قراءة في الفيلم المغربي “الأوراق الميتة” ليونس الركاب

ظاهرة العائلات السينمائية بالمغرب بدأت خلال السنوات الأخيرة تصبح ملفتة للنظر، بتعدد هذه العائلات أو الأسر، وتأثيرها الكبير في الساحة الفنية المغربية، نذكر منها عائلات الدرقاوي ( مصطفى وعبد الكريم وكمال) نوري ( حكيم وسهيل وعماد) و أشويكة ( إدريس وفاضل ومحمد) وبنجلون (حسن وعلي)… لكن تظل أسرة الركاب  أحد أهم وأشهر هذه العائلات، بالنظر لمكانة الأب المخرج محمد الركاب، مؤسس هذه العائلة ودوره الكبير خلال السبعينات والثمانينات الماضية، في ترسيخ أسس سينما مغربية جادة وهادفة، أساسا بفيلم “حلاق درب الفقراء” (1982)، الذي أعتبر من طرف النقاد المغاربة، أحد أهم الأفلام الطليعية المغربية التي كان لها تأثير ايجابي في رفع شعار الجدة  العمق و تكريس سينما المؤلف بالمغرب.

الركاب الأب خلف بعد رحيله، إلى جانب “حلاق درب الفقراء”، أفلاما ومشاريع لم يكتب لها الخروج إلى النور، لأن الموت اختطفه مبكرا (سنة 1990) كنتيجة لتراكم المشاكل الإنتاجية والديون المترتبة، تاركا بذلك غصة في نفوس عشاق سينماه.. لكن رغم رحيله  المبكر، أو كما يقول الإخوة المصريون “اللي خلف ما ماتش” (من أنجب لم يمت)، فقد ترك أبناء حملوا من بعده مشعل الفن والانتصار للسينما، أبناء نذكر منهم مدير التصوير المعروف علي، والمتخصصة في الإنتاج أنيسة، والتقني مراد، والمخرج يونس، وهم أنجال رفعوا هامة الأب بحضورهم ومشاركاتهم المتتالية في إنجاز العديد من الأشرطة السينمائية، أساسا منهم الابن الأصغر يونس الأكثر نشاطا وحيوية الذي أصر منذ نعومة أظافره على السير على خطى الأب، محققا أفلاما قصيرة كمخرج نذكر منها: “خويا” و”قدر العائلة” و”أنا”، إضافة لمسلسلات وأشرطة تلفزيونية، أفلام ومنجزات، فتحت الأبواب أمامه لدخول عالم السينما وتحقيق أول أفلامه الروائية الطويلة تحت عنوان “الأوراق الميتة” سنة 2014، وهو فيلم أثار نقاشات حادة في الندوة الصحفية التي أعقبت عرضه بالمهرجان الوطني السادس عشر بطنحة (2015)، نقاشات  توزعت ما بين تدخلات عملت على التصفيق والتشجيع وأخرى منتقدة بحدة ومسجلة أخطاء على مستوى الكتابة السيناريستيكية للفيلم واللغة البصرية الموظفة، نقاشات وآراء جعلت هذا المخرج الشاب في عين الإعصار وفتحت الباب للأسئلة العديدة الحارقة المتعلقة  بمدى اعتبار يونس امتدادا لمسار الأب وحاملا لمشعل تجربته الرائدة فنيا و تقنيا وترجمة للرؤى الإبداعية التي طالما دافع عنها أينما حل وارتحل.

