هوامش على دفتر النقد.. بداية البحث عن “شامبليون”

أول مرة سمعت فيها كلمة النقاد لها حكاية: كان أبى يقرأ جريدته، ويتكلم مع أخى الأكبر ضاحكاً ومعلّقاً على برنامج تليفزيونى شهير فى فترة السبعينات هو “النادى الدولى” وكان يقدمه سمير صبرى.

 كنت تقريبا فى الصف الخامس الإبتدائى بينما كان أخى الأكبر فى المرحلة الأعدادية. قال أبى: “النقاد قعدوا ورا الموضوع لحد ما استبعدوا المذيعتين خلاص ..”، ثم استطرد شارحا تفاصيل الحكاية، فقد استعان سمير صبرى – وكان وقتها نجما سينمائياً معروفاَ ومذيعاً مشهوراً – بالمذيعتين الصاعدتين وقتها سلمى الشمّاع وفريدة الزمر للظهور معه فى بعض الفقرات.

كان ظهورهما بلا تأثير وكأنه تدريب على العمل، ومن هنا انطلق “النقاد” فى الهجوم حتى تم استبعاد المذيعتين، وعاد سمير مقدماً منفرداً للبرنامج.

كان أخى يهز رأسه موافقاً وكأنه يعرف بالضبط من هؤلاء النقاد. ظلت الكلمة فى ذاكرتى، ولكنى لم أهتم حتى أن أسأل عما يكتبه هؤلاء، ولا عن ماهية السلطة التى تجعلهم مؤثرين الى حد الإطاحة بمذيعتين جميلتين فى بداية المشوار. بدا لى الأمر كأنه معركة لاناقة لى فيها ولا جمل.

وإذ كنت مدمناً فى تلك الفترة على قراءة الصحف خاصة جريدة “الأخبار” المصرية فلم تستوقفنى فى تلك الفترة أعمدة النقد إلا فى حالات نادرة. كان هناك عمود شهير تحاصره الإعلانات من كل جانب يكتبه الراحل عبد الفتاح البارودى بعنوان “للنقد فقط”، كنت أقرأ أحيانا ما يكتبه فلا أفهم سوى أنه غاضب من كل ما يكتب عنه.

زوايا وأبواب

 أذكر أنه كان مثلاً ضد الأغنية الفردية ومع الأغانى المسرحية وفن الأوبريت المنقرض. كان حادا لاذعا فى نقده، ولكن وضع العمود وموقعه وسط بحر من الإعلانات لم يجذبنى فى معظم الأحيان، وخصوصا أن كتّاب “الأخبار” كانوا يمتازون عموما بالأساليب الرشيقة السهلة على طريقة المختصر المفيد، وكانت هناك زاوية قصيرة جداً لاتزيد عن عدة سطور بعنوان “عزيزى” تقدم الرأى اللاذع بدون استطراد أو مرارة  يكتبها الراحل نبيل عصمت، وكنت أتابعها فى نفس الصفحة التى يكتب فيها أحمد رجب  زاويته الأشهر “نص كلمة”.

ما أذكره جيدا هو أن نبيل عصمت، الذى كان يكتب “أقصر نقد” ضمن باب إخبارى رشيق يقوم بتحريره تحت اسم “أبو نضّارة”، قد تعرّض هو أيضا للنقد عندما تهوّر وقام بتأليف مسلسل تليفزيونى بعنوان “قصيرة .. قصيرة الحياة” من بطولة ماجدة الصباحى ومن إخراج الراحل نور الدمراداش.

أذكر أن أحدهم اختار لمقاله عنواناً ظريفاً هو: “طويلة .. طويلة الرواية” تهكما فيما يبدو على عملية مط وتطويل الأحداث فى وقت كانت فيه المسلسلات التليفزيونية سريعة الإيقاع وربما لا تتجاوز خمس عشرة حلقة.

