“الشاشة الكبيرة”: أخبار ونجوم وشباك تذاكر!
بدءاً من عـــنـوانه التقـليدي، مروراً بمحتواه، وصولاً إلى طريقة تقديمه، فإن بـــرنــــامــج “الشاشة الكبيرة“، الذي تعرضه أسبوعياً قناة “العربية“، لا يقدم أي جديد على صعيد البرامج السينمائية الشحيحة في الفضاء العربي.
البرنامج، الذي مضى على انطلاقه أكثر من سنة، وفيٌّ لتلك النمطية الراسخة التي تكاد تجمع غالبية البرامج السينمائية في الفضائيات العربية، وهذه النمطية تختزل في فقرات باتت معروفة لمتابعي تلك البرامج: جولة بانورامية قصيرة حول آخر الإنتاجات السينمائية العالمية وأحدثها، خصوصاً هوليوود، مع تعليقات سريعة من نجوم تلك الأفلام، ثم جولة مماثلة في أروقة أحد المهرجانات السينمائية، فضلاً عن أخبار سينمائية متفرقة من هنا وهناك، وهي أخبار استهلكت عبر الفضائيات والإنترنت، وبالطبع لا تكتمل الخلطة، التي تدوم نحو نصف ساعة تقريباً، إلا بوجود أرقام تبين الأفلام التي تتصدر شباك التذاكر أسبوعياً.
لا أحد يعرف كيف اتفق معدو تلك البرامج السينمائية ومسؤولوها على هذه “الوصفة الجامعة” التي تسم غالبية البرامج السينمائية، وكأن ثمة تواطؤاً خفياً بينهم يقودهم إلى الاقتناع بأن السينما هي مجموعة أخبار ونجوم وشباك تذاكر فقط. واللافت أن برنامج “الشاشة الكبيرة“، لم يتخطَّ حدود هذه التيمة، بل انساق وراء هذه الوصفة، من دون أن يرسم مساراً مغايراً، ولا أن يتحلى بخصوصية تميزه عن بقية البرامج السينمائية.
نسوق هذا الكلام مع توجيه اللوم إلى “العربية” وفق مبدأ “على قدر أهل العزم تأتي العزائم…“، فهذه الفضائية التي حققت نجاحاً لافتاً، واستطاعت أن تحتل مرتبة متقدمة ضمن الفضائيات الإخبارية، لم تكن كذلك في ما خص برنامجها السينمائي الذي يأتي كنسخة مكررة لعشرات البرامج السينمائية على فضائيات أخرى، من دون اجتهاد في جعله انعكاساً لموقعها المرموق في الفضاء العربي.
لن يكون مجدياً، هنا، الخوض في تنظير عقيم حول كيفية جعل هذا البرنامج مميزاً، ومختلفاً من حيث الشكل والمضمون. لكن الأكيد أن غياب البرنامج لن يلفت انتباه أحد، مثلما أن عرضه لا يحظى بأي اهتمام، وهذا يؤشر إلى خلل لا بد من التوقف عنده وتصحيحه، وتلك مهمة لن تصعب على من يديرون فضائية في مستوى “العربية“.
ولعل المبدأ الأول والأساس في نجاح أي برنامج سينمائي منتظر هو الابتعاد عن تلك الوصفة المملة المعروفة، والسعي إلى طرح مواضيع سينمائية تحفل بها فضاءات الفن السابع؛ مواضيع وقضايا تراكمت عبر أكثر من قرن منذ “وصول القطار إلى المحطة“حتى اللحظة الراهنة التي غدت فيها السينما وسيطاً عابراً للقارات، تخفق لسحرها قلوب البشر في كل مكان.