ذكريات وتداعيات مع إفتتاح مهرجان الرباط لسينما المؤلف
وصلت إلى الرباط عن طريق الدار البيضاء قادما من لندن مساء الخميس. كان كل شيء قد أعد لكي أحضر هذا المهرجان الذي كنت طرفا في دورته الأولى التي أدارها الناقد السينمائي حمادي كيروم، وهو أستاذ للأدب لكنه عاشق حقيقي للسينما، ضحى من أجلها كثيرا، ولم يسع قط للارتزاق من وراءها ولا المتاجرة بحبه لها كما يفعل كثيرون، سواء في المغرب أو خارج المغرب، وكان يصمت في الأوقات التي يصبح فيها الصمت فضيلة، ويتكلم وقتما يجب أن يكون الكلام.
ذهب حمادي وعاد لكي أعود معه عام 2003 قبل أن ينكفيء المهرجان لسنوات على نفسه، ويبتعد عن العالم العربي، ويخرج حمادي ليبتعد عن المهرجان لأربع سنوات ثم ها هو يعود مجدا فتعود معه الحيوية والثقافة.
أفتتحت الدورة التاسعة عشرة مساء الجمعة… يالها من قصة امتدت حقا وتفرعت بسرعة في حين أنني أتذكر وقتما حضرت هنا للمرة الأولى مع الدورة الأولى، وكأنها كانت بالأمس فقط.
كان حفل افتتاح الدورة الـ19 الذي أخرجه صديقنا عبد الإله الجوهري، وأقيم في مسرح الملك محمد الخامس، بسيطا ومعبرا، يلقي إضاءات على أهم الشخصيات والأحداث والأفلام في هذه الدورة، ربما لم يرهقه سوى الكلمات الطويلة التي تسرد وتسرد ولا تكتفي بالاشارة، وربما أيضا لم يحضر واحد أو إثنان من المكرمين، وهم أربع شخصيات سينمائية بينهم تاركوفسكي (الراحل) وتكريم الراحلين عادة غير مفضل فالأفضل دائما تكريم من هم على قيد الحياة أما الذين غادروا عالمنا فيأتي تسليط الضوء على مواهبهم عادة في إطار “التذكر” أو العروض الاسترجاعية الشاملة retrospective. باقي المكرمين المخرج التونسي الموهوب الناصر خمير، والممثلة المغربية الموهوبة نزهة رحيل، وكلاهما حضر وتحدث للجمهور على المسرح (ولكن باللغة الفرنسية بدون ترجمة مباشرة الى العربية وهي مشكلة متكررة في كل مهرجانات المغرب لا أعرف كيف ينسون وضع حل لها).. والشخصية الرابعة هي المخرج المغربي فوزي بن سعيدي الذي لم يحضر الحفل ولم نعرف السبب!
عن “الماضي”
اقتنص المهرجان الفيلم الفرنسي الرائع “الماضي” لأصغر فرهادي (تحفة مهرجان كان) ولم يستنكف القائمون عليه فكرة الافتتاح بفيلم عرض في مهرجان كان، أولا لأنه فيلم لا خلاف على مستواه وقيمته الفنية، وثانيا لأنه يعرض هنا خارج المسابقة، كما لم يتعالى منظمو المهرجان ويتذرعون- كما يحدث في بعض البلدان- بأن الفيلم لمخرج إيراني، وكيف نعرض فيلما “إيرانيا” في حين أن إيران تؤيد الإخوان المسلمين وتتآمر علينا، وكأن الاخوان (وهم خصوم سياسيون بكل تأكيد، لي وللكثيرين) أصبحوا فجأة من أعداء الوطن مثل الصهاينة تماما وربما أكثر، بعد أن أصبحت الوطنية في مصر، تقاس اليوم بمقدار ما تشنه أنت أو غيرك من هجوم على الاخوان المسلمين يصل الى حد التكفير والمطالبة بالقتل العشوائي في الشوارع في هجمة فاشية مضادة لم تشهد لها المحروسة مثيلا من قبل وهي لا تقل بشاعة في رأيي، عن هجمة الاخوان المسلمين الفاشية وحلفائهم من مدعي السلفية الأصولية، ولا تختلف في أبعادها وخطورتها عن التكفير الذي تمارسه جماعات الاسلام السياسي!
