عن الفيلم الإيراني “محمد رسول الله”
أتيحت لي الفرصة قبل فترة، لمشاهدة الفيلم الإيراني الكبير “محمد رسول الله” في عرض خاص بالعاصمة الإيرانية طهران نظمته لي الشركة المنتجة للفيلم الذي قضى المخرج مجيد مجيدي سبع سنوات في التحضير له ثم تصويره إلى أن أصبح جاهزا للعرض.
ويعتبر الفيلم أضخم إنتاج سينمائي في تاريخ السينما الإيرانية، فقد بلغت تكاليف إنتاجه ما يقرب من أربعين مليون دولار، وعمل فيه عدد كبير من التقنيين والفنيين الأجانب على رأسهم فيتوريو ستورارو، أحد أعظم مديري التصوير السينمائي في العالم، وهو مصور أهم أفلام المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي الشهيرة مثل “المتماثل” و”خطة العنكبوت” و”التانغو الأخير في باريس” و”1900″ و”الإمبراطور الأخير”، وقد حصل ثلاث مرات على أوسكار أحسن تصوير عن “الحمر” لوارين بيتي، و”سفر الرؤية الآن” لفرنسيس كوبولا، و”الإمبراطور الأخير” لبرتولوتشي.
إضافة إلى خبرة مدير التصوير الإيطالي، أعد موسيقى الفيلم الموسيقار الهندي الشهير ديليب كومار الذي اعتنق الإسلام في منتصف الثمانينيات، كما قام طاقم عالمي بعمل المونتاج والديكور والمؤثرات الخاصة والملابس، وهو أمر نادر في السينما الإيرانية المعروفة بتوفر الكثير من المواهب والخبرات السينمائية لديها، فقد كانت رغبة الجهات التي أنتجت الفيلم بدعم حكومي مباشر، أن يأتي في قالب عالمي، يمكنه أن يخاطب المشاهدين في العالم، ويترك تأثيره عليهم باعتباره أول فيلم من الإنتاج الكبير يروي قصة حياة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) منذ فيلم “الرسالة” الذي أخرجه المخرج الراحل مصطفى العقاد، وعلى نطاق يتجاوز كثيرا “الرسالة”.
مع توفر جميع العناصر الفنية التي ضمنت مستوى متقدما رفيعا على صعيد الفن السينمائي، لاشك أننا أمام تحفة بصرية من الطراز الأول: براعة في الديكورات التي روعيّ فيها أن تحاكي ما كان سائدا في مكة في تلك الفترة، بما في ذلك إقامة ديكور للكعبة على غرار الصورة المتخيلة لكعبة ذلك الزمان قبل أن يتم تطويرها وكسوتها بالطريقة التي تعرف بها حاليا، وهي تظهر في الفيلم باعتبارها أثرا تاريخيا ودينيا قائما منذ ما قبل نزول الرسالة المحمدية، حيث نرى كيف كان أهل قريش يعلقون على جدرانها بعض المعلقات والجداريات المشغولة التي تتدلى من أعلاها. هناك أيضا اهتمام كبير ملموس بالملابس التاريخية والإكسسوارات والماكياج واختيار أماكن التصوير، كما أن هناك الكثير من الدقة والإتقان في تنفيذ المشاهد الصعبة المعقدة التي شاركت فيها أعداد كبيرة من الممثلين الثانويين. ورغم هذه الدقة والقوة التأثيرية للصورة مع جمال الموسيقى وقوتها، إلا أن هناك الكثير من الملاحظات على الفيلم الذي يبلغ زمن عرضه ثلاث ساعات.
