“عين على السينما” تختار أفضل 10 أفلام في 2014

نقدم هنا قائمة من اختيار رئيس تحرير الموقع لأفضل عشرة أفلام عرضت في العالم خلال عام 2014، وقد اختيرت بعناية من خلال متابعة المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم والعروض العامة. منها ما يعتبر تقليديا من حيث اللغة والبناء، ومنها ما يصل الى أقصى حدود التعبير الحر المفتوح لسينما ما بعد الحداثة. والقائمة بالطبع تعبر عن ذوق صاحبها الفني ولا تلزم أحدا بها، فلكل أن يختار ما يتفق ع ذوقه وفهمه للفن السينمائي. وقد نشرنا اسم الفيلم باللغتين العربية والانجليزية، كما نشرنا موجزا يلخص سبب اختيار الفيلم ضمن هذه القائمة، مع ضرورة لفن النظر إلى أن الترتيب غير مقصود أي أن كل الأفلام العشرة في القائمة تتساوى عندنا في قيمتها الفنية:

1- البيات الشتوي The Winter Sleep

تحفة مهرجان كان من المخرج التركي نوري بيلج جيلان، دراما اائلية- تشيكوفية بنفس وجودي معاصر، تدور في قرية جبلية معزولة تماما من منطقة أناضوليا الشهيرة، ـداء تمثيلي بديع من مجموعة الممثلين جميعا. حائز على السعفة الذهبية عن جدترة واستحقاق.

2- حمامة وقفت على غصن تتأمل في الوجود

A Pigeon Sat on a Branch Reflecting on Existence

تحفة المخرج السويدي العبقري روي أندرسون، مزيج من الفلسفة والشعر والتصميم الفني المدهش، والتعبير بالصورة والتكوين والإشارات في سياق شعري بديع، عن رؤية وجودية حزينة لمصير الإنسان.

3- ملح الأرض The Salt of the Earth

الفيلم الوثائقي للمخرج الألماني فيم فيندرز عن حياة وأعمال المصور البرازيلي الكبير سباستياو سالجادو. أهم ما يميز هذا الفيلم، إلى جانب موضوعه الإنساني الكبير، جانبه الجمالي الذي يجعل المشاهد لا يستطيع أن يغمض عينيه ولو للحظة واحدة، أمام تلك التكوينات المذهلة، وتعاقب الصور الذي يروي في تسلسل، علاقة المصور الكبير، بعائلته، بابنه، بكاميرته، بمساعده، بموطنه، بالعالم وما يحدث فيه، وتكشف انشغاله الكبير بالتعبير من خلال الكاميرا، عن موقف واضح يعارض كل أشكال العنف والقمع والظلم الإنساني والاعتداء، على البشر وعلى الطبيعة.فيلم “ملح الأرض” ليس فيلما تقليديا عن شخصية من مشاهيرالتصوير الفوتوغرافي، بل عمل كبير عن كيف يصل الإنسان بوعيه الذي يكتسبه تدريجيا، إلى إدراك أنه جزء لا ينفصل من العالم، من تلك الطبيعة التي وهبها الله له، وكيف أنه أوصاه بالحفاظ عليها، يتعلم دروسها، ويستفيد من تنوعها، ويجعلها بيئة صالحة للعيش المشترك بين البشر. وهذه هي أعظم قيمة يخرج بها مشاهدو الفيلم.

4- جزيرة الذرة The Corn Island

“جزيرة الذرة” فيلم المخرج الجورجي جورج أوفاشفيلي الذي يتعامل مع شخصيتين رئيسيتين فقط هما الجدّ العجوز، وحفيدته الصغيرة التي تصحبه وتطيعه بكل هدوء ودعة وبساطة.هذا فيلم من أفلام السينما الخالصة يعتمد أساسا، على تكثيف الحالة، وعلى الوصف السينمائي بالصورة وبحركة الكاميرا، واستخلاص كل ما يمكن من إمكانيات المكان، بذلك الانتقال المحسوب بدقة بين اللقطات، والمزج بين الصورة والصوت والموسيقى في تناغم بديع، وبالصمت والتعبير بالنظرات، وجعل الطبيعة جزءا أساسيا من الفيلم نفسه، من مادته ومن جمالياته، مع استخدام أقل ما يمكن من جمل الحوار.

5- صائد الثعالب Foxcatcher
فيلم المخرج الأمريكي بنيت ميللر الكبير الذي أدهش الجميع في مهرجان كان السينمائي بمستواه الفني الذي يصل حد الكمال. هذا فيلم متكامل، تضافرت له كل العناصر لصنع تحفة سينمائية حقيقية: السيناريو الإخراج والتمثيل، مع عدم إغفال دور التصوير والمونتاج والموسيقى (نغمات البيانو العصبية الحزينة التي تشي بالتوتر الكامن تحت جلد الشخصيات). لا توجد هنا لقطة زائدة ولا لقطة ناقصة. كل مشهد يبدو في مكانه وكل لقطة داخل المشهد في موقعها، وتتابع اللقطات والمشاهد، يضيف ويراكم دون تصاعد خارجي، بل يلعب على الداخلي أكثر، على الحالة النفسية لبطليه الذي تكشف لنا مشاهد الفيلم عنها تدريجيا في كل مشهد.أداء الممثل ستيف كاريلSteve Carell مدهش حقا ومفاجيء في قوته وشموخه وتأثيره في دور جون دي بونت، بصوته الحاد، وملامح وجهه الشاحبة، وأنفه النافرة، وعينيه الضيقتين. إنه لا يمثل الشخصية بل يعيشها، ويبدع في تجسيدها.

