“الجزيرة 2”.. السياسة من نافذة الدراما الصعيدية!
لعل أبرز ما فى فيلم “الجزيرة 2” الذى كتب له السيناريو والحوار محمد دياب وخالد دياب وشيرين دياب ومن إخراج شريف عرفة، أنه حافل بالمفاجآت ليس فقط على مستوى التفاصيل وتحولات الشخصيات مقارنة بما رأيناه فى الجزء الأول، ولكن أيضا على مستوى التصنيف.
يمكننا أن نتحدث دون أدنى مبالغة عن فيلم يستخدم الدراما الصعيدية لكى يقول أشياء هامة عن الواقع السياسى المصرى منذ ثورة يناير وحتى اليوم، وهو استخدام صعب وجرىء للغاية، بل إن الفيلم أقرب الى مجاز للخطر الذى تعرضت له مصر بأن يتسلل الجراد الشرس الى السلطة متقنعا وراء لافتات دينية، ومجاز أيضا لفكرة التحالف لمواجهة خطر أكبر، وتأجيل مواجهة الخطر الأقل، وهى أفكار خطيرة وشائكة فى صميم السياسة والثورة، والحقيقة أن التحالف الغريب الذى سنراه فى نهاية الفيلم لا يختلف عموما عن التحالف الأغرب الذى توحد فى 30 يونيو لمواجهة الإخوان.
فى فيلم يحدد منذ البداية زمنه بين 24 يناير 2011 ومنتصف عام 2012 (شهر يونيو)، لاتستطيع أن تنزع عن خاطرك أبدا فكرة الإسقاط السياسى، خصوصا أن محور السيناريو الحقيقى فى “الجزيرة 2” ليس هو منصور الحفنى (أحمد السقا) رغم أنه حاضر دائما صوتا وصورة، ولكنه شخصية جديدة فى هذا الجزء لعبها باقتدار معتاد الراحل خالد صالح (آخر أدواره فى السينما والفيلم بأكمله أهدى الى روحه).
اسم الشخصية الشيخ جعفر، وهو لايظهر بمفرده وإنما مع “جماعته” التى كانت فى جحور الجبال، ثم تسللت حتى سيطرت على الجزيرة مستغلة توابع الصراع بين الشرطة وأهل الجزيرة، الجماعة تحمل فى الفيلم اسم “الرحّالة”، والحقيقة أنها لا تمثل الإخوان فقط (إذا شئت أن تنظر الى المعنى الأعمق)، ولكنها تمثل أى جماعة مغلقة تتاجر فى الدين وتستخدم العنف، ولا تتردد فى أن تطبق شعار “الغاية تبرر الوسيلة”.
بصمة شريف عرفة
ربما يكون من الملائم أن أحدثك أولا عن شريف عرفة مخرج الفيلم، وكاتب القصة والشخصيات كما تقول عناوين النهاية، لم أفهم بالضبط معنى أنه كتب الشخصيات لأن كتابة القصة تعنى أنك كتبت بالضرورة شخصياتها، المهم أن هذا المخرج يستحق دراسة مطولة لأن فى حياته أعمالا هامة تنتمى الى الدراما الموسيقية ذات الجوانب الرمزية (تجاربه مع السيناريست ماهر عواد من “الأقزام قادمون” الى “الدرجة الثالثة” و”سمع هس” و”يا مهلبية يا”)، وله أفلام ذات طبيعة إجتماعية إنسانية (مثل “إضحك الصورة تطلع حلوة”)، وأفلام سياسية (أعماله مع وحيد حامد وعادل إمام من “الإرهاب والكباب” الى “النوم فى العسل)، ولديه تجربة فيلم عن شخصية شهيرة (فيلم “حليم” آخر أفلام أحمد زكى)، ومجموعة أفلام لنجوم الكوميديا من أنجح أعمالهم (هو مكتشف أحمد حلمى وصاحب أنجح أفلام الراحل علاء ولى الدين)، فى كل هذه المراحل لم يتننازل شريف عرفة عن شرط الإتقان (طبعا وفقا لإمكانيات السينما المصرية).
