أشباح الامومة في مهرجان سلا الدولي لأفلام المرأة
الرباط– رامي عبد الرازق
“أنتِ لن تهزميني
لن أكون بيضة لتشرخيها
في هرولتك نحو العالم،
جسر مشاة تعبرينه
في الطريق إلى حياتك
أنا سأدافع عن نفسي”
الشاعرة البولندية آنا سوير*
ما الذي يدفع مجموعة من صانعات السينما من عشرة دول لأن تصبح اسئلة الأمومة الشائكة وشخصية الام متعددة التأويلات والدلالة هي مرآة السرد الأساسية في افلامهن التي انجزت عبر أعوام الوباء والحرب!
من بين عشرة أفلام روائية طويلة شكلت ملامح مسابقة الدورة الـ 15 لمهرجان سلا لأفلام المرأة تتجلى بوضوح تلك الاشارات التي يمكن ان نطلق عليها اشباح الامومة – بتعبير الشاعرة المصرية ايمان مرسال- والتي تمثل مفتاح السرديات المختلفة التي تتخذ منها الأفلام تكأة للسؤال ومراوغات الاجابة.
الرحم المغلق
في الفيلم الأرجنتيني “اسعد أيامنا” للمخرجة سول بيروزو بيشون الحائز على جائزة افضل ممثل رجال- كرستيان نيسن- تدخل الام ذات ال 74 عاما إلى حجرتها ليلة عيد ميلادها التي قضتها وحيدة مع ابنها دون ان تدري انها مصابة بالسرطان في مراحله الأخيرة- فتخرج منها في اليوم التالي وقد حلت روحها في جسد طفلة عمرها سبع سنوات ولا يعود امام الأبن – صاحب الميول المثلية المكبوتة بسبب عيشته مع الام- إلا الاتصال بأخته لكي تشاطره عبء هذا التحول العجيب.
تنقلب الآية التقليدية ما بين الام التي ترعى ابنائها -او تتسلط عليهم- إلى الابناء الذين يرعون امهم التي تجدد جسدها المسرطن وصارت طفلة تنتظر أن تذوب في البحر بدلا من موت مأساوي، تطارد الام أليس ارنبا ابيضا كانت تربية ذات يوم والان صارت تراه بعد أن انقلبت طفلة يجري إلى البحر لكي يقودها إلى عالم العجائب بدلا من القبر المقفر الكئيب.
لكن تحول الام إلى طفلة بدلا من موتها يحرر الابناء من تلك العلاقة المؤذية التي سجنت ميول الأبن لأكثر من ثلاثين سنة وجعلت الأبنة تفر في محاولة للعصور على رجل تألفه روحها ويسطيب جسدها مذاقه دون أن تعكر الام صفو مشاعرها بتعليقاتها المدببة.
حين تصير الام طفلة ولا تغيب بالموت القاسي او السرطان المدمر يأخذ الأبناء مساحة رمادية للعثور على اسعد أيامهم؛ فالأبن أخيرا يتحرر من أسر الرحم المغلق ويعثر على شريك له نفس ميوله، فيتعصر نفسه في علاقة طال انتظارها دون أن يحس بالذنب الذي كان يركبه دوما والتي كانت امه تحرس بوابته كي لا يغادره الشعور بالخوف أو الفقدان.
أما الأبنة التي تتقبل سريعا تحول امها لطفلة تجد اخيرا الفرصة لكي تهب نفسها بشجاعة لعلاقة كانت تخشاها دوما او تنفر من سياقاتها الضاغطة لان الام استنفذت كل صبرها على الضغوط ولم تعد تحتمل حتى ان يضغط جسدها ثقل رجل ولو ليمنحها اللذة – في المشهد الذي تمارس فيه الجنس في السيارة نراها تعتلي حبيبها ولا تنام تقع تحته كأنها ترتفع او ترفع رايتها هي على جسده او تعلن لعالم ولأمها انها لم تعد تخشى الحب او اللذة.
