من دفتر الناقد: أمتع لحظات 2013 السينمائية

على الصعيدين العام والخاص كان 2013 عاما عاصفا، حافلا بالعديد والعديد من الأحداث والتقلبات، وبالأفلام والمهرجانات. عام استعادت فيه السينما المصرية عافيتها بعض الشيء، فشاهدنا عددا معقولا من الأفلام الجادة والجيدة، وتواصلت فيه متابعتنا اللاهثة للجديد السينمائي الآت من كل أنحاء العالم، حسبما يتيح لنا الوقت والجهد وصفاء الذهن وفرص المشاهدة.

وفي 2013 تضافرت الدوافع الذاتية مع مسؤوليات برمجة المهرجانات لجعله ـ بشكل شخصي ـ أكثر أعوامي ازدحاما بالمشاهدات، حتى أنني عندما قمت في نهاية العام بجمع عدد الأفلام التي شاهدتها، والتي أدونها بشكل يومي مع ملاحظات عنها، وجدت أن الرقم يبلغ 236 فيلما طويلا و453 فيلما قصيرا، وكلاهما رقم لم أصل له من قبل حتى في أكثر أعوامي تفرغا للمشاهدة.

ومن بين الأكثر من مائتي فيلم طويل اخترت الأفلام التي منحتني أكثر لحظات العام إمتاعا، بدون أي ترتيب تصاعدي أو تنازلي بخلاف ترتيب مشاهدتها على مدار العام، ودون الالتزام بكونها أفلام من إنتاج العام، فبعضها أفلام قديمة نسبيا، ودون تطبيق معايير نقدية صارمة في الكتابة، التي أحاول أن تكون أقرب لذكريات مشاهد محب للأفلام، تجبره طبيعة عمله أحيانا على التعامل مع الإبداع بصورة عقلانية أكثر مما ينبغي، فيحاول أن يخلص نفسه ولو للحظات من هذه العقلانية. وإليكم القائمة..

21 يناير: جانجو طليقا

فيلم جديد لتارانتينو هو دائما حدث مثير، كيف لا وهو عضو قائمة محدودة جدا جدا لصناع أفلام لم يسبق وأن خيبوا ظني؟.. ليلة شتوية باردة، ونسخة مقرصنة بالطبع نظرا لتدخل الرقابة المصرية للتعامل مع نسخة قاعات العرض بأريحية مخيفة.

كالعادة يأسرك تارانتينو من مشهده الأول، ربع ساعة من الحوار الديناميكي اللاهث الذي يمتعك ويشد انتباهك ويقدم شخصيات الفيلم ويمهد لصراعه الرئيسي، لتجد نفسك بسهولة أسيرا لصانع الأفلام الذي يدخلك في كل مرة أحد عوالم أفلامه المفضلة. ويسترن سباجيتي على الطريقة التارانتينية، ومبارزات تمثيلية أقوى من المسدسات التي تمزق الأجساد بشراهة انتقاما من كل من تورط أو ساعد أو حتى سكت على آفة العبودية. تارانتينو كالعادة يحاكم التاريخ ويعيد صياغته كما يتمنى، ونحن كالعادة نستمتع بتجربة لا تشبه سوى صاحبها.

10 فبراير: مملكة طلوع القمر

ويس أندرسون طفل كبير موهوب، أكاد أجزم أنه عاش أمتع لحظاته طفلا يستمتع باكتشاف العالم واكتشاف متعة مشاهدة الأفلام، لذلك فهو يحاول دائما أن يحول مشاهديه البالغين إلى أطفال، أطفال يخوضون معه مغامرات ملونة مبهجة، مليئة بالحيل الذكية والشخصيات الكارتونية، بتماسك آسر لا يمكنك معه إلا أن تترك كل أقنعة العقل والتمتع بما تشاهده كصغير يشاهد السينما لأول مرة، لتدرك في النهاية أن هذه الحكاية الطريفة الملونة، تحمل داخلها ما هو أعمق بكثير من عشرات الأفلام التي تدعي الجدية والحكمة. وأن مغامرة الحبيبين الصغيرين وقرارهما بالفرار من منزليهما، هو موقف سياسي واجتماعي بالأساس قبل أن يكون مجرد نزق طفولي.

23 فبراير: البحث عن رجل السكر

كلام كثير سمعته وقرأته عن الفيلم كأفضل أفلام 2012 التسجيلية وأحسنها حظا في الحصول على الأوسكار التي سيتم توزيعها غدا، تجاهلت منه ـ لحسن حظي ـ كل ما يتعلق بموضوع الفيلم، حتى يسمح لي القدر بالتعرض للمشاهدة بصورتها المثالية: التعرض الأولي المشوب بالملل لبحث يبدو أقرب للبرامج الوثائقية الموسيقية على شبكات MTV، التعاطف الحذر مع الشخصية الرئيسية، وصولا إلى المفاجأة التي صنعت الفيلم، وتبعاتها التي جعلت دموعي حرفيا تستمر في النزول طوال النصف الثاني من الفيلم.