شريف عرفة المخرج مع الممثل أحمد السقا
يكشف هذا التنوع عن ثراء مدهش يجعل مخرجنا، الذى عمل معه عدد كبير من الشباب كمساعدى إخراج منهم مثلا مروان حامد مخرج “الفيل الأزرق”، قادرا على تقديم الفيلم الفنى الأقرب الى التجريب والإختلاف عن السائد، وعلى إخراج أفلام متقنة الصنع تنتمى الى أنواع مختلفة (من الأكشن فى “مافيا” الى الكوميديا فى “فول الصين العظيم” مثلا).
لم يتحمس شريف عرفة إلا بعد 7 سنوات كاملة من عرض فيلم “الجزيرة” لإخراج جزء ثان من العمل الناجح، وأحسب أن العثور على فكرة تجربة ما بعد الثورة هى التى حملت الدراما بأكملها الى دائرة واسعة، وهكذا أصبحت نقطة البداية هى هروب منصور حفنى (فى الأصل الشخصية مستلهمة من شخصية مجرم شهير تم إعدامه هو عزت حنفى) من سجن وادى النطرون فى أحداث ثورة يناير، وذلك أثناء نقل منصور الى سجن الإستئناف.
لو حذفت شخصية الشيخ جعفر لكان الجزء الجديد يكرر تقريبا صراعات الجزء الأول بين عائلتى النجايحة التى تنتمى إليهم كريمة حبيبة منصور، والرحايمة الذين ينتمى إليهم منصور، ويكرر أيضا تنويعة على فكرة القدر الذى يحاصر آل منصور، الذين كتب عليهم أن يحملوا السلاح، وأن يتوارثوا الثأر من الأب (محمود ياسين) الى الإبن (منصور) وصولا الى الحفيد علي الذى سيظهر فى الجزء الثانى (الممثل الواعد الرائع أحمد مالك الذى لفت الأنظار لأول مرة فى دور حسن البنا صبيا فى المسلسل التليفزيونى “الجماعة”).
ولكن دخول الشيخ جعفر وجماعته على الخط، وقيامه بتحريك الدراما سواء بشكل مباشر أو من وراء الستار، هو الذى منح الفيلم هذا العمق السياسى، بل إنه غيّر مسار بعض الشخصيات المحورية بما يقترب من الإنقلاب، أشير تحديدا عن منصور حفنى الذى قدمه الفيلم فى ثوب الرجل الذى يجمع شتات أسرته، والعائد لكى يستعيد أهل الجزيرة أرزاقهم، بل إنه يتحول فى النهاية الى منقذ كبير افتراضى خرج من الفوضى ليحقق قانونه الخاص، ويكاد الفيلم يبتعد، إلا فى إشارات متباعدة، عن الحديث حول جرائمه التى سجن وكاد أن يعدم بسببها، منصور فى الأصل مجرم وخارج على القانون، بصرف النظر عن البناء التراجيدى والملحمى للأحداث فى الجزء الأول، والذى يذكرك بالدراما الإغريقية التى يشكلها القدر لا البشر.
أما الشخصية الثانية التى تغيرت بخبث أكثر وعلى مهل فهى شخصية رشدى ضابط البوليس المنحرف (لعبها باقتدار فى الجزءين خالد الصاوى)، فى الجزء الثانى أصبح لواء فى الشرطة، حوكم بعد ثورة يناير، ولكنه سيحصل على البراءة، ثم يرسم الفيلم علاقته بأسرته وطفليه، ويزيد التعاطف معه عندما يقوم الرحالة بتفجير سيارته وفيها الطفلان، ليفتح الباب أمام انتقام رشدى وتحالفه الأخير مع غريمه التقليدى منصور الحفنى، هذه التحولات ليست سهلة على الإطلاق، بل إنها شاقة وصعبة، وربما ستصنع بعضا من الإرتباك فى مشهد النهاية، ولكنها ضرورية لكى تكشف مغزى الحكاية بأكملها.
