لماذا لا تعلن فرنسا إلغاء مهرجان كان؟
مهرجانات سينمائية كثيرة في الشرق وفي الغرب، أعلنت تأجيل أو إلغاء دوراتها، بسبب مخاوف من تأثير فيروس كورونا على جمهورها وضيوفها الذين يمكن أن يتراجعوا عن الحضور أصلا. وعلى سبيل المثال فقد ألغيت الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي التي كان من المزمع افتتاحها في جدة في الثاني عشر من شهر مارس الجاري، كما ألغي مهرجان البحرين السينمائي ومهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط، وأوقفت أعمال مهرجان الأقصر للسينما الافريقية بعد ثلاثة أيام من افتتاحه.
وعلى المستوى الأوروبي تم إلغاء السوق الدولية للتليفزيون التي كان من المقرر أن تقام في مدينة كان الفرنسية في الفترة من 30 مارس الى 2 أبريل. وجاء القرار بعد أن حظر وزير الصحة الفرنسي تجمع أكثر من 5 آلاف شخص، ثم عاد فخفض العدد الى 1000 شخص ثم الى 100 شخص فقط. أما مهرجان كان للمسلسلات التليفزيونية الذي كان مقررا اقامته في نفس الوقت مع السوق الدولية للتليفزيون، فقد تأجل الى شهر أكتوبر العام القادم. كذلك أعلن الغاء مهرجان ترايبيكا في نيويورك.
أما المهرجان الذي تدور بشأنه أكثر التساؤلات والتكهنات في الوقت الحالي فهو مهرجان كان السينمائي الذي يعد المهرجان الأكبر والأهم في العالم، ليس فقط لكونه يقدم لوحة متكاملة لأحدث وأفضل ما أنتج في العالم، بل باعتباره أيضا بوابة لتوزيع الأفلام الجديدة في السوق الفرنسية والأوروبية عموما، من خلال السوق الدولية للفيلم التي تعرض أكثر من 1500 فيلم ويتم توقيع مئات الاتفاقات والتعاقدات خلالها بين موزعي الأفلام في العالم. مهرجان كان الذي يحظى باهتمام وسائل الإعلام والمؤسسات السينمائية في العالم، يفترض أن تقام دورته القادمة، الثالثة والسبعون في الفترة من 12 إلى 23 مايو القادم أي بعد أقل من شهرين من الآن. إلا أن فرنسا من بين الدول الأوروبية التي تتعرض لهجوم شديد من جانب فيروس كورونا، مما دفع الحكومة الفرنسية الى اتخاذ إجراءات مشددة.
إدارة مهرجان كان تقول إن العمل مستمر كالمعتاد، وأن لجان مشاهدة واختيار الأفلام بقيادة المدير الفني للمهرجان تيري فريمو، مستمرة في أداء عملها، وأن الوقت لايزال مبكرا للقول بتأجيل أو إلغاء الدورة. إلا أن المهرجان يواجه وضعا غير مسبوق يؤثر على صناعة السينما في العالم.
هذا الإصرار على المضي قدما في العمل للإعداد للدورة القادمة في شهر مايو، تمثل فيما فعله المكتب الصحفي الذي يشرف على أكثر من أربعة آلاف صحفي من كافة أنحاء العالم يتابعون عروض المهرجان، عندما بعث رسالة اليكترونية الى الصحفيين المسجلين لديه، يؤكد فيها أن المؤتمر الصحفي الذي سيعلن خلاله المدير الفني، تفاصيل الدورة الجديدة والأفلام التي ستعرضها، سيعقد في موعده في 16 من أبريل القادم.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم المهرجان أنه على الرغم من عدم وجود خطط لإلغاء المهرجان، إلا أنه سيتم اتخاذ قرار بشأن كيفية تعديله في نهاية أبريل: “في الوقت الحالي، لم يتم تحديد موعد لاتخاذ قرار. وسيعلن المهرجان عن برنامجه في 16 أبريل، وبنهاية أبريل سنقوم بتقييم الوضع الذي سيقام به المهرجان”.
وقد صدرت هذه التصريحات بعد أيام قليلة من تصريح رئيس المهرجان بيير ليسكور بأنه “متفائل إلى حد ما” بعدم إلغاء مهرجان كان هذا العام. “ولكننا مازلنا متفائلين إلى حد ما على أمل أن يكون الوباء قد بلغ ذروته في نهاية مارس وأن نتنفس بشكل أفضل قليلاً في أبريل”. ولكننا لسنا غافلين. فإذا لم يحدث هذا، فسنلغي”.
وكانت مجلة فاريتي قد ذكرت أن المهرجان رفض مؤخراً شراء “غطاء تأمين ضد الأوبئة” من شركة التأمين “سيركل جروب”. وصرح ليسكور للمجلة بأن ميزانية المهرجان تبلغ 36 مليون دولار بينما الغطاء التأميني لا يغطي شوى 2.3 مليون دولار فقط. لذلك فقد رفضنا هذا العرض.”