الأمر أكبر من الفيلم نفسه، من الفن الذي سيخرج من يشاهد الفيلم باستنتاج محدود لدرجة الخطأ حول قدرته على الحياة وفرض الوجود حتى ولو بعد حين ـ فكم من تجارب عظيمة وئدت دون أن يتح لأصحابها فرصة تقدير عظيمة مثل شيكستو رودريجيز، أكبر من الحياة نفسها التي يثبت الفيلم أن ما يحدث فيها أحيانا يفوق كل ما يمكن أن يرسمه الخيال. تتابعات صعود رودريجيز للمسرح كنبي يبعث وسط مناصريه هي لحظات يصعب أن تذهب من ذهني ما حييت.

14 مارس: الخروج للنهار

هو أول الأفلام المصرية المستقلة الناضجة كليا، المتخلصة من كل عثرات البداية وألاعيب المراهقة والانبهار بفكرة صناعة فيلم طويل، وحتى من متاعب التصوير الرقمي التي وقع فيها مخرجين كبار عندما أرادوا خوض تجربة سينما الديجيتال. مشاهدته متعة مزدوجة: تارة للفيلم نفسه، وتارة لما يمثله من أن التيار الذي بدأ متعثرا فنيا وإنتاجيا قد تطور بسرعة هائلة ليفرز عملا يمكنك أن تصفه بأنه مصري للنخاع، صادق للنخاع، وقبل ذلك ناضج ومصنوع بإحكام مثير للإعجاب.

خلال الفيلم تضبط نفسك متورطا في الإجابة عن تساؤلات مؤرقة من نوعية: ماذا لو كنت في نفس مكان البطلة؟ وهل يمكن أن تكون سعادتك يوماً متوقفة على موت أقرب الناس إليك؟ حيرة تساؤل كهذا كافية وحدها بأن تجعل الفيلم من أمتع لحظات العام، ولكنها متعة من نوع مخيف.

7 مايو: ليال بلا نوم

عمل مؤرق آخر، عمل يطاردك لأيام بعد مشاهدته كما تطارد الهواجس والذكريات شخصيتيه الرئيسيتين فتمنحهما ليال بلا نوم، خاصة عندما يتعلق الأمر بواقع صار يوميا في بلدك الذي لم يعتد من قبل على أي شكل معلن من الاقتتال الطائفي، كما حدث في لبنان المكلوم الذي تعيش فيه النار تحت رماد مصالحة تمت بلي الأذرع، وعفو عام تساوى فيه الجلاد بضحاياه. فيلم تزداد قيمته بالنسبة للمشاهد المصري تحديدا يوما بعد يوم، خاصة وأن أسعد شفتري المعترف بجرائمه هو حالة نادرة بين عشرات يعيشون في هناء ـ أو بلا نوم لا أدري ـ دون الإعلان عما فعلوا.

ولكن بعيدا عن “قيمة” الفيلم الفكرية، يبقى الأهم على الأقل بالنسبة لهذه المساحة هي قدرته على الإمتاع، هو الحس الشكلاني للمخرجة التي سعت في كل مشهد للموازنة بين “ما تقوله الشخصيات” و”كيف تقوله الشخصيات”، وفي هذا التوازن يكمن الفارق الحقيقي بين الفيلم السينمائي والتقرير التلفزيوني.

1 يونيو: حميد الشاعري – حكاية جيل

قد يكون الفيلم الأقل شهرة بين أفلام هذه القائمة، فهو ليس فيلما سينمائيا، أو حتى تلفزيونيا، ولكنه مجرد فيلم قام مخرجه بصناعته ونشره بشكل مباشر ومجاني على شبكة الإنترنت، تماما مثل المواد الأرشيفية المتاحة بالمجان والتي استخدمها المخرج بشكل مبهر لصياغة فيلم كامل عن شخص دون أن يلتقيه بشكل مباشر أو يلتقي بأي شخص يتحدث عنه، فقط باستخدام عشرات ـ بل مئات ـ المواد المتاحة دون أن يفكر أحد بوضعها في سياق ذو دلالة كما فعله المخرج أشرف أبو النصر.

السياق هنا هو الضلع الآخر للمتعة بخلاف تقنية الصناعة المغايرة، السياق هو مشوار حميد الشاعري الذي يمكنني ببساطة شديدة اعتباره الملمح الموسيقي ـ وربما الثقافي بشكل عام ـ الأبرز لثلاثة أجيال على الأقل، يحتل جيلي مكان الوسط بينها. في الفيلم المصنوع بقدر هائل من الحب يلمس المخرج الشق الإبداعي المتمرد والإنساني الرقيق في حياة حميد التي لم تكن أبدا خالية من الصعاب، هذا التماس ممتع وحده، فما بالك إذا تم في سياق أذكى من غالبية الأفلام التسجيلية المصرية التي تدعي الابتكار؟!