الجزء الأول
لعل الإشكالية الأولى هنا تتمثل في اختيار رواية السيرة المحمدية سينمائيا على ثلاثة أجزاء، ولا شك أن هذا الفيلم الذي يعد الجزء الأول منها، هو أكثرها صعوبة، فهو يدور في الفترة من ميلاد النبي إلى أن أصبح صبيّا في الرابعة عشرة من عمره، أي يصور سنوات الميلاد والطفولة والنشأة، قبل زمن طويل من نزول الوحي وبدء الدعوة الإسلامية. وطبيعي أن فترة الدعوة التي لم تبدأ إلا بعد أن أتم الرسول الكريم الأربعين من عمره، هي الفترة التي تحفل بالكثير من المتغيرات والصراعات والأحداث التي يترقبها الجميع، ويريدون معرفة كيف سيتمكن مجيدي من تصويرها وإلى أي مراجع سيعتمد في نقل حياة المسلمين الأوائل والانتقال ربما إلى تصوير ما وقع بعد وفاة الرسول.
أما الفترة الأولى من حياة محمد في طفولته، فهي لا ترتبط مباشرة بالرسالة، وهو ما دفع مجيد مجيدي الذي كتب سيناريو الفيلم أيضا، إلى الكثير من الابتكار والتأليف والإضافة، مستمدا الكثير من خياله الشخصي، ومن الخيال الفارسي الأدبي الذي يمتلئ بالأساطير، مبتعدا عن النقل الحرفي من التاريخ المكتوب. وربما يكون هذا “التأليف والاختلاق” لكثير من التفاصيل سببا منطقيا للتساؤل عن مدى مطابقتها للحقيقة. غير أن من الممكن لنا نتغاضى عن كثير منها، إذا ما خلصنا إلى أن الفيلم السينمائي بشكل عام، ليس مطلوبا منه أن يحاكي الواقع الحرفي ولا الشخصية التاريخية، خصوصا مع تضارب الروايات وتعددها، فالفيلم في نهاية المطاف، يخلق واقعه الخاص. وإضافة إلى ما سبق، تكمن إحدى الإشكاليات أيضا في غياب المراجع الدقيقة التي تؤرخ لتلك الفترة بشكل موثوق، وهو ما يجعل باب الاجتهاد مفتوحا.
ويبقى المهم هو ما إذا كانت هذه الاجتهادات قد خدمت الشخصية والموضوع، وهل أضافت إليها وعمقت الإحساس بها، أم أضرت بها وتسببت في تشتيت الوعي بالموضوع.
تساؤلات
يثير الفيلم تساؤلات عديدة حول تصوير مجيدي بيئة مكة المعروفة بقحطها الشديد وفقرها وجفافها، على تلك الصورة التي تذكرنا بأفلام الرومان الشهيرة: أشجار وارفة، خضرة تنتشر في كل مكان، حدائق غنّاء، فاكهة، صبية وفتيات يشتركون جميعا في غسل الكثير من ثمار التفاح في قناة تتدفق فيها المياه، من خلال صور ملونة مزركشة بهيجة وخلابة، وكأننا نشاهد عملا قوامه الخيال، بينما يتراجع كثيرا اهتمام مجيدي بتصوير ملامح الحياة القاسية الجافة لسكان مكة في تلك الفترة، كما لا يتناول تكوينهم الاجتماعي والطبقي وما كان يتهدد قوافل تجارتهم، وصراعاتهم القبلية وعلاقاتهم بالله وبتلك الآلهة الوسيطة أو الأصنام.
يبدأ الفيلم من مرحلة إعلان سادة قريش العداء لمحمد بعد أن رفضوا الامتثال لدعوته، فنري في المشاهد الأولى كيف ينذر أبو سفيان، عم النبي أبا طالب، ويعلنه بأنه يعتزم قتل محمد صبيحة اليوم التالي، محذرا إياه من أن قبول الدعوة الجديدة يعني التخلي عن الآلهة، وفقدان قريش هيبتها وسط القبائل. في خلفية المشهد الذي يدور في الجبل، كهف يجسد غار حراء، يصدر منه صوت رجل يقرأ سورة الفيل لاشك أنه صوت محمد (ص) نفسه. من هذه النقطة يعود الفيلم إلى الوراء ويصبح كما لو كان مصورا من ذاكرة أبي طالب الذي يستعيد ما جرى من أحداث قبل أن نصل إلى هذه النقطة.