في النهاية لا تموت الام بالسرطان كما في السياقات الميلودرامية المبكية ولكنها تذوب في البحر خلف الأرنب الجميل الذي كان يتجسد لها بين الحين والاخر في صورة مذيع أشقر ببذلة ذهبية يمنح ربات البيوت نصائح تنمية بشرية تبدو مضحكة لكنها في النهاية تمثل منتهى علم الام عن العالم واتصبح أسعد أيام الاسرة هي تلك التي عاش فيها الابناء دور الاباء لامهن واستردت فيهن الام طفولتها قبل أن تغادر الوجود المحسوس إلى عالم اخر فيه البحر أكثر اتساعا من عالمنا الضيق.
عفاريت الامومة
ومن الرحم المغلق لأم متسلطة إلى رحم رافض لأن يجلب طفلا إلى هذا العالم لأنه أكثر كاريكاتورية من ان يحتمل وجود اخر جديد، في الفيلم النرويجي “نينجا بيبي” الحائز على الجائزة الكبرى للمهرجان هذا العام تناقش المخرجة ينجفيلد سف فليك اسئلة الامومة في اللحظة الراهنة التي يبدو فيها الوجود مسخرة كبرى لا سبيل للتعاطي معها بجدية الأمومة او اوهام الأسرة والبيت ودفء العائلة.
تكتشف راكيل الرسامة وفنانة الكاريكاتير انها حامل في الشهر السادس بعد قضاء ليلة واحدة مع شخص لا تربطها به علاقة عاطفية، بينما هي على وشك ان تبدأ في علاقة جادة مع مدرب الفنون القتالية ذو الأصول الشرقية الذي يدربها، وبينما تحاول التخلص من الطفل الذي ترى أن العالم كله لن يحتمل حضوره لا بهذه الصورة ولا بغيرها ينهض الطفل في مخيلتها في هيئة نينجا صغير – استلهاما من روح الفنون القتالية التي تتدرب عليها- ليبدأ في الدفاع عن نفسه كفكرة وكيان – في دمج ما بين الأنيميشن والتمثيل الحي- ومن خلال تواجده المستمر في خيالاتها الهادرة تبدأ رحلتها في محاولة اقناعه بعدم القدوم او بقبح العالم من ناحية مناقشة احقيتها في أن يكون لها سيطرة على جسدها دون ان تضطر للحمل والأمومة او لأن تقترب برجل لمجرد أنه الاب البيولوجي لطفلها القادم.
تبدو الأمومة كابوس مرعب لراكيل، وتختار المخرجة نموذج النينجا دلالة على قدرة الطفل/البيبي القتالية وسرعته ومهارته في التخفي والتسلق والمراوغة في مجاز واضح لطبيعة الصراع بينها وبين الامومة واشباحها.
تخلط المخرجة بين مخيلة الأم الرسامة وبين حضور البيبي الذي يمثل محامي الشيطان حيث يدفعها لتخوم الهيستريا، تذهب في البداية للاب البيولوجي الذي يرفض أن يكون ابا نتيجة ليلة متعة عابرة، بل أنه يقنعها بممارسة الجنس عل هذا يساعدها على الاجهاض – يقول لها بما أنها حبلى بالفعل فمن الآمن جدا أن يمارس معها الجنس الان لأنها لن تحمل ثانية بالتأكيد- وتصور المخرجة رحم راكيل من الداخل والطفل يتلقى دفقات القذف كأنها رصاصات توجه له لكنه يظل متشبثا في النهاية بجدار الرحم رافضا أن يتم اجهاضه بهذه الطريقة، بينما يحصل الرجل/الاب على متعته مستمرا في حالة التخلي عنها إلى ما قبل النهاية بقليل.