8 يونيو: عالم ليس لنا

أكثر الأفلام إثارة للتعاطف هي الأفلام الممتعة، فبينما يحاول المخرجون المتواضعون دفعك للتعاطف عبر السنتمنتاليات البكائية وعرض الأحداث المفجعة فيفشلون، فإن حالة التوحد الحقيقة لا تحدث إلا مع مصائر الشخصيات التي تقع في حبها، ليس التي تشفق عليها. وفي هذه الحقيقة يكمن سر قوة هذا الفيلم، الذي اختار مخرجه شخصياته الثلاث بعناية وقدمها بما لا يمكنك معه إلا أن تغرم بها، أن تحلم لهم بعالم أفضل من حالة اللا وطن – لا حياة التي أجبرتهم الظروف على أن يعيشوها طوال أعمارهم. وشخصية مثل أبو إياد بتعبيره عن اليأس العبثي الذي يعيشه فلسطينيو المخيمات، أكثر قوة وتأثيرا من آلاف المواد المصورة لجثث وأشلاء تخاطب أعين المشاهد دون أن تخاطب قلبه.

سر آخر لقوة الفيلم هو أن صانعه لا يزايد على المشاهد، ولا يدعي أنه أكثر منه شرفا أو نضالا أو تورطا في القضية، بل على العكس يصر في كل لحظة أن يؤكد على كونه محظوظا يعيش واقعا أفضل بكثير مما يحدث لذويه في عين الحلوة، وهو موقف نبيل يثبت الفيلم نفسه أن خاطئ، فالمعاناة ليست مادية حياتية فقط، ولكن الأهم هو شقها النفسي، فمهدي فليفل أيضا محروم من الشعور بالوطن، هو أيضا يشعر أن هذا العالم “ليس له”.

29 يونيو: وضع الطفل

نموذج مثالي لسينما ينبغي أن نسعى لنكون مثلها، السينما الرومانية ذات النجم الصاعد في القرن الجديد، بإمكاناتها المادية المتقشفة التي يعوضها نصوص درامية مشحونة بالمشاعر الإنسانية والخلفيات السياسية والاجتماعية، وأداء تمثيلي قادر دائما على إبهارك. السينما الذي تجعلك في كل مرة تسأل نفسك: إذا كانت السينما بهذه البساطة فلماذا توجد لدينا مشكلة؟

وأجمل ما في الفيلم هو أن ثقله السياسي والاجتماعي يأتي في خلفية الدراما الإنسانية لا في مقدمتها، حتى أنك تشعر بالتورط مع الأم ذات النفوذ وهي تحاول إنقاذ وحيدها من السجن بوسائل ربما لو كنت مكانها لفعلت مثلها وأكثر، وفي ذلك إدانة حقيقية للفساد بمعناه الواسع، بعيدة عن الرمزية الفجة التي اعتدناها من أفلامنا عندما تريد طرح مثل هذه الأمور. هو فيلم إنساني قبل كل شيء، فيلم تتورط منذ لحظاته الأولى مع كل شخصياته تقريبا، لتجد حيرتك في أزمتهم هي مجموع حيراتهم العديدة، فكلهم بشر لديهم دوافعهم وآلامهم، وهذا أمر آسر سينمائيا.

9 نوفمبر: الماضي

ما ينطبق على الفيلم الروماني يمكن تطبيقه على فيلم أصغر فرهدي ذي الإنتاج الفرنسي مع اختلافات بسيطة، منها أن فرهدي أصبح قادرا على إيجاد تمويل أكبر نسبيا لأفلامه بعد الحصول على الأوسكار، لكنه ظل على سابق عهده بتقديم دراما حقيقية، ذات سيناريو حافل ومشحون بالتقلبات المميزة للنفس البشرية، خاصة مع استخدامه لطريقته المميزة باكتشاف الحكاية قطعة قطعة، ليس بحس تشويقي يداعب شباك التذاكر، ولكن بإيمان عميق بموقف ثابت للمخرج مفاده ببساطة أنه لا توجد مواقف ثابتة!

فرهدي هو واحد من أفضل من يقومون في العالم بالتلاعب بالمشاعر، على الأقل مشاعري الشخصية، وقوة أفلامه تكمن في قدرتها على فتح أبواب الرجعة، على تحطيم قيمة الثوابت بشكل عام في ذهنك، حتى وهو يروي حكاية حب وانفصال متشابكة تدور أحداثها في حي فرنسي ناء.

