قنوات الأطفال.. سقطت عمداً من التليفزيون المصري

من السقطات الفاضحة للنليفزيون المصري  إغفاله لبرامج الأطفال -حاليا- وعدم الانتباه لأهمية إنشاء قناة تخاطب الأطفال في مراحلهم السنية المختلفة.. زمان كان عندنا بابا ماجد -رحمه الله- وبقلص نجوى ابراهيم -أطال الله في عمرها- الآن الساحة خاوية، وكأننا مجتمع يخلو من الأطفال.. الراية المرفوعة دوما من المسئولين “إياهم” – راية “إدعاء الفقر”- وقصر ذات اليد وعدم وجود أموال لإنتاج برامج الأطفال المكلفة – ناهيك عن تجاهل عمدي لإنشاء قناة متخصصة للأطفال-، وهو ما لم ينتبه إليه أحد في هوجة إنشاء قنوات النيل المتخصصة في عام 1998 في عهد وزير الإعلام الأسبق “صفوت الشريف” والرئيس الأسبق ”حسني مبارك”، وكأن الريادة تكون في زيادة العدد لا المضمون، وكلنا نعرف النتيجة..

تعامي الإعلام المصري عن تخصيص قناة تليفزيونية للأطفال جعل الأنظار تتجه بشكل طبيعي إلى بديل، لتظهر قنوات عديدة تحملها الأقمار الصناعية، ومنها عدد لا بأس به من القنوات العربية، كثير منها غير حكومي -وربما كلها- ويقف وراءها شركات أو رجال أعمال آمنوا بالفكرة، ومؤكد أن هذه القنوات لا تخسر، إن لم تكن تحقق الربح، ومنها قنوات جيدة الطرح والمضمون والتنفيذ، وتعمل على مدار اليوم، ومن هذه القنوات طيور الجنة، بطوط، ماجد، مجد، تنة ورنة، سمسم، أطفال ومواهب، إم بي سي 3، ميكي كيدز، ديزني كيدز، كوكيز، توم وجيري.

بوجي وطوطم

ما يدعو للدهشة هو أن في مصر عدداً كبيراً من الفنانين المهتمين بالأطفال، ويمكنهم العمل فورا في برامج إذا دعاهم أحد للعمل.. هناك رسامون للرسوم المتحركة، ويتخرج كل عام عدد كبير منهم من أكاديمية الفنون.. ومنذ حوالي أربعة عقود أنتج التليفزيون “بوجي وطمطم” -بدأ إنتاجه عام 1983  وكان أول عرض له في شهر رمضان من نفس العام. استمر إنتاج حلقاته سنويا لمدة 18 عامًا حتى عام 2009.. كما تم تقديم شخصية كارتونية مصرية شهيرة هي “بكار”، وكان عرضه الأول في شهر رمضان عام 1998، وكانت نواته الأولى فيلم رسوم متحركة قصير للمخرجة “منى أبو النصر”، وتم إنتاجه عام 1997، وبعد وفاتها في 2003، استكمل العمل ابنها، واستمر إنتاج الحلقات وعرضها حتى عام 2007.

إضافة لذلك فهناك شركات تساهم في مثل هذه الأعمال.. لكننا نتكاسل أو نتعامى ونتجاهل أهمية قطاع هام من المواطنين هم شباب المستفبل، وأهمية تشكيل وعيهم منذ الآن.