تتمكن راكيل أخيرا من انجاب البيبي بعد ان كادت تفقده بالفعل في شهره السادس، يبقى في الحضانة ليكتمل تشكله خارج رحمها بإرادة وجودية، تتركه للأب الذي تجتاحه عواطف شغوفه بالقطعة اللحمية التي تحمل عصارة صلبه، أما راكيل فتنجب طفلا أخر؛ كتابها المرسوم عن رحلة الحمل ومحاولات الاجهاض وأخيرا الولادة غير المرغوب فيها، يشاهد العالم للمرة الاولى صورة النينجا بيبي كما كان يطاردها، ويصبح الكتاب هو اختيارها الحر وارادة وجودها، بعد أن استسلمت لضرورة الانفصال عن حبيبها وقت أن كانت حبلى (يأخذ الجنين نصف جيناته من الأم، ويعتمد عليها في كل ما يحتاج ليعيش، حتى لو كان ما يحتاجه ضد مصلحتها. طريقة الجنين المبرمجة على الأنانية تُسخّر جينات الأم وتجعلها تنكر ذاتها من أجله عبر الحب) – ايمان مرسال – عن الأمومة واشباحها
من الملاحظ ان كلا الفيلمين السابقين يعتمدان على سرديات أكثر انفتاحا وتحررا على مستوى الشكل وأكثر حداثة على مستوى التناول، الأول هو مزيج من الفانتازيا والواقعية السحرية والثاني هو فانتازيا تعتمد على الدمج بين التحريك والتمثيل الحي، هذه الافرازات الشكلية سببها الأساسي هذا القدر من الصراحة والشجاعة في البوح عن مختلف درجات الأنانية لدى النساء حين يطأن ارض الامومة السائلة.
ولكن حتى عبر الانواع التقليدية كالميلودراما او التراجيديا العائلية ظلت اشباح الأمومة تطارد مخيلة المخرجات دون أن يهربن منها ولكن يلتقطنها بمهارة في شباك الكاميرا.
في الفيلم السلوفاني “موجا فيسنا” الحائز على جائزة افضل عمل اول تبدو فيسنا الشابة الحامل شديدة الرفض لحملها بسبب انها لا تريد أن يهبط من بين ساقيها طفل يمد جذوره في ارض غريبة، ارض المهجر الأسترالية التي تعيش فيها مع والدها واختها موجا بعد ان رحت امهم، يشعرها غياب الموت القسري بالموت وحملها بدون زواج استفزازا من القدر او قوى السماء القاهرة، بينما تحاول اختها موجا الطفلة ذات العشر اعاوم ان تلعب بقصد او دون قصد دور الأم الغائبة في مسؤولية وجودية استثنائية، تذكرنا موجا بالأم الطفلة في الفيلم الأرجنتيني لأنها النقيض منها فالأولى تمارس الامومة كسلطة وحق مكتسب يمنحها التحكم في حياة ابنائها بينما الثانية تفرض عليها امومة هي لا تريد صولجانها لأنه اثقل من أن تحمله يدها الصغيرة – في المشهد الاخير مشاهدها تحمل طفلة اختها بعد أن انجبتها وهربت من المستشفى ومن عفاريت الأمومة التي ظلت تؤرقها طوال شهور الحمل.
وتذكرنا فيستا براكيل بطلة نينجا بيبي في رفضها أن تصبح الامومة ثمن المتعة للذة جسدية كان القصد منها امتاع الروح فغشى الجسد سحابة من الهرمونات والخصوبة غير المطلوبة في هذا الوقت المبكر من العمر.
تغلب على الفيلم مسحة شعرية رائقة تلون التراجيديا العائلية عبر مساحات الاختلاف ما بين اللغة الانجليزية التي تمارسها موجا فيسنا خارج البيت وبين حديث موجا بالسلوفانية مع الاب الذي لا يتحدث لغة المهجر الذي جاء إليه لتموت امراته ويستقبل اولى احفاده من حمل سفاح لأبنة هاربة.
ايضا يلعب البحر دورا في تكثيف اللحظات الوجودية الخاصة بافتقاد الأم الأصلية ورفض فيسنا لأمومة تراها مصطنعة لأنها غير اختيارية بينما تستقبل موجا ابن اختها على الشاطئ في النهاية كأنما تعمده بأمومتها او تعمد نفسها بالأمومة التي لم تخترها ولكنها لن ترفضها.
