نقاد ومخرجون يناقشون في مهرجان الاسماعيلية “ربيع الوثائقي”

 تنوعت آراء النقاد بإزاء الأفلام التي أنجزها مخرجونعرباً وأجانب حول ما اصطلح على تسميته بـ “ثورات الربيع العربي”.


وبين العديد منهم في ندوة نظمت ضمن فعاليات مهرجان الاسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، والروائية القصيرة حملت عنوان: (ربيع الوثائقي)، أن الكثير من الأفلام المنجزة كانت تفتقد للشرط الجمالي ووقعت في فخاخ التقرير الصحفي والخطابية.


واشار مديرالمهرجان أمير العمري في الندوة التي شاركت قناة الجزيرة الوثائقية في تنظيمها إلى تلك التاثيرات التي حققتها الثورات العربية على الفيلم التسجيلي لافتاً إلى تزايد أعداد الأفلام التسجيلية بشكل ملحوظ رغم التباين في مستوياتها الفنية وتنوع ما حاكته من قضايا.


ورأى المخرج والمنتج أسعد طه أن الفيلم الوثائقي تعرض ما قبل “الربيع العربي إلى تحديات جسيمة سواء من ناحية صعوبة العثورعلى التمويل أو اصطدام صناع هذا النوع من الأفلام إلى أنواع من المضايقات الرقابية والتسويقية.


وسرد المخرج عماد أرنست جوانب من الصعوبات التي تواجه المخرج في هذا النوع من الأفلام التي غالباً ما تقوم الجهات والمؤسسات الممولة بفرض أجندتها على رؤية المخرج الامر الذي يؤدي بالتالي الى انسحاب المخرج المستقل من العمل.


ودعا الناقد أحمد بوغابة الى تحرير الفيلم الوثائقي من القيود التي كانت تؤطرهفي الماضي الى آفاق رحبة من الخطاب المقترن بجماليات الطرح والبناء السردي المبتكر.


ركز الناقد والمخرج والناقد عدنان مداناتعلى ضرورة أن لا يتبع الفيلم التسجيلي نهج ما ماتقوم به تقارير نشرات الاخبار في القنوات التلفزيونية، بل الاهتمام بتداعيات الحدث وجوانبه بشكل مختلف يعي وظيفته التنويرية في المجتمع.


واوضحت المخرجة عرب لطفي الى ضروة التفات صناع الفيلم الوثائقي الى الهامش كونه المحور الاساس والمحرك الفاعل في الاحداث التي اتسمت بها الحياة السياسية في كثير من البلدان العربية.


وقال المصور السينمائي محمود عبد السميع ان الفيلم التسجيلي هو ذلك الشاهد الامين على كثير منالاحداث التي عاشتها المنطقة العربية والمعبر الحقيقي عن تطلعات والامال ناس مضيغا انه لا بد للسينمائي التسجيلي ان يعايش الواقع بسائر مكوناته.


وبين الناقد رمضان سليم ان “الربيع العربي”هو ظاهرة مؤقتة في عمل مخرج الفيلم التسجيلي لافتا الى أهمية ان يتحرر منها صوب قضايا اكثر اتساقا محركة التاريخ والموروث الثقافي.


 وقال السيناريست فايز غالي ان مشكلات الفيلم التسجيلي سوف تستمر مع الربيع العربي لأن ثمة معاناة مزمنة في فهم وظيفة هذا الحقل الابداعي في تحولات المجتمع.


واوضح الناقد عصام زكريا صاحب كتاب (افلام الثورة) الصادر حديثا عن منشورات مهرجان الاسماعيلية السينمائي هذا العام ان الحكم ما زال مبكرا على مستويات الفيلم التسجيلي الذي تصدى لحقبة الربيع العربي وانه يجب الانتظار للاطلاع عن سائر تلك الاشتغالات التي بدا كثير من المخرجين التسجيليين العرب والاجانب في تصويرها باكثر من زاوية على خلفية من الطموح ببلوغ اقصى درجات التركيز والانغماس في المشهد باكمله.


واشاررئيس قسم الفنون في الجامعة الاميركية الدكتور مالك خوري الى محطات تاريخية في مسيرة الفيلم التسجيلي في قدرته على تصوير التحولات الحادة في المجتمعات الانسانية متوقفا في ظواهر ودلالات تلك الجماليات التي اتسم بها الفيلم الوثائقي في الاتحاد السوفييتي السابق وبلدان اميركا اللاتينية.


ولفتت الناقدة ماجدة موريس الى سلطة القنوات التلفزيونية على مضامين واشكال التعبير في الفيلم التسجيلي داعية الى البحث لايجاد منافذ جديدة امام الفيلم التسجيلي والتوسع في اطلاق عروضه.


 تضمنت الندوة التي ادارها رئيس قسم الانتاج في الجزيرة الوثائقية نبيل العتيبي ثلاثة محاور اساسة هي: معاينة لوحوال الفيلم الوثائقي قبل الربيع العربي، وتقييم وثائقيات الربيع العربي ، وجمايات ومضامين وتحديات الوثائقي ما بعد الربيع العربي.

Visited 8 times, 1 visit(s) today