بدا لى وقتها أن “عصمت” لم يأخذ باله من “أشياء” كان ينتقدها فى أعمال الآخرين، أما معنى هذا “النقد”، والمعيار الذى استند إليه كاتبه فهو أمر لم أكن أستوعبه بالطبع. الحقيقة أن معظم  تلك الملاحظات النقدية لم تكن توضع تحت كلمة “نقد”، ولكن مجلات وكتب أخرى فى مكتبة أبى كانت تحمل من جديد هذه الكلمة الغامضة.

كانت غالبية كتب المكتبة متخصصة فى الفلسفة بحكم دراسة أبى، وإذا كانت كلمة “نقد” غامضة فإن كلمة “فلسفة” كانت من الطلاسم التى تبعث على الإبتسام إذ كان بعض زملاء الفصل ينطقونها “فلفسة”. ولكن البحث والرغبة فى الإكتشاف أسفرا عن العثور على مجموعة من المجلات المليئة بالكلام المجموع ببنط صغير جدا ولكنها تقدم  “مقالات نقدية” فى الشعر والقصة.

العقاد والمازني

كانت الأعداد لمجلات مثل “المجلة” التى يرأس تحريرها يحى حقى ومجلة “الآداب” البيروتية، كما عثرت على أعداد مجلة تضم مقالات صعبة تحتاج الى جهد ضخم فى فكّ  رموزها تحمل اسم “الفكر المعاصر” يرأس تحريرها أستاذ أبى ومثله الأعلى الدكتور زكى نجيب محمود.

كانت “الفكر المعاصر” مشفوعة برسوم غريبة شبه تجريدية، وكنت فى الصف الثانى الإعدادى أحاول أن أفهم ما يكتبه هؤلاء النقاد عن روايات أو أشعار لا أعرف عنها شيئاً، وكنت أيضا فى هذه المرحلة التى أحاول فيها (أو أدّعى) تكوين رأى مستقل حتى كان يوم واصلت فيه “الدعبسة” فى المكتبة المكتظة، فلفتنى كتاب أبيض اللون كُتب عليه بالخط الثلث الجميل “الديوان” وأسفله بخط النسخ الرشيق عبارة: ” فى الأدب والنقد.

ها هو “النقد” الذى أطاح بالمذيعتين  يظهر من جديد وبشكل صريح فى عنوان كتاب، ولمن ؟ لأديب يحكى عنه مدرسونا بإجلال وتقدير هو عباس محمود العقاد، ثم نعود الى البيت فنتابع مسلسلاً عن حياته بعنوان “العملاق” بطولة محمود مرسى وإخراج يحىى العلمى، فنجد أنفسنا أمام عاشق يتألّم بين امرأة وأخرى . وبجانب اسم “العقاد” كان هناك اسم آخر أقل شهرة وإن كانت صورته فى المسلسل أنه صديق البطل المضحك وهو ابراهيم عبد القادر المازنى، وقد لعب دوره الممثل اسامة عباس. فتحتُ الكتاب وبدأت فى القراءة فاندفعت أمام عينى كتلة من شواظ النيران: عبارات كالرصاص، وسخرية لاذعة، وشعور عام بأننى فى وسط ساحة معركة تُستخدم فيها الألسنة الحادة التى تعتير أمضى من السيوف  ضد عدد من الأدباء والشعراء فى مقدمتهم أمير الشعر والشعراء أحمد شوقى، ومصطفى لطفى المنفلوطى الذى كنا ندرس له فى المرحلة الإبتدائية نصاً نثرياً لطيفاً حفظناه لفرط سهولته بعنوان: “أىّ بُنىّ”، بل إن “الديوان” كان يتضمن هجوماً عنيفاً من المازنى على شريكهما الثالث فى تأليف الكتاب الشاعر عبد الرحمن شكرى.

أذكر أن المازنى أطلق على صديقه فى المقال العنيف تعبيراً غريباً هو “صنم الألاعيب”. مازلت أذكر فقرات كاملة من الكتاب العاصف منها مثلا هذه الخاتمة التى كتبها “العقاد” لإحدى دراساته: “إيه يا خفافيش الأدب.. أغثيتُم نفوسنا أغثى الله نفوسكم الوضيعة.. السوط لكم.. وجلودكم لمثل هذا السوط خُلقتْ ……….”.