صراع لا يتوقف
إحدى وسائل السيطرة على انتباه المتفرج هذا الصراع الذى لايتوقف بين شخصيات الفيلم الأربع الأساسية: لدينا أولا منصور الحفنى الذى سيذهب فى الجزء الثانى الى الأسكندرية بعد أن نجا من الإعدام بهروبه مستغلا أحداث الثورة (يضطرب الفيلم فى الحديث عن عقوبة منصور بين السجن عشر سنوات وبين انتظار الإعدام .. هذا أمر لم أفهمه)، فى المدينة الساحلية ابنه “علي” أصبح الآن فى الثامنة عشرة، رباه عمه الأخرس فضل (لعب الدور فى الفيلمين ببراعة نضال الشافعى)، سيأخذ منصور ابنه علي وشقيقه فضل، الى الجزيرة من جديد لاستعادة الأرض والبيت والثروة، مجرد غائب يعود ليجد أن حبيبته كريمة (هند صبرى) قد أصبحت كبيرة الجزيرة، تتاجر فى السلاح بدلا من المخدرات، أما عائلته فقد بيعت أرضها الى النجايحة، وانزوى الأقارب فى تجارتهم، بينما يظهر فى الأفق الرحالة بداية من مشاركتهم الصريحة فى اقتحام سجن وادى النطرون، ومرورا بالتعرف على حياتهم فى كهوف جبال تشبه كهوف تورا بورا فى أفغانستان، ووصولا الى شخصية الشيخ جعفر الذى يعتمد مبدأ السمع والطاعة الصارم مع أصحابه، والذى يحاول التسلل الى الجزيرة التى تنبذ أنصاره، وترفض التعامل معهم، بينما يحتفظ الرحّالة بنظامهم الداخلى، يبيعون ويشترون ويتزوجون داخل الجماعة، يتاجرون فى السلاح والسيارات المسروقة، ويستخدمون الدين للسيطرة والإستحواذ، ويصفهم الفيلم بالجراد الذى يقضى على الأخضر واليابس إذا تمكّن بعد خروجه من “تحت الأرض”.
أما الشخصية الرابعة وهى اللواء رشدى فتتقاطع صراعاتها ومصائرها بالشخصيات الثلاث عندما يحاول منصور استخدام نفوذ رشدى لتصريف الأسلحة بعد مبادلتها بالمخدرات مع الشيخ جعفر.
حتى الثلث الأخير من الأحداث، يبدو فى مقدمة الصراع منصور وكريمة ورشدى، ثم يتضح فى النهاية أن خيوط اللعبة فى يد الشيخ جعفر الذى استفاد من صراعات الجزيرة فى داخلها (هناك ثأر من النجايحة وكريمة ضد منصور)، أو بين منصور ورجل الشرطة رشدى، حتى الثلث الأخير تبدو المشكلة فى الثأر وفى كساد رزق أهل الجزيرة من تجارة المخدرات (هو فى الحقيقة أمر غير مقنع لأن انهيار الشرطة أدى الى رواج تجارة المخدرات وليس العكس وإن كان الفيلم يبرر الكساد بدخول تجار صغار الى السوق)، ولكننا سنكتشف أن أساس الصراع هو رغبة الرحالة فى السيطرة على الجزيرة بأكملها، امتلاك أرضها، وتطبيق فهمهم العنيف والكاذب للدين، ومحاولة أن يجعلوا أهل الجزيرة يذوبون فيهم وليس العكس، وهو معنى يقال بعبارة صريحة وواضحة.
من الخاص الى العام
يعنى هذا التحليل أن السيناريو قد انتقل على مدى ساعتين ونصف الساعة هو زمن الفيلم من الخاص الواقعى (صراعات على التجارة والثأر فى جزيرة صعيدية) الى العام والسياسى والرمزى (صراعات من أجل سيطرة الجزء والقلّة على الكل والأكثر عددا.. حرب حول الأرض والسلطة والنفوذ باستخدام الدين)، هنا تحول دراماتيكى مذهل فى مغزى الجزء الثانى من “الجزيرة”، سيحمل منصور ثأره من جديد كقدر لا مفر منه، ليس فقط للرد على مقتل شقيقه الوفى الأخرس فضل على أيدى الرحالة وجعفر، ولكن أيضا دفاعا عن جزيرته/ وطنه الذى عاد إليه، وتكفيرا عن ذنبه، لأنه خالف تعليمات الجزيرة الراسخة بعدم نزول الرحالة من الكهوف الى الجزيرة أبدا، لأنهم لا أمان لهم على الإطلاق.