الدورة الأولى
كانت الدورة الأولى عام 1995 في شهر يوليو، وكان الجو حارا ساخنا ربما بدرجة أعلى من معدلاتها الطبيعية كما أتذكر. وكان المهرجان مازال فقيرا يعتمد على الجهود الشخصية وبعض الدعم المحدود من البلدية وكان أساسا يقام بفضل جهود محبي السينما وعلى رأسهم حمادي كيروم نفسه. لم تكن هناك سيارات من نوع مرسيدس فخمة تنقلنا من المطار ومن الفندق، بل كان المنظمون يعتمدون على سياراتهم وسيارات أصدقائهم الخاصة.
حمادي كيروم
وأتذكر أن الفندق الذي نزلنا به وقتها كان فندقا بسيطا للغاية ومتواضعا، وكان معي في تلك الدورة المرحوم مدكور ثابت الذي جاء من مصر وكنت قد أتيت من لندن، وكان وقتها قد أصبح رئيسا للمركز القومي للسينما. وكان المهرجان أيضا جزءا من المهرجان الدولي للفنون الذي يقام في الرباط وكان يشمل الموسيقى والغناء والرقص الاستعراضي وربما المسرح أيضا إلى جانب السينما. وكانت بعض العروض الموسيقية الراقصة تقام في مسرح صيفي مكشوف أقيمت به مدرجات خشبية. كما أقيمت ندوة حول العلاقة بين السينما والدولة في العالم العربي، شاركت فيها في تلك السنة، وأقيمت في مسرح مكشوف حجري يقال له المسرح الروماني، وشارك فيها معي مدكور ثابت والسيد سعيد ونور الدين الصايل وأدارها بكفاءة الناقد المغربي آيت عمر المختار، الذي رأس تحرير فصلية السينما التي توقفت “كراسات السينما”. وأثبتت هذه الندوة كيف أن “الأفكار الجريئة” التي تغرد خارج السرب، يمكن أن تزعج- بل وتحرج- البعض خاصة من كانوا يحاولون وقتها تقديم أوراق اعتمادهم للحصول على مباركة السلطات لهم ولما يفعلونه، ومن ثم يحصلون على مناصب إدارية!
مع غالب شعث وكمال رمزي وصحفيتان من المغرب في الدار البيضاء عام 1992
كان نقاد السينما في المغرب، وأعرفهم منذ أن دعيت إلى مناسبة سينمائية في المغرب عام 1992 وكان المسؤول عنها أيضا هو حمادي كيروم نفسه، وكانت مؤتمرا (أو ملتقى) حول السينما والرواية استغرق عدة أيام في كلية الآداب جامعة بن مسيك بالدار البيضاء بمشاركة نخبة من نقاد السينما والمخرجين مع أساتذة الأدب وعلى رأسهم الدكتور محمد برادة.
في ذلك الوقت كان هناك شاب لامع يتميز بالذكاء والثقافة الواسعة وخفة الظل أيضا، هو بشير القمري، وهو مدرس في كلية الآداب، كان يصول ويجول بيننا، ويتدخل في الندوات لكي (يشاغب) – على حسب تعبيره هو- ويناقش ويحاور، وكنا سعداء بمداخلاته وتساؤلاته وقد قدم هو نفسه ورقة بحث استعرضها أمام الطلاب والنخبة الحاضرة وكان من بين الحاضرين المخرج داود عبد السيد (كان وقتها سعيدا بفيلمه “البحث عن سيد مرزوق” وكان يحدثني عنه بفخر ويبشرني بأنني سأرى فيه ما أطالب به السينمائيين العرب، أي درجة كبيرة من التحرر في السرد، والحداثية في الأسلوب واللغة. أما الفيلم الذي شاهدناه لداود وقتها فكان فيلم “الكيت كات”). وكان حاضرا في تلك المناسبة أسماء لعمالقة كبار مثل علي بدرخان ورأفت الميهي وكمال رمزي وغالب شعث وعبد الحميد سعيد وصبري موسى والكاتبة الفلسطينية ليانا بدر، والمخرج نبيل المالح من سورية وكان وقتها يقيم في قبرص، كما كان هناك العملاق الكبير الراحل صلاح أبو سيف، وكانت الفرصة الأخيرة لأن ألتقي به مجددا وأتحاور معه في العديد من قضايا السينما، وعرفت منه أيضا الكثير عن حياته الشخصية (توفي بعد ذلك بعامين فقط رحمه الله).
