مهرجان الفيلم العربي بعمان: أسئلة الهوية وتحولات الواقع

تزخر مجموعة الأفلام التي تعرضها النسخة الرابعة من مهرجان الفيلم العربي الذي يعقد فعالياته حالياً في العاصمة الأردنية عمان وتستمر حتى 20 الجاري، حيث يعرض 7 أفلام عربية مهمة، بالعديد من القضايا المجتمعية، وتناقش الأوضاع السياسية العربية الراهنة، وتفتح باب أسئلة الهوية وتحولات الواقع، فمن الواقع الذي تعيشه مي والذي يتعلق بمصائر أفراد عائلتها في فيلم “مي في الصيف” للمخرجة شيرين دعيبس، إلى سرد قصة رجل بلا جذور ولا تاريخ كما في فيلم “باستاردو” الحاصل على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر المتوسط هذا العام، في حين يطل المخرج باسل الخطيب بفيلمه “مريم” الذي يجسد قصص 3 نساء، تعيش كل واحدة منهن في حقبة زمنية مختلفة.

يجمعهن الاسم “مريم”، فضلاً عن الحروب والهزائم التي شهدتها البلاد في القرن الماضي، وكان هذا الفيلم قد نال الجائزة الكبرى لأفضل فيلم عربي في كل من مهرجان الداخلة في المغرب ومهرجان وهران والجائزة البرونزية في مهرجان مسقط.

أما الفيلم المغربي “هُم الكلاب” لمخرجه هشام العسري، فيرصد قصة أعضاء طاقم تصوير تلفزيوني لدى عثورهم على قصة رجل عجوز يُدعى “مجهول”. تعود حكايته المأساوية إلى عام 1981، حيث اعتُقل إبان موجة الاضطرابات التي اجتاحت المغرب آنذاك، ولا يطلق سراحه إلا بعد ثلاثين عاماً في 2011، ليواجه واقعاً جديداً، محتشداً بتغيرات موجعة، وكان هذا الفيلم قد ظفر بمجموعة جوائز أهمها جائزة المهر العربي لأفضل ممثل وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمهر العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي.

ويستضيف المهرجان الفيلم الجزائري “مصطفى بولعيد” الذي يتناول حقبة من مراحل التحرر الجزائري، وكذلك الفيلم اللبناني “وينن”الحائز على جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان طريق الحرير للأفلام، الذي ستجري مناقشته بحضور منتجه سام لحود، ويحكي قصص ست نساء لبنانيّات من أعمار متفاوتة، تنتظر كل واحدة منهن عودة رجل اختفى أثناء الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان.

ليختتم المهرجان بالفيلم المصري “فرش وغطا” للمخرج أحمد عبدالله، ويعد هذا الفيلم من أحدث الأفلام التي تناولت أجواء ميدان التحرير في 2011، وفي ظل هذه الأوضاع يحاول هارب من السجن أن يجد طريقه إلى منزله في القاهرة التي انقلبت رأساً على عقب إبان ثورة 25 يناير المصرية. ولدى زيارته عائلته وبلده الذي كان قد ابتعد عنه طويلاً، يجد أن كل شيء قد تغير، والحياة لم تعد كما عهدها من قبل، فهو الآن يعاني بحثاً عن الدفء والمأوى في المناطق المهمشة والعشوائية على أطراف مدينة القاهرة.

نشر هذا المقال في جريدة “البيان” الإماراتية بتاريخ 16 يوليو.

Visited 6 times, 1 visit(s) today