 آه، هذا هو إذن “النقد” الذى أطاح شئ مثله بالمذيعتين الجميلتين. شعرتُ لحظتها بالتعاطف الكامل مع من تعرّض لمثل هذه الكلمات خاصة أن الثنائى المازنى والعقاد وعدا بأجزاء أخرى قادمة أكثر شراسة، واندهشت أن العظيم أحمد شوقى الذى نحفظ أبيات الحكمة التى كتبها  تعرّض لهذا الهجوم الشرس ومع ذلك لم يعتزل الظهور مثل المذيعتين، بالتأكيد لم استوعب النظرية التى يصدر عنها الهجوم، ولكن الهجوم نفسه كان قاسياً جداً، وكان كفيلاً بأن تتعاطف مع الذين تعرضوا له خاصة أن منهم صديق ومشارك فى التأليف، ولكنى لن أنسى أيضا أن بعض المقالات كانت خفيفة الظل مثل تلك التى ينتقد فيها المازنى إحدى روايات المنفلوطى المترجمة حيث حصر له عدداً ضخماً من “المفاعيل المطلقة” بلا معنى وبلا هدف ودون أى مبرر. الحقيقة أن أسلوب المازنى كان أكثر رشاقة وسلاسة وظُرفاً من أسلوب العقاد الصخرى والمحدد.

ربما ساهمت الظروف فى أن أقع فى غرام الأفلام قبل أن أقع فى غرام الأدب.

جيل التليفزيون

 تمثّلت تلك الظروف فى أننى أنتمى الى جيل التليفزيون.. جيل الصورة.. جيل فيلم الأسبوع والمسلسلات اليومية العربية والأجنبية.. جيل أحد العصور الذهبية لنجوم الكرة المصرية السحرة فى السبعينات من القرن العشرين . طبعا كنت أيضا قارئاً مواظباً على متابعة الصحف والمجلات الأسبوعية التى يحضرها أبى بالإضافة الى ماتيسر من بعض الكتب الشيقة التى صدرت عن حرب أكتوبر، وبعض القصص التى كتبها الرائد “كامل الكيلانى” بالإضافة الى مسلسلات الألغاز التى كتبها الرائد “محمود سالم” مثل “المغامرون الخمسة”، ولكن ثقافتى البصرية (إذا جاز التعبير) كانت أكبر بكثير من ثقافتى المأخوذة من الكتب، وقد حكيت كيف أحببت شيكسبير وبدأت فى البحث عن أعماله بعد أن سحرنى مارلون براندو فى فيلم “يوليوس قيصر”، باختصار، ندهتنى “ندّاهة الأفلام” أو نداهة الدراما عموما (مسلسلات عربية وأجنبية ومسرحيات) فبدأت فى قراءة النقد السينمائى، وتراجع اهتمامى بالنقد الأدبى (الشعر والرواية)، ثم عدت فى مرحلة تالية لقراءة النوعين معاً وبنهم شديد مع القراءة فى كل الإتجاهات عندما بدأت أكتب عن السينما والأفلام.

لا أتذكّر بالضبط متى وجدتنى مهتماً بأن أكتشف عن الفيلم ما هو أبعد من الحدوتة، ولكنى كنت أجد الكثير من علامات الإستفام بعد مشاهدة الأفلام التى تعجبنى، حدث هذا عندما شاهدت فيلم “الأرض” فى عرضه التليفزيونى الأول فى السبعينات، وحدث أيضا عنما شعرت بالحيرة بعد رؤية مشهد شهير فى فيلم “شئ من الخوف “.

كانت “شادية”  تفتح هويس الماء لكى تروى أرض الفلاحين وسط فرحتهم، حيّرنى هذا المشهد كثيرا إذ كنت أعيش فى قلب الصعيد، ولا أرى أن مشهداً مثل ذلك يمكن أن يحدث بالمعنى الواقعى، كنت محتاراً أيضا فى فهم مغزى شخصية “فؤادة” التى تتحرك مثل الآلة وفى مسارات محددة كأنه يتم توجيهها عن بعد، كانت أيضا مرفوعة الرأس فى كل المشاهد حتى فى اللقطات التى تلعب دورها طفلة صغيرة. كان الحوار أيضا غريباّ: يشبه لهجة الصعايدة ولكنه يقترب من شعر السيرة الهلالية.