وهو ما يعني أن المهرجان في حالة الغائه سيخسر أكثر من ثلاثين مليون دولار لا يمكنه تعويضها من التأمين، وهو ما سيؤثر على سمعته أمام الجهات الممولة وقد يكون هذا السبب الرئيسي في الإصرار على اقامة المهرجان في موعده الى أن يصدر قرار حكومي بالغائه.
ماذا يمكن أن يحدث؟
التفاؤل باقامة المهرجان في موعده لا يبدو مفهوما تماما مع الارتفاع اليومي في عدد الحالات المصابة بالفيروس القاتل في فرنسا الذي وصل (حتى كتابة هذه السطور) إلى نحو 3661 ألف حالة، وتسبب في قتل 79 شخصا، دفع الرئيس ماكرون الى الإعلان عن إغلاق المدارس والجامعات في عموم فرنسا وهو ما يترك المجال مفتوحا أمام جميع التكهنات بين العاملين في صناعة السينما الذين يبدي الكثيرون منهم تشككهم في أن تقام الدورة القادمة من المهرجان الشهير في موعدها ويعود النجوم مجددا الى السير فوق السجادة الحمراء.
في العام الماضي بلغ المشاركون في السوق الدولية للأفلام التي تقام على هامش المهرجان رقما قياسيا هو 12527 مشاركا، وحصل على السعفة الذهبية كأفضل فيلم في المسابقة الرسمية، الفيلم الكوري “طفيل” “Parasite”، الذي عرض لأول مرة في المهرجان. وقد مضى “طفيل” بعد ذلك ليكلل بعدد من أبرز جوائز الأوسكار.
ولكن السؤال الذي بات على ألسنة الجميع حاليا هو: ماذا يمكن أن يحدث إذا تم إلغاء الدورة القادمة من مهرجان كان؟
موقع “إندي واير” المتخصص في السينما والصناعة السينمائية أجرى استطلاعا بين عدد من أهل الصناعة وكانت الاجابات تتراوح بين التفاؤل الحذر والتشاؤم.
لقد تم تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مدينة كان يوم 28 فبراير. وفي اليوم التالي أصدرت الحكومة الفرنسية حظراً على التجمعات التي تتجاوز أكثر من 5000 شخص. وفي 4 مارس، تم إلغاء مهرجان التلفزيوني الدولي الذي يتخذ من كان مقراً له. ومهرجان المسلسلات التلفزيونية، إلى 9 أكتوبر.
أما الحظر على التجمعات الذي هبط الآن الى رقم 100 شخص، فسيظل ساريا حتى 31 مايو، مما يزيد التوقعات المتزايدة بتأثيره على مهرجان كان السينمائي. فمسرح لوميير في قصر المهرجانات الي تقام فيه العروض الرسمية وبعض العروض الصحفية، يتسع لـ 2300 مقعد. لكن تييري فريمو، المدير الفني للمهرجان قال إنه مشغول بمشاهدة الأفلام مؤكدا أن “مهرجان كان السينمائي العظيم سيكون في شهر مايو فقط!”
يرى الكثيرون أن الأمر لا يتعلق فقط بمسرح لوميير، بل بمدينة كان عموما التي ينتشر في مقاهيها ومطاعمها وفنادقها آلاف الأشخاص. أضف إلى ذلك الحشود التي تملأ قبو القصر في “السوق الدولية للأفلام”.
احتمال غياب النجوم
تقع كان على بعد أقل من ساعة من الحدود الإيطالية، حيث أصيب حتى الآن نحو عشرة آلاف شخص على الأقل بالفيروس وتوفي منهم أكثر من ألف شخص. وتقول مصادر من جهات إنتاجية وشركات توزيع سينمائي لأفلام يحتمل أن تشارك في كان، إن نجوم هذه الأفلام يشعرون بالقلق الشديد من استخدام الطائرات ويترددون كثيرا في السفر، وبالتالي حتى في حالة إقامة المهرجان في موعده بفرض نجاح فرنسا في وقف اتساع نطاق العدوى وانتقالها بوجه خاص، بشكل أكبر إلى منطقة كان، لن يكونوا حاضرين للسير أمام عدسات المصورين على السجادة الحمراء الشهيرة على شاطئ الكروازيت. وفي هذه الحالة إذا غاب المشاهير لن يكون كان هو كان!
