حضور مميز للسينما المغربية في المهرجانات في 2016
نشرت مجلة “فاريتي” الأمريكية المتخصصة في الصناعة السينمائية تقريرا شاملا حول السينما في المغرب في عام 2016 أعده مارتن ديل. قال التقرير في بدايته إن السينما المغربية منذ مجئ الملك محمد السادس إلى العرش في 1999، تحصل على دعم قوي من الدولة مما مكنها من تحقيق نجاحات هامة على صعيد المهرجانات السينمائية الدولية، وانجاز عدد من الأفلام التي حققت نجاحا كيبرا في الداخل.
إلا أن عام 2016 شهد تقلص عدد المشاهدين في المغرب، وبالتالي انحسار النجاح الذي كانت تحققه السينما المغربية في الداخل المغربي قياسا بما شهدته خلال السنوات السابقة.
بلغ عدد التذاكر المباعة حتى شهر سبتمبر 982 ألف و648 تذكرة أي أقل بنسبة 28 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي 2015. ويرجع هذا التراجع في جانب منه إلى تواصل إغلاق قاعات العرض السينمائي، وأيضا قلة عدد الأفلام التي يمكنها جذب الجمهور.
وكان أكثر الأفلام شعبية هذا العام فيلم “دالاس” الذي أخرجه علي المجبود وهو من نوع الكوميديا السوداء عن صناعة السينما، ويصور الفيلم مخرجا سينمائيا يخرج فيلما لكي يتفادى الإفلاس لكن بطل الفيلم يموت بنوبة قلبية أثناء التصوير فيضطر المخرج لاكمال الفيلم بجثة الممثل. وبلغ عدد من شاهدوا الفيلم 105 آلاف و764 مشاهدا.
أما العمل الثاني التالي في اقبال الجمهور فهو “الحجرة 13” الذي يدور حول تمرد السجينات في سجن للنساء، والذي حقق أكثر قليلا من 26 ألف مشاهدة.
وجاء ثالث الأفلام تحقيقا للرواج بـ 17 ألف و332 متفرج، فيلم “مسافة ميل بحذائي” لسعيد خلاف الذي فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان طنجة للفيلم الوطني، كما أصبح مرشح المغرب في الأوسكار.والفيلم من نوع الدراما الاجتماعية ويدور حول طفل يعاني شظف العيش في الدار البيضاء فيقرر الانتقام من العالم القاسي من حوله.
وجاء في المرتبة الرابعة عشرة على مستوى عروض كل الأفلام (بما فيها الأفلام الأجنبية) بعدد تذاكر بلغ 16 ألف و331 تذكرة، الفيلم الجزائري المغربي المشترك “البقرة” اخراج الجزائري محمد حميدي بطولة لامبرت ويلسون، وهو عن فلاح جزائري يرحل مع بقرته جاكلين الى صالون الزراعة في باريس.
أما فيلم المخرج أحمد بولان “ليلى جزيرة المعندوس” فهو كوميديا ساخرة عن أزمة دبلوماسية تنشأ بين المغرب واسبانيا بسبب النزاع حول جزيرة صغيرة فارغة وقد عرض في مهرجان مراكش 2015 وكان الفيلم المغربي الوحيد الذي دخل ضمن قائمة الثلاثين فيلما الأكثر شعبية.
ولاحظ التقرير أن النجاح الذي حققته الأفلام المغربية في 2016 أقل منه في العام الماضي الذي شهد خمسة أفلام محلية ضمن قائمة العشرة الأكثر شعبية، بينها فيلمان من الأكثر نجاحا هما “الديك” لعبد الله توكونا فركوس، و”الحمالة” لسعيد الناصري.
ويرجع سبب هذا التراجع في 2016 الى أن الأفلام الجديدة لكل من نبيل عيوش ونور الدين لخماري وهشام العسري وفوزي بن سعيدي ونرجس النجار وليلى كيلاني ستعرض في 2017 التي يتوقع أن تكون أفضل كثيرا بالنسبة للسينما المغربية.
ورغم هذا التراجع في الداخل إلا أن السينما المغربية حققت حضورا مميزا في المهرجانات السينمائية العالمية، فقد شارك فيلم “البحر ورائكم” لهشام لعسري في مهرجان برلين 2015 ثم بفيلمه التالي “جوع كلبك” في المهرجان نفسه 2016 بعد أن عرض للمرة الأولى في مهرجان تورونتو. ويتميز العسري بجرأته التجريبية وأسلوبه البصري في رواية قصة. وقال لعسري إنه أراد بفيلم “البحر ورائكم” أن يحذر من اتجاه المغاربة نحو التعصب بعد أن اصبح ما كان مقبولا منذ 15 عاما مرفوضا بشدة اليوم. وفي “جوع كلبك” يسخر من وزير الداخلية الأسبق خلال ما عرف بسنوات الرصاص، ادريس البصري، ويصوره باعتباره مازال على قيد الحياة بعد أن فر من محبسه، وأخذ يهدد ويتوعد المغاربة.
وحقق فيلم “ميموزا” نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات وهو فيلم مشترك بين اسبانيا والمغرب ومصور بالكامل في المغرب، من اخراج اوليفر لاكس.
هذا العام لا يوجد سوى فيلم مغربي واحد في مهرجان مراكش هو “عمي” لنسيم عباسي من بطولة عبد الرحمن التونسي الذي كان نجما كبيرا في المغرب في السبعينات والثمانينات، ثم أصبح في طي النسيان. وشخصيته في الفيلم مصممة على غرار شخصية شابلن، ويلعب دور عم لممثلة شابة تبحث عن فرصة في السينما المغربية لكنها تواجه الكثير من العقبات.
ويخلص التقرير إل أن من الخصائص الجيدة للسينما المغربية اهتمام مخرجيها بمناقشة موضوعات جريئة مثل الفروق الطبقية والإرهاب والتحرش الجنسي.