الشروق: السينما لا تغسل عار دماء الأبرياء
تحت عنوان “السينما لا تغسل عار دماء الأبرياء” كتب خالد محمود في جريدة “الشروق” (بتاريخ 21 سبتمبر) يرحب بتعليق مهرجان دمشق السينمائي ويشير الى أن موقف السينمائيين المصريين ربما يكون وراء هذا القرار، لكنه يتمنى أن ينجح محمد الأحمد (رجل النظام السوري وخادمه الأمين) في إقامة مهرجان دمشق بعيدا عن سلطة الدولة.
يقول الكاتب: السينما لا يمكن أن تكون غسيلا لعار ذبح الأبرياء وهو ما كان يجب أن يفطنه مسئولو مهرجان دمشق مبكرا.
فأخيرا خضع مسئولو مهرجان دمشق السينمائى الدولى لصوت العقل ليس عقلهم بالطبع، وجاء إعلانهم حتى لو كان على استحياء بتعليق دورة المهرجان هذا العام..
السينمائيون المصريون وغيرهم قرروا وبإصرار مقاطعة الدورة الجديدة للمهرجان نظرا لبشاعة المجازر التى يرتكبها الرئيس السورى بشار ونظامه فى حق المواطن بل والإنسانية كلها، وهو النظام الذى يقام المهرجان تحت رعايته وإشرافه وبأمواله.
وواقع الأمر أن هذا الإصرار من السينمائيين فى مصر ونقادها على مقاطعة المهرجان وضع إدارة المهرجان السورى فى موقف حرج، بل وشكل ورقة ضغط كبرى على نجوم وصناع السينما فى دول أخرى مما جعل مسئولى دمشق يشعرون أن حيلتهم قد كشفت وخاب رجاؤهم فى إقامة المهرجان بنجوم السينما العربية ليوجهوا من خلاله رسالة بأن دمشق بخير وأن النجوم لا يأخذون موقفا من النظام السورى ولا ترتجف قلوبهم مما يفعله من قتل واغتيالات وقمع وسحل للمواطنين السوريين، ولا تهتز قلوبهم لبشاعة الصورة، وأن الأمر يسير على ما يرام فدمشق تحتفى بمهرجانها السينمائى الدولى، إذن فلا مجال للخوف ولا لهواجس القلق.
كان لدى إدارة مهرجان دمشق أمل حتى اللحظات الأخيرة لتحقيق أمنية الرئيس بشار بأن سوريا لا تعرف الدماء ولا القهر ولا القتل الجماعى، لكن يبدو أن الإحساس الفنى بداخلهم قد تحرك وأدركوا أنهم بإقامتهم للمهرجان سيعدون شريكا أساسيا فى الجريمة الإنسانية، وبالتالى قرروا تعليق إقامة المهرجان وليس إلغاءه ــ حسب تأكيد رئيسه محمد الأحمد ــ الذى من المؤكد أن هناك شعورا بالحسرة على ما يحدث للمجتمع السورى، وإن كنت أتمنى أن يخرج الأحمد بمهرجان فى المستقبل بعيدا عن النظام والدولة، ليكون مستقلا عن أى ضغوط وسياسات.
وإذا كان قد لمح بأن الدورة سوف تقام فى الظرف المناسب قريبا، فإننى أقول إنه لا وجود لظرف مناسب فى ظل تعنت وإصرار النظام السورى ــ صاحب المهرجان ــ لقمع شعبه، فلا مكان للإبداع فى أرض خصبة بالدماء، ولعل موقف السينمائيين الرافض للمشاركة، واضطرار إدارة مهرجان دمشق لعدم إقامة الدورة لدرس حقيقى لكل الأنظمة التى تمارس ديكتاتوريتها وقهرها للمواطن، بأن الفنان اليوم لا يمكن أن يكون بوابة خلفية لسياسة يسودها الظلم والقهر، وغطاء شرعى لممارسات الذبح والقمع.