مهرجان القاهرة السينمائي في قبضة الشرطة!

صابر عرب وزير الثقافة الأسبق مع محمد مرسي صابر عرب وزير الثقافة الأسبق مع محمد مرسي
Print Friendly, PDF & Email

بيان من أسامة عبد الفتاح حول حقيقة ما حدث في المهرجان تحت رئاسة أمير العمري

لم أكن أود أن أروي تجربتي المريرة مع وزارة ثقافة محمد صابر عرب، وتحديدا في أواخر عهد الناقد أمير العمري، الرئيس السابق لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أولا لأنني أكبر من الصغائر التي وجدت نفسي مضطرا لذكرها بالتفاصيل، وثانيا لأنني لم أكن أريد أن أسبب أي متاعب لرئيس المهرجان الحالي، الناقد سمير فريد، خاصة أنه ليس له ذنب فيما جرى، بل حاول – بقدر استطاعته – تصحيح الأخطاء الفادحة التي وقع فيها عرب ومساعدوه، وتقليل أثر الفضيحة الأخلاقية والمهنية التي تسببوا فيها.. لكنني قررت أن أقول الحقيقة وأحكي ما حدث بأمانة بعد اطلاعي على “دليل العمل” الذي أصدره فريد، ووزعه على الصحفيين في مؤتمر صحفي قبل أيام، لأن ما يحتوي عليه بشأني وشأن عدد من زملائي، غير صحيح أو على الأقل غير دقيق.

وكان العمري قرر الاستعانة بي في فريق إدارته بعد صدور قرار تعيينه رئيسا للمهرجان، وتوقيعه عقدا ينص على ذلك مع وزير الثقافة السابق علاء عبد العزيز العام الماضي.. وقد وافقت على التعاون معه لأنني أرى أنه أهل للمنصب، وقدّرت أن عمله – وبالتالي عملي – في المهرجان ليست له أي علاقة بوجود عبد العزيز على رأس وزارة الثقافة، لأن العقد يمنحه الاستقلالية والحق في إدارة العمل كما يشاء والاستعانة بمن يريد من كوادر وكفاءات.. والأهم: أنه لا يمكن لعاقل أن يزعم أن العمري – أو أيا ممن استعان بهم من النقاد، وهم رامي عبد الرازق وأحمد شوقي وشخصي الضعيف، ثم عصام زكريا لاحقا – له علاقة بالإخوان أو أي مصلحة معهم، بل أننا جميعا أكبر أعداء للإخوان، ويعرف ذلك القاصي والداني، بدليل أن فريد – بعد تعيينه خلفا للعمري – استعان بكل الأسماء التي اختارها العمري، فيما عداي لأن لي منصبا في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وقد قال لي ذلك بشكل مباشر، وأكد لي أنه لولا ارتباطي بمهرجان الإسكندرية لتوليت مهمة محددة في مهرجان القاهرة أبلغني بها في حينه، وليس من المناسب الآن ذكرها.

وقد رفضت المزايدات وقتها، خاصة ممن كانوا يتولون المناصب في وزارة الثقافة ويكتبون في إصداراتها – تحت رئاسة نفس الوزير – ويزايدون على شرفاء مهنيين رأوا ان يعملوا في تخصصاتهم ويفعلوا شيئا لصالح المهرجان.. لكن المزايدات – كالعادة – انتصرت، ودفعت “الفاشية الثورية” عرب، خليفة عبد العزيز، دفعا لتصرف غير مسئول وغير مسبوق في تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي، حيث أرسل قوة من الشرطة لتحتل مقر المهرجان في 17 شارع قصر النيل وتمنع العاملين فيه من دخوله.

فقد توجهت، صباح آخر أيام يوليو 2013، مع الزميل رامي عبد الرازق، إلى مقر المهرجان لممارسة عملنا – هو كمدير للمسابقة العربية وأنا كمدير للمسابقة الدولية – وفوجئنا ببابه موصد في وجهينا، وبمن يحدثنا من خلف “الشرّاعة” الحديدية قائلا إننا ممنوعان من الدخول وفقا لقائمة مكتوبة على ورقة بيضاء كان ممسكا بها، وتضم معنا الزميلين أمير العمري وأحمد شوقي.. وعندما سألناه عن شخصيته، قال إنه المقدم فلان من قوة حراسة عرب، وعندما قلنا إن ذلك عيب وإن من حقنا الدخول ليس فقط كمسئولين ولكن أيضا كصحفيين، رد بأن هذه هي الأوامر التي لديه وأن علينا التوجه لمكتب الوزير إن كنا نريد مزيدا من الإيضاحات.. وكان كل ذلك يتم تحت مرأى ومسمع من موظفي المقر، الذين هربوا إلى الداخل وتجاهلوا نداءاتنا وكأنهم لا يعرفوننا ولم يكونوا يأتمرون بأوامرنا قبل ساعات من تلك الفضيحة.

حررنا محضرا في قسم قصر النيل من باب تسجيل واقعة غير مسبوقة في التاريخ، وباعثة على الاكتئاب والحزن على حال الثقافة المصرية كما هي باعثة على السخرية، لكننا رفضنا استكمال الإجراءات ورفضنا رفع دعوى قضائية لتمكيننا من أداء عملنا واستكمال عقدنا، أو منحنا قيمة ذلك العقد كاملة عن شهوره الخمسة كما ينص أحد بنوده بشكل واضح (صورة العقد موجودة لمن يريد) بمجرد تولي فريد رئاسة المهرجان، وتم اتخاذ  ذلك الموقف – على الأقل من ناحيتي – احتراما لفريد، ورغبة في تيسير عمله وعدم إثارة أي مشكلات قد تعيقه.

وبعد مقابلة مع فريد تمت بدعوة كريمة منه، وافقت على أن أكتفي بالحصول على أجر الشهر الذي عملته فقط وليس تنفيذ العقد كله.. وبعد اتصال آخر به، وافقت على أن يكون ذلك الأجر أقل من حقي بخمسمائة جنيه، حيث أبلغني بأن المستشار القانوني طلب تخفيض مستحقاتي بهذا المقدار حتى لا يكون سدادها كاملة اعترافا من ثقافة عرب بالعقد!

وبعد كل هذه المرونة، وكل تلك الموافقات، فوجئت بـ”دليل العمل”، الذي أصدره فريد وفريقه، يذكر “أنه تم سداد أجور العاملين عن شهر يوليو 2013″، ثم يذكر أسماءنا رباعية وأمامها الأجور “المخفضة” التي وافقنا على الحصول عليها حبا في المهرجان ورئيسه.. وقد أصابني ذلك بالضيق والإحباط، حيث كان من المفروض أن يذكر الدليل الحقيقة، ويقول إن النقاد الذين عملوا مع العمري تنازلوا عن حقوقهم، ورفضوا التصعيد القانوني ضد عرب ووزارته، ووافقوا على تخفيض أجورهم الرمزية أصلا.. ثم كان من المفترض أن يوجه لنا الشكر باعتبارنا نقادا محترمين أبدوا مرونة وحبا للمهرجان، لا أن ينشر قائمة بأسمائنا الرباعية ويؤكد حصولنا على كافة حقوقنا رغم أن فريد يعلم تماما أن ذلك غير صحيح.

أطالب فريد وإدارته بتعديل “دليل العمل” بما يليق بالتعامل مع “نقاد زملاء” وأصحاب فضل، وليس مع عمال باليومية، وأتمنى لهم في نفس الوقت كل التوفيق.

أسامة عبد الفتاح رزق

أبريل 2014     

Visited 31 times, 1 visit(s) today