مقتل بطلة فيلم فلسطيني سيعرض في مهرجان كان في قصف إسرائيلي

وكالات ومواقع
لقيت فاطمة حسونة، المصورة الصحفية وبطلة فيلم “ضع روحك على يدك وامش” للمخرجة سبيده فارسي – والذي تم اختياره للعرض ضمن تظاهرة السينما المستقلة (أسيد) بمهرجان كان السينمائي الـ78 – لقيت مصرعها بشكل مأساوي مع أفراد عائلتها العشرة، بصاروخ إسرائيلي استهدف المبنى الذي تسكن فيه في شمال غزة، حسبما أفاد فريق ACID.
وفاطمة هي نجمة فيلم وثائقي من المقرر عرضه في مهرجان كان السينمائي الشهر المقبل. ولم تكن فاطمة، خريجة الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية في غزة، مجرد مصورة فوتوغرافية، بل كانت شاهدة بصرية على واقع يزداد قسوة يوما بعد يوم. وقبل ساعات من مقتلها، نشرت صورة لغروب الشمس من شرفتها، وكتبت: “هذا هو أول غروب للشمس منذ وقت طويل”. وفي منشور سابق كتبت: “أما الموت الحتمي، إذا مت، أريد موتًا صاخبًا، لا أريدني في خبر عاجل، ولا في عدد مع مجموعة، أريد موتًا يسمعه العالم، وأثرًا يدوم إلى الأبد، وصورًا خالدة لا يدفنها الزمان ولا المكان”.
وقال بيان من فريق الفيلم إن الراحلة، المقيمة في غزة، كانت تبلغ من العمر 25 عاماً. وكانت ابتسامتها ساحرة كإصرارها: وهي تشهد على ما يجري من أحداث مأساوية، تصوّر غزة، توزع الطعام رغم القنابل والحزن والجوع. سمعنا قصتها، فرحنا بكل ظهور لها لرؤيتها على قيد الحياة، وخشينا عليها.. شاهدنا وبرمجنا فيلمًا بدت فيه قوة حياة هذه الشابة أشبه بمعجزة. هذا ليس الفيلم نفسه الذي سندعمه ونعرضه في جميع دور العرض، بدءًا من كان. علينا جميعًا، صناع أفلام ومشاهدون، أن نكون جديرين بنورها”.
وكتبت المخرجة الإيرانية سبيده فارسي أيضًا عن هذا الحدث المأساوي”ربما أنا أُبشر بموتي الآن قبل أن يقوم الشخص الواقف أمامي بتحميل بندقية القنص النخبوية الخاصة به وينتهي وانتهى. الصمت. هذه كلمات فاطمة حسونة، أو فاطمة، لأصدقائها، مقتطفة من قصيدة طويلة بعنوان “الرجل الذي ارتدى عينيه”، وهي قصيدة تفوح منها رائحة الكبريت، تفوح منها رائحة الموت بالفعل، لكنها مليئة بالحياة أيضًا، كما كانت فاطمة، حتى صباح اليوم، قبل أن تودي قنبلة إسرائيلية بحياتها، وكذلك حياة عائلتها بأكملها، وتحول منزلهم إلى أنقاض”.
وأضاف: لقد تعرفتُ عليها عن طريق صديق فلسطيني في القاهرة، بينما كنتُ أبحثُ بيأسٍ عن طريقٍ للوصول إلى غزة، باحثًة عن إجابةٍ لسؤالٍ بسيطٍ ومعقدٍ في آنٍ واحد هو: كيف يعيش المرء في غزة، تحت الحصار كل هذه السنوات؟ ما هي الحياة اليومية للشعب الفلسطيني في ظل الحرب؟
في السابق، قامت فارسي بإخراج فيلم التحريك “صفارة الإنذار” والذي يدور حول الحرب بين العراق وإيران .. “أنا، التي ما زلتُ أشعر بصدى موجات الانفجار البعيدة يتردد في أذنيّ (…) أردتُ أن أعرف كيف قاوم الغزيون كل هذا، وما الذي كانوا يمرون به… لم أجد الإجابة في الأخبار ووسائل الإعلام. أردتُ أن أسمع كلماتهم دون وساطة. أردتُ أن أكون في غزة”.
ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من إدارة مهرجان كان بشأن هذه الجريمة الإسرائيلية البشعة.