جولة “عين على السينما” في الصحافة العربية
نبدأ هذه الجولة من جريدة “الشرق الأوسط” السعودية حيث كتب محمد رضا عرضا مقتضبا لأهم الأفلام التي عرضت في 2023 وتحمل خلاصة رايه في هذه الأفلام ومنها على سبيل المثال فيلم “أوبنهايمر” الذي يكتب أن مخرجه كريستوفر نولان “ليس سينمائياً بلا فهم كامل لكيفية جعل الفيلم الجاد مساوياً في نجاحه مع أي فيلم ناجح بما في ذلك فيلم لهو مثل “باربي”.
ويمضي محمد رضا قائلا إن “السيرة التي رصدها (المخرج) في “أوبنهايمر” ليست سهلة والموضوع كان يمكن أن ينقلب إلى ما يشبه صحراء نيفادا أو أريزونا. لكنه يعرف دوماً كيف يعالج أفلامه بحيث لا تتخلّى عن جدّيتها ولا يترك هذه الجدية تهيمن على ما قد يجذب إليه، وإلى الفيلم طبعاً، النجاح الكبير. نولان هو من بين أولئك المخرجين الذين ينتقدون التيار الهوليوودي الذي يضحّي بقيمة السينما مقابل حفنة من الدولارات أكثر (عفواً سيرجيو ليوني) و«أوبنهايمر» بصرف النظر عما قيل لصالحه أو ضده من نقد، أثبت وجهة نظر مخرجه في هذا الوضع المتأرجح. أنجز «أوبنهايمر» 951 مليون دولار رائعة.
أما عن رائعة سكورسيزي الجديدة فكتب محمد رضا: يشترك مارتن سكورسيزي مع كريستوفر نولان في نقد هوليوود الجديدة مستخدماً ثقله وصيته واسمه. هو أحد أكثر مخرجي أميركا والعالم نجاحاً إذا ما نظرنا إلى تاريخ أعماله وما حققته من نجاحات فنية، وأحياناً، تجارية لكن فيلمه الأخير Killers of the Flowr Moon الذي احتل موضعاً عند معظم نقاد السينما بصفته أحد أفضل 10 أفلام، جيد إلى حد. بعض ما كان ينقصه هو منح ضحايا بطليه (ليوناردو ديكابريو، وروبرت دي نيرو) مساحة حقيقية تعكس إيمانهما بالقضية. هذا حتى لا يقتصر الفيلم على حكايات الأشرار، بل على ضحاياهم أيضاً.
ونشرت جريدة “الخليج” تصريحات لزوجة المخرج خالد يوسف التي تقزل إن زوجها هو “أعظم مخرج ومفيش حد أحسن منه وبشوفه هو وعاطف الطيب أهم مخرجين في العالم العربي ، ومدرستين مختلفتين، وده لا يقلل من بركات ومحمود ذو الفقار والناس العظيمة الأخرى”.!
وفي جريدة “المصري اليوم” التي تصدر في القاهرة كتب طارق الشناوي مقالا في معرض الرد على المخرج خالد يوسف، قال فيه إن العمل الفني يدافع عن نفسه، لو كان يملك حقًّا وسيلة الدفاع، بينما خالد قرر أن يستخدم كل الأسلحة، حتى تلك التي تجاوزها الزمن، فهو يخترع حكاية وهمية عن صاحب الرأى ولا يناقش الرأي، فهو لا يملك الحجة لمناقشة الرأى. تفتق ذهنه عن تسويق كذبة للنيل من كاتب هذه السطور، قال إنه فى أحد البرامج سألوه عن النقد، وطبقًا لما ذكره بالحرف الواحد أنه أجاب (منذ وفاة سامى السلاموني وسمير فريد وعلى الراعي لا يوجد ناقد) وسأله المذيع عن شخصي الضعيف، فقال: كتاباته ليست نقدًا، ولكنها مجرد انطباعات صحفية، وأضاف أنني منذ تلك الواقعة، عندما يقدم فيلما أنتقده، انتقامًا منه على هذا الرأي.
وأضاف: وأنا في الحقيقة لم أسمع من قبل هذا الرأي، وهو بالمناسبة لا يمكن أن يغضبني، ومن حقه تمامًا، ولم يتجاوز فيه، ورغم ذلك فلك أن تعلم عزيزي القارئ أن الناقد الكبير سمير فريد رحل عام 2017 أي أن هذا الرأي أطلقه بعد هذا التاريخ، وقدم بعدها خالد فيلمًا واحدًا (كارما)، يعنى لو صح اتهامه فهذا يعنى أنني انتقدته بالسلب في فيلم واحد فقط، وبالتالي لا يمكن أن يصبح هناك تعمد كما ذكر. كنت قد أشرت منذ أول أفلامه (العاصفة) إلى تلك المباشرة الفكرية في التعبير السياسي، والتي لازمته كثيرا، حيث كان الفيلم يتناول الغزو العراقي للكويت، والانقسام العربي العربي.
وكان خالد يوسف قد صرح في حوار مع
المصري اليوم” قائلا: لا توجد أفلام لى «اتشعبطت فيها على نجاح أحد».. ودائما أفلامي أُحضر فيها وجوها جديدة وسيناريست جديد وورق لناس غير معروفة، فعندما أقدم عملا من تأليف أسامة أنور عكاشة يقال عنى إني بتشعبط على نجاحه!
ولكنى سأقول سبب ما يكتبه طارق الشناوي في حقي، وهو ناتج من حادث صغير زمان، كنت وقتها في حوار بالتليفزيون وأتحدث عن الحالة النقدية في مصر، ولم أكن أتحدث عنه نهائيًا، عن أننا لا نمتلك مدارس نقدية، ولا يوجد نقاد بجد منذ وفاة سامي السلاموني وسمير فريد والراعي.. لكن المذيع الله يجازيه قال: وطارق الشناوى؟. وأنا لا أعرف الكذب، فاضطريت أن أقول له إن كتاباته ليست نقدا، ولكن هي انطباعات صحفية، ومن وقتها وأى فيلم يطرح لى «لازم يخبط»، فببساطة كل ما يكتبه ويقوله هو انطباعات صحفية مردود عليها، وأنا لا أحب الرد على أحد يكتب عن الفيلم حتى ولو بطريقة سيئة.. ولكن كلمة “بتشعبط” تقال لي؟!
والحقيقة أن طارق الشناوي هو من يتشعبط على نجاحى أنا، ويتشعبط على نجاح أي عمل ناجح، ويهاجم أي شخص ناجح.. ولو أراد أن يكون له دور فعال فعلًا باعتبار النقد أحد أضلاع الإبداع لأن العملية الإبداعية هي (مبدع وجمهور وناقد)، فعليه أن يشاهد التجارب الجديدة، والمفروض أن تدعم بالنقد الجاد، ولو لديه فعلًا نقد ومدرسة نقدية ينتمى لها، فعليه أن يمسك الفيلم ويحلله ويشاهد الولد الجديد، وهل نجح في أدواته؟ ويشاهد مواطن ضعفه ويرشده لها، ويسلط الأضواء على تجربة جديدة.. لكن طوال الوقت طارق الشناوي يمسك في حد ناجح ومشهور حتى تقرأ مقالته.. وليست الفكرة في عصبيتي، ولكن الفكرة في أن العنوان مهين في حقي، لأن من حقه أن يقول: فشل المخرج في استخدام أدواته، ولكن ليس من حق أحد أن يقول المخرج فاشل.