يرى البعض أن الإنكار الحالي من جانب المسؤولين عن المهرجان، يرجع في جزء منه، إلى الاعتزاز الكبير بالثقافة الفرنسية وبمهرجان كان بوجه خاص، بالإضافة إلى وجود “لوبي” ضخم يقف وراء المهرجان، يضم شخصيات مؤثرة من جميع فروع صناعة السينما. ومن المحتمل أيضًا أن أحدا لا يمكنه حاليا تحديد مسار للفترة القادمة التنبؤ بما يمكن أن يحدث وبالتالي فمن الأفضل ترك الأمور تسير سيرها المعتاد إلى حين صدور قرار من أعلى سلطة في البلاد يفرض وضعا آخر يجب الالتزام به.
في التحقيق الذي أجراه موقع “اندي واير” قال باولو موريتي، المدير الفني الجديد لتظاهرة “نصف شهر المخرجين” الموازية: “في الوقت الحالي، نحن نستعد للمهرجان. قبل ثلاثة أسابيع، كان العالم مختلفًا تمامًا. بعد ثلاثة أسابيع من الآن، لا أعرف ماذا سيحدث. لدينا جميعًا نفس القدر من المعلومات ونفس الموقف: نحن نستعد للإعلان عن التشكيلة. ولا يمكننا أن نفعل خلاف ذلك “.
ووصف موريتي المزاج الحالي بين موظفيه بأنه “مثير للقلق”، لكنه أضاف أن “إلغاء مهرجان التليفزيون في كان، أعطانا أفقًا زمنيًا – ربما في غضون شهر واحد ، سيتم اتخاذ قرار ما”. وأضاف في الوقت نفسه، “لا يسعني إلا أن آمل أنه في غضون أسابيع قليلة سيكون لدينا معلومات كافية تشير إلى أن الوضع أصبح مختلفًا”.
سوابق الإلغاء
كانت بداية مهرجان كان عام 1939 كرد على مهرجان فينيسيا الإيطالي الذي تأسس في عهد موسوليني، لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية جعل المهرجان يختتم بعد عرض واحد فقط بفيلم “أحدب نوتردام”. وبعد الحرب، عقد المهرجان دورة واحدة في عام 1947، ثم غاب في العامين التاليين بسبب مشاكل في الميزانية.
ومع ذلك ، على مدى العشرين عامًا التالية، قفز المهرجان ليصبح مركز القوة العظمى المؤثرة وسط مهرجانات السينما العالمية، خاصة بعد تأسيس “السوق الدولية للأفلام” عام 1959. ولكن المهرجان توقف عام 1968 تحت ضغوط من السينمائيين الفرنسيين في خضم الانتفاضة العامة التي شلت البلاد في مايو 1968، وبعد أن سحب كثيرون من مخرجي ومنتجي الأفلام أفلامهم من المسابقة. وكانت نتيجة هذا التمرد ظهور تظاهرة “نصف شهر المخرجين” في العام التالي كتظاهرة معارضة للتوجه العام “الرسمي” للمهرجان الكبير.
لم يتم أبدا إلغاء مهرجان كان من قبل منذ عام 1968 على الأقل، وأصبح حدثًا سنويًا كبيرًا لدرجة أن العديد من منتجي الأفلام والموزعين ووكلاء المبيعات والمبرمجين لا يمكنهم تصور غيابه عن المشهد السينمائي هذا العام.
غياب السوق
أما الغياب المحتمل إذا حدث، فسيكون له تأثير كبير على كافة مستويات صناعة السينما. فغياب المهرجان معناه غياب السوق، وهو ما سيتسبب في حدوث فوضى كبيرة تتعلق بالتوزيع وحركة بيع وشراء الأفلام.
سيؤثر إلغاء المهرجان أيضًا على الموزعين الذين يرغبون في إطلاق أكثر أفلامهم طموحا من الناحية الفنية من خلال المهرجان. ومن المفارقات أن فوز فيلم “طفيل” بالأوسكار كأفضل فيلم، أثار قدرًا أكبر من التكهنات المحيطة بقدرة مهرجان كان أكثر من أي وقت مضى. ويستعد المهرجان للتعامل مع الشهية الكبيرة المنفتحة للموزعين في الولايات المتحدة وكندا، لشراء أفلام من ثقافات أخرى لا تكون عادة أفلاما ناطقة بالانجليزية. هذا العام كان هناك 22 ترشيحًا لجوائز الأوسكار لأفلام عرضت في مهرجان كان، بين “الطفيل” إلى “ذات مرة في هوليوود”، إلى “ألم ومجد” لبدرو المودوفار إلى “روكتمان” والفيلم الوثائقي السوري “إلى سما”.
يقول موقع إندي واير، أن الموزعين الأمريكيين لا يعقدون صفقات كثيرة لشراء الأفلام في كان، إلا أن الشركات الأوروبية تقوم بالكثير من أعمالها هناك. ويقول مايكل أرنون الذي يدير شركة وولف المختصة بالدعاية والترويج، إن شركته كانت بالفعل بصدد تجميع قائمة أفلام مهرجان كان. ولكن “في هذه المرحلة، نفضل أن نكون متفائلين بحذر”. “نحن بالفعل نعمل أو نناقش العديد من الأفلام الجديدة التي يحتمل أن يشهد مهرجان كان عروضها العالمية الأولى”.
