مهرجان القاهرة رياح معاكسة وأمن واعتزال رئيس

بين التاسع والثامن عشر من الشهر الماضي، عُقدت في العاصمة المصرية التظاهرة السينمائية التي أسّس كثيرون فيها آمالاً كبيرة مذ تسلمها الناقد المصري الشهير سمير فريد. انه مهرجان القاهرة السينمائي، الأشهر من أن يُعرَّف، الذي شهد ولادة قيصرية من رحم ثورة أقامها الشعب وصادرها “الأخوان”، قبل أن يدقّ العسكر المسمار الأخير في نعشها. هذه التظاهرة عادت بعد عام من الغياب (2013)، أراده فريد عام “استراحة” لهيكلة المهرجان وترتيب شؤونه الادارية، الأمر الذي نجح فيه الى حدّ معين. فـ”القاهرة السينمائي” كان يحتاج منذ زمن بعيد الى هذه “النفضة”، ولا سيما بعد السمعة السيئة التي طاولته نتيجة التنظيم الفوضوي وانعدام الرؤية.

سمعة هذا الموعد سبقته دائماً الى العالم الواسع، حدّ انها تُرجمت نكاتاً ومسخرة في حقه تروى في المجالس الخاصة. هذه السمعة لم تشرّف دائماً المدينة العريقة التي جرى فيها المهرجان. من الأخبار المتداولة مثلاً، واحد مرتبط بتكريم ماركو بيللوكيو. صعد المخرج الايطالي الى خشبة المسرح لتسلم جائزته، ففوجئ بأن مشاهد تُبَثّ من أفلام لسيت أفلامه باعتبار انها من أفلامه.
الرعاية التي يتلقاها من الدولة وارتباطه الوثيق بها وعدم استقلاليته، جعلت المهرجان على الدوام أسير أجندات رسمية سياسية تسييرية حولته الى نزهة سياحية لا صدقية لها، يلتحق بها الضيوف الأجانب من باب تمضية اسبوع من الكزدورة في عاصمة التلوث والضجيج وزحمة السير.


ظلّ “القاهرة السينمائي” على مدار سنوات، أيّ في عهد حسني مبارك، من المهرجانات الفوضوية السيئة التي تستمد من مدينة تنبض بالحياة شرعيتها. في كل مرة انتُقد سلباً، انتفض المدافعون الاشاوس واستعانوا بالمعزوفة عينها: هذا المهرجان الوحيد في العالم العربي معترف به دولياً ومدرج في لائحة الاتحاد الدولي. اتحاد لم نسمع به قط الا في حالة هذا المهرجان. نبت الكثير من المواعيد السينمائية في العالم العربي، ولا سيما في الخليج، في غضون ذلك، ايّ منذ مطلع الألفية الثالثة. المشهد السينمائي برمته انزلق إلى واقع مستجد ومثير منذ الانتفاضات الشعبية. لم يعد القديم صالحاً في ظل المتغيرات. الأساليب البدائية في تنظيم المهرجانات لم يعد مفعولها سارياً.


صارت المهرجانات في العالم اليوم صناعة ضخمة أسرارها قليلة وانجاحها رهن بعناصر عدة تبدأ بالموازنة وتنتهي بالعلاقات الدولية، بينهما ثمة هموم لوجستية ثقافية اجتماعية لا يمكن اغفالها. مهرجانات الجيل الأول، وأبرزها دمشق والقاهرة وقرطاج، رفضت التحديث وبدت متمسكة بأساليبها في العمل، المدعومة ببعض العلامات المضيئة في تاريخها. ولأن بناءها هشّ، والأرض متصدعة، كان انهيارها مع انهيار الأنظمة التي حضنتها. بعد دورة فاشلة بكل المقاييس جرت في حمأة الصراع على الحكم، تسلم سمير فريد رئاسة المهرجان وبدأ بعملية اعادة الهيكلة. أبقى بعضاً من الفريق القديم وأضاف اليه بعض العناصر الجديدة. في لقاءاته في كانّ، قبل ستة أشهر من الدورة المنصرمة، كان فريد يروّج بأنه لن يسمح للديبلوماسية التدخل في خيارات المهرجان. هذا يعني انه اذا اراد أن ينتقي فيلماً تركياً أو ايرانياً، فسيقفز فوق كل القرارات السياسية والرقابية التي تحول دون ان يمارس حريته كرئيس لمهرجان دولي حريص على أن يحافظ على سيادته.