هذه الحياة القاسية
كان بشير القمري (أو القمري بشير حسب ما يكتب إسمه في المغرب!) كاتبا موهوبا، وكان على ما أتذكر أيضا، مولعا بالمناهج الغربية مثل البنيوية والتفكيكية، وكان يستخدمها عند تناوله الأفلام المغربية وغيرها ما يجعله يحملها أكثر من طاقتها، وكنت وأنت تقرأ دراساته ومقالاته التي يبذل فيها جهدا كبيرا (وقد أرسل الي ببعض منها لنشرها في الصفحة التي كنت مسؤولا عنها في جريدة القدس العربي وقتذاك) تشعر بأنين تلك الأفلام المتواضعة تحت أسطر مقالاته وكتاباته. لكننا كنا نقضي ساعات ممتعة مع بشير وهو يقص علينا أغرب القصص، ويروي لنا الكثير من النكات: عن المغرب مما لا نعرفه ولا يمكن أن نعرفه أبدا إلا من أحد أبناء المغرب الحقيقيين الأصليين.
لكن شيئا ما كان يشوب شخصية صاحبنا هذا، فقد كان مقبلا على الشراب بشكل كبير، وكان الشراب يجعله ينطلق ويروي ويحكي وكان حكاء بارعا بالتأكيد، ولم ألحظ أنه كان يتعثر ويتوه في الطريق بفعل احتساء المشروبات الحكولية مع التدخين الكثيف. لكن بعد سنوات معدودة، اختفى بشيرالقمري من الحياة الثقافية المغربية والعربية، فلم نعد نطالع كتاباته التي كان يرسل بها الى الصف والمجلات العربية، ولم نعد نراه أو نسمع عن تواجه في المهرجانات السينمائية المغربية، وهي مهرجانات عديدة بحيث تشعر أنه لا يمر يوم واحد من أيام السنة دون أن يكون هناك مهرجان سينمائي في المغرب في مدينة ما، أو في بلدة ما من بلداته العامرة بالخيرات والشباب النشط الذي يحب السينما ويتعامل معها بجدية كأداة ثقافية ووسيلة فنية في التعبير وليس فقط كمادة للتسلية واللهو.
ماذا حدث لبشير القمري.. ذلك الرجل الذي كان يمكن أن يتسامر حتى الصبا، يضحك إلى أن تدمع عيناه ويجعلنا نضحك معه بلا توقف، أو يمكن أن يغضب فيصبح شديد العنفوان والقسوة.. ماذا حدث له؟
الحياة قاسية.. لاشك في ذلك.. فهي يمكن أن تنم ثم قفجأة تمنع وتتمنع. عرفت قبل فترة أن بشير أصيب بمرض خطير لا أعرف كنهه بالضبط، جعله يصبح عاجزا عن الكتابة وعن الحضور، فقد على إثره جانبا من ذاكرته وآثر الابتعاد والنزواء. وهو شبيه بما حدث لزميلنا القديم قصي صالح الدرويش، الذي عرف بصولاته وجولاته في مهرجانات السينما العالمية والعربية، ثم أصيب بما جعله يبتعد تماما عاجزا عن ممارسة فعل الكتابة بل وعن القيام بأي عمل.. شفى الله الإثنين وبارك فيهما وأعادهما لنا عزيزين مكرمين.
