يوسف شريف رزق الله: الإنتاج السينمائي سيشهد تطورات جذرية
عالية قاسم نشرت في صحيفة “الشرق الأوسط” (بتاريخ 20 مايو) حوارا أجرته في القاهرة مع الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله رئيس جهاز السينما في مصر تناول ما يجري في الجهاز حاليا بعد التغيير الذي فجرته ثورة 25 يناير، حيث شهد الجهاز مظاهرات واعتصامات تطالب بفتح ملفات الفساد والمالي والإداري، وحول مشكلات السينما المصرية، ورؤيته للنهوض بها كمّا وكيفا.
ننشر هنا أهم ما ورد في المقابلة من نقاط:
* كيف ترى واقع السينما المصرية بعد أحداث ثورة 25 يناير؟
– توجد حاليا أزمة في الإنتاج السينمائي بسبب ضعف إقبال الجمهور على دور العرض، وهو ما جعل منتجي الأفلام (الجاهزة للعرض) متخوفين من عرضها في الوقت الحالي. ولكني أتصور أن إقبال الجمهور على دور العرض سيعود إلى معدلاته الطبيعية بعد شهر رمضان.
* في رأيك، هل ترى أنه سيحدث تغير في شكل السينما المصرية؟
– في تصوري الشخصي، إن الإنتاج السينمائي سيشهد تطورات جذرية في الفترة القادمة، بصرف النظر عن الموضوعات، فالمنتجون سيفضلون إنتاج الأفلام ذات الميزانيات المعقولة وسيتجنبون الأفلام التي تتطلب ميزانيات ضخمة.
* هل ترى أنها فرصة ذهبية لجيل الشباب السينمائيين لينتشر أكثر؟
– بالطبع، ستصبح الفرصة متاحة بشكل أكبر أمام جيل الشباب الذين يمارسون المهنة منذ عام أو أثنين، حيث إن أجورهم معقولة ويمكن تلبيتها بسهولة. كما سيؤدي ذلك إلى إعادة تقديم بعض الوجوه القديمة ذات الأجور المنخفضة. الأمر سيطال أيضا أسلوب الإنتاج والتصوير، حيث توجد تقنيات جديدة في التصوير ذات كفاءة عالية وتكلفة أقل، وستنتشر الأفلام التي يتراوح إنتاجها ما بين 3 أو 4 ملايين جنيه، والتي يمكن جني ثمارها بشكل شبه مضمون.
* جاءت بعض القرارات بعد الثورة مثيرة للجدل مثل منع الفنانين العرب من العمل في مصر. كيف ترى ذلك؟
– هذا بالنسبة لقطاع المسلسلات التلفزيونية. وهذا القرار تم اتخاذه منذ مدة، وهو ما تزامن مع دعوات من أجل إتاحة فرصة أكبر للممثلين المصريين، إذ إن عدد المسلسلات محدود، كما أنه لا يوجد مبرر للجوء إلى ممثلين غير مصريين في تجسيد الشخصيات المصرية في المسلسلات. ولكن بالطبع لا يوجد مانع إذا استلزم العمل وجود شخصيات من أي دولة عربية أخرى.
* ماذا بشأن قرار إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لهذا العام؟
– الحقيقة أن القرار لم يتخذ بعد، والقرار في يد وزير الثقافة، ومن المقرر أن يجتمع الوزير خلال أيام مع المكتب الفني لمهرجان القاهرة لنظر تأجيل دورة المهرجان الحالية للعام المقبل. فبعض الآراء تنادي بإلغائه بسبب عدم استقرار الحالة الأمنية في البلاد، بالإضافة إلى أن إقبال الجمهور على دور العرض ما زال ضعيفا.
* ولكن البعض يقول إن هناك أسبابا اقتصادية وراء قرار الإلغاء.
– بالطبع توجد أسباب اقتصادية، فمهرجان القاهرة السينمائي يعتمد في جزء من ميزانيته على تمويل وزارة الثقافة، والجزء الآخر من خلال تمويل الرعاة، وكما تعرفين فبسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد توجد شكوك بأن نجد رعاة يساهمون في تمويل المهرجان، إلى جانب أن وزارة الثقافة هذا العام لن تستطيع أن تساهم بنفس القدر الذي كانت تساهم به من قبل.
* هل هذه أسباب كافية لإلغاء المهرجان السينمائي المصري الأهم؟
– كل ذلك بالإضافة إلى أن الأفلام التي يتم الاتفاق على عرضها يتم التأمين عليها في حال تعرضها لأي ضرر، وفي هذه الظروف يوجد تخوف من أن يتم مهاجمة دور العرض إذا كانت الأفلام المعروضة تتضمن مشاهد جريئة أو ما شابه، كما أن هناك شكوكا حول موافقة نجوم وأعضاء لجان التحكيم على الحضور لمصر في تلك الظروف.
* كثيرون يقولون إن سمعة المهرجان ستتأثر في حالة تم تأجيل دورته للعام المقبل.
– اعتقادي الشخصي أن الاتحاد الدولي للمنتجين والذي تتمتع مصر فيه بعضوية سوف يتفهم الموقف الدقيق التي تمر به البلاد في حالة طلبت مصر تأجيل دورة المهرجان لهذا العام، فنحن بصدد ثورة نالت احترام وتقدير الجميع ولسنا أمام حادثة محلية لم يسمع عنها أحد، وبذلك لا أظن أنه سيكون هناك مشكلة إذا تم تأجيل دورة المهرجان لهذا العام، على أن يقام المهرجان في العام التالي بنفس الشروط كواحد من 12 مهرجانا دوليا معترفا به من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين. ويكفي أن إدارة مهرجان «كان» في دورته الـ64 قد قررت تحية الثورة المصرية واختيار مصر كضيفة شرف المهرجان.