هافينغتون بوست عربي: فيلم “محمد” الإيراني فاشل!
يقام في إيران في هذه الأيام مهرجان الأفلام 34 والذي يطلق عليه مهرجان فيلم فجر، وبهذا السياق وفي كل عام بأوائل الشتاء تتنافس الأفلام المنتجة مع البعض كما تم عرض -وليس للتنافس- فيلم محمد رسول الله من صنع المخرج الإيراني المشهور مجيد مجيدي الذي أنتج الفيلم العام الماضي وتم عرضه في داخل إيران.
إن فيلم مجيدي يعتبر من الأفلام الأكثر كلفة في تاريخ السينما الإيرانية يحكي قسم من حياة نبي الإسلام وقد أعقب صدور الفيلم ردود فعل مختلفة في العالم الإسلامي، حيث إن أكثر علماء أهل السنة ومن ضمنهم مراجع الأزهر الدينية أصدروا فتاوى حول الفيلم لأسباب تتعلق مثل عرض صفات النبي ووضع حوار وصوت له بالفيلم.
بالرغم من أن مجيدي بفيلمه (محمد رسول الله) قد عمل على أول فيلم تاريخي ديني له لكنه بنفس الوقت كان لديه ميزانية كبيرة في حقيبته فاستفاد لإنتاج الفيلم من جهات أجنبية خبيرة ومساعدة المخرجين وغيرهم الذين لديهم جوائز دولية في تاريخ سجل أعمالهم مثل الأوسكار، وذلك لأجل التصوير السينمائي والموسيقى وإعطاء البريق والرونق الخاص للفيلم.
لقد تم تصوير قسم من الفيلم في جنوب إفريقيا والجزء الرئيس منه في منطقة قريبة لمدينة قم في إيران بمكان يقال إنه تم إنشاء مدينتين كمكة والمدينة المنورة حسب المعايير الحقيقية لهما من أجل الفيلم. وبالرغم من ذلك فحتى في إيران لم يتلق فيلم مجيدي استقبال الرأي العام الإيراني ولم يحصد إلا عُشر تكلفة صنعه.
إن هذا الفيلم منذ البداية حرض وأثار على نفسه نقد الخبراء الإيرانيين في الحوزات الدينية المختلفة الذين لديهم انعكاس واسع للرأي في مجال الوسط الإيراني.
عدم الانسجام مع المصادر التاريخية
لقد تناول النقاد في نقدهم مسائل مختلفة وربما الموضوع المشترك لأكثرهم كان عدم انسجام الفيلم مع المصادر التاريخية والدينية والجو الإسلامي والعربي في الحجاز بذلك الزمن.
فمثلاً مسعود فراستي عضو الهيئة الرئيسة لمؤسسة نقاد الأفلام علق بأن مشاهد هذا الفيلم تدل على مفاهيم من تاريخ أديان اليهود والمسيحية وله طابع أفلام هوليود الدينية وقد كتب في مذكرة منفصلة توضيح لرأيه حول تجريح النبي في هذا الفيلم وتغييب وجود الله عن قصة الفيلم وأورد الكثير من الانتقادات الفنية والبنائية عليه وأظهر تأسفه من التكلفة الضخمة لرأس المال لمثل هذا الفيلم.
أما مهرزاد دانش وهو شخص آخر من نقاد السينما الإيرانية فقد كتب في نقد له عن الفيلم، أن الفيلم أشبه بسلسلة من الفيديوهات مع صور خيالية وجميلة لأجل إثارة الأحاسيس والعواطف الدينية لدى المشاهد، وقد اعتبر أيضاً موسيقى الفيلم جديرة بالنقد ويعتقد أن مرافقة هذه الفيديوهات لأنغام شديدة اللحن الموسيقي (التي أكثرها أنغام مسيحية أو هندية أكثر من العربية) أبعد هذا الإنتاج عن الأسس السينمائية.
أما رضا بابايي وهو متخرج من الحوزة العلمية بمدينة قم وأديب، كتب في نقده للفيلم عدة نقاط عن ضعف الفيلم ومنها ضعف مضمونه، فحسب قوله إن بعض أقسام الفيلم ليس لها استناد تاريخي وإسلامي وهذا الفيلم فقط لعرض عدة معجزات قيمة للنبي (بدون مصادر معتبرة) لزمان وطفولة وشباب النبي التي ليست هاجس مشاهدي العالم بأيامنا هذه، وأشار أيضاً بابايي إلى عداوة لليهود في الفيلم وكتب أن قسما مهما من الفيلم اختص بعداوة وحقد اليهود اتجاه الشاب محمد وهذا ناجم عن قلة معلومات وتعصب لدى مجيدي.
لقد عرف فيلم محمد رسول الله بالسنة الماضية باسم ممثل إيران لحضور الدورة 88 لجائزة الأوسكار الأكاديمية لكنه لم ينجح للحضور في المنافسة، وبحسب قول المسئولين فهذا الفيلم ثلاثة أقسام، فما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار سؤال يتبادر للذهن هل أن الانتقادات وردود الفعل التي وجهت للجزء الأول من هذا الفيلم ستحقق رقماً مؤثراً في إعادة نظر أساسية بهذا المشروع المكلف ككل.