من نقاد السينما المغربة المتميزين أيضا كان هناك عبد السلام بوخزار الذي التقيته كثيرا في مهرجان فالنسيا الاسباني وقت اودهاره في التسعينيات، ثم اختفى عن الأنظار تماما بعد أن اعتنق الأفكار الاسلامية المتشددة وهجر السينما والنقد السينمائي. لكن معظم نقاد المغرب الذين عرؤفتهم في ذلك الوقا مازالوا نشطاء متعهم الله بالصحة والعافية ومنهم الصديق مصطفى المسناوي الذي كانت أخباره قد انقطعت عنا من فترة لكني قابلته وفاجأني بأنه أحد المنظمين الرئيسيين في مهرجان سلا وأعرف بالطبع علاقته الوثيقة أيضا بمهرجان تطوان، وما يواجهونه من مشاكل مع المركز السينمائي المغربي ومديره ولكن هذا موضوع آخر طويل!
صلاح أبو سيف
قلت إنك إن حللت على المغرب لربما وجدت مهرجانا سينمائيا يقام في منطقة ما.. وعندما وصلت أنا إلى الرباط أمس وجدت أن بها بالفعل مهرجان سلا السينمائي لأفلام المرأة، علما بأن سلا مجرد مدينة ملحقة بالرباط تماما مثل علاقة الجيزة بالقاهرة لكن على مستوى أصغر في المساحة بكثير.. بل إنني وجدت أن ضيوف مهرجان سلا ينزلون في نفس الفنق الذي ينزل فيه ضيوف مهرجان الرباط. ومن المقرر أن ينتهي مهرجان سلا يوم الأحد، أي بعد يومين من افتتاح مهرجان الرباط- الذي افتتح الليلة بالفعل- أي أن المهرجانين يتقاطعان معا في يومين أو أكثر.
وقال لي الصديق الناقد محمد أشويكة أن هناك مهرجانا ثالثا للسينما الأمازيغية يقام أيضا في أغادير في نفس الوقت، أي أن هناك لاثة مهرجانات سينمائية في وقت واحد!
هذه الظاهرة
الظاهرة الأكثر بروزا هنا أن كل مهرجانات السينما في المغرب تدعو نقاد السينما في المغرب.. أي أن هؤلاء النقاد يظلون ينتقلون ويعثرون على مادة دائمة متجددة للكتابة والمناقشة والحبث باستمرار. ولكن الملحوظة الغريبة المثيرة للتساؤل أن المهرجانات السينمائية المغربية بعد أن كانت (في التسعينيات مثلا) تهتم كثيرا بنقاد السينما العرب أي من خارج المغرب، أصبحت خلال العشر سنوات الأخيرة، تهتم أكثر بمن يعملون في الصحافة، وخصوصا أشباه الصحفيين من محرري الأخبار الفنية وأخبار الفنانين والفنانات الذين يقومون باجراء مقابلات صحفية سريعة مع هؤلاء، ويحبون دائما التصوير معهم.. مع تجاهل لنقاد السينما المعروفين في العالم العربي. والمصيبة أن هؤلاء أصبحوا أيضا يعتبرون أنفسهم من “نقاد” السينما، بل ومنهم أيضا من أقنع بعض من تلك المهرجانات باختياره عضوا في لجان التحكيم (وهي كارثة أخرى).. وقد يتساءل القاريء: وما ياترى السبب في انتشار هذه الظاهرة السرطانية المخيفة التي تشبه ظاهرة العملة المزيفة التي تتكفل دائما بطرد العملة الحقيقية من الأسواق؟
سوف يفاجأ الباحث بأن “بعض” القائمين على هذه المهرجانات يفضلون هذه النوعية من أشباه الصفحيين من الذين “يسمعون الكلام) ويقومون بدور ما في الدعاية السطحية للمهرجان عن طريق نشر الأخبار عن الفنانين وعن المهرجانات، على طريقتهم الخاصة التي “تتميز”- إذا جاز أصلا إستخدام هذه الكلمة- بالإطناب والمديح المجاني ونشر الصور.. كما يفضلون أيضا صحبة هؤلاء لأنهم يجدون فيهم نوعا من “خفة الظل” على طريقة المسلياتية الذين يجيدون لوك سير الآخرين والتعريض بهم والتنكيت عليهم وأحاديث النميمة والقيل والقال، ومعظمهم من أصحاب الكأس والسيجارة القادرين على جلب بعض الفنانين والفنانات من الذين انتهت مدة صلاحيتهم في السينما المصرية ولكن يتصور بعض القائمين على مهرجانات المغرب السينمائية، أنهم مازالوا يصلحون في إضفاء نوع من الألفة مع الجمهور المغربي خاصة مدمني مشاهدة مسلسلات التليفزيون المصرية. هؤلاء “الأنفار” إذن اقرب ما يكون إلى مقاولي الفنانين- إذا جاز التعبير، ولا أجد غيره في الوقت الحالي لوصف تلك الظاهرة.
