وجهة نظر: مهرجانات السينما والجمهور
إن عنوان نجاح أي مهرجان سينمائي هو في اقبال الجمهور عليه، والجمهور هنا بمعناه الواسع جدا والمتنوع هو جمهور بسيط باهتماماته ومرجعياته.. جمهور يدفع ثمن تذكرة الدخول ويطلب اجازة من عمله لمتابعة فعاليات المهرجان السينمائي.
هنا بالضبط يكمن نجاح المهرجان وليس بزركشات الإفتتاح والختام وبهرجات الفنادق والرقصات والكلمات، فكثيرا ما غصت صالات مهرجان كان السينمائي بالجمهور ولكنه الجمهور المهني والمبرمج والمدير، اما مهرجان قرطاج السينمائي بتونس فهو يتربع الصدارة من بين المهرجانات العربية الناجحة بجدارة بجمهوره الشغوف لحضور كل أنواع الأفلام الوثائقية منها أو القصيرة بجمهوره المهتم بسينما الاخر هذا الجمهور لا يتقن لربما لغة الصورة وغيرها وهو جمهور يحب السينما بكل ما في الأمر من بساطة وعفوية وبالمقابل.
على الصعيد العالمي أي خارج مهرجانات العالم العربي فإن مهرجان نانت للقارات الثلاث في فرنسا حقق أهم مقاييس النجاح لأنه حظي بجمهور عريض تابع وبغزارة مثلا عروض الافلام السورية الثلاث وهي أولا فيلم “ماء الفضة” للمخرج أسامة محمد والذي عرض مرة واحدة (وهنا لا يفوتني أن أذكر أن فيلم ماء الفضة سيوزع في كل صالات السينما الفرنسية ابتداء من 17 ديسمبر ليحقق بذلك نقطة فاصلة ووحيدة في تاريخ السينما السورية بأن يوزع فيلم سوري في الصالات السينمائية ) اما الفيلم الثاني هو “بلدنا الرهيب” لعلي الأتاسي وزياد حمصي، والفيلم الثالث للمخرجة لواء يازجي وهذان الفيلمان عرضا في أكثر من صالة ولمدة يومين ولاقا أيضا حضورا فرنسيا عاليا وملفت.
الجمهور هو هؤلاء الناس الذين نصادفهم في حياتنا اليومية، هم حطب السينما ونارها المتقدة بهاء وحضورا وتألقا.
بالأرقام مهرجان قرطاج: بيعت مائة ألف تذكرة.
300مدعو من مهنيين نقاد و صحفيين و مخرجين و صناع السينما.
مهرجان نانت للقارات الثلاث
بيعت ما بين خمسة آلاف الى ستة آلاف يوميا.
مهرجان برلين
عدد المترددين على قاعات العرض السينمائي اثناء المهرجان (باستثناء الصحفيين): 491 ألف و316 مشاهدا
عدد الذين اشتروا تذاكر للمشاهدة: 325 ألف و262 متفرج
عدد الصحفيين الذين حضروا المهرجان وحصلوا على بطاقات صحفية: 3742 صحفيا
عدد العروض الجماهيرية المفتوحة بتذاكر للجمهور (غير العروض الخاصة والعروض الصحفية): 945 عرضا
يجب أن تهتم الممهرجانات السينمائية في العالم العربي بالجمهور ولا تكتفي بحفنة من المدعوين الذين نراهم في كل الفعاليات السينمائية، ينتقلون من بلد الى بلد، ولكننا بكل أسف نرى حتى الكثير من المهرجانات التي أصبحت تفتح أبوابها بالمجان للجمهور ولكنه لا يأتي.. كما أن هذه المهرجانات أصبحت تترخص فتعرض فقط اسطوانات المدمجة DVDوكأنما هذه الاسطوانات المخصصة أساسا للعروض المنزلية جعلت كل من هب ودب يمكنه الآن تنظيم مهرجان يزعم أنه |أيضا “دولي”.. ويأتي ببعضة أفراد يجعلهم لجنة تحكيم (دولية) بينما لا نعلم شيئا عن تاريخهم السينمائي.