“أوراق ميتة”..  وبعد؟

العتبة الأولى للشريط هي العنوان، وهو عنوان يجعلنا بشكل خادع نتأهب لمشاهدة شريط يتمحور (أو قد يتمحور) حول قصة أو حكاية رومانسية حالمة، فاللفظة الأولى “الأوراق” تحيل ضمنيا على أوراق الشجر، أوراق أرادها الواضع للعنوان “ميتة” بمعنى أنها ذابلة، وعامة الاوراق الذابلة تكون ميتة متساقطة على قارعة الطريق تثير الكثير من الحزن والشجن في النفوس، من هنا  يفتح الباب للقول أو الاعتقاد أن الشريط قد يحكي لنا قصة حب أو ما شابه ذلك من قصص الحيوات الأليمة، قصة أو قصص تحيل على الفشل و النهاية المحتومة حيث انتهاء الحيوية والحركة والحياة.. لكن مشاهدة الشريط  والاطلاع على مضمونه، يجعلنا نكتشف أن العنوان يحيد عن توقعاتنا، على اعتبار أن حكايات الفيلم أو لنقل حكايتها المركزية لا علاقة لها بالحب، بقدر ما هي قصة مصير شابة تعيش ممزقة بين ماضي مرتبك وحاضر أكثر ارتباكا، كنتيجة حتمية لظلم ذوي القربى، وقساوة وغدر الزمن الذي لا يرحم ، في واقع لايزال يتوزع بين الحداثة والتقليد بين الحب واللاحب السائد بين أفراد المجتمع.

عندما سأل  الصحفي التهامي لهشير، على موقع “في الواجهة” الإلكتروني، المخرج يونس الركاب عن سبب اختيار هذا العنوان الذي يحيد شيئا ما عن مضمون الفيلم، أجاب الركاب: “اختيار “الأوراق الميتة” لم يأت اعتباطيا، بل منسجما مع فكرة الفيلم، ومرور أحداث ستعرف تساقط شخصيات كأوراق الخريف موتا و اختفاء، و مع أجواء مدينة إفران الهادئة الخريفية، التي يزيدها سحرا وغموضا، تتساقط أوراق الأشجار تمهيدا لفصل شتاء بارد بعواصفه الثلجية  حيث صورت معظم مشاهد الفيلم”. جواب السيد المخرج الذي يروم التوضيح و الشرح والتفسير جعل العنوان يبدو أكثر انغلاقا واستعصاء على الفهم والمنطق السليم.

قصة الشريط

 مضمون الشريط جاء مفارقا للواقع، من خلال حكايات لا تصمد أمام مفاهيم المنطق والعقل والتحليل، حكايات يتقاطع فيها الواقعي بالسريالي، المعقول باللامعقول، الحكي الحق المتبع لخط درامي متسلسل بإنزياحات تنال من سلاسة هذا الخط، فاتحة الباب بكل فجاجة أمام الاعتباط السردي، فالشخصية الرئيسية  زهرة تعيش انفصاما لا منطقيا سواء في مطابقته لواقع الحال أو في مقاربته الطبية والنفسية التحليلية، فتاة بريئة ستجد نفسها أمام واقع ملئ بالمفارقات المقحمة وقساوة الزمن المهتز وذئبية البشر التي لا ترحم، أو لنقل بكل وضوح: قصة فنانة راقصة مبدعة تشتغل في معهد موسيقي، تؤدي دورها الفنانة الشابة سناء بحاج، تستعد لحفل راقص في نهاية السنة، وتعيش مجموعة من الصراعات في سبيل إخراج العمل، بالموازاة مع ذلك تعيش حالة توجس وخوف بسبب رجل مجهول، يؤديه الفنان المعروف ربيع القاطي، يلاحقها بملامح مشوهة ومخيفة، يتابع خطواتها أينما حلت وارتحلت، حاملا معه غيرته، التي تقفز محاولة توقيفها كلما اكتشف أنها بصدد تكوين علاقة مع رجل آخر.بل وتحدث جرائم قتل متتالية في حق كل من يربط علاقة بالبطلة، البداية مع قتل صحفي جاء لإجراء حوار معها، الحوار ينتهي بعلاقة عابرة ومبيت في الأحضان وقتل غادر، ثم جريمة ثانية تنال زميلها في معهد الرقص الذي هو الآخر قضى ليلته الأخيرة في فراشها.

ورغم كل القرائن التي تدل على براءة بطلة الشريط فإن مفتش الشرطة الذي يظهر هكذا دون مقدمات، يأتي باحثا عن القاتل المفترض في اتجاه واحد لا شريك له المتمثل في الرجل الغريب المتعقب لزهرة، رجل، كما اشرنا، بملامح مشوهة، اسمه الغازي، يملك شركة للأسفار السياحية.

