هيتشكوك: السينمائي المعلم المقلل من شأنه أحيانا
المحتقر أحيانا عن طريق الانتقادات والممثلين المعاصرين له، لأنه أسس لسينما عميقة الشعبية، الفريد هيتشكوك يعتبر اليوم أحد أكبر سينمائيي القرن العشرين، ولقد كان طيلة حياته مهووسا ومشغولا بمسعى وحيد – كما يقول الناقد أندريه لافوى – هو رواية الحكايات بطريقة سينماتوغرافية خالصة.
فيلمه الدوار الذي ظهر في 1958، والذي يرتب في معظم الأحيان الثاني في قائمة الأفلام الجيدة، ومباشرة بعد فيلم المواطن كين لأورسون ويلز.
هذا الظفر بالتقدير والحظوة المعمم اليوم لعمل الفريد هيتشكوك لم يكن لحظيا وفوريا. مبتكر سينما شعبية مع وجود مؤامرات ومكائد أحيانا عبثية وعديمة الجدوى، السينمائي الأمريكي من أصل بريطاني لم يكن معجبا بنقد معاصريه، فتقنياته المعالجة وأسلوبه في الإلحاح بشكل كبير على التفاصيل السيكولوجية أكثر من على قوة الحكاية، أصبح من تلك اللحظة فصاعدا مفهوما وواضحا لدى الجميع.
بداياته في بريطانيا
كثيرا ما ننسى أن هيتشكوك بريطاني الأصل (بحيث يذكر أندريه لافوى بداياته في السينما بانجلترا مهمة جدا وقد أثرت في بقية مساره كله، وخلال بضع سنوات تمكن من ممارسة كل مهن السينما، وأدرك هيتشكوك سريعا بأن الفن السابع يستطيع ويجب أن يميز عن المسرح المؤفلم، وفي هذه المرحلة كان قد سبق له أن اهتم بالتشويق السيكولوجي، كما كان قبل ذلك أيضا مولعا بالترقب والإثارة، ليس من أجل هذه المكائد الغامضة، ولكن بسبب الطاقة من أن هذا الجنس يفترض في موضوع التطوير السيكولوجي للشخوص).
بالنسبة لهيتشكوك البحث عن الشخوص في غالب الأحيان غير مجد فحكايات التجسس الرهابية لا تقوم على روابط ولبنات درامية معدة بشكل جيد، ومع ذلك مفعمة بالمشاعر والمآزق المثيرة لدى الشخوص، هيتشكوك كان أيضا تقنيا ذكيا بحيث الكادراج كان دقيقا جدا ومبتكرا، فالمشهد الشهير للدوش في بسيكو، على سبيل المثال، هو ثمرة بحث شكلي، فتصويره الدقيق والمثابر امتد على مدار ثمانية أيام.
هيتشكوك والأناقة الأنثوية
الشخصيات الأنثوية تحتل المصاف الأولى والمراتب العليا في قائمة ببليوغرافيا هيتشكوك، فهو يحب النساء الأنيقات والمتميزات اللواتي يخفين جنسية متحملة، ويعرفن كيف يكشفن عنها تدريجيا، إنه يحب اللواتي، كما يقول، (يشبهن معلمات ولكنهن بمجرد الجلوس معك في سيارة أجرة، يضعن يدهن في سحاب السروال)، فعلاقته مع الممثلات كانت معقدة جدا، (من المحتمل جدا أنه كان يعيش احباطات جنسية كبرى، كما يفترض ذلك أندريه لافوي).
وفي أفلامه مهم وجوب تخلي الممثلات عن الأنا ووضعه جانبا في مكان هيتشكوك للتصوير، فقد كان يهتم بالسيكولوجيا وكان يؤمن بأن على الممثلة البذل خصوصا بالنسبة للمشاهد، وليس في لعبة ممثل عاطفية ومثيرة.
فالممثلون في رؤية هيتشكوك هم عرائس، صور والتي هي جزء من الكادراج، أجسام تستخدم كعناصر في تركيب الصورة.
بعد عقود من إنتاجه لأفلامه الأولى أصبح تأثير هيتشكوك أقوى من أي وقت مضى، فستيفان سبيلبرغ ورومان بولانسكي، بريان دو بالما، جون كاربنتر،دافيد فينشر وواس كرافان ،على وجه الخصوص، قد تأثروا بالمعلم ،ومما لاشك فيه أن طريقته في سرد القصص بشكل سينماتوغرافي خالص كانت حافزا لهم.
المصدر
ici.radio-canada.ca/emissions/aujourd_hui_l_histoire/2015-2016/chronique.asp ?
حياة وعمل هيتشكوك كما يرويها أندريه لافوى AUDIO FIL La vie et l’œuvre d’Alfred Hitchcock racontées par André Lavoie
هوامش المترجم:
الفريد هيتشكوك مخرج ومنتج وكاتب سيناريو للسينما البريطانية،من مواليد13 أوت 1899 بليتونستون بلندن وتوفي يوم 29 أفريل 1980 بالهواء الجميل بلوس أنجلس
يطلق عليه اسم مستعار معلم السيسبانس
الكتب Alfred Hitchcock’s Ghostly Gallery
صاحب المقال
مارك أندريه لافوى، مخرج ومنتج وسيناريست كندي من مقاطعة الكيبك
فيلموغرافيا مارك أندريه لافوى
بلوف 2007
لن يكون هناك شيء سهل 2010
الكلب المثير 2013
البريء 2017