عن “الغرفة المجاورة”: المودوفار وبرجمان
جون لاركين
ترجمة: رشا كمال
أميل بشدة إلى تجنب كتابة المراجعات النقدية السلبية، اللهم إلا إذا رأيت في ذلك فرصة لتقديم شيئا فريدا واستثنائيا عن الإجماع العام حول العمل، حتى لو أعني بذلك انتقاده.
بالأخذ في الاعتبار عند كتابة هذه المراجعة، أن فيلم “الغرفة المجاورة” Room Next Door فاز بجائزة “الأسد الذهبي” في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، وهي تعادل جائزة الأوسكار لأفضل فيلم، كما استقر الفيلم على تقييم بنسبة 94 % من مراجعات نقاد موقع “الطماطم المتعفنة” Rotten Tomato، لذلك، يبدو أنني من بين المراجعين القلائل الذين وجدوا أن أحدث أفلام المخرج بيدرو ألمودوفار هو مجرد فرقعة مزيفة.
استمتعت بشكل عام بأفلام ألمودوفار على مدار السنوات، وخصوصًا فيلم “الجلد الذي أسكن فيه”- The skin i live in، ورأيي أنه من بين أفضل الأعمال السينمائية في عام 2011.
أما هنا، فيقدم ألمودوفار التحية للمخرج السويدي انجمار برجمان، ويصنع نسخته الخاصة من فيلم “بيرسونا”. – Persona. حيث توجد شخصيتان نسائيتان، إحداهما مريضة، والأخرى تقوم على رعايتها، تندمجان ببطء حتى تصبحا نفس الشخص. هذه الفكرة لم ترق لي على الإطلاق، ولطالما ربطتها عندي بنوع من الأفكار المدعية للفن.
ولم يساعد في هذا حقيقة أن المرأتين تنتميان بكل جرأة للنخبة التي توجد في فقاعة يبلغ حيزها واحد بالمائة من مدينة نيويورك.
لا يتناسب ميل ألمودوفار للميلودراما والألوان مع هذا النوع من السرديات القاتمة، والواهية في نفس الوقت. ويبدو كما لو أن النص قد نُقل بسطحية من الإسبانية الى الإنجليزية وبأسلوب حرفي، دون مراعاة الفروقات الدقيقة عند التحدث بالإنجليزية. فترتب على ذلك حفنة من الأداءات السطحية من أفضل الممثلين الموجودين على قيد الحياة.
وللمفارقة، ذكرني هذا الفيلم بفيلم “الغرفة”- The Room للمخرج تومي ويساو اكثر من أي فيلم آخر. عن شخصيات تصارع مرض السرطان، تقوم بأدوار ميلودرامية مبتذلة في الفيلمين، كما أن هناك مجموعة من المحادثات المفتعلة حول تغير المناخ يلقمها ألمودوبار لأبطاله في أوقات عشوائية، تبدو في غير محلها مثل الحوار الذي ابتدعه ويساو في فيلمه الذي أصبح الآن أسطورة كارثية.
ومما يزيد الطين بله، وجود تطورات غير منطقية في الحبكة، وسمات غريبة للشخصيات (فمن يستطع حقًا أن يستشهد بمشاهد من فيلم “الموتى”- The dead للمخرج جون هيوستن غيبًا من الذاكرة، كما لو كانت مثل الطقس السنوي لمشاهدة فيلم “إنها حياة رائعة ” – It’s a wonderful life في عشية عيد الميلاد. وهناك أيضًا قرب النهاية كشف للمعلومات يبدو مثيرًا للضحك حقًا، ولست على يقيننا إذا كان من المفترض أن يكون مسليًا عن قصد أم لا. لم افهم حقًا المعنى الكامن وراء هذا الاختيار الغريب.
يبدو أن ألمودوفار قد ضمن حظه من المديح الدائم من جانب مجتمع النقاد، أيا كانت الأفلام التي يقدمها. أما أنا فلا أملك إجابة مؤكدة عما كان يُفترض أن اخرج به من هذا الفيلم، لكن من الواضح أنه قد ضل طريقه في الترجمة.
المصدر: موقع مجلة Films in Review