الأحداث تتطور وتسير بشكل لا عقلاني ودون مبررات درامية، لتجعل المتفرج يكتشف أن زهرة كانت ضحية عم قاس أرسلها لمستشفى الأمراض العصبية والنفسية للاستيلاء على أملاك أبيها، في المستشفى  تتعرض للاغتصاب المتتالي من طرف ثلاث ممرضين بالعنف (هكذا ).

سلسلة الأحداث  تقودنا على الرغم منا، لنصل، لمحاكمة جد غريبة، محاكمة سوريالية يغيب فيها المنطق والعقل وتقود الى اكتشاف حقائق غريبة، مفادها أن الغازي هو مفتاح السر، على اعتبار أنه كان الطبيب الذي يشرف على علاجها، وهو الذي اكتشف عمليات اغتصابها ، مما يعرضه للضرب من طرف الممرضين الثلاث و تشويه وجهه بندب بشع على مستوى العين والخد، وبعد شفائه يترك مهنته ويأتي لتعقبها. لماذا؟ الله أعلم!

متاهات سردية

 في الشريط نجد أنفسنا بعد مرور اقل من ساعة في متاهات سردية لا تصمد أما أدنى منطق حكائي، متاهات حاولت التوسل بتقنيات التشويق التي تميز الأفلام البوليسية السوداء المحلاة بالألغاز والغموض المثير، لكن هنا، بدت للأسف مختلة وفاقدة للمصداقية على اعتبار أن المبررات التي تحكم منطق السرد وتطوره جاءت جد مهلهلة، وأفعال وتصرفات الشخصيات وظفت بشكل انفعالي وغير مبرر، كيف ذلك؟

بطل الفيلم الممثل ربيع القاطي

شخصية بطلة الشريط المسماة زهرة، قدمت بشكل مهزوز، لاشئ يبرر تصرفاتها ولا شئ يظهر أنها فعلا تعيش حالة انفصامية كما أراد صاحب الشريط أن تكون، بل قدمت كإنسانة عادية في تصرفاتها اليومية وعلاقاتها الإنسانية، ورغم جو الكآبة الذي يسيطر عليها بعد الجريمتين، فإنها تعود بسرعة لحالتها الأصلية وتواصل عيش حياتها اليومية بشكل طبيعي، اللهم في حالات قليلة حيث تنزوي باكية أو قلقة ومتوجسة من محيطها.

الغازي صاحب الندب البشع، شخصية غريبة ومخيفة، قدمه لنا المخرج، بداية كشخص شرير بنظراته المخيفة، يتتبع خطوات زهرة ويحسب أنفاسها فنعتقد أن له منها ثأرا، لكننا نفاجئ  مع تقدم الأحداث، بكونه يحاول حمايتها، لماذا وكيف ؟ لا نعلم شيئا.

عندما تبدأ المحاكمة ويبدأ في سرد تفاصيل علاقته بزهرة نجد ان منطقه مختل وقرائنه واهية غريبة، قرائن يثق فيها القاضي دون تمحيص أو بحث، وتفاصيل لا تصمد أمام الواقع البسيط، لكونها وبكل بساطة مفارقة  للمنطق وبعيدة كل البعد عن أوجه الحقيقة..  شخصية المفتش في الشريط تجعلنا نتساءل هل المخرج ومعه كتاب السيناريو قاموا ببحث ولو بسيط حول اشتغال رجال الشرطة؟

المفتش و غم انه يشتغل بمدينة صغيرة التي من المفروض أن الجميع يعرفه، فإنه يقدم نفسه لموظفة شركة الأسفار التي يملكها الغازي (لا نعرف لماذا ترك الغازي الطب وجاء لمدينة صغيرة لإنشاء شركة سياحية، وبالمناسبة هي نفس المدينة التي جاءت لتعيش بها زهرة) على أنه زبون يريد الذهاب للعمرة، نفس السبب سيقدمه للغازي قبل أن يباشر معه التحقيق، فلا نعرف لماذا لم يقدم نفسه على أنه شرطي ويبحث معه بكل مسؤولية قانونية سلسلة الجرائم، ما دام الكل يعرف الكل في المدينة وعلى علم بالجرائم المرتكبة بمدينتهم.

