اتهام مخرج فيلم “عين النساء” بالسرقة ومطالبة المغرب بالتبرؤ منه

((تفجرت روحي بهجة واهتز قلبي من الفرح وحاولت دمعة السقوط من عيني وأنا أقرأ الخبر السار على لسان مدير المركز السينمائي المغربي نورالدين الصايل مفاده أن “السينما المغربية تشارك في المسابقة الرسمية للدورة 64 لمهرجان كان” في إشارة واضحة لفيلم “عين النساء” لمخرجه الإسرائيلي رادو ميهايليانو.

وتناقلت الكثير من الأقلام الصحفية هذا الخبر- الأسطورة وأطلقت العنان لخيالها وتنافست بضراوة على إثبات الولاء والمحبة والسند الكامل لأب السينما المغربية وزفت “الحدث التاريخي” إلى الجمهور المغربي.

ولن نستغرب أن تمطر كلاب بول نيزان، السيد المدير ببرقيات التهاني طمعا بالنزول بأفخم فنادق المدينة الفرنسية الساحرة كان لتتبع مراسم الاحتفال الكبير بـ”الفيلم المغربي”. فروجت الصحافة الوطنية على صدر صفحاتها لهذا “الحدث العظيم” بقولها إن المغرب “سيُمثَّل ولأول مرة في تاريخه السينمائي في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي الشهير”عن طريق فيلم “عين النساء”.

بمعنى آخر، إن السينما المغربية حققت بالفعل على يد الصايل ما لم يكن يتصوره أي مغربي في حياته أو ربما حتى بعد مماته. فكانت المفاجأة الكبرى وحدثُ القرن الواحد والعشرين تماما كما لم يتنبأ احد في هذا الكون بالهزات الاجتماعية التي يعيشها ويمر بها العالم العربي. وشُهرت الأقلام الطفيلية، بغيرة شديدة كالطود الراسخ، في وجه  النقاد السينمائيين الذين “يسبحون ضد التيار” وكأنها تطلب منهم أن يخرسوا وان يتوقفوا عن كتابة “التفاهات” التي يروجون لها لأنهم “لا يفهمون شيئا في الشأن السينمائي” وكأن عصا موسى السحرية هبطت على غير موسى عليه السلام!
 

ولا أخفي هنا أني تساءلت مع نفسي تلقائيا إن كان الخبر، خبر دخول المغرب المسابقة الرسمية بمهرجان كان، كذبة ابريل كما حصل مع فيلم “كازانيجرا” عندما زف لنا المركز السينمائي المغربي انه سيمثل المغرب في الأوسكار وتبين لاحقا انه ضرب من الفانتازيا. لكني استشرت نفسي وتمنيت هذه المرة لو أن الخبر تطبعه روح الصفاء والمصداقية.

وقبل أن نقدم التهاني للسينما المغربية ونقاسمها فرحتها نريد أن نقر بحقيقة مسبقة، هي انه يستحيل على المغرب أن يكون من بين المشاركين في المسابقة الرسمية أو حتى خارج المسابقة الرسمية بمهرجان كان لأنه، لسبب بسيط، لا يملك شريطا من الأشرطة المقدمة إلى المهرجان، مطولا كان أم قصيرا، حتى يدخل المسابقة. كما أننا نريد أن نشترط انه إذا أتبثنا أن كلام السيد المدير أكاذيب بلقاء، فمن واجبه أن يعتذر رسميا للجمهور المغربي ويعد بألا يكذب مستقبلا ومعه الدجل الإعلامي. ونصيحتنا هنا، قبل أن نقدم حججنا وأدلتنا، أن يتبرأ المغرب من فيلم “عين النساء”، الذي يدعي مدير المركز السينمائي المغربي انه يمثل المغرب، وان يركض مستبقا خطاه حفظا على شرف ومحبة هذا الوطن.

خيبة الأمل
استسلمنا لرياح اليأس وخاب أملنا وانكسرت نفسنا بعدما تعمقنا في بحتنا عن فيلم “عين النساء” وتوصلنا إلى النتيجة السهلة انه دخل المسابقة الرسمية بالفعل في مهرجان كان السينمائي، الذي لم يعلن بعد عن الدولة الممثلة به. فلا إثبات حتى اللحظة هذه أن الفيلم يمثل المغرب وعلى مدير المركز السينمائي المغربي أن يشرح لنا من أين أتى بمعلوماته هاته. ولن نستغرب إذا تسابق الفيلم باسم دولة واحدة هي فرنسا وليس المغرب، هذا إذا لم يسحب من مهرجان كان جملة وتفصيلا. فأهل مكة أدرى بشعابها وأول من يعرف هذه الحقيقة ليس أكثر من مدير المركز السينمائي المغربي. ولفرنسا الحق أن تتبنى هذا الفيلم لأنها هي التي مولته بالحصة الساحقة وساهم معها في الإنتاج كل من ايطاليا وبلجيكا ومع ذلك لا تدعي هاتان الدولتان الأخيرتان امتلاك أي حق لهذا الفيلم.