هذا العام رأينا أمامنا مثلا الممثل محمود قابيل الذي يبدو منذ فترة، باحثا عن دور ما بعد أن أدرك أنه فقد بريقه وما كان يتمتع به وأصبح المنتجون يحجمون عن الاستعانة به في الأفلام خصوصا وفي المجال التمثيلي عموما. فوجئنا بأن هناك من تقدمه – وهي المذيعة المصرية بوسي شلبي التي شاركت إعلاميا مغربيا في تقديم فقرات حفل الافتتاح في تقليد غير مألوف بالنسبة لمهرجانات تقام في المغرب- وهي تشير في نهاية الحفل إلى وجود محمود قايبل كضيف شرف في المهرجان!
يفضل أيضا “بعض” القائمين على هذه المهرجانات صحبة أشباه الصحفيين من هذا النوع الذي نعتبره في مصر “نكرة”، لأنهم يقبلون ما يكلفون به دون أي شروط أو طلبات فكل همهم التواجد في حفلات الطعام والشراب والتقاط الصور مع الفنانين. أما عند مشاهدة الأفلام فلا يصبح لهم أدنى وجود. ظاهرة غريبة كل الغرابة على بلد يقدس الثقافة الحقيقية ويعرف مثقفوه السينمائيون الفرق بين الحق والباطل!
في المسابقة الرسمية هنا 15 فيلما من 13 دولة هي اسبانيا وفرنسا ومصر وسورية وايطاليا وألمانيا والمكسيك وكولومبيا والأرجنتين والبرازيل وايران وتونس والمغرب.
من مصر يشارك فيلم “الشتا اللي فات” لابراهيم البطوط، وفيلم “هرج ومرج” لنادين خان. ومن سورية فيلم “العاشق” لعبد اللطيف عبد الحميد. وسيتم تقديم برنامج خاص من أفلام السينما الصينية الجديدة (اختيار موفق تماما) مع اختيار لجنة تحكيم من 9 شخصيات سينمائية، تعكس في تكوينها توازنا عربيا أوروبيا افريقيا. ويشارك فيها المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي أتى بفيلمه التسجيلي الجديد “أرض الحكاية” للعرض خارج المسابقة. ويعرض كذلك فيلم “خمس كاميرات محطمة” الذي اشترك في اخراجه الفلسطيني عماد برناط مع مخرج اسرائيلي مؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني ورافض للصهيونية، وهو الفيلم التسجيلي الطويل البديع الذي ترفض أوساط السينمائيين المصريين عرضه في مصر بدعوى أن عرضه سيكون مؤشرا على قبول التطبيع وهي رؤية يسارية طفولية أو موغلة في الفاشية الوطنية التي تعتبر كل ما يصدر من داخل اسرائيل معاديا في حين ان هذا ليس صحيحا والعبرة بالموقف السياسي وليس بالجنسية.. لكن أمام النحبة في مصر سنوات ضوئية قبل ان تفهم هذا لأنها تعيش وسط نوع آخر من الدروشة العقائدية التافهة وتبحث عن ديكتاتور وكني على طريقة المهدي المنتظر المخلص الذي يحق الحق ويعيد الحقوق لأصحابها أي يبحثون في الحقيقة عن معجزة تبريرا للعجز!
على هامش المهرجان ستقام ندوات عدة ومناقشات تعتبر من الفعاليات المهمة في المهرجان.
ولنا عودة إلى مهرجان الرباط وذكريات أخرى..