معركة الفيل
أول المشاهد الكبيرة في الفيلم هو مشهد معركة عام الفيل. وهو يصور زحف جيش أبرهة الأشرم، ملك اليمن، موفدا من ملك الحبشة، على مكة لتدمير الكعبة. وكيف يستولي على النوق التي يمتلكها جد الرسول عبد المطلب، ثم نرى كيف يذهب إليه عبد المطلب يطالبه برد البعير التي تخصه، فيسخر منه الأشرم قائلا: جئت تطلب الإبل لكنك لم تذكر الكعبة التي تعتبرونها رمزا لشرفكم وكرامتكم، وأنت تعلم أنني جئت لكي أهدمها؟ فيجيبه عبد المطلب بقولته الشهيرة: أنا رب الإبل. .أما الكعبة فلها رب يحميها!
يأمر أبرهة بردّ الإبل إلى صاحبها، حسب القصة المعروفة، لكنه يقول لعبد المطلب إنها ستبقى لديه حتى الصباح فقط، أي إلى حين يستولون عليها خلال الهجوم المحتم. وفي لقطات مصورة بتقنية تبرز مستويات متعددة داخل الكادر، من الفيلة والمحاربين والخيول، من زوايا مرتفعة وإلى لقطات قريبة كبيرة لأقدام الفيلة، مع تصاعد الموسيقى الإيقاعية على دقات الطبول، يفرّ سكان مكة للاختباء إلى الجبال، وفجأة وفي مشهد هائل تتجمع آلاف الطيور في السماء، تحوم وتقترب في كتلة واحدة ثم تبدأ في قذف المهاجمين بالأحجار النارية التي تقتل من تقتله وتسقط الفرسان من فوق ظهور الخيول، وكأن المشهد ترجمة بصرية حرفية للسورة القرآنية. ولاشك أنه مشهد مهيب من أفضل مشاهد الفيلم تنفيذا وإخراجا.
لا يذكر الفيلم سبب هجوم أبرهة الأشرم على مكة لتدمير الكعبة، وهو الذي أقام كنيسة ضخمة في اليمن، أراد أن يرغم العرب على الاتجاه إليها للحج بدلا من مكة إلا أن أحدهم دخل إلى الكنيسة ولطخها، فأقسم الأشرم أن يهدم الكعبة. ولكن الفيلم ينتقل بعد ذلك مباشرة إلى مولد محمد (ص)، ويصور كيف يحتفي عبد المطلب زعيم قريش بالمولود الجديد وسط حشد كبير من أشراف مكة، ويختار له اسم محمد الذي لم يكن شائعا. ويبدو الاحتفال أشبه بما كان مألوفا في الأفلام الرومانية القديمة، ويصور مجيدي ومصوره الإيطالي عبد المطلب في صورة قريبة من صور القديسين في الأفلام التوراتية الهوليوودية خاصة أفلام سيسل دي ميل مثل “الوصايا العشر” ثم “الإنجيل” لجون هيستون، و”بن هور” لوليام وايلر، بشعره الأبيض الطويل المنسدل على ظهره، وملابسه المميزة، وملامح وجهه التي تشي بالسماحة والطيبة، كما يأتي الضوء من خلفه كما لو كان قبسا من نور يحوطه بهالة ما ويجعله كما لو كان كائنا أسطوريا. هذا الطابع يسود في الكثير من شخصيات الفيلم مع تلك الموسيقى التي تشبه مثيلاتها في الأفلام التوراتية الشهيرة، والاختيار مقصود لتقريب الفيلم من المشاهد الغربي، مع غياب الموسيقى العربية البسيطة بآلاتها المعروفة مثل الناي والطبل. ولاشك أن بصمات الطاقم الإيطالي والغربي لعبت دورا مباشرا في صبغ الفيلم بهذا الطابع الغريب على السينما الإيرانية وعلى فيلم يفترض أن مجاله الطبيعي البيئة العربية.