أما المغرب فلاحق له أن يملك شيئا من الفيلم  على الرغم انه صور على أرضه وقدم بعض الأكل والشراب وسهل عملية التصوير بتقديم التراخيص كما مثّل فيه مغاربة. ليس هكذا تملك دولة حقوق فيلم ما وإلا فيجب أن يملك المغرب كل الأفلام التي صورت على أرضه من قبل مخرجين أجانب ومثل فيها مغاربة واهم من ذلك تكلم فيها المغاربة باللهجة المحلية.

ولا تتسع هنا المساحة لعرض كل الأفلام التي صورت في المغرب من طرف الأجانب والتي تعد بالعشرات. أما فيلم “عين النساء” فهو من إخراج مخرج إسرائيلي (كما يفتخر هو بذلك) من أصول رومانية عاش أغلب حياته في إسرائيل ليستقر مؤخرا في فرنسا ويحمل اسما مستعارا: رادو ميهايليانو، ويدعي انه  كتب السيناريو بنفسه بمشاركة الن ميشال بلن باللغة الفرنسية حوله فيما بعد إلى فيلم يحمل عنوان La Source des Femmesترجمته الصحافة المغربية إلى “عين النساء”.

نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي

واهم ميزة تطبع هذا الفيلم هو الكذب الذي يحوم حوله. ويعترف المخرج شخصيا في إحدى مقابلاته مع إحدى الصحف الرومانية المنشورة مؤخرا باللغة الانجليزية، بأن الكذب جزء من حياته، حيث اقر أن نصوص أفلامه تقوم على كذبتين (هكذا يجزم في الأمر بنفسه): الكذبة الأولى، كما يتطوع، تتعلق بإخفاء هويته الحقيقية عندما كان يعيش في رومانيا، والكذبة الثانية تتعلق بمغادرته رومانيا في اتجاه إسرائيل متوعدا بالعودة مع معرفته المسبقة انه لن يرجع أبدا.

 إن الفكرة واضحة هنا، فهو يريد اكتساب عطف الناس كيهودي يدعي أن والده عانى من هول المعتقلات النازية خلال الحرب العالمية الثانية. إلا أننا نضيف إلى سجله الحافل بالكذب، كذبة ثالثة أخفاها عن جمهور الفن السابع: السرقة المفضوحة لعمل الغير نثبتها لاحقا، وبكل سهولة، بالحجة الدامغة التي لا تدع مجالا للشك.
 

وفي انتظار تحديث الموقع الالكتروني الرسمي لمهرجان “كان”، الذي سيعلن لاحقا عن حق الدولة التي سيمثلها فيلم “عين النساء”، فان النتيجة واضحة من خلال بحثنا أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي سيمثلها هذا الفيلم كما تقر بذلك العديد من المواقع الالكترونية وفي الكثير من الحالات لا يشمل اسم أية دولة  أخرى غير فرنسا. كما أن الشركات التي نفذت الإنتاج كلها أوروبية وهذه الشركات هي: الزفير فيلم Elzévir Films ، أوروبا كورب Europa Corp، انديغو فيلم  Indigo Filmوبنشي بروداكشنز Panache Productions. هذه المعلومات مأخوذة مباشرة من المواقع الرسمية للشركات التي أنتجت فيلم “عين النساء” ولا يوجد فيها ذكر اسم المغرب ولا أية شركة مغربية. كما أن النسخة الأصلية للسيناريو تدلي بشركتين فقط تبنتا إنتاج الفيلم وهما:Films  .Oi Oi Oi Productions et Elzévir  وليس مالك حقوق الشركة الأخيرة سوى المخرج نفسه. وستتولى التوزيع شركة “أوروبا كورب للتوزيع”. وكلف إنتاج الفيلم 8.8 ملايين أورو.

واجب التبرؤ من الفيلم
يلخص المخرج رادو ميهايليانو قصة فيلمه “عين النساء”، الذي صوره في المغرب في أواخر سنة 2010 وبداية سنة 2011، في حوارات مع جريدة “لوموند” ومجلة “الاكسبريس” الفرنسيتين كما يلي: “قصة واقعية في قرية صغيرة بين شمال إفريقيا والشرق الأوسط تتمحور فيها معركة بين الجنسين، بين الرجال وزوجاتهم، بقيادة العروس الشابة، “ليلى” (لاحظوا انه لا يذكر حتى اسم المغرب).