لكن ليس هذا ما حصل تماماً في مهرجان القاهرة الأخير. اقله، ليس هذا هو الانطباع الذي تركه في نفوسنا أسبوع من التجوال في أروقة المهرجان، ذهاباً واياباً من فندق “ماريوت” الزمالك الى دار الاوبرا المصرية. فالتدّخلات كانت كثيرة على ما يبدو، في بلاد وضع فيها العسكر يده على كل شيء (هذا شأن مصري لا دخل لنا فيه).


الضيوف السوريون مثلاً لم يُسمح لهم بالدخول بسبب عدم اعطائهم تأشيرات؛ خالد ابو النجا الذي نال جائزة أفضل ممثل في المهرجان بات “مطلوباً”، بسبب تصريح معاد للأمبراطور الحاكم. نال المهرجان جرعته من التسييس في الدورة التي كانت الأولى والأخيرة لفريد، كونه أرسل استقالته الى وزير الثقافة جابر عصفور، بعد اسبوع على انتهاء الدورة، طالباً اليه اعفاءه من ترؤس المهرجان في دورته المقبلة “لأسباب صحية”. بيد ان سمير فريد قد يكون قصد، استهزاءً، “صحة” المهرجان، الذي وافق على طلب وزارة الثقافة تشكيل لجنة لمراجعة حسابات الدورة الـ36 (نقلت احدى الصحف المصرية ان 16 مليون جنيه انفقت على حفلي الافتتاح والختام). قد يكون هذا الطلب “المهين” في الثقافة الشرقية، هو ما دفع فريد الى الاستقالة وعدم الرغبة في مواصلة ما باشره بحماسة شديدة عند تكليفه في السادس من تشرين الاول 2013. أياً تكن أسباب الاستقالة التي لم تتوضح بعد، كانت الكلمات التي أرفقها فريد ببيانه “دفاعية” و”توضيحية”، اذ قال: “إنني أسلم مهرجاناً دولياً ناجحاً بكل المقاييس والأصول المهنية، وبشهادة ملف صحافي من ألف صفحة ويزيد لما نشر عن الدورة 36 في الصحافة المصرية والعربية والدولية المطبوعة والإلكترونية، ونظام داخلي محكم (…)”.  أمّا توصياته، ليستمر المهرجان بنجاح فى دوراته المقبلة، فجاءت في عشر نقاط، أهمها تعيين رئيس المهرجان في مطلع الشهر الجاري ووضع خطة عمل للدورة المقبلة قبل نهاية هذا السنة، وعدم تعيين رئيس أي مهرجان دولي للسينما تنظمه وزارة الثقافة لدورة واحدة فقط، لأنه تقليد يتعارض مع الأصول المهنية. واعتبر فريد في توصياته ان الفندق المثالي لإقامة الضيوف هو ما يتيح لأغلبهم الوصول الى منطقة الأوبرا سيراً على الأقدام، وبذلك يوفر الجهد والوقت وتكاليف النقل الداخلي. الى هذا، طلب أن يخصص في موازنة السنة المالية 2015-2016 ما يكفي لشراء أجهزة العرض الحديثة في قاعات وزارة الثقافة في منطقة الأوبرا، والتي تؤجر بنحو مليون جنيه لدورة واحدة ولفترة أقل من اسبوعين، بينما في حال الشراء تعمل طوال العام ولسنوات طويلة. أمّا ملاحظاته حول حفلي الافتتاح والختام، فجاءت على النحو الآتي: عدم إقامتهما على النحو المعتاد، وذلك لثلاثة أسباب: الأول التكاليف الباهظة، والثاني الاهتمام الزائد بالحفلين على حساب الاهتمام بالمهرجان نفسه، والثالث عدم وجود هذا التقليد في المهرجانات الـ13 الأخرى المسجلة في الاتحاد الدولي، حيث يقتصر الافتتاح على تقديم لجنة التحكيم يتبعه عرض فيلم، ويقتصر الختام على إعلان الجوائز وعرض فيلم.