11 نوفمبر: فيلا 69

في وسط الأفلام التي تتحدث عن الثورة، وعما نتج عن الثورة، وعما تسبب في نشوب الثورة، وعن الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية وكل اشكال تناول الموضوع الذي تم طرحه من كل الأوجه حتى صار ممجوجا مهما بُذل فيه من جهد وصدق، يأتي هذا الفيلم بردا وسلاما لكل من يحب السينما الإنسانية، السينما الصالحة لكل زمان ومكان، السينما التي تدرك أن الإنسان كائن أرقى من أن تقتصر حاجاته على المادي منها.

فيلم يتحدث عن الموت بروح عاشقة للحياة، وبطل عدائي وسليط اللسان لا يمكن أن تمنع نفسك من أن تُفتن به، ومأزق إنساني بالتأكيد صادفت في دائرتك من تعرض له، لكنه غالبا لم يكن بنفس جاذبية المهندس العجوز حسين، هو واحد من أقرب أفلام العام للقلب وأمتعها للروح.

25 نوفمبر: فتاة المصنع

عودة مخرج محمد خان لشاشة السينما حدث يستحق أن تقابله بحفاوة، فما بالك إذا ما كانت العودة عبر فيلم بمثل هذه القوة، فيلم أعتبره الأفضل بين أعمال صانعه خلال العشرين عاما الأخيرة، لا لشيء إلا أنه العمل الأكثر إخلاصا للسينما الخانية التي وقعت في غرامها في طفولتي، سينما الشخصيات التي تجمع بين نقيضين: الحياة على الهامش ونفسية الفارس، الشخصيات المعرضة لأن يسحقها الجميع، لكنها في نفس الوقت قادرة على أن تخرج بعد التجربة منتصرة شامخة، ممسكة بزمام عالمها بعدما أيقنت أنت سعادتها واتزانها النفسي يأتي من داخلها ومن داخلها فقط، بعيدا عن أي قواعد مهترئة يفرضها عليها العالم السقيم.

مشهد النهاية وانتصار البطلة هيام النفسي على كل ما تعرضت له من إهانة، مشهد سيبقى في الذاكرة طويلا، ضمن قائمة ضخمة من مشاهد خان تذكرتها مع محبيه خلال العام في استفتاء قمت به لقياس أكثر لحظات أفلامه تعلقا بذاكرة محبيه.

21 ديسمبر: الجمال العظيم

أمتع أفلام العام بصريا، سيمفونية لا تهدأ ترسمها كاميرا سورنتينو لتمزج العشق بالرثاء في علاقة فريدة بروما التي امتلكت يوما الجمال العظيم قبل أن تشيخ روحها، تماما مثل البطل جيب جامبرديلا الذي شاخت روحه هو الآخر وضاع عمره بحثا عن جمال عظيم خبره للحظات قبل أن يفلت من يديه فيعيش أسيرا له.

هناك علاقة خاصة تجمعني بهذه الشخصية، أكدها أحد أصدقائي عندما قال لي بصراحة: أنت تحب جامبرديلا لأنك ستصير نسخة منه عندما تكبر، أمر أخذت أفكر فيه طويلا، فالرجل بالمقاييس الدرامية شخصية راح عمرها هباء، ولكن بعد تفكير وجدت أنه حتى وإن ضاع العمر بحثا عن جمال عظيم، فليضيع في حياة بسحر حياة جامبرديلا، لا أقل.

29 ديسمبر: حياة أديل – الأزرق أدفأ الألوان

بعيدا عن الخلافات التي يثيرها الفيلم منذ عرضه الأول حتى يومنا هذا حول كل شيء، عنوانه وزمن عرضه ومحتواه الجنسي، القضية التي وضع في إطارها وحتى المشكلات التي أثارتها بطلتاه بعد أن حولهما المخرج من نكرات إلى حاملات سعفة ذهبية، بعيدا عن كل الجدل الدائر حول أكثر أفلام العام إثارة للجدل، سحرني المأزق الهائل الذي تعيشه أديل، المأزق الواقف على النقيض تماما من أي قضايا حقوقية، أزمة الصغيرة المبتلاة بالاختلاف، الزاهدة فيه، التي تشي كل نظرة وكل لفتة منها بأنها مستعدة لتبدل كل شيء: الإشباع، الحب، الفن، الحياة المثيرة، وحتى السعفة الذهبية، بيوم واحد تعيش فيه حياة عادية، كأي فتاة أخرى ليست مضطرة لأن تكون رمزا للتحرر، ولكن الحياة ليس عادلة دائما، حتى مع من يعني إسمها العدالة.

إلى هنا تنتهي قائمة الأمتع في 2013، أفلام قد لا يجمع بينها شيء سوى أنها استطاعت أن تمنح ولو مشاهد واحد، لحظات من الشغف والحب والسعادة والتعاطف، لعل 2014 يكون أحسن حظا ويمنحني قائمة أكبر قليلا.

Visited 13 times, 1 visit(s) today