“عباس كيارستمي: سينما مطرزة بالبراءة” كتاب جديد لأمين صالح
صدر أخيرا كتاب جديد بعنوان “عباس كيارستمي: سينما مطرزة بالبراءة”، ترجمة وإعداد الكاتب والمترجم البحريني اللامع أمين صالح عن مؤسسة التراث والثقافة التابعة لوزارة الثقافة البحرينية.
يقع الكتاب في 367 صفحة ويتضمن مقدمة ومدخلا وعددا كبيرا من المقالات التي كتبت عن أفلام المخرج الإيراني الشهير، كما يضتمن عددا من الحوارات المهمة التي أجريت معه، وقسما من كتاباته وذكريته الشخصية عن مشاركاته في لجان التحكيم الدولية .
ويتميز الكتاب باللغة السلسة السهلة البديعة التي تميز كل كتابات أمين صالح، كونه أساسا أديبا وكاتبا مخضرما، كما يتميز ثانيا بفهم المترجم المادة التي يترجمها، كونه من عشاق السينما الحقيقيين والمطلعين على الكتابات السينمائية الجادة والاهتمام الكبير بمتابعة الجديد في عالم السينما على الصعيد العالمي.
وفي الكتاب أيضا جهد بارز في مجال البحث والاختيار والإعداد، قد جاء شموليا وأصبح المرجع الأساسي الوحيد في المكتبة العربية عن هذا المخرج السينمائي الإيراني الذي شغل الأوساط السينمائية في العالم طويلا بافلامه ذات الطبيعة الخاصة.
يقول أمين صالح في تقديمه الكتاب: هذا الكتاب أيضا لا يعتمد على التحليل النقدي لأعمال المخرج الإيراني الشهير عباس كيارستمي- وهي مهمة جوهرية، أساسية، وضرورية، لكنني لا أحسن القيام بها- بل يركز على ترجمة الحوارات الي أجريت مع هذا المخرج، المستمدة والمجمعة من مصادر مختلفة ومتعددة، وهي مواد خضعت للإعداد والترتيب والتنظيم بحيث تقدم نظرة بانورامية شاملة (أو هكذا تطمح وتحاول) لأفلام المخرج الإيراني الفذ من وجهة نظره الخاصة، وهي تشتمل على أنشطته الفنية والأدبية، آرائه، رؤاه، أفكاره، تأثراته، أساليبه، خلفيته الثقافية، تعدد طاقاته الابداعية وتنوع اهتماماته وأنشطته الفنية والأدبية، شعريته الطاغية، المحيط المحلي الذي يتحرك فيه ويسبره بعمق بعين نافذة، فضلا عن الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تشكل ركائز أساسية في تجربته الإبداعية.
إضافة إلى الحوارات، يحتوي الكتاب على استعراض لأفلام المخرج، مع ترجمة لبعض المقالات الملفتة، التي كتبها نقاد بارزون، أرى أنها تسلط ضوءا مهما على جوانب مختلفة ومفيدة من التجربة السينمائية لكيارستمي الذي يعد واحدا من أهم وأبرز المخرجين في السينما العالمية المعاصرة، ويقر العديد من النقاد بنبوغ كيارستمي وعظمته كسينمائي متميز استطاع بفضل إبداعاته- مع إبداعات سينمائيين إيرانيين لا يقلون أهمية – أن يضع الفيلم الايراني على خارطة السينما العالمية، وأن يجعل من حضوره حدثا ثقافيا مهما.