 فصول المحاكمة في الفيلم يمكن تشبيهها بمحاكمة رواية “المحاكمة” لكافكا  بسورياليتها وغرائبية فصولها، مع اختلاف واضح في الإبداع والخلفيات الفكرية التي تحكمها، محاكمة طويلة مملة، بدون منطق ولا قرائن، يقال فيها ما لا يقال وتقدم فيها الشخصيات أقوالها دون وازع إنساني ولا تأطير قانوني.

مفارقات هلهلت البنية الحكائية للشريط وحولتها للحظات مشتتة لا رابط بينها،  أما الشخصيات فبدت هلامية مرسومة على هوى كتاب السيناريو الأربعة: يونس الركاب وعزيز أبلاغ ومحمد ريان ويونس شارة (ما اجتمعت أمتي على ضلالة)، كتاب بعثروا الأحداث ووزعوها بشكل غير متساوِ داخل فضاءات الفيلم.

الرؤية الإخراجية

يونس الركاب مخرج متمكن من أدواته التقنية، متحكم في حركات الكاميرا ضابط لزوايا الالتقاط ، مهتم بالتفاصيل البصرية وناقل أجواء شاعرية من خلال تصوير فضاءات مدينة إفران الجميلة، فضاءات حولتها كاميرا علي الركاب إلى عوالم شاعرية، خاصة في النصف الأول من الشريط، حيث تفنن في جعل الكاميرا تغازل الغابة والبحيرات والأماكن الخضراء اللامتناهية مما جعلنا كمتفرجين نتحمل وطأة بطئ السرد ونصمد أما فوضى رسم الأشخاص، بمعنى أن يونس المخرج رفقة أخيه علي  مدير التصوير، تفننا في رسم ملامح عوالم جميلة برؤية بصرية أخاذة ، لكن وللأسف، كانا جد متناسين لتسلسل السرد ومنطقيته، كأنهما كانا بصدد تصوير فيديو كليب بدل تصوير فيلم روائي طويل بخصائصه المفارقة لغيره من الأجناس السمعية البصرية، غارقين في تفاصيل لا أهمية لها مما جعل مدة الفيلم تبدو جد طويلة، بمشاهد مبالغ فيها من حيث التمطيط وتمديد الأحداث (مدته الزمنية التي قاربت الساعتين من الزمن)، على الرغم من أننا فهمنا أنه  يحاول كل مرة تجديد التشويق، لكنه تشويق بدا في مجمل تمفصلات الشريط، بدون أثر في النفوس.

عن الممثلين

حقيقة أن المغرب يجب أن يفخر بطاقاته التمثيلية من خلال الممثلين المجربين إلى جانب الطاقات الشابة الصاعدة، طاقات لا تتوانى في تقديم أدلة على أنهم نسغ كل الأفلام المغرب جيدة كانت أو رديئة.

 في فيلم “الأوراق الميتة” شاركت وجوه تمثيلية في مجملها جديدة أو لنقل شابة أبانت عن إمكانيات جد محترمة في الأداء وتقمص أدوارها بالرغم من غياب التوجيه و إدارة الممثل حيث بدا واضحا أن كل ممثل يعتمد على إمكانياته الخاصة في تقمص دوره ، إضافة لمشاركة بعض الأسماء المعروفة كربيع القاطي و سناء بحاج و حميد نجاح و نادية نيازي.

 ربيع القاطي الممثل المجرب نجح بشكل كبير في تقمص شخصية الغازي، رغم أن السيناريو حد من انطلاقته و جعله في قالب ساكن غير خاضع للتطور اللهم ذلك التحول البسيط الذي حصل من خلال الفلاش باك الذي يأخذنا نحو ماضي هذه الشخصية كطبيب نزيه يتفاعل مع مريضته زهرة التي أدتها الممثلة الشابة سناء بحاج و حملت ثقلها بشئ من القدرة و المسؤولية على الرغم من أن الدور ثقيل و يتطلب أداءا داخليا و انفعالات نفسية مضبوطة لحالة بسيكودرامية صعبة التقمص. 