فالنساء سئمن من التقليد الذي يتطلب منهن السير لمسافات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة لجلب الماء من المنبع في أعلى الجبل. فتأطرت نساء القرية على يد “ليلى” وقررن منع الخدمات الجنسية عن رجالهن “الكسالى” إن هم رفضوا جلب الماء من بعيد إلى القرية التي تعاني من نقص الماء”. ويختم المخرج وصفه لفيلمه بأنه كوميديا ودراما في نفس الوقت.
 

المخرج رادو ميهايليانو

“قصة واقعية”، هكذا يدعي المخرج رادو ميهايليانو حتى انه صرح في إحدى مقابلاته مع التليفزيون الفرنسي انه استمع “مباشرة” لهذه القصة من بعض النساء (لا يقول أين و متى ومن هن هؤلاء النساء) فقرر كتابتها بالفرنسية وتحويلها إلى فيلم سينمائي (سنرجع إلى هذا الكلام لنبين انه كذب في كذب). ونريد أن نلح هنا أننا لم نشاهد فيلم “”عين النساء” لكي نبدي فيه رأينا، لأنه لم يخرج بعد إلى دور السينما ولا نظن انه سيخرج بتاتا. وقناعتنا أن المخرج لن يكذب في وصف فيلمه، على الأقل في هذه المناسبة، لان ذلك ليس من مصلحته. وسنبدي رأينا في قصة الفيلم انطلاقا من توفرنا على نسخة من السيناريو الأصلي والمعلومات الجاهزة بين أيدينا لان همنا هو فضح سرقة أعمال الآخرين. الحقيقة التي أخفاها هنا المخرج عن الجمهور والقراء والنقاد السينمائيين هي أن قصته ليست “حقيقية”، ولا يمكن أن تكون، لسبب بسيط وهو عدم تحديد الزمان والمكان والنساء اللواتي تكلم معهن. النقطة الثانية والاهم هي أن القصة ليست من كتابته ولا من كتابة مساعده الن ميشال بلن. ونحن نستغرب كيف يمكن لمخرج، تطبل له كل فرنسا انه من النوع الثقيل، أن يغامر بهذه الجرأة الوقحة ليسرق عمل مخرج آخر مرت عليه أقل من ثلاث سنوات.

فقصة فيلم “عين النساء” سرقة مدروسة، لم تسرق من كتاب أو مجلة ولم تسرق كفكرة متداولة بين الناس، بل سرقت كنسخة كاملة وحرفية للنص الأصلي المكتوب بالروسية جملة بجملة وكلمة بكلمة بل بكل نصوصه وأفكاره حيث إن القصة المسروقة تحولت إلى فيلم سنة 2008. وبلغ التهور بالمخرج ومساعده في كتابة السيناريو، بعد سرقة النص الأصلي، عدم تعديله حتى ولو بشكل بسيط. إنها سرقة بغباء وحماقة لهذا النص عمدا. فكل ما قام به الاثنان هو ترجمة النص من الروسية إلى الفرنسية ونسباه إليهما (إن كانا حقيقة متمكنين من اللغتين).

 قد يقول قائل ربما اشترى المخرج حقوق هذه القصة، والجواب على ذلك هو أن يتقدم إلينا المخرج بالدليل القاطع على ذلك. ويمكن أن نجزم هنا أنها سرقة بكل وضوح وبساطة بناء على مراسلتنا، نعيد تكرار الكلمة “مراسلتنا”، مباشرة مع المخرج الألمانيVeit Helmer، صاحب النص الأصلي ومخرج الفيلم حيث طمأننا انه لم يبع حقوق فيلمه لـرادو ميهايليانو ولا لأي جهة أخرى. كما صرح لنا بالنفي أن يكون رادو ميهايليانو أو أي شخص آخر اتصل به أو بأية جهة تتكفل بالحفاظ على حقوق الفيلم.  ولم نعثر على أي دليل قاطع خلال بحتنا الشامل هذا يعترف فيه المخرج بان القصة مستوحاة أو تم شراء حقوقها من مكان أو شخص، بل على العكس فهو يدلي في حواراته بان قصة السيناريو حقيقية وهي من إبداعه كتبها مع مساعده الن ميشال بلن. وفي انتظار الرد على أسئلتنا المحيرة نقارن قصة فيلم “عين النساء” مع قصة الفيلم المسروق حتى نضع القارئ في عين العاصفة.