يضيف أرنون إن بعض الأفلام لا غنى عن كان بالنسبة لها، أما البعض الآخر، فمن الممكن أن ننظم عروضا خاصة أو نعمل عبر الإنترنت عن بُعد، ولكن بالنسبة للأفلام الرئيسية التي تشارك عادة في المسابقة وتحدد إيقاع السينما العالمية فليس من الممكن الاستغناء عن تأثير عرضها الأول في كان.
احتمال إلغاء مهرجان كان جعل الكثير من الموزعين يتطلعون إلى المهرجانات التي تقام في الخريف كحل بديل، مثل فينيسيا وتيلورايد وتورنتو ومهرجان نيويورك السينمائي. على افتراض أن المبرمجين في هذه المهرجانات سوف يستوعبون بعض تأثير كان، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة.
يدعو مهرجان تورونتو عادة حوالي 25 فيلما من بين أفلام كان، وبينما يعتبر مهرجان تورنتو هو الأكبر من حيث الحجم إلا أنه لن يتيح فرصة الاستفادة من كل فيلم رفيع المستوى وسط كل هذا الزحام بل “يمكن أن يصبح الأمر حمام دم كما يقول أرنون”.
أما المدير الفني لمهرجان فينيسيا، ألبرتو باربيرا، فقد بدا أيضا حذرا، وقال: “من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، توقع ما سيحدث في الأسابيع القليلة المقبلة”. فإذا استمر الفيروس في الانتشار، فمن المحتمل ألا تؤثر العواقب على أجندة المهرجانات فحسب، بل تؤثر أيضًا على عملية صناعة السينما بأكملها.”
وأضاف أنه من غير المرجح أن يستوعب مهرجان فينيسيا الفائض من كان بعد الغائه. وقال: “يمكن أن يصبح أمام فينيسيا فرصة الاختيار من بين العديد من الأفلام، ولكن ليس معنى هذا أننا سنزيد عدد الأفلام المشاركة. “ما زلنا لا نعرف ما إذا كان سيتم إلغاء أو تعليق أو تأجيل كان – آمل ألا يحدث ذلك، ولكن من الواضح أن إلغاءه سيكون له تأثير قوي على الجميع “.
أفكار أخرى
تتضمن تشكيلة كان 2020 الكثير من الاحتمالات التي تشمل أفلاما مرتقبة مثل “أنيت” – من انتاج أمازون، وهو فيلم موسيقي من اخراج الفرنسي ليوس كاراكس بطولة آدم درايفر، وفيلم المخرج ويس أندرسون بعنوان “الطرد الفرنسي” الذي تعتزم شركة سيرتشلايت توزيعه في فصل الصيف، و”تري بياني” (عظيم جدا) للمخرج الايطالي ناني موريتي، الذي قد يصبح المرشح لتمثيل بلاده في مسابقة الأوسكار. هذه الأفلام من المقرر عرضها في دور العرض الفرنسية بعد عروضها الأولى في مهرجان كان، وهو ما يؤشر على أهمية المهرجان بالنسبة للترويج للأفلام في السوق.
أما في حالة تأجيل عرض هذه الأفلام إلى وقت لاحق، فلا يلزم بالضرورة الانتظار حتى الخريف. ففي الصيف يقام عدد من المهرجانات الأوروبية الهامة التي سترحب باستقبال العروض العالمية الأولى لبعض الأفلام، بما في ذلك مهرجان كارلوفي فاري الذي يقام في جمهورية التشيك في يوليو، ومهرجان لوكارنو السينمائي السويسري الذي يقام في أغسطس. ويمكن أن يستوعب مهرجان سان سباستيان السينمائي الذي يقام في سبتمبر بعض العروض العالمية الأولى، كما يمكن أن تنتهي أفلام أخرى في مهرجان صندانس السينمائي في شهر يناير العام القادم.
إذا لم يقام مهرجان كان في مايو كما يحدث دائما، فمن المؤكد أن “كان” سيحاول بشكل ما الإبقاء على تأثيره على صناعة السينما العالمية. وإذا كان قد سبق أن انتقل المهرجان من الخريف إلى الربيع في عام 1951 لكي يفسح المجال لمهرجان فينيسيا، فيمكن أن يجد أيضا طريقة ما لينتقل مرة أخرى، ربما إلى أكتوبر، ولكن الكثيرون استبعدوا هذه الفرضية التي تقوم على أساس تأجيل مهرجان التليفزيون الى أكتوبر.
ومع ذلك، تظل جميع الاحتمالات قائمة. فمن يدري!