أما حميد نجاح الذي حاول من خلاله يونس ربط الماضي بالحاضر، على اعتبار أنه كان من بين الممثلين المميزين في فيلم ” حلاق درب الفقراء ” ، فكان في الموعد بأدائه الفاتن و نظراته الحاملة لأكثر من معنى ، معنى عذاب الفنان في المجتمعات المتخلفة.

المخرج ومن خلال الوجوه الشابة العديدة المشاركة، استطاع أن يضخ دماء جديدة ، وجوه كانت في مجملها جد مقنعة ، نشير هنا لأسماء محددة كحسناء المومني وربيع بنشهيلة ونبيل عاطف وياسمينة زكي التي أدت دور السيدة السرفاتي مديرة المعهد بكثير من الحرفية و الهدوء اللازمين.

عود على البدء

في الفيلم لم ينس يونس أن يقدم تحية خاصة لأبيه المخرج الراحل محمد الركاب من خلال تقديم شخصية من شخصيات الفيلم تحمل اسم الركاب، شخصية رجل متقدم في السن نزيل المستشفى الأمراض العقلية الذي كانت مسجونة فيه بطلة الشريط زهرة، شخص غامض لكنه فنان بإحساس خاص، مايسترو لفرقة موسيقية، نباهته ستجعله يكتشف ما يجري في المستشفى بعين لاقطة بل سينبه الدكتور الغازي إلى الاختلالات النفسية التي تعاني منها زهرة بواسطة العزف الموسيقي و يجعلها تتفاعل  مع محيطها ومع طبيبها كلما سمعت لحنا من ألحان هذا الفنان المجنون.

لكن أسئلة ظلت معلقة ونحن نتابع تقديم شخصية الركاب، من بينها: لماذا منح المخرج شخصية من شخصيات الشريط اسم الركاب؟ ولماذا جعلها  نزيلة مستشفى للأمراض العقلية؟ ثم ماذا يعني تقديمه كفنان موسيقي؟

الإجابة الموجزة عن الأسئلة المطروحة أعلاه، تتحدد في اعتقادي في أن المخرج أراد أن يخبرنا أن الركاب  الأب، عاش في عالم مختل، عالم  المجانين الذي عانى فيه معاناة حقيقية مثلما كان لها اثر على رفاهية  أسرته واستقرارها، عالم حد من طموحاته الإبداعية (ورغبات أبنائه في العيش بجانب أب يحميهم من عنت وضنك العيش)، هو المخرج الذي عرف برهافة حسه ونفاذ رؤيته وإلتزامه بقضايا الناس والمجتمع، إلتزام قاده للموت المبكر والرحيل  المفاجئ عن دنيانا، تاركا أبناء صغار يواجهون مصيرا متفردا.

الفيلم عامة وشخصية الركاب خاصة، بمثابة تحية صادقة تحمل الكثير من معاني العتاب اللطيف للأب، ولكن أيضا معاني الحب الحق لروحه المبدعة.

على الرغم من ملاحظاتنا المسجلة أعلاه على الشريط ، فإننا نستبشر خيرا بهذا المخرج الشاب الذي ننتظر منه الكثير، خاصة وأن هذا الشريط ما هو إلا خطوة أولى في مساره السينمائي الروائي الطويل، خطوة تحمل صعوبات العمل الأول و دهشة البدايات..  دهشة نتمنى أن تسمح في القادم من الأعمال، بأن يكون  يونس أكثر حدسا وعمقا في اختيار سيناريو متماسك وأن يشتغل على رؤية واضحة  للواقع والحياة ، حياة أكثر اتساعا وجمالا في عوالم الخلق السينمائي.

* ناقد سينمائي ومقدم برانج تليفزيونية سينمائية من المغرب

Visited 116 times, 1 visit(s) today