صورة المرأة في الدراما الخليجية

تبدأ إشكالية هذا الموضوع بأن الدراما الخليجية، لم تكن مع واقع التغيير والحراك الاجتماعي للمرأة في دول الخليج الا نادرا، وهو ما سنعرج عليه وتسليط الإضاءة على بعض الأعمال الدرامية اللافتة، والغير لافتة، لنبدأ قبلا في إستهلال تاريخي عن نشأة الدراما في الخليج.

أرادت الكويت الناهضة الفتية بعد الإستقلال في العام 1962 أن تشرع في بناء معالم الدولة الحديثه، مستفيدة من إيرادات النفط التى وردت في منتصف الأربعينات، تركزت خطط الدولة في إنشاء رصف شوارع الطرق، والبنية التحتية وتوصيل المياه والكهرباء للمناطق الجديده ببيوتها ومدارسها خارج المدينة الصغيرة، وإنشاء الوزارات ومنها وزارة الإعلام “كان اسمها الارشاد والانباء” التى كانت المنتجة الوحيدة في الستينات والسبعينيات للفن في الكويت سواء كانت مسلسلات أو أغنيات وتعرض عبر تلفزيون الكويت.

فيما كانت دول الخليج في تلك الحقبة في غفوة التاريخ، لم تنشأ محطاتهم التلفزيونية الخاصة بهم، فكان الانتاج الدرامي الكويتي هو مصدر المتعة والفن الوحيد في المنطقة، فيعلق السكان “غطاء حلة الطبخ” بالايريال الهوائي على سطوح منازلهم، فتلتقط في رطوبة ليالي الصيف وهدوء الربيع وإعتدال الخريف كل أعمال تلفزيون الكويت.

كانت الأعمال الدرامية في السبعينيات والثمانينات في الكويت تطرح مشاكل الاختلافات العائلية، والفروقات الطبقية، وكان دور المرأة غالبا أما إمراة يقال لها هنا “نسرة” متسلطة في إدارة شؤن عائلتها، والأنموذج على هذا حياة الفهد في مسلسل “خالتي قماشة”، أي سيدةضعيفة ومكسورة ومظلومة كما كل الأعمال التراثية وبعض المعاصرة.

الفيلم الأول

يعتبر فيلم “بس يا بحر” من تراث المنطقة، معبرا عن مرحلة قبل النفط التى عاشها الخليجيون، وقد أنتج في العام 1977 للمخرج خالد الصديق، الذي رصد تعب الرجال في البحر، أثناء الغوص للبحث عن اللؤلؤ، ومعاناة المرأة في بيتها في ظل شظف العيش ومن ثم فقدانها لإبنها في البحر بعد أن عجز عن الخروج من تحت الماء.

أثناء تصوير فيلم “بس يابحر”

أنتجت وزارة الاعلام مسلسل”درب الزلق” 1977 وهو مفصلي في رصد التحول الاجتماعي من بيئه فقيرة الى بيئة تتدفق علها الاموال بعد تثمين البيوت، وهو شراء الحكومة للبيوت للتوسع، فخرج السكان من مدينة الكويت الصغيرة الى مناطق جديده، تحدوهم احلام الثراء الفاحش بفضل الاموال التى دفعت لهم الحكومه لشراء بيتهم، وفي ظل جهل وانعدام رؤية، خلق أجواء كوميديه لتخبط البطلين الشابين حسينو وسعد في عالم التجارة، أما دور المرأة فيه إن والدتهم الأرملة وقعت في غرام جارهم الأرمل وترغب في الزواج به في ظل رفض عنيف من حسينو.

في السبعينات والثمانينات شارك القطاع الخاص في انتاج مسرحيات، ذات طابعين الأول قضايا إجتماعية خفيفة كالحب والزواج في إطار كوميدي خفيف من بطولة عبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج وسعاد عبد الله وآخرون. والنوع الثاني استغل سقف الحريات العالي نسبيا ونجح في المسرح السياسي الكوميدي الذي تولى كتابة نصوصها عبد الأمير التركي الذي انتقد تخاذل  الحكومه التى تسمح للإخوان المسلمين بالسيطره على مفاصل الدولة ومقدراتها، والتدخل في حريات الصحافة، ومنع الخمور عن الناس من خلال مسرحياتة الكويت سنة 2000، وممثل الشعب، ومضارب بني نفط، وحرم سعادة الوزير، ولان اهتمامه كان يتركز على مستقبل البلاد.كانت المرأة في أعمال التركي باذخة الثراء مهتمة بقشور المظاهر، والأصغر عