مجلة “السينمائي” تحتفي بالسينما الكردية –
في مسيرة تحد وإصرار متواصل من أجل إشاعة الثقافة السينمائية الرصينة، صدر – مؤخراً- العدد الجديد (الثاني عشر) من مجلة (السينمائي) الشهرية المستقلة التي تعنى بشؤون السينما العراقية والعربية والعالمية بمختلف تمظهراتها، وتعد المجلة السينمائية الورقية الدورية الوحيدة التي واظبت على الصدوردون انقطاع على الرغم من توقف جميع نظيراتها في الساحة العربية.
افتتاحية العدد التي جاءت تحت عنوان (حين يمتزج الحلم بالواقع) كتبها رئيس التحرير (عبد العليم البناء) أكد فيها “عملنا في (السينمائي) بـ”استقلالية تضامنية تامة على صعيد مجلس الإدارة وهيئة التحرير والشكل والمضمون والأهداف والتوجهات الحاسمة، برغم تذبذب وانحسار الدعم والتمويل الذي عانينا منه كثيراً ومازلنا، ووضعنا على رأس أولوياتنا أهمية أن تواصل المجلة قوتها التأثيرية في تفعيل الحراك السينمائي بأوجهه المتعددة وقد نجحنا في ذلك الى حد كبير”.
الناقد اللبناني المعروف (محمد رضا) كتب في زاويته الثابتة (إضاءة) مقالاً حمل عنوان (خروج كان من منطقة الخطر) رصد فيه التنافس الشديد بين مهرجانات كان وڨنيسيا وبرلين، وكيف ساهم زبائن المهرجان المخلصين بنجاحه في كل مرة؟ مقدماً تحليلاً للأفلام المشاركة في دورته الخامسة والسبعين.
في حين تم تكريس ملف العدد (السينما الكردية أفلام واقعية ومعاناة مديدة) وساهم فيه نخبة من أبرز النقاد والمؤرخين والكتاب العراقيين، الذين توقفوا عند تطور الأفلام الكردية بأبعادها الفنية والتعبيرية والتقنية وفي مقدمتهم رئيس التحرير الذي أشار الى أن السينما الكردية واحدة من من السينمات المهمة في العراق والمنطقة والعالم وتتوزع حسب تطورالسينما في الدول التي يعيش فيها الأكراد. أما عبد الجبار العتابي فقدم عرضاً لأول كتابين عن السينما الكردية باللغة العربية للناقد والمؤرخ مهدي عباس وهما((جولة مع السينما الكردية) و(أفلام كردية .. الدليل الشامل لافلام كردستنا الطويلة 1991- 2015)، وكتب الدكتور صالح الصحن عن (آفاق السينما الكردية) متناولاً مؤشرات مهمة من أجل انتشارها عراقياً وعربياً، وقدم الناقد الدكتور سالم شدهان قراءة الواقع واستشراق المستقبل في فيلم (أرضي ذات الفلفل الحلو) الذي أخرجه هونر سليم الذي لعبت بطولته الفنانة الكردية غولشيفتي فرحاني وحمل غلاف العدد صورة لها من الفيلم ذاته، وسلط الناقد السينمائي علاء المفرجي الضوء على (الأب الروحي للسينما الكردية يِلماز جوني)، وجاء عنوان مقال الناقد كريم عبدالله محمد عن (مانعرفه وما لا نعرفه عن السينما الكردية) توقف فيه عند أفلام كوردية مهمة ومتعددة، أما الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس (مدير تحرير المجلة) فقد كتب عن (مهدي أوميد رائد السينما الكردية) مستعرضاً جملة من أفلامه، إضافة الى توثيق أفلام إقليم كوردستان العراق الروائية الطويلة المنتجة بين 1990 و2023 وبلغ عددها 107 أفلامابتدأت بفيلم (النفق) لمهدي أوميد وانتهت بفيلم (الليل) لديلوفان زاندي.
وعالج الناقد رفيق حنا في مقالته (المخرج السينمائي الكوردي بين الدافع والحافز بمنظور سيكولوجي)، وقدم الكاتب بشتيوان عبدالله رؤيته عن (الرواية والسينما الكردية)، حيث أشار إلى روايات كوردية تحولت إلى أفلام ناجحة، ليختتم بها (ملف العدد) الذي كان فريداً من نوعه في هذا المجال.
وفي باب (ذاكرة السينما العراقية) كتب عبد الكناني عن (أفلام الكارتون ومسلسل بدي بود والدعايات التي كانت سلوى الأطفال في الستينيات)، وفي باب (سينمائيون عراقيون جدد) سلّط (رئيس التحرير التنفيذي) المخرج السينمائي سعد نعمة الضوء على مسيرة المخرجَين الشابين حسين الشباني من الديوانية وحسن العزاوي من المثنى وما قدماه من منجز سينمائي .
وأضاء العدد أربعة مهرجانات محلية وعربية وعالمية في مقدمتها (ملتقى سينما الشباب الرمضاني الثالث) الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع فريق صدى السينما والمسرح وشمل أمسيات سينمائية رمضانية مميزة، فضلاً عن (حفل جوائز الأوسكار 2023) وما تمخض عنه واستعراض الفائزين فيه، وكذلك الاستعدادات للدورة السادسة من مهرجان الجونة الذي يعاود الانطلاق بعد توقفه العام الماضي عن الانعقاد وفتح باب المشاركة في منصته السينمائية، وختام مهرجان برلين السينمائي الثالث والسبعين وطبيعة فعالياته وبرامجه وأنشطته والفائزين بمسابقاته المتنوعة.
وواصل الناقد السينمائي صلاح سرميني كتابة (رسالة باريس) التي تضمنت محاور سينمائية مهمة ولافتة التي تضمنت مقالة مهمة بقلمه عن ماهية الناقد السينمائي.
ونقرأ في باب (نقد) مقالتين نقديتين إحداهما للناقد السينمائي الدكتور جواد بشارة قدم فيها تحليلاً وافياً لفيلم (لا تنظر إلى فوق) للمخرج آدم مكاي، وسيناريو ديفيد سيروتا، وتمثيل: ليوناردو دي كابريو، وتيموثي شالاميت، وجينيفر لورانس، وكيت بلانشيت، وميريل ستريب، ومن إنتاج منصة نيتفلكس، والثانية للناقد السينمائي عدنان حسين أحمد الذي قدم تحليلاً نقدياً للفيلم الوثائقي (حسن والبحر) للمخرج العراقي محمد توفيق .
وفي باب (دراسات) كتبت الناقدة المغربية الدكتورة نزهة حيكون عن (السينما وحماية الطفولة) توقفت فيه عند عدد من الأفلام العربية والاجنبية بما فيها المغربية التي عالجت اختياراتها الجمالية والحقوقية، وكتب الناقد المغربي الطاهر الطويل في دراسته عن (السينما حوار الفن وتلاقي التقنيات) وتناول فيها علاقة التحاور بين السينما والمسرح والتشكيل والتلفزيون فضلاًعن الثورة الرقمية التي ساهمت في تطوير صناعة السينما، وقدم الدكتور شاكر لعيبي الجزء الثاني من دراسته التوثيقية عن (سينمات العراق بين 1918- 1950وثائق تاريخية وبصرية).
وفي باب (قراءة في كتاب) قدم الأستاذ الدكتور عقيل مهدي قراءة نقدية لكتاب المخرج هادي ماهود الموسوم (الفيلم الوثائقي العراقي والهوية الوطنية) الذي راى فيه وثيقة سينمائية جادة لتفعيل السينما الوثائقية في العراق، وكتب الدكتور خليل الطيار دراسة معمقة عن (معمارية التضاد في الصورة ونقيضها، مرئية لحسين نجم)، وفي باب (متابعات سينمائية) تقدم الدكتورة ورود ناجي باقة من الأخبار السينمائية العربية والعالمية.
وكان مسك ختام مواد العدد الثاني عشر من مجلة (السينمائي) مقالة الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين التي كرسها للحديث عن الدورة الأولى من (مهرجان بغداد للفيلم العربي)، الذي ستقيمه النقابة في أيلول من العام الحالي، بتوجيه ورعاية كريمة من لدن دولة رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وبمشاركة عربية واسعة ومهمة لنجوم و صناع وأفلام السينما العربية ويعد الأول من نوعه في تأريخ المهرجانات السينمائية في العراق.