من عاداتى السينمائية مطالعة كتالوجات المهرجانات السينمائية كل فترة وتذكير نفسى بالمعلومات الكاملة للأفلام. ومؤخرا وأنا أقلب في كتالوج مهرجان أبوظبي السينمائى الدولى الخاص بعام 2011 فوجئت بشئ صدمنى.

فيلم أسماء بطولة هند صبرى واخراج عمرو سلامة والذى حصل على جائزة أفضل مخرج عربي في مسابقة أفاق جديدة المخصصة للعمل الأول أو الثانى بمهرجان أبو ظبي، وحصل كذلك على جائزة أفضل ممثل بنفس تلك المسابقة للفنان ماجد الكدوانى، فوجئت بأن الموزع الدولي لهذا الفيلم هو (باشا بيكتشرز) وهي شركة فرنسية من بين مؤسسيها المخرج مروان حامد الذى كان من بين اعضاء لجنة تحكيم مهرجان أبوظبي التى منحت الجوائز لعمرو سلامة والكدوانى.

أى ببساطة أن موزع أحد الأفلام منح له جائزتين. وهذه هى فضيحة متكاملة الأركان في عالم المهرجانات. اذ أن اللوائح الثابتة لكل مهرجان ومنها أبوظبي ألأ يكون أحد لجنة تحكيم أحد الأفلام له علاقة بانتاج أو توزيع أحد الأفلام التى  يقوم بتحكيمها.

والأسئلة هنا لا تعد ولا تحصى. ألا يعرف عمرو سلامة أن باشا بيكتشرز هى موزعة فيلمه؟ وألا يعرف أن مروان حامد شريك فيها؟ أما مسؤولا المهرجان انتشال التميمى وبيتر سكارليت اللذان لا يكفان عن الافتخار باختياراتهما ومهنيتهما، هل خبئا تلك المعلومة ليضمنا جائزتين لفيلم أسماء.

لكن السؤال الأهم هو كيف سكت ضمير مروان حامد وهو يعطى الجائزتين لفيلم يقوم بتوزيعه؟ والسؤال الأخر هو هل يقوم عمرو سلامة باعادة الخمسين ألف دولار قيمة جائزته التى قبضها عنه أم أنه سيعتبر ما كشفناه كأنه لم يكن؟

أما المفاجأة الثانية غير السارة هى أن المنتج محمد حفظى يقوم بانتاج فيلم تسجيلى عنوانه (بلد مين) عن الثورة المصرية لمخرج جديد اسمه محمد صيام. والفيلم اشترك في برنامج تطوير للأفلام التسجيلية اسمه جرين هاوس ينظمه (الصندوق الجديد للسينما والتلفزيون باسرائيل) مع اطراف متوسطية أخرى.

والبرنامج ممول من الاتحاد الاوروبي منذ عام 2006 ومصنوع لدفع السينمائيين العرب للتعامل عنوة من الاسرائيليين في ورش عمل واحدة. السينمائيون العرب المعروفون والمحترومون قاطعوا هذا البرنامج من بدايته. ولا يجوز هنا التحجج بوجود اطراف اوروبيين وعرب بالمشروع. فأى سينمائى متابع يعرف ان ادارة هذا البرنامج اسرائيلية وملفات تقديم المشاريع ترسل على تل أبيب.

إذن لماذا كسر حفظى هذه المقاطعة واشترك بفيلمه في هذا البرنامج؟