اللعب بالكاميرا

كنت مبهورا فى طفولتى أيضاً بحركة الكاميرا واللعب بها فى الأفلام وخصوصا فى أعمال المخرج  حسام الدين مصطفى فى حين كان أبى يفضل الأسلوب البسيط الكلاسيكى فى تحريك الكاميرا فى أضيق الحدود فى أفلام الأبيض والأسود. أذكر أننا كنا نشاهد معاً  فيلم ” الإخوة الأعداء” فى عرضه التليفزيونى الأول، وكنت مندهشاً لأن الكاميرا لا تهدأ تقريباً، وتأخذ زوايا عجيبة وغير مألوفة، فى أحد المشاهد مثلا وضع “حسام” الكاميرا فى زاوية منخفضة جداً أسفل سواقى الفيوم المشهورة فملأت الكادر تماماً فى حين كان عمق الصورة تخترقة عربة حنطور فبدا لى كما لو أن الساقية تطحن العربة. فى مشهد آخر كان اثنان من الممثلين يتعاركان على السلم فى الطابق السادس مثلا  فقطع حسام فجأة إلى لقطة للإثنين مأخوذة من “بير السلم” فى  الدور الأرضى، ولم يكتف بذلك ولكنه جعل الكاميرا مان (وربما كان هو حسام شخصيا) يدور بالكاميرا المحمولة على اليد  حول نفسه فدارت الصورة بكل محتوياتها (السلالم والدرابزين والممثلين).

لم استمتع باللقطات لأن أبى كان يتساءل دائماً عن معنى هذا “اللعب بالكاميرا” ثم يقول : “أنا أشعر بالدوار”. بدت لى هذه الملاحظات موضوعاً لتساؤلات تحتاج الى إجابات بعد أن راحت لحظة الإنبهار بالحركة، أذكر أيضاً أنه فى فيلم “الشيماء” كان هناك اسراف فى استخداف عدسة الزووم على نحو متطرف لدرجة أن حسام الدين مصطفى كان ينتقل فى أحد مشاهد “الشيطان” من اللقطة البعيدة الى اللقطة القريبة المكبرة (رايح جاى) بصورة مربكة للغاية وفى خلال مدى زمنى طويل نسبياً بمعيار لقطات الأفلام القصيرة.

الحقيقة أن التساؤلات لم تكن حول مغزى حركة الكاميرا فى لقطة أصابتنى بالإبهار ولكن كانت أيضا حول مفهوم الأخراج ذاته: هل الإخراج الجيد هو اللعب بالكاميرا واستخدام الزوايا غير المألوفة أم أنه شئ أبعد وأعمق وأهم من ذلك؟ من هو المخرج بالضبط: هل هو ذلك الرجل البدين الذى يرتدى شورتا قصيراً فى أفلام الأبيض والأسود ويحمل اسم “عادل نيجاتيف”، يجلس بجانب الكاميرا مثل جوال القش ويصرخ بعد تصوير الإستعراض “كونتراتو .. كونتراتو”، أم أنه شخص آخر أكثر اتزاناً وإثارة للإهتمام؟