الأمومة المفروضة على الجسد دون اختيار او اشباح الامومة كما تتجلى في مسابقة المهرجان نراها مرة اخرى في الفيلم الفيتنامي الياباني على طول البحر – البحر مرة أخرى- حيث تهرب ثلاث فتيات فيتناميات من بلدهن إلى اليابان كمهاجرات غير شرعيات ليعملن في أحدى مصانع الأسماك ولكن احداهن تقع فريسة شبح الامومة الذي يطاردها بين صناديق السمك وثلوج المهجر الباردة – للمرة الثانية يتواطأ المهجر سواء كان شرعيا او غير شرعي مع اشباح الامومة كما في الفيلم السلوفاني- وبينما يبدا الفيلم برحلة الفتيات الثلاث، سريعا ما يتخلى الفصل الثاني والثالث عن اثنتين منهن ويمضي متوحدا مع ازمة الام الشابة التي تضطر لتزوير هوية وبطاقة تأمين صحي من أجل ان تعالج في احدى المستشفيات وهو ما يمتص كامل اجرها المتناقص بالأساس بسبب عدم قدرتها على العمل لظروف حملها!
يعتبر الفيلم الفيتنامي “على طول البحر” والمغربي “قصر النظر” من تمثيل وإخراج سناء عكرود اضعف التجارب التي يتجلى فيها توظيف تيمة اشباح الأمومة كما تم رصدها، في الفيلم الفيتنامي تتحول الرحلة الغامضة للفتيات الثلاث إلى حالة من حالات الاستجداء الميلودرامي او الصوابية السياسية التي تريد للمتلقي أن يتعاطف او يشفق على المهاجرة غير الشرعية التي دفعتها ظروف الفقر المادي والاجتماعي إلى الهجرة وبالتالي تتعرض لكل ما يمكن ان تتعرض لها مهاجرة غير شرعية من سياقات نمطية سبق وان قدمت بنفس السردية في تجارب مشابهة، رغم بداية الفيلم التي هيأت شعورا بأن ثمة ما يمكن أن يكون مختلفا او مغايرا في رحلة الفتيات الثلاث وعملهن في مصنع للأسماك المصدرة إلى الخارج وحتى مع ظهور علامات الأمومة على واحدة منهن كان من الممكن أن تظل المعالجة بعيدا عن هذا القدر من النمطية الخاملة.
وبنفس القدر من التشابه يبدأ الفيلم المغربي بإرهاصة قوية لصراع ينطلق من وحي ازمة طبقية واجتماعية ومادية لاحد القرى الفقيرة في جبال الأطلس والتي تضطر واحدة من الأمهات/سناء عكرود ان تهبط رغم حملها الثقيل في رحلة طويلة لكي تصلح نظارة امام مسجد القرية لكي يتمكن من قراءة رسائل زوجها المسافر، ولكن فجأة وكما تحول الفيلم الفيتنامي يتحول الفيلم المغربي إلى حالة من الرطانة والطنطنة السياسية والاجتماعية المبتذلة على لسان تلك الفلاحة الجبلية التي تتورط في مظاهرة لا شان لها بها فيقبض عليها وتتحول إلى رمز للقمع السياسي حيث تجرى معها المقابلات الصحفية والتحقيقات الشرطية في مشاهد طويلة ورتيبة وخافتة شكلا ومضمونا، عبارة عن مشهد واحد يتكرر مرة بعد اخرى تفرد فيه عكرود المخرجة لعكرود الممثلة وقت يقتل ايقاع اي فيلم ومساحة لكي تبرز مواهبها التمثيلية بأكثر الأساليب افتعالا وسذاجة.
شانكر الام البديلة
انه يحكي لها حكايات ما قبل النوم ويصنع لها البيض بالطريقة التي تحبها وينظف لها الفراش ويرعى سذاجتها كي تنمو نحو وعي سوي، ويشرح لها ما غمض عنها من تفاصيل العالم الواسع خارج اسوار البيت الفخيم الذي تقيم فيه مع اسرتها البرجوازية، كل هذا يمارسه شانكر خادم عائلة الضابط المرهفة مع الابنة التي تكبر لتصبح مخرجة فتفكر في كتابة فيلم عن هذه الام البديلة التي لخصت حكايتها قصة صعود الطبقية في هند ما بعد الاستقلال إلا أن هذه الأم ترتدي ثياب الرجال وتحمل ملامحهم وتدعى شانكر.
