جرى اعتقالها في ظلّ الإجراءات القمعية التالية لانتخابات العام 2009، وأطلِق سراحها قبل انتهاء عقوبة السجن بفترة قصيرة، مباشرة قبل وصول الرئيس حسن روحاني إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2013.

لا يأخذ شعار الحملة موقفًا متحيزًا تجاه الحرب الحالية، بل يركّز بدلاً من ذلك على جوانبها الإنسانية، لكنّ صفحة الفيس بوك التابعة للحملة تدين بشكل أوضح عمليات القتل في غزة. ويقول الوصف في اللغتين الإنكليزية والفارسية “نحن نندّد بالمجازر المرتكبة بحق البشرية في كلّ مكان. انضمّوا إلى احتجاجنا ضد المجازر في غزة.” وحتى الآن، قُتِل أكثر من 200 فلسطيني وإسرائيلي واحد.

وشجعت هذه الصفحة التي حصلت على أكثر من 27,000 “معجب”، الناس على التقاط صورة لأنفسهم حاملين لافتة أو راية كُتِب عليها “أوقفوا قتل أبناء جنسكم”. كتب بعض المشتركين الشعار على أذرعهم أو أيديهم، ويبدو أنّ عددًا كبيرًا من المشاركين موجودون في إيران أو يحملون أسماء إيرانية، لكن تظهر أيضًا صور لكثيرين من الواضح أنهم خارج البلاد.

والجدير بالذكر هو أنّ أيًا من الصور لا تشير إلى الجنسية أو الانتماء الديني للمشاركين، فما من أعلام أو صور لقادة عالميين. لم يجب المشرفون على الصفحة بعد على الرسائل الالكترونية للاستفسار عمّا إذا كانت صفحة الفيس بوك مرتبطة بفرهادي أو ستوده، أم إنها مشروع مستقل مستوحى من صورتهما الأصلية. وقام خندان أيضًا بمشاركة الرابط إلى حملة الفيس بوك عندما شارك الصورة.

مع ذلك، لم تمرّ الحملة من دون انتقادات.

كتب أرمين غوبادي لموقع مانوتو التابع لمحطة مانوتو الفضائية الترفيهية الناطقة بالفارسية، “في حين سأل البعض، ‘لماذا لم يُظهِر فرهادي مثل ردة الفعل هذه تجاه الشؤون الداخلية للبلاد؟،’ تجدر الإشارة إلى أنّه في هذه اللفتة الرمزية، لم يشِر إلى أي بلد أو مكان معيّن، فهي تشمل البشرية كاملة في كافة أقطار الأرض.” وفي حين تشكّل هذه قراءة دمثة للوضع، أتت راية ستوده وفرهادي بوضوح كاستجابة للحرب في غزة.

انتقد موقع “بولتن نيوز” الإيراني المحافظ الحملة أيضًا مشيرًا إلى أنها مضلَّلة. ويرد في مقال بولتن نيوز “ربما هم محايدون ويسعون إلى السلام لأنهم تحت تأثير الإعلام الإسرائيلي ومؤيدي الصهيونية. فهذه الأيام، مع عناوين مثل ‘إسرائيل تحت النار’ و’القصف على إسرائيل’، يفترضون ربما أنّ … سكان تل أبيب هم الذين خسروا 200 ضحية.”

ويكمل المقال بقوله “يقولون إنك لن تفهم ما يمرّ به من يعاني الوجع ما لم تختبر وجعًا مماثلاً. نحن الإيرانيون جرى زجّنا منذ عقدين في حرب فُرِضت علينا وكلّفتنا غاليًا. نحن نفهم جيدًا معنى الغزو ونوع الشعور الذي ينشأ تجاه الغزاة. لكن يبدو وكأنّ أصغر فرهادي ونسرين ستوده ليسا إيرانيين، فهما يعفيان الغزاة بسهولة من مسؤولياتهم، وفيما يحثان الإسرائيليين على إيقاف وابل الصواريخ، يدعوان الفلسطنيين إلى السلام.”

  • بقلم: آرش كرمى المحرر في موقع المونيتور الذذي يغطي اخبار إيران


Visited 17 times, 1 visit(s) today