الافتتاح طاش سهمه وتطلب أياماً عدة لتجاوز بهتانه القاتل. هذا أقل ما يقال. هرجٌ ومرجٌ وفضاء مفتوح في محكى القلعة. كان من الممكن أن ينال المشهد رضا وزارة السياحة لولا غضب الطبيعة والهواء الذي اشتد على الحاضرين وخرّب الخطة المسالمة، فضربهم بكفّ من مخمل، وأرسل بعضهم الى الفراش في اليوم التالي. رياح قوية هبت على الحضور الذي تجاوز الألف شخص، ما جعل أصوات الذين صعدوا الى المنصة لقول كلمتهم مسموعة بالكاد. ناهيك بأن الموسيقى التي عزفتها الأوركسترا أكلت الكلمات في أحايين كثيرة. انتظار طويل لبدء الحفل، تدافع، عدم انسجام، هذا كله من اجل أمسية لم تكن موفقة، لا جمالياً ولا اسلوبياً. البرنامج المتدفق الذي استعرض محتوى المهرجان طولاً وعرضاً وتخلله عرض لمجموعة أفلام قصيرة مناهضة للحرب، لم يكن مناسباً لمثل هذين المكان والزمان. جزء من الجمهور راح يغادر بعدما شعر بالملل والبرد. بعض الفوضى على السجادة الحمراء أثناء احتشاد الصحافيين لالتقاط الصور. ارتفع صراخ الممثل فاروق الفيشاوي قبل ان يتم استيعابه وتهدئة أعصابه.


التكريمات كانت بالجملة. ثلاثة في يوم واحد، رقمٌ مبالغ فيه يفقد الشيء بريقه. المخرج الألماني الكبير فولكر شلوندورف نال واحدة من هذه الجوائز المعروفة بـ”الهرم الذهبي التذكاري”، وفي لحظة صعوده لتسلمها لم يُعرض أيٌّ فيلم من أفلامه على الشاشة. بعد أسابيع قليلة على مغادرة منصبه كرئيس في المركز السينمائي المغربي، كُرِّم أيضاً الناقد المغربي نور الدين الصايل. جائزة ثالثة ذهبت الى الممثلة المصرية المعتزلة نادية لطفي التي لم تحضر الحفل، على الرغم من ان المهرجان اختار عينيها الجميلتين كـ”موتيف” لملصق الدورة الـ36. ظلت الأسباب غامضة واكتفت بإرسال تحية مصوّرة. ايضاً: لم يتبع هذا كله فيلم افتتاح. فيلم الافتتاح، “القطع” للتركي الألماني فاتي أكين، عُرض في اليوم الثاني للمهرجان. اعتبر البعض ان اختيار الشريط الذي يصور الابادة الأرمنية، كان هدفه توجيه ضربة للحكومة التركية التي تختلف معها الحكومة المصرية الآن في مسائل عدة، علماً ان فريد أعجب بهذه الملحمة التاريخية منذ اللحظة الاولى لمشاهدته اياه في البندقية. بالنسبة إلى المنتقدين، ابراز الفيلم كان تدليساً سياسياً يوظَّف في اطار الصراع الدائر بين تركيا ومصر.