سيكون هناك تحالف ثلاثى مذهل أقرب الى الإنقلاب الشامل: منصور وكريمة ورشدى فى مواجهة عدو أخطر هو الرحالة والشيخ جعفر، هذه هى الثورة المستحيلة التى صنعها جعفر وجماعته فتوحدت الجزيرة ضده للقضاء عليه فى مشهد النهاية الطويل الهائل: حرب حقيقية بالصواريخ لا تختلف عن الحرب ضد طالبان، الرحالة يقصفون القرية، والصعايدة يخرجون رجالا ونساء حاملين بنادقهم كالطوفان، يقتحمون جبل الجماعة، يهرب جعفر وهو يردد “النصر أو الشهادة”، يتواجه الثلاثة: منصور ورشدى وجعفر، يحاول جعفر أن يتحدث عن الصلح، يرفض منصور، تظهر بوادر الصراع بين رشدى ومنصور رغم أن الأول استقال من الشرطة، يفجر جعفر المكان، فى الخارج يختارون عليّا ابن منصور كبيرا لهم بعد أن ظنوا أن منصور قد مات، تغضب كريمة :” مابقاش غير العيال تحكم الجزيرة”، من بعيد تظهر فلول من الرحالة يحملون السلاح، خطرهم ما زال قائما، ينظرون الى الجزيرة، داخل الكهف المنهار، نلمس حركة من جعفر ومن رشدى، ويفتح منصور عينه من جديد، صراع بلا نهاية تمهيدا فيما يبدو لجزء ثالث.
اضطربت النهاية قليلا فى رأيى وإن وصل معناها: لا حل لمواجهة من يحمل السلاح سوى السلاح المضاد، التحالف ضرورى حتى بين الأضداد لمواجهة الخطر الأكبر، لم يحسم السيناريو بوضوح دور الشرطة، خشى أن يفسر استمرار رشدى فى منصبه بأنه انتقام شخصى محدود، ثم عاد وأضاف الى معاونيه اثنين من الضباط العاملين، ثم جعلهم بعيدين عن مهامهم الرسمية، هنا اضطراب واضح، مع أن الفكرة بالأساس عن اتحاد الأضداد فى مواجهة الإرهاب الدينى بصرف النظر عن بواعث كل طرف، وهو ما حدث مع تجربة الإخوان التى أشعلت ثورة تحالفت فيها أطراف متناقضة، بل وهو أيضا ما يحدث مع داعش التى جمعت إيران وأمريكا فى خندق واحد.
لا يقول الفيلم أبدأ أن منصور تاجر المخدارت ورشدى الضابط الفاسد وكريمة تاجرة الأسلحة أفضل من جعفر، ولكن الفيلم يرتب الأخطار فقط إذا جاز التعبير، فيجعل خطر المتاجرة بالدين واستخدام العنف باسمه هو الخطر الأكبر، ربما يكون مشهد الإنفجار ترجمة لحلم لم يتحقق بأن تتخلص الجزيرة من الثلاثة معا: الضابط الفاسد، وتاجر المخدرات، وتاجر الدين.
باستثناء بعض الملاحظات عن سذاجات مزعجة مثل حكاية صاروخ سكود الصغير، وحكاية استعادة اللواء رشدى من مديرية الأمن، وباستثناء بعض مشاهد الحوارات الطويلة، فإن الشخصيات رسمت ببراعة: كريمة أصبحت حطام امرأة، لا هى قادرة على الثأر، ولا هى قادرة على استعادة حبها القديم أي منصور، هناك أيضا خط إنسانى بديع بين فضل الأخرس وشقيقه منصور، وبين منصور وابنه الهادىء علي، وهناك شخصية إضافية جيدة هى صفية (أروى جودة بأداء جيد) التى تزوجها منصور، هى شخصية رمادية تجمع بين العاطفة والعنف، طبيبة وتبحث عن ثأر والدها، وتطلب من منصور رأس كريمة.