ملامح أسطورية
محمد الطفل الذي يأخذه جده أبو طالب إلى الكعبة وسط تهليل المجتمعين ثم اندماجهم في الرقص والغناء، يبدو في الفيلم كما لو كان ابنا لملك من ملوك الرومان الأثرياء، بل إن الصورة العامة التي يظهر فيها العرب والمسيحيون واليهود بملابسهم الثمينة وبيوتهم التي تزدان بكل ثمين، هي صورة تساهم في “تغريب” الواقع العربي في مكة، وتجعلها تبدو أقرب إلى قصور فرعون، بل إن هناك كثيرا من الإشارات في الفيلم إلى قصة موسى، ويبدو اقتباس تلك القصة في الفيلم بشكل واضح من خلال “أسطرة” شخصية محمد وجعله مستهدفا منذ مولده من جانب اليهود.
فالفيلم يصور كيف أدرك حكماء اليهود من خلال كتبهم القديمة، حتمية ظهور نبي جديد سيكون له شأن عظيم في تلك المنطقة، ولكن بعد أن يتيقن كبيرهم من أن القادم الجديد لن يكون من أبناء جلدتهم، يبدأ في البحث عنه بعد أن يعلم بمولده، بغرض اختطافه أو قتله، وهو ما يقود في الفيلم إلى سلسلة ممتدة طويلة من المشاهد التي يتم فيها تهريب محمد من مكان إلى آخر، ثم إخفاؤه في الجبال، ثم إعادته إلى مكة. هنا يمتد الفيلم كثيرا فيترهّل الإيقاع، في استعراض دور “آمنة بنت وهب” أم الرسول، ومكانتها الكبيرة في مكة، وإدراكها المبكر بأنها قد ولدت طفلا ليس كسائر الأطفال بل “كائنا مقدسا” تبعا للخيال الفارسي المحمل بالأساطير الذي يلقي بظلاله على الفيلم.
في أحد هذه المشاهد المبتكرة التي تساهم في ترسيخ “الأسطورة” تأتي حليمة السعدية مع زوجها إلى السوق، وهما فقيران معدمان، يضطران لعرض الجمل الوحيد الذي يملكانه للبيع في السوق، ويعرض زوج حليمة على المشتري أن يوفر له ثمن الذبح بأن يذبحه الآن وعندما يهم بذبحه، يفر الجمل فزعا ويجري بأقصى سرعة يلاحقه الرجال والنساء والفتيان، لكنه يتمكن من الفرار لينتهي واقفا أمام أمام منزل محمد في خشوع. يدرك الجميع في رهبة أنهم في مقام منزل بداخله من سيكون له شأن عليهم، وتخرج آمنة تلتقي حليمة السعدية ثم تسند إليها إرضاع محمد.
في مشهد آخر نرى رجلا يريد وأد ابنته الرضيعة، لكن معجزة أخرى تجعله يثوب إلى رشده، عندما تهب عاصفة رملية تدفعه أرضا، ثم يأتيه رجل يقول له إن هذه الابنة يمكن أن تكون بشارة خير، وأنها ستتزوج وتنجب رجالا يصبحون عيونا له في الأرض.
