مئات السينمائيين يطالبون مهرجان فينيسيا باتخاذ موقف بشأن غزة
وقّع مئات من السينمائيين وصانعي الأفلام والفنانين والشخصيات الثقافية الإيطالية والعالمية رسالة مفتوحة تدعو مهرجان فينيسيا السينمائي إلى اتخاذ “موقف واضح لا لبس فيه” ضد “الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة”.
وُجّه النداء، الذي نُظّم تحت راية “فينيسيا من أجل فلسطين”، يوم الجمعة- إلى كل من بينالي فينيسيا، وهي المنظمة الأم للمهرجان السينمائي الكبير، بالإضافة إلى قسمي المهرجان المستقلين “أيام فينيسيا” و”أسبوع النقاد الدولي”. وتتهم الرسالة الحكومة والجيش الإسرائيليين بارتكاب إبادة جماعية في غزة وتطهير عرقي في جميع أنحاء فلسطين، وتحثّ المهرجان على تجنّب أن يصبح “معرضًا فارغًا ومُحزنًا” من خلال توفير “مساحة للحوار والمشاركة الفعّالة والمقاومة، كما كان في الماضي”.
من بين الموقعين على الرسالة المخرج البريطاني كين لوتش، والممثل الإيطالي توني سيرفيلو – نجم فيلم “لا غراتسيا” وهو فيلم افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي لهذا العام، والممثلة والمخرجة الإيطالية الشقيقتان: ألبا وأليس رورواشر، والممثلة ياسمين ترينكا، والمخرجتان الفرنسيتان سيلين سياما وأودري ديوان والممثل البريطاني تشارلز دانس، والثنائي المخرجي الفلسطيني عرب ناصر وطرزان ناصر، الفائز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي “نظرة ما” هذا العام عن أحدث أفلامهما “ذات مرة في غزة”.

تشير المجموعة إلى مقتل ما يقرب من 250 صحفيا وإعلاميًا فلسطينيًا منذ بداية الصراع، وتضع المؤسسات الفنية في إطار مسؤوليتها عن تعزيز الوعي والمقاومة.
جاء في البيان: “مع تسليط الضوء على مهرجان فينيسيا السينمائي، فإننا نواجه خطر المرور بحدث كبير آخر لا يزال غير مبالٍ بهذه المأساة الإنسانية والمدنية والسياسية”. “يُقال لنا: “يجب أن يستمر العرض”، بينما نُحثّ على صرف أنظارنا – كما لو أن “عالم السينما” لا علاقة له بـ “العالم الحقيقي”. ولمرة واحدة، تتابع الرسالة: “يجب أن يتوقف العرض. يجب أن نكسر موجة اللامبالاة ونفتح طريقًا للوعي”، مضيفةً: “لا سينما بدون إنسانية”.
وتدعو الرسالة المهرجان إلى استضافة فعاليات تُسلّط الضوء على السرديات الفلسطينية، وإلى خلق “خلفية دائمة للحوارات والمبادرات” التي تتناول “التطهير العرقي، والفصل العنصري، والاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، والاستعمار، وجميع الجرائم الأخرى ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل لعقود، وليس فقط منذ 7 أكتوبر”.
وفي بيان ردًا على الرسالة، قالت مؤسسة البينالي ومهرجان فينيسيا: “لطالما كانا، على مر تاريخهما، مكانين للنقاش المفتوح والحساسية تجاه جميع القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه المجتمع والعالم. والدليل على ذلك، أولًا وقبل كل شيء، الأعمال المعروضة [في المهرجان]”.
وأشار البيان إلى أن فيلم “صوت هند رجب”، وهو دراما واقعية للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي يتناول مقتل طفلة فلسطينية تبلغ من العمر خمس سنوات على يد القوات الإسرائيلية في غزة عام 2024، سيُعرض ضمن مسابقة مهرجان فينيسيا هذا العام.
وأشار البينالي إلى أن برنامج المهرجان في العام الماضي تضمن فيلم “عن الكلاب والرجال” للمخرج الإسرائيلي داني روزنبرغ، والذي صُوّر في أعقاب هجمات 7 أكتوبر. وأضاف البيان: “البينالي، كما هو الحال دائمًا، مفتوح للحوار”.
ودعت مجموعة منفصلة من الفنانين الإيطاليين، وهي شبكة “Artisti NoBavaglio”، إلى احتجاج عام “لوقف الإبادة الجماعية” في 30 أغسطس، في عطلة نهاية الأسبوع الأولى من المهرجان.