عن التمثيل
كان أداء الممثلين جيدا بشكل عام، ولكن الراحل خالد صالح تصدر الجميع بأداء لافت، بدا أحيانا كرجل دين وخطيب جامع يصرخ فى أتباعه مخوفا ومحذرا، وفى مشاهد أخرى بدا أقرب الى زعيم عصابة ثابت النظرة والحركة وخفيض الصوت، وحرص على خليط من لهجات لكى يشير الى المشارب المختلفة للرحالة، ولكن يجمعهم السمع والطاعة، والإنتماء للجماعة وحدها، اجتهد أحمد السقا كثيرا، ومازل دور منصور من أبرز ما قدمه فى السينما، وإن أسرف كثيرا فى الصراخ والصوت العالى، بدا أداء هند صبرى متذبذبا، وأفلتت منها اللهجة الصعيدية فى عدة مشاهد، مشكلة كريمة أنها ما زالت تحب منصور، ومشكلة منصور أنه ما زال يحب كريمة، أما رشدى فقد منحه خالد الصاوى لمسات إنسانية تمهد لاشتراكه فى مواجهة الرحالة، خالد ممثل واع ويهتم كثيرا بالتفاصيل، لابد من الإشادة بنضال الشافعى الذى قدم لمسات كوميدية خففت من الأحداث، والموهبة الصاعدة أحمد مالك فى دور علي، وهو دور صعب به كثير من التضاريس والمواقف سواء مع الأب أو مع العم، أحمد موهبة عظيمة، أعجبتنى أيضا وجوه جديدة لا أعرف أسماءها، تحديدا الممثلات اللاتى لعبن أدوار ابنة البقال، وشقيقتى صفية ، التى لعبت أروى دورها بحضور لافت.
شريف عرفة كالعادة مسيطر على كل العناصر، عمل هنا أكثر على المواقف الدرامية وليس على مشاهد الحركة وحدها، وإن كان لديه منها نماذج رائعة مثل مطاردة السوق ومشهد الهرب من السجن ومشهد النهاية الضخم، معه مجموعة من أفضل الفنيين: أيمن أبو المكارم الذى أبدع فى تلوين أبطال الفيلم بلون الظلام الأسود فى مشهد كثيرة، وفوزى العوامرى مهندس الديكور والمشرف الفنى للفيلم الذى حول منزل الرحايمة الى أطلال، ومصممة الملابس ناهد نصر الله التى جعلت أزياء الشخصيات تعبيرا بليغا عنها (ملابس جعفر الأقرب الى أزياء الأفغان، وملابس نساء الفيلم الفخمة التى تكشف عن ثراء وهيبة واستقلالية وقوة)، والمونتيرة داليا الناصر التى ضبطت الى حد كبير إيقاع فيلم طويل يلعب فيه الحوار دورا محوريا، وبالطبع موسيقى عمر خيرت التى أصبحت عنوانا على الفيلم، نستدعيه عندما نسمعها وهى تتلون بألوان عواطف خشنة وأخرى رقيقة، ثم تحتفل مع سكان الجزيرة فى التخلص من الرحالة ، وإن كان الخطر ما زال ماثلا.
“الجزيرة2” يمتلك أفقا سياسيا لا شك فيه، يتعامل مع الإنسان فى صعوده وهبوطه، ويفتح أبواب الصراع الى مستويات أوسع، فى كل الأحوال ما زالت الجزيرة فى حالة بائسة: مازال أهلها يعيشون بين سندان الفقر والمخدرات وتجارة السلاح وميراث الثأر، ومطرقة الإرهاب القادم من الجبال والصحارى.. هل وصلت الرسالة؟!