هذا الاعتبار يمكن ادراجه ايضاً في اطار الحملة السياسية التي قادها اشخاص محسوبون على الادارة السابقة، ودخلت في لعبتهم ايضاً صحف من مثل “الأهرام” و”اخبار اليوم”، بغية افشال المهرجان. قبل انطلاقه بقليل، نشرت “أخبار اليوم” تقريراً يفتقر الى الدقة والمعايير المهنية حول تكريم جاك لانغ. فوزير الثقافة الفرنسي سابقاً والرئيس الحالي لمعهد العالم العربي في باريس، اعتبره كاتب المقال “صهيونياً مغتصب أطفال” لا يجوز تكريمه في مصر. استند الصحافي في تقريره الى مصادر انترنتية غير موثوق بها. فهذه الاتهامات الجنسية شملت لانغ في اطار حملات سياسية متبادلة بين يمين ويسار، ولم تجرِ ادانته في ايّ منها. ردّ المهرجان على التقرير جاء ضعيفاً. بعد هذه المهاترة، بعث لانغ برسالة الى المهرجان يعتذر فيها عن عدم قبوله الجائزة.


في ليلة افتتاح هذا الحدث الذي جرى معظم فصوله تحت حراسة مشددة، صعدت الممثلة ليلى علوي على المسرح وصرحت بأنها سعيدة جداً لأن كل رؤساء لجان التحكيم من النساء، مع ان ثمة رجلين كانا الى جانبها، خميس الخياطي وخيري بشارة، يترأسان لجنتي تحكيم ولا يقلان رجولة عن الاسكندر الثالث المقدوني. صحافي اراد اجراء مقابلة تلفزيونية مع ابرهيم العريس المشارك في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، فسأله: مَن انت؟ فرد عليه بشيء من الامتعاض المبرر: اسمي ابرهيم العريس. عاد الصحافي ليسأله: طيب بتشتغل ايه؟ واحد من أهم مخرجي تاريخ السينما، فولكر شلوندورف، الفائز بـ”سعفة” و”أوسكار” كان يلوّن سحنته تحت شمس القاهرة ولا يعرف اين يذهب وماذا يفعل، فيما نحن نحاول ان نستفيد من وجودنا في هذا المكان، للتحدث معه، مدركين انها قد تكون هذه الفرصة الاخيرة للقاء به.

من الفيلم البرازيلي “الصبي والعالم”

طار الرجل ولم نلتقِ ولم يساعدنا المكتب الصحافي على لقائه. في حفل الختام، اثناء صعود أبطال فيلم “دولارات من الرمال” الى المسرح لتسلم جائزتهم، منعهم الأمن من اعتلاء الخشبة، الى ان تدخلت احدى المشاركات في تنظيم حفل الختام، ولفتت نظرهم إلى ان هؤلاء صنّاع الفيلم الفائز. تذكرتُ حفل عشاء شركة “دولار فيلم”، في الليلة الأخيرة من المهرجان: كلما وضع النادل صحناً أمامي، كنت أتخيل الكلب البوليسي وهو يشم الطعام قبل أن يصل الى طاولتنا.


في المحصلة، 16 فيلماً عُرضت في المسابقة الرسمية للمهرجان، وفاز “ملبورن” لنيما جافيدي الذي سبق أن عُرض في مهرجان البندقية بالجائزة الكبرى. فيلم ايراني كان خياره فعل جرأة من لجنة ترأستها الممثلة يسرا. هنة اخرى من هنات المهرجان ان تسند رئاسة لجنة التحكيم الى ممثلة مصرية بدلاً من اسناد هذه المهمة الى مخرج أجنبي كبير. “لقد جئنا كأصدقاء” للنمسوي أوبير سوبير (عُرض في برلين ونال جائزة في مهرجان ساندانس)، الذي أنجز العام 2004 “كابوس داروين”، كان من اللحظات القوية في المهرجان. هذه المرة يتطرق سوبير الى بلاد تشهد نزاعات عرقية وسياسية ودينية منذ سنوات: السودان. يهبط سوبير في أحد المطارات البدائية في السودان بطائرة صغيرة مصنوعة يدوياً. الزمان: قبل أشهر قليلة من استقلال جنوب البلاد في العام 2011. من هناك سينطلق الى لقاء السودانيين سواء أكانوا اناساً عاديين يخضعون لصناع القرار، أم تجاراً وأثرياء حرب.