ليس لدينا شك على الإطلاق أن المخرج رادو ميهايليانو سرق وسطا واعتدى على الحقوق الفكرية لفيلم صور في الماضي القريب في كازاخستان سنة 2008 من طرف المخرج الألماني Veit Helmer، كما أن ألمانيا هي التي مولت الفيلم ونتوقع أن تكون له تداعيات قانونية. فمن باب المسؤولية الأخلاقية والتنازل عن أسلوب الانتهازية الضعيف والدخيل، نتمنى أن يسحب المغرب اسمه قبل فوات الأوان من فيلم، لا يعترف له احد انه فيلمه، سُرق من أصحابه. هذا الفيلم المسروق الذي داع صيته في أوروبا وأمريكا ولقي ترحيبا كبيرا في مهرجان “ساندانس” السينمائي الأمريكي  يحمل عنوان Absurdistan(الكلمة من قبيل الخيال وتعني البلد العبث) أخرجه Veit Helmerالألماني. وقصة فيلم المخرج الألماني، خلافا لقصة  المخرج رادو ميهايليانو المزيفة، “واقعية” بالفعل يشرحها بطريقة مقنعة ولازال يحتفظ بالدليل على ذلك.  والذي يزور موقع فيلم Absurdistanيتعرف على أصل فكرة الفيلم حيث يقول المخرج الألماني انه قرأ خبرا طريفا في جريدة Der Tagesspiegel  الألمانية نلخصه كما يلي: “الإضراب عن الجنس: لجأت نساء قرية سرت بجنوب تركيا إلى رفض الجنس لإجبار أزواجهن على إصلاح خط الأنابيب البالية التي تحمل مياه الشرب للقرية”. ويضيف المخرج انه حال قراءته الخبر عرف انه حصل على فكرة لصناعة فيلم. فطورها بالفعل مع كل من: Zaza Buadze ،GordonMihic  و Ahmet Golbol.
تحكي قصة فيلم Absurdistanللمخرج الألماني Veit Helmer(انتبهوا جيدا أيها القراء من فضلكم) “قصة واقعية في قرية صغيرة تقع بين آسيا والشرق الأوسط تتمحور فيها معركة بين الجنسين، بين الرجال وزوجاتهم، بقيادة العروس الشابة “آية”. فالنساء سئمن السير لعدة كيلومترات لجلب المياه النظيفة إلى القرية. فتأطرت نساء القرية على يد “آية” وقررن وقف الخدمات الجنسية عن رجالهن “الكسالى” إذا هم رفضوا جلب الماء من بعيد إلى القرية التي تعاني من نقص الماء”. ومن بين المعلومات الإضافية عن الفيلم انه يحتسب على الكوميديا والدراما (هل اتضحت الصورة كاملة؟).

نحن لا نكرر ما كتبنا أعلاه عن فيلم “عين النساء” بقدر ما ننقل، بكل صدق وأمانة، كيف تلخص صفحة الموقع الالكتروني قصة فيلم Absurdistanوالذي شاهدناه شخصيا. كل ما نحاول القيام به هنا هو أن نضع بين أيدي القارئ المعلومات اللازمة ليفصل في المسالة بنفسه ويقرر أي حجج الكلام يصدق: حجج المخرج رادو ميهايليانو التي هي أسوأ من أضغاث الأحلام  وبلا دليل مادي، أو كلام المخرج الألماني VeitHelmerالذي يثبت بالدليل القاطع فكرة الفيلم. الفارق الوحيد بين الفيلمين “عين النساء” المسروق انه صور في المغرب عام 2010/2011، والسيناريو مكتوب باللغة الفرنسية (يحمل تاريخ آب/أغسطس 2010) ومترجم في نفس الوقت إلى الدارجة المغربية دون أن يحمل اسم الشخص أو الأشخاص الذين قاموا بعمل الترجمة. إلا أن فيلم Absurdistanصور في كازاخستان باللغة الروسية مع الترجمة الانجليزية Subtitles) ) وخرج إلى الوجود سنة 2008 أي قبل فيلم “عين النساء” بأكثر من سنتين. وفيلم “عين النساء”، الذي شاهدنا مقاطع منه على الانترنت، هو بكل تفاصيله ومراحله وحواراته وحتى ألبسته نسخة مستنسخة عن فيلم Absurdistan.
 

لن نستغرب إذا سُحب فيلم “عين النساء” من المسابقة من مهرجان كان لان الأمر في غاية الخطورة ولا نعتقد أن ألمانيا ولا المخرج ولا الشركات التي أنتجته ستسكت على هذه السرقة السخيفة. يجب على مخرج الفيلم، الذي يعلم علم اليقين، انه سرق عملا اضطلع عليه مسبقا، كما صرح لنا المخرج الألماني نفسه، أن يسحب هذا الفيلم قبل خروجه إلى القاعات السينمائية  وان يعتذر للمخرج  Veit Helmerوان يتوعد كتابيا أن لا يقوم بهذا العمل القذر مجددا في المستقبل. كما يجب على مدير المركز السينمائي المغربي أن يتبرأ من الفيلم وان يتحقق لاحقا من السيناريو قبل المغامرة فيه، إن كان غامر فعلا في فيلم “عين النساء)).

Visited 29 times, 1 visit(s) today