المعجزات
ولعل من أهم الإضافات التي تتعلق برؤية المخرج في الفيلم تلك المعجزات التي ينسبها إلى محمد من قبل أن يصبح نبيا أي منذ أن كان طفلا، وهو ما يؤكد فرضيتنا من أن مجيدي يستخدم الخيال الغربي السينمائي المتعلق بتصوير شخصية المسيح في السينما، ويخلطه بالأساطير الفارسية، لكي يعيد صياغة قصة طفولة محمد في سياق “أسطوري”، فعندما تشرف آمنة والدة الرسول على الموت، أو تكون قد ماتت فعلا، ينهض هو ليصب في فمها نقطتين من ماء ليعيدها إلى الحياة. وفي مشهد آخر يأتي في سياق متأخر قليلا، يتمكن محمد الصبي من إنقاذ سكان بلدة كاملة من الهلاك جوعا بعد أن يعتلي صخرة تشرف على البحر ليستدعي المطر الذي يحيي الأرض بعد موات بفعل الجفاف، ثم تتدفق جماعات من آلاف الأسماك من الماء وتقفز فوق الشاطئ ليتدافع عليها الناس، يجمعونها في فرح وسعادة. وهي معجزات لا وجود لها في تاريخ محمد، لا قبل ولا بعد الدعوة، لكنها تعكس الخيال الخاص المستقر في ذاكرة مجيدي البصرية والدينية والمستمدة من معجزات المسيح.
مشكلة البناء
تتمثل المشكلة الأساسية في الفيلم في طريقة بنائه، فمشاهده وأحداثه تتعاقب على هيئة فصول منفصلة، يروي كل منها موقفا أو حادثة ما، سواء من تلك المذكورة في السيرة أو النابعة من الخيال، يريد المخرج- المؤلف من خلالها إبهار المتفرج، بصورة ذلك “القديس الصغير” ومعجزاته المبكرة، كما يجعلها تبريرا قصديا لكراهية اليهود، عن طريق الاستطراد كثيرا في سرد تفاصيل مؤامراتهم ومحاولاتهم المستميتة قتل محمد وحرمان قريش من شرف أن يظهر بينهم نبي، وفي الوقت نفسه، يفرط الفيلم في إضفاء السماحة والطيبة والكرم على المسيحيين، الذين يرسل كبيرهم تحذيرا إلى آل محمد مما يعتزمه اليهود.
ويستخدم الفيلم التعليق الصوتي أحيانا لكنه يترك الفصول تشرح نفسها بنفسها في معظم أجزاء الفيلم، ويستخدم اللغة العبرية في أحاديث اليهود وطقوسهم، ولغة أخرى قديمة قد تكون الآرامية في أحاديث المسيحيين، والفارسية بالطبع التي يتحدث بها الممثلون الإيرانيون الذين يقومون بالأدوار الرئيسية في الفيلم. ومعظمهم يؤدي بشكل متقن ومؤثر.
ظهور محمد
يظهر النبي في الفيلم في طفولته وصباه، بجسده وصوته ولكن مع تفادي إظهار وجهه بوضوح في لقطات قريبة. وتظهر أيضا شخصية فاطمة بنت أسد أم الإمام علي، وشخصية أبي طالب وآمنة بنت وهب وحمزة وحليمة السعدية، وهو ما دفع السلطات الدينية وعلى رأسها الأزهر إلى رفض عرض الفيلم في مصر ومعظم الدول العربية، لكننا لا نرى في الفيلم رغم مشاكله الفنية التي تتعلق أساسا بأسلوب السرد والطابع التوراتي الهوليوودي وتأثيرها (التغريبي) على الصور والمشاهد، ما يشوه الإسلام، أو يسئ إلى الرسول الكريم كما قيل وتردد هنا وهناك، بل الفيلم في الحقيقة، يبالغ في إضفاء القداسة على الرسول وينسب إليه القدرة على الإتيان بالمعجزات، في محاولة لنقل رسالة إيجابية عن محمد إلى العالم غير الإسلامي الذي يمكنه أن يستوعب مثل هذه المفاهيم بحكم ثقافته الدينية السائدة حتى لو لم يكن متدينا.
صحيح أن الإسلام يحرم القداسة، كما لم تكن معجزة الدعوة المحمدية شفاء المرضى أو إحياء الموتى، بل القرآن الكريم نفسه. ولكن يظل الفيلم مقبولا باعتباره رؤية فنية تنسب لصاحبها وليست بالضرورة تصويرا دقيقا للسيرة النبوية.