6- بيردمان Birdman
بيردمان Birdman أو “الوجود غير المتوقع للجهل” The Unexpected Virtue of Ignorance- هو الفيلم الأمريكي للمخرج المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إيناريتو- الذي عرض في افتتاح الدورة الـ 71 من مهرجان فينيسيا السينمائي. يصور الفيلم أزمة الممثل – المبدع المتمزق بين رغبته في استعادة مجده القديم كنجم ولو من خلال مسرحية لا قيمة حقيقية لها، وبين رغبته في أن يكون ممثلا راسخا ناجحا. ابتكر جونزاليس طريقة خاصة في تصوير الفيلم مستلهما ما فعله هيتشكوك في فيلمه الشهير “الحبل”، فقد صور الفيلم بكاميرا متحركة عبر ردهات وممرات وغرف المسرح الحقيقي الذي صور الفيلم فيه، كما جعل الكاميرا تقتحم أبوابا وتصعد شرفات عالية، أو تهبط الى غرف التحكم أو غرف الماكياج وغيرها، بحيث يبدو الأمر امام المتفرج كما لو كان الفيلم قد صور في لقطة واحدة متصلة.

7- السيد تيرنر Mr Turner
بورنريه سينمائي عظيم من طرف المخرج البريطاني مايك لي للفنان التشكيلي الانجليزي الشهير جوزيف مالورد ويليام تيرنر (1775- 1851) الذي عرف بأعماله المتميزة ضمن المدرسة التعبيرية في الفن، كما عرف أيضا بغرابة أطواره رغم عبقريته بل ربما نتيجة لعبقريته.

لقطة من الفيلم البريطاني “لعبة المحاكاة”

8- لعبة المحاكاة The Imitation Game
فيلم مدهش من المخرج البريطاني مورتون تيلدوم حول عالم الرياضيات الإنجليزي آلان تورينج الذي تمكن خلال الحرب العالمية الثانية من اختراق نظام الشيفرة النازية. من أهم العناصر التي ترفع هذا الفيلم إلى مستوى الأعمال السينمائية الكبيرة التي تعيش في الذاكرة، السيناريو المتميز والإخراج المتمكن الذي يركز على الجوانب الإنسانية في الشخصية، والعنصران ينجحان في جعل التفاصيل العلمية الرياضية المعقدة قريبة من المشاهدين، والتركيز على فكرة كيف تتمكن العبقرية الفردية رغم كل نواقصها الأخرى، في تحقيق التفوق رغم المراهنات العكسية، ورغم ضيق الوقت وضغوظ اللحظة التاريخية الصعبة. أداء تمثيلي كبير من الممثل بنديكيت كمبرباتش سيصل به مؤكد الى ترشيحات الأوسكار.

9- وداعا للغة Goodbye Language
تحفة المخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار
يستخدم جودار الكاميرا ذات الأبعاد الثلاثة (لصنع فيلم الصور المجسمة)، في تلاعب ما بعد حداثي بالشكل، لا لإبهارنا بمناظر تتجاوز نطاق كوكبنا، بل لتجسيد تعقيدات الحياة اليومية بين رجل وامرأة، بحيث يصبح التخاطب مع كلب أسهل وأكثر يسرا من التخاطب مع بعضهما البعض. الصورة عند جودار ليست مقصودة في حد ذاتها، وهي أيضا لا تأتي في سياق تعاقب منطقي درامي للصور، بل هي صورة تناقض ما ينتظر ويتوقع منها، سواء من حيث زاوية التصوير أو التكوين أو المونتاج الذي ينتقل قبل اكتمال أي لقطة بالصورة المعتادة، إلى لقطة أخرى، وحركة الكاميرا التي تسير وتتعمد الا تكشف سوى جزءا من مكونات الكادر السينمائي المفترض، والقفز من صورة لصورة يخضع فقط لمنطق ذهني تماما وليس لمنطق سرديnarrative .

10- بين النجوم Interstellar
المغامرة الفنية الأكثر طموحا لعبقري هوليوود الجديد الانجليزي كريستوفر نولان الذي يبحر في الفضاء في رحلة بصرية وذهنية هائلة، ومغامرة سينمائية يكمن سحرها في كونها تتوقف أمام الكثير من التساؤلات الوجودية الفلسفية حول معنى الحياة إن لم تكن هناك إرادة حقيقية، ومعنى الزمن في حياة الإنسان، وكيف يولّد الخوف الرغبة في حب البقاء والتحدي والبحث الشرس عن مخرج، الإنسان في علاقته بالكون ورغبته في السيطرة عليه، وهل الإنسان كائن فريد ليس له شبيه، أم أنه سيظل دوما يبحث عن شبيه يتخيل أنه يمكن أن يقيم صلة ما “إنسانية” معه؟ مغامرات مثيرة تمزج العلمي بالدرامي، والخيالي بالواقعي، والأرضي بالفضائي، والإنساني بالتكنولوجي، وانتقالات متتالية عبر المونتاج المتوازي، بين ما يحدث في الأرض وما يحدث في الفضاء.

Visited 68 times, 1 visit(s) today