من اللحظات المهمة ايضاً عرض فيلم أحمد عبد الله الجديد، “ديكور”. مصوّر بالأسود والأبيض البديعين، يغوص بنا الفيلم في أجواء الفيلم النوار. “بلاد تشارلي” للمخرج الأوسترالي رولف دو هير كان من الاستعادات التي جاء بها المهرجان من عروض كانّ. تشارلي، محارب قديم يعاني، شأنه شأن جماعته، من تضييق الحكومة على سكان أوستراليا الأصليين. فيلم جميل عن معضلة تشارلي، الحائر بين ثقافتين واسلوبين في العيش.


الفيلم المصري الوحيد في المسابقة الرسمية، “باب الوداع” لكريم حنفي (أول اخراج له بعد فيلم قصير)، يلتقط الموت والحياة والايمان والصوفية وأشياء أخرى كثيرة بطريقة تظهر بوضوح تأثره بشادي عبد السلام. بيد ان البنية الدرامية المفككة واطالة اللقطات كي تصبح امتحاناً لقدرة المُشاهد على التحمل، وايضاً الطابع المدّعي للمشروع، هذا كله جعل الفيلم يقع في فخ البحث عن الجمالية من أجل الجمالية. أجهل كيف يمكن انجاز فيلم كامل، كل جزء فيه ينتهي بـ”فايد تو بلاك” (إظلام تدريجي الى السواد). هذا ينم عن استحالة تركيب فيلم سينمائي. مهما ابتكرنا من اشكال وصيغ، مهما اعجبنا بمعلمي تخريب الحكايات، يبقى ان كل اهمية السينما في اللحمة بين الشيء وما يليه فعندما ينعدم التماس، لا تعود هناك سينما، بل لوحات تشكيلية. ما شاهدناه هو استيتيك دعايات مطعّم ببعض الشاعرية التي عفا عليها الزمن.


بعد اسبوع من التفتيش على مدار الساعة والدقيقة والثانية في القاهرة، شاهدتُ روعة سينمائية: “الصبي والعالم”، فيلم تحريك برازيلي لآليه ابرو، مرمي في احد الأقسام الموازية، اكتشفناه في صالة صغيرة جداً اشبه بتلك التي يمتلكها الاثرياء في منازلهم، ما اعطى الاكتشاف المزيد من الحميمية. تابعتُ ببهجة مطلقة وقائع هذا الفيلم المجنون الذي رمانا من حضن الى آخر، فجلسنا في قلب الالوان والخطوط والاشكال الدائرية المعبرة لنحو 85 دقيقة، كأن الزمن أراد ان يتوقف ويضعنا في هامشه. البهجة في السينما أصبحت نادرة في هذه الأيام، لا أقصد البهجة المتأتية من زلات الحياة اليومية وسخافتها، بل تلك المنتجة في المعارك الكبرى التي يخوضها الانسان لفرض وجوده واحاسيسه واحلامه ضد كل المحاولات لجعله آلة في أفضل الأحوال ورقماً في أشدّها سوءاً. الحكاية في هذا الفيلم تذوب داخل الصور من شدة بساطتها: صبي صغير يبحث عن والده، فيتيه داخل عوالم من الـ”اكسترافاغنزا”؛ حيوانات وبشر واختراعات تكنولوجية ستضع الطفل في حال هيجان مستمر لما يراه ويكتشفه بكامل حواسه.

Visited 19 times, 1 visit(s) today