يبدو شانكر كأم حقيقية في تتبع الكاميرا له عبر طقوس خدمته للعائلة وعلاقته بالأبنة الصغيرة، تمنح له الكاميرا كل الوقت كي يشرح أمومته وصولا إلى اللحظة الذي يستدعي فيها من اجل ابنته المريضة فترفض الأسرة أن يغادر لأنها لن تجد خادما متعدد الميزات مثله، وذلك رغم خشونتهم الطبقية في التعامل معه خاصة الأم البيولوجية للأبنة.
يبدو شانكر أكثر امومة من الام الأصلية في احتوائه لأسئلة الوجود التي تراود طفلة تنظر إلى عالم تبدو فيه كل الأشياء جميلة لأن القبيح يقبع خلف اسوار بيت عائلة الضابط بقيمها الطبقية الرثة.
هذا رجل تلبسته اشباح الامومة فصنع منها باقات من الأجابات واطباق الطعام ونعومة الحديث والسلوك، لكنه حين احتاج ان يمارس دوره الطبيعي كرب اسرة تحولت تلك الامومة إلى قيد يمنع من المغادرة إلى ابنته المريضة.
بايقاع هادئ وكادرات ترصد في لقطات واسعة عالم البيت الذي يجمع شانكر بالطفلة تترك لنا المخرجة تفاصيل الحكاية تتشكل عبر اليومي والمعاش في حياة الأسرة، عبر سرد خطي من عينا الطفلة ونظرتها لعوالم الكبار واسئلتهم المربكة في مقابل اجابات شانكر الهادئة التي تربت على روحها التي لم تخدشها اشواك المجتمع المخملي الذي يحتويها.
أخيرا تجدرالاشارة إلى أن اشباح الامومة لم تطارد فقط صانعات الأفلام الروائية بمسابقة المهرجان ولكنها امتدت إلى مخرجات التجارب الوثائقية المشاركة في الدورة ال 15 فمن بين خمسة افلام مشاركة في المسابقة ثمة اكثر من تجربة تتجلى فيها تلك التساؤلات الجدلية والوجودية حول العلاقة مع الام وعلاقة الام بالعالم من بينها الفيلم الجنوب سوادني ليس من السهل العودة إلى المنزل للمخرجة اكول دي مابيور وهي ابنة الزعيم الجنوبي جون جرانج مهندس الانفصال عن السودان الذي تم اغتياله عام 2005 وكيف استطاعت زوجته -أم المخرجة- ان تكمل مسيرة زوجها عائدة من المنفى مع بناتها وصولا إلى ان تصبح واحدة من خمس نواب للرئيس الجنوب سوداني سيلفا كير، دون ان يتحول الفيلم إلى دعاية سياسية من أي نوع ولكن عبر تتبع مسيرة هذه الام الأرملة التي مات الرجال في عينيها يوم أن قتل زوجها واصبح تراب الوطن هو نطف الأخصاب التي ولدت من خلالها نضالها وجلدها في الصعود لقمة الهرم السياسي في بلد يعاني من سلام هش واضطرابات تقسم ظهر اي دولة وتحلو دون نهوضها حضاريا وانسانيا.
ام الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم وثائقي بيننا نحن النساء للمخرجين دانيال اباني تيلاهون وسارة نوا فهو بالأساس فيلم يحكي حاكية قرية اثيوبية عبر الهواجس المطلقة للأمومة، فالمخرج يصطحب زميلته ويعود إلى قريته ميجندي ليصور طوال خمس سنوات عبر اسلوب تسجيلية المعايشة نساء قريته وهم يتحدث عن علاقتهم بأنفسهن واجسادهن في خضم التحول والتغيير الذي يصيبهن مع كل ولادة جديدة.
*
ترجمة ايمان مرسال