سلسلة أفلام لبنانية على شبكة نتفليكس
أطلقت نتفليكس أخيرا مجموعة أفلام بعنوان “صنع في لبنان” لإعطاء “لمحة عن كفاح اللبنانيين وآمالهم وأحلامهم”، وذلك في وقت يمر فيه البلد بأزمة سياسية واقتصادية خطيرة منذ عام تقريبا.
وتشمل هذه المجموعة المختارة 19 فيلما من بينها خمسة للراحل مارون بغدادي، الذي كان حتى مقتله المفاجئ عن 43 عاماً بعد نهاية الحرب الأهلية (1975-1990)، صاحب أكبر حضور عالمي بين المخرجين اللبنانيين.
ويعتبر الكاتب والمخرج مارون بغدادي، الذي ولد في العاصمة اللبنانية بيروت في عام 1950، بمثابة رائد الموجة السينمائية الجديدة في لبنان.
بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية قام بغدادي بإخراج فيلمه “بيروت يا بيروت”، أقام بغدادي لفترة في الولايات المتحدة الأميركية حيث التقى خلال هذه الفترة بالمخرج الأميركي الحائز على جائزة الأوسكار فرانسيس فورد كوبولا، وقدم أيضاً خلال هذه الفترة بضعة أفلام وثائقية منها “تحية إلى كمال جنبلاط”، “أجمل الأمهات”، “تسعون”.
في عام 1982 قدم بغدادي فيلمه الثاني “حروب صغيرة”، الذي تدور أحداثه كذلك خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وبعدها قدم فيلميه الشهيرين “الرجل المحجب” و”خارج الحياة”، وقد نال عن الأخير جائزة لجنة التحكيم من مهرجان كان السينمائي الدولي عام 1991 بالمناصفة مع المخرج الدانماركي لارس فون ترير عن فيلمه “أوروبا”.
واختارت نتفليكس أشهر أفلامه وهي “خارج الحياة”، الذي يتناول أزمة الرهائن الغربيين في لبنان، و”حروب صغيرة” و”حنين إلى أرض الحرب” و كلنا للوطن” و “بيروت يا بيروت”.
وأشارت نتفليكس إلى أنها “المرة الأولى تعرض هذه الأفلام المرممة عالمياً عبر منصة للبث التدفقي بعد 30 عاماً على عرضها العالمي الأول على أشرطة في إتش.أس”.
وتضم المجموعة أفلاماً لمخرجين لبنانيين آخرين أبرزهم الفرنسي اللبناني فيليب عرقتنجي الذي اختارت نتفليكس من أفلامه “بوسطة” و”اسمعي” و “تحت القصف” و “ميراث”، والأخير مزيج بين الفيلم الروائي والسيرة الذاتية، يخبر فيه أولاده الثلاثة تجربته في الحرب ومغادرته وطنه ثم عودته إليه.
وتدور أفلام عدة من مجموعة نتفليكس حول “الأحداث” ، وهو تعبير ملطف استخدمه اللبنانيون لوصف الصراع الذي خلّف 150 ألف قتيل والآلاف من المفقودين قسراً، لكن البعض الآخر من هذه الأفلام لا يتناول الحرب في ذاتها بصورة مباشرة ومنها “غداء العيد” للوسيان بورجيلي.
في هذا الفيلم، يروي بورجيلي الذي كان أحد الأصوات الناشطة في الانتفاضة ضد الفساد التي شهدها لبنان قبل عام، قصة عائلة تجتمع للمرة الأولى منذ سنتين على مأدبة غداء لكنّ حادثاً يطرأ فجأة فيعكّرها.
وشدّدت نتفليكس في بيانها على أنها “تلقي الضوء من خلال هذه المجموعة على غنى الإرث الثقافي اللبناني وعلى إبداع المواهب اللبنانية”.
ولا تضمّ المجموعة المختارة على “نتفليكس فرنسا” أفلام اثنين من أبرز مخرجي السينما اللبنانية الجديدة هما نادين لبكي وزياد دويري “بيروت الغربية” و”الصدمة” و”قضية رقم 23″.
إلاّ أن جمهور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يستطيع مشاهدة أفلام لبكي الروائية الثلاثة “سكّر بنات” و”هلأ لوين؟” و”كفرناحوم” وفيلم دويري “بيروت الغربية”، الحائز على جائزة فرنسوا شاليه في مهرجان كان السينمائي 1998، بالإضافة إلى نحو 15 فيلما آخر.