“المنتقمون: نهاية اللعبة”: الفيلم الذي فاق كل التوقعات في نجاحاته

لم يتصور أحد أن فيلم “المنتقمون: نهاية اللعبة 2019” Avengers: Endgame  سيلاقي كل هذا القدر الهائل من النجاح الجماهيري، في شباك التذاكر الأميركي والعالمي، والاستحسان الكبير من قبل النقاّد في كل مكان. إذ استطاع الفيلم أن يحقق مزجا عاليا بين الأداء الدرامي الثقيل في الساعة الأولى، والأكشن من العيار الأثقل في الساعتين الاخيرتين أيضا.

هذا الأكشن الذي ما أن يبدأ، لا ينتهي حتى اللحظات الأخيرة من الفيلم، وصولا إلى مشهد ختامي حزين وقصير. ويلعب رباعي الممثلين الرائع المؤلف من روبرت داوني جونيور، سكارليت جوهانسون، كريس إيفانز، ومارك روفالو، دورا دراميا لافتا للنظر، في تجميع قوى المنتقمين وأفرادهم، ورفع معنوياتهم بعد خمس سنوات من الهزيمة الكبرى، التي انتهت بانتصار الشرير ثانوس وجيشه الجبار، ومحو نصف الأحياء في الكون من الوجود، وبضمنهم  بعض من أعضاء فريق المنتقمون كما رأينا في فيلم “المنتقمون: حرب اللانهائية”- 2018 Avengers: Infinity war واذا كانت الخسائر في الفيلم الأسبق نصف عدد الكائنات الحية في الكون، فإن هذا الفيلم قد انطوى على تهديدات أكبر، بمحو جميع الكائنات الحية في الكون هذه المرة، والعودة إلى نقطة الصفر في الخلق والتكوين.

لقد انتقد الكثير من المشاهدين طول هذا الفيلم البالغ 3 ساعات، كما انتقدوا بطء الأحداث في الساعة الأولى خصوصا، وخلوها من الأكشن مقارنة بالفيلم الأسبق “الحرب اللانهائية”. لكن هل كان يمكن حل المأزق الذي وقع فيه الأبطال في الفيلم الأسبق، بطريقة منطقية ومقنعة للمشاهدين من دون الساعة الدرامية الأولى؟

لقد كان الأمر صعبا جدا، لأن المأزق كان كبيرا، ويبدو مستحيلا على الإصلاح. وهنا كانت عودة الفنان پول رود أو الرجل النملة، إلى المجموعة بعد خمس سنوات من الغياب، هي الحل المنتظر، وذلك بعد عرضه لأفكاره الثورية في الانتقال عبر الزمن في العالم الكوانتمي الدقيق، لتجميع أحجار اللانهائية من أجل إعادة الأمور الى نصابها.

وفي رأي الكثيرين، ان الساعة الدرامية الأولى أعطت قيمة كبرى لهذا الفيلم بين النقاد اولا، وبعدا عاطفيا مهما بين المشاهدين ثانيا، مقارنة بفيلمي المنتقمون الأول والثاني، وتطورا فنيا متزايدا عن الفيلم الأسبق، مما يؤهله للعديد من جوائز الأوسكار، ومن بينها؛ أفضل فيلم وأفضل إخراج ايضا.

ورغم كل هذا، نعتقد أن الأكشن في الفيلم الأسبق كان أروع بكثير، من ناحية عدد وحجم ومواقع المعارك مع جيش ثانوس. ومن أطرف النكات حول الفيلم، أن ناقدا غربيا محترما: قال ان المشاهد بإمكانه الخروج من دار العرض وقضاء أشغاله، أو يذهب لبيته لتناول وجبة طعام، ثم يعود لدار العرض بعد ساعة، من دون أن يفوته شيء.. لكننا نأخذ الأمر كمزاح فحسب.

وحاول الأخوان روسو مخرجا فيلم Avengers: Endgame “المنتقمون: نهاية اللعبة”إعادة عرض الفيلم في الصالات مجدداRe-release  في أميركا وبعض الدول الأخرى، من أجل إزاحة فيلم “آفاتار”من قمة المداخيل حول العالم. إذ يحتفظ الفيلم الأخير بأعلى رقم ايرادات من شباك التذاكر وهو 2.78 مليار دولار، بينما فيلم “المنتقمون: نهاية اللعبة” بلغت إيراداته 2.76 مليار دولار.

وبالتحديد، فقد بلغ الفارق بينهما 22 مليون دولار فقط لصالح “أفاتار” وقت كتابة المقال، وهو رقم يمكن تجاوزه حسب رأي المخرجين والشركة المنتجة، وبالفعل فان الفارق يتضاءل. لكن المراقبين غير متفائلين بذلك، ربما بسبب حجم القرصنة الهائلة التي تعرض لها الفيلم منذ أيامه الاولى، رغم أن هذه القرصنة لم تؤثر على حجم المداخيل، عندما كان الفيلم يعرض في دور العرض بكثافة حول العالم.

وكنتيجة لذلك، فقد برهنت أفلام السوپر هيروز العالية التكاليف، انها الاستثمار الأنجح في هوليوود، خصوصا من خلال الأفلام التي تدور في “عالم مارفل السينمائي” Marvel Cinematic Universe  المبني على القصص المصورة أو الكوميكس، التي ابتكرها الراحل ستان لي، إذ تجاوزت إيرادات ثمانية من أفلام مارفل الاثنان والعشرين حاجز المليار دولار لكل منها، ومن بينها فيلمان تجاوزا حاجز الملياري دولار لكل منهما.

وهذا يشير إلى أن أفلام عالم مارفل السينمائي، ستستمر وتغزو الشاشات حول العالم.

وعلى مدى السنوات الماضية شاهدنا هذه الأفلام تتالى وتترابط فيما بينها وتتداخل في حكاياتها، كي تربط المشاهد بهذا العالم الخيالي الخارق.

لقد نجحت شركة مارفل ستوديوز المتفرعة من شركة ديزني فيلمز في رهاناتها دائما، خصوصا فيما يتعلق بجماهيرية أفلامها وتميزها ومستواها التقني العالي. اذ جذبت هذه الأفلام جميع الفئات العمرية، حتى من الذين لم يكونوا قراءا لمجلات الكوميكس في أية مرحلة من حياتهم، إذ يبدو ان السوپر هيروز قد أصبحوا منقذي هوليوود ماديا على الأقل في عالم الأزمات هذا.

لكن هذا يطرح بعض التساؤلات المهمة حول القيم الفنية الأساسية التي قامت عليها هوليوود خصوصا إذا علمنا؛ ان أفلام الأبطال الجبابرة هذه تمتص رؤوس أموال ضخمة في الإنتاج والدعاية أولا، وتحتكر أيضا جهود فنانين معروفين ثانيا، كما تسلب الأضواء من الأفلام الدرامية الجادة.

Visited 198 times, 1 visit(s) today