منوعات استعراضية

فى تلك الفترة المبكرة أيضا، عرض التليفزيون المصرى منوعات استعراضية رائعة أمريكية وألمانية واسبانية سواء بين الفقرات أو فى برنامج شهير له فضل كبير على ثقافتنا البصرية هو “اخترنا لك “. كان أبرز ما فى هذه الاستعراضات الحريّة المطلقة التى تتحرك بها الكاميرا المحمولة وكأنها تشارك فى الاستعراض بل لقد كانت فى الحقيقة جزءاً منه، ولم يكن ذلك مألوفا فى الأفلام الغنائية أو الأستعراضية المصرية، ولم أكن قد شاهدت بعد ما أضافه حسين كمال من حيوية الى تصوير الأغانى والإستعراضات فى فيلم “أبى فوق الشجرة”. كانت تلك الاستعراضات اكتشافا رائعاً بالنسبة لى لدرجة أننى أتذكر لقطات بعينها مثل تلك التى شاهدتها فى أحد الأستعراضات الإسبانية . كانت الكاميرا المحمولة تتابع الراقصين حتى دخلوا وراء أسوار ساحة واسعة فاخترقت الكاميرا ما بين الأسياخ، ثم تراجعت فجأة لتركز على تمثال جميل فى لقطة لا تزيد مدتها عن عشر ثوان، ولكم أن تتخيلوا حيوية المونتاج بالإنتقال بين لقطات قصيرة سريعة لا تتقوف فيها حركة الكاميرا والراقصين  مع جمال المكان وطبعا الإبهار فى تصميم الإستعراضات التى كنا نشاهدها فى زمن تليفزيون الأبيض والأسود وإن كنت أظن أنها أصلاّ ملوّنة.

عن المعطف

أعمال كثيرة أعجبيتنى جداً فى طفولتى وأثارت داخلى أسئلة لم يجب عنها إلا النقد، منها مثلا الفيلم التليفزيونى الروائى القصير “المعطف” للمخرج الراحل حسين كمال، وقد فاز هذا الفيلم المأخوذ عن قصة قصيرة لنجيب محفوظ بالجائزة الأولى فى مهرجان التليفزيون الدولى الأول فى الستينات، كان فيلماً عبقرياً يعتمد على الحركة والتعبير بالوجه مع أقل عدد من الكلمات، وهناك الفيلم الروائى القصير “أغنية الموت” المأخوذ عن مسرحية قصيرة لتوفيق الحكيم ومن بطولة فاتن حمامة وحمدى أحمد وعبد العزيز مخيون، ومن إخراج الكبير سعيد مرزوق، وكان أهم ما لفت نظرى فى الفيلم أن الكاميرا ثابتة فى معظم المشاهد، ومع ذلك لم أشعر أبداً بالملل، بل إن الصورة كانت جميلة، وأداء الممثلين مذهل، فى لقطة واحدة فقط دارت الكاميرا برصانة مع فاتن حمامة وهى تتلقى خبرعودة ابنها لكى تطلب منه الأخذ بثأر والده، كان شريط الصوت أيضا غريباً ونسمع فيه ما يشبه أصوات حداء الإبل بالإضافة الى أصوات الرياح.

 أعجبنى أيضاً فيلم تليفزيونى قصير بعنوان “لونابارك” عن قصة قصيرة لنجيب محفوظ ، بطولة أشرف عبد الغفور وإخراج يوسف مرزوق. كان الفيلم به أيضا أقل عدد من الكلمات، وكانت أحداثه كلها فى مدينة ملاهى حيث نتابع شاباً والفتاة التى يحبها وهما يتجولان بين كل الألعاب وينتهى الفيلم بوصولهما الى “لعبة الموت”.. طبعا لم أفهم المعزى الفلسفى للفيلم، ولكنى أتذكر جيداً أنه كان ممتعاً للغاية خاصة أنه يدور فى مدينة للملاهى.

تراكمت الأفلام التى أحببتها (عربية وأجنبية)، وتراكمت الأسئلة المعلّقة، بعضها ساذج وبسيط وبعضها أكثر عمقاً. كان الحل هو أن أقرأ فى السينما، وأن أكتشف شيئا اسمه النقد يفسر لى لماذا يبدو هذا العمل عظيماً ولماذا يبدو ذاك الفيلم متواضعاً . كنت فى حاجة الى “شامبليون” لكى يقوم بفكّ رموز جدار ضخم اسمه “فن السينما وصناعة الأفلام”، وجاءت النجدة من نقاد الأفلام فى سنوات السبعينات، وبعد أن قرأت وعرفت اكتشفت أن النقد شئ أهم وأعمق وأخطر بكثير من أن يستهدف مذيعتين جميلتين، ويمنع ظهورهما فى برنامج “النادى الدولى” مع ” سمير صبرى”.

Visited 74 times, 1 visit(s) today