انتقادات لفيلم “سندريلا” الجديد بسبب “خصر” البطلة!

نشرت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية مقالا يعرض لآراء بعض النقاد الانجليز حول الفيلم البريطان يالجديد “سندريلا” للمخرج كنيث برانا، وهو إعادة إنتاج للقصة الشهيرة التي سبق أن ظهرت في السينما في طبعات متعددة.  يقول المقال إن طبعة برانا الجديدة للفيلم القديم من الخمسينات من انتاج شركة ديزني، حول أسطورة سندريلا، أثار عاصفة من الجدل فبينما أعجب الكثيرون بفيلمي ديزني الأخيرين “فروزن” Frozen  أو متجمد، و”شجاع”  BRAVE، وهما من أفلام التحريك، لكون البطلة فيهما قوية وشجاعة ومليئة بالحيوية، جاءت سندريلا في الفيلم الجديد لبرانا مصممة حسب الموضة القديمة أو مقايسس عصر مضى، أي فتاة ضعيفة الشخصية، متهافتة.  وفي الولايات المتحدة حيث بدأ بالفعل عرض الفيلم، وجهت إليه انتقادات شديدة، وواجه فريق الفيلم خلال المؤتمرات الصحفية التي عقدوها للترويج للفيلم، الكثير من الأسئلة حول نحافة خصر سندريلا في ردائها الأزرق وهو ما جعلها تبدو شخصية غير حقيقية لا تنتمي لعالمنا!  وقالت بطلة الفيلم الممثلة ليلي جيمس التي خضعت لنظام خاص من أجل فقدان الوزن، إنها اضطرت لأن تعيش على المحاليل فقط لكي تستطيع ارتداء أزياء ضيقة عند الخصر بحيث تظهر بخصر نحيل للغاية. واضطر برانا للقول ان خصر الممثلة التي قامت بدور سندريلا هو حقيقي ولم تتدخل فيه المؤثرات الرقمية الخاصة (بالكومبيوتر أو الفوتوشوب). إلا أن ليلي جيمس قالت ان الحديث كثيرا حول موضوع الخصر “بقدر ما هو محزن فهو أيضا ممل”!  وانتقدت البرفيسورة الأمريكية ربيكا هاينز مؤلفة كتاب “مشكلة الأميرة” الفيلم وقالت إنه نموذج لما تلجأ إلي صناعة السينما للترويج لصور لأجسام غير حقيقية، وتبعث برسائل نمطية الى الفتيات. وأوضحت “هذه صورة غير واقعية للجمال، لجسد فتاة مبالغ فيه، وكون الممثلة تقول انها اضطرت لحشر نفسها في ملابس ضيقة عند الخصر (كورسيه) مما جعلها لا تستطيع تناول الطعام، فهذه مشكلة في حد ذاتها، كما أن حبكة الفيلم تصورها كفتاة عديمة الحيلة، ان لم تحصل على اعجاب الأمير وحبه، ستبقى خاضعة للأمر الواقع، تقبل بالعيش في تلك الحالة المزرية، تتعرض للمعاملة السيئة من جانب زوجة أبيها”!  وانتقدت روزي كامبل أستاذة العلوم السياسية في جامعة لندن الفيلم وقالت إنه يركز كثيرا على جمال الفتاة وكأن الجمال هو العنصر الأهم، ولذلك لا عجب أن نرى أنفسنا نكافح لاقناع الفتيات بدخول معترك العمل السياسي! وقالت أمي مورين، وهي اخصائية في العلاج النفسي، إن الأفلام التي تصور الأساطير، خصوصا تلك التي تظهر فيها أميرات، تلقي بظلاها كثيرا على الأطفال وتنقل لهم رسالة سلبية غير صحية مما ينعكس بشكل سلبي علىهم. وأكدت أن نماذج لشخصيات مثل سندريلا لا يجب التقليل من تأثيرها. وطالبت الآباء بضرورة التحدث الى ابنائهم وبناتهم ومناقشة مثل هذه الشخصيات معهم وتوضيح الفرق بين الحياة الواقعية والأساطير. أما الناقد التليفزيوني سادي جينيس فقد رفض تلك الانتقادات قائلا إنه “لا يوجد شيء صحي أو إيجابي فيما يتعلق بانتقاد النساء ذوات الأجسام النحيلة تماما كما لا يوجد ما يشين النساء البدينات، والأمر المؤسف ان الانتقادات تركزت على جسم الممثلة ليلي جيمس، بدلا من أن يدور الحديث حول براعتها في تجسيد الدور والاحتفاء بشخصيتها في الفيلم، لا كضحية أنقذها الأمير، بل كفتاة شابة شجاعة، رفضت الخضوع لظروفها”. 

Visited 183 times, 1 visit(s) today