سينما في كل مكان” لنشر أفلام المهرجانات بالمناطق المهمشة

مبادرة أطلقها 8 شباب لتقديم سينما مستقلة بشكل مجاني في القرى والمناطق المصرية الخالية من دور العرض.

هذه المبادرة تبنّاها مجموعة من الشباب المبدعين قاموا بالتجول بشاشات عرض سينمائية في الشوارع والميادين غير عابئين بفكرة استخراج أو الحصول على التصاريح الرقابية.

فقط، كل ما يعنيهم هو رفع شعار السينما الهادفة للجميع بمبادرة “سينما مستقلة في كل مكان” لتحدي الواقع الذي يحرم قطاعات وقرى مصرية كثيرة، خاصًة بالصعيد، من دور العرض السينمائية باعتبارها نشاطاً ترفيهياً غير مهم، من وجهة نظر البعض.

وإذا كانت السينما المستقلة قد تمردت على التكاليف الباهظة والمعدات فائقة السعر، منذ بداية تجربتها الأولى في مصر بإنتاج فيلم “عين شمس” عام 2008، فإن هذه المبادرة تتمرد على طريقة عرض الأفلام التقليدية وقررت التوجه للجمهور في أماكن تواجده وبأبسط الوسائل.

كمبيوتر محمول

وجيه القاني، أحد منظمي هذه المبادرة، اتخذ من ساحات المدارس والمقاهي صالات عرض سينمائية باستخدام شاشة عرض وكمبيوتر محمول فقط.

يقول وجيه لـ”هافينغتون بوست عربي” إنه يذهب إلى المقهى الشعبي بعد الاتفاق مع مالكه على عرض أحد الأفلام المستقلة، و”أنتظر مترقباً ردود فعل المشاهدين، خاصة أن المقاهي الشعبية تكتظ يومياً بعشرات المواطنين المتخذين منها مساحة للترفيه؛ هرباً من عبء الحياة اليومية”.

ويضيف القاني: “بحنجرة جريئة وصوت واضح، أطلب من جميع الحضور الإذن بالدخول، وعرض الفيلم وبعد نهاية الفيلم تعقبه مناقشة بسيطة حوله لتأكيد تفاعل المشاهدين والاندماج معهم”.

ويرى أن “هذه المبادرة ستكسر احتكار المثقفين للأفلام المستقلة وسيشاهدها الشعب كله بجميع طبقاته ومستوياته الاجتماعية والثقافية والمعرفية، وفي شتى المحافظات”.

ويوضح: “بدأنا في عام 2013 ونجحنا في خلق تواصل بين الممثلين في الأفلام وأفراد الشعب العاديين حتى تصبح سينما جماهيرية”.

ومن جهة نظره، فإن “هذا التعارف بين الجمهور والسينما المستقلة يفتح مخارج متعددة لصانعي الأفلام”.

ذهب وجيه إلى الكثير من المحافظات والقرى مثل أسيوط والبر الغربي في الأقصر وقرى بأسوان وبعض المناطق المهمشة، بجانب المحافظات الكبرى كالإسكندرية والقاهرة.

ونفذت المبادرة 20 دائرة عرض، تم خلالها تقديم أعمال لـ40 مخرجاً ومخرجة من كل الدول العربية. وقدمت العروض في كل أنحاء مصر من الإسكندرية إلى أسوان.

القاني سبق أن حصل على جائزة أفضل ممثل دور ثان من مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية 2011.

دون دعوات مسبقة

ويقول وجيه إن العروض تتم من دون عمل “دعوات” مسبقة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك؛ لأننا نستهدف الجمهور الموجود في المساحة بشكل فعلي.



وأوضح وجيه أن فكرة استغلال المقاهي لعرض الأفلام المستقلة، جاءت من كون غالبية المقاهي توفر لزبائنها الآن شاشات ضخمة لمشاهدة مباريات كرة القدم وبرامج التوك شو.

يضيف: “قدمنا برنامج عروض متكاملاً استمر لمدة 6 أشهر مكوناً من 48 دائرة عرض، تنوعت بين 55 فيلماً قصيراً مستقلاً، ولم يقتصر على المقاهي فقط؛ بل شمل المدارس والحضانات

“.

ويوضح أن المبادرة تختار مكان تقديم العرض بناء على احتياج كل جهة ومدى فقر النشاط الثقافي والفني بها وعدم توافر دور عرض بها

.

ويضيف أن المبادرة تهدف إلى تحقيق روح المشاهدة الجماعية، واختيار الفيلم سواء كان يعبر عن قضايا بعينها من عدمه، فالهدف إيصال الفن بجميع أشكاله

.

تتنوع الأفلام المعروضة بـ”سينما في كل مكان”، بحسب الجمهور المستهدف ومدى مناسبة الفيلم لهذا الجمهور، بحسب وجيه

.

فالأطفال يشاهدون غالباً أفلام الرسوم المتحركة، كما تُعرض أفلام للصم والبكم، يراعى فيها ألا تكون الحبكة الدرامية مبنية على الصوت، مع مراعاة المعايير الخاصة بذلك.

الصدام مع الرقابة

وأوضح أن المبادرة حريصة على عدم الصدام مع الرقابة، فجميع الأفلام التي تم عرضها حصلت على جوائز داخل مصر وفي المنطقة العربية؛ إذ يقول: “نحن نقوم بنشر الفن بعيداً عن الصدام وفي حدود المتاح، وجميعها أفلام مصرية وعربية، إضافة إلى فيلمين باللغة الفرنسية.

ويشير إلى أن العروض مقدمة مجانية تماماً، هذا بجانب حصول المبادرة على دعم بسيط من بعض المؤسسات العربية، لتوفير نفقات التنقل إضافة إلى أجهزة من المركز الثقافي البريطاني.

وإلى جانب المقاهي، اتجهت المبادرة إلى المدارس بجميع مراحلها من ابتدائية إلى ثانوية، بالاتفاق مع إدارة كل مدرسة ويتم العرض في أحد الفصول بوضع شاشة العرض، وامتد الأمر ليصل إلى المصانع، كما تم العرض في مراكز الشباب بالمحافظات، فضلاً عن التوجه للجمهور النسائي أيضاً

تحقيق أعدته رحمة سامي نشر في موقع “هافنجتون بوست” بتاريخ 8 ديسمبر 2016 .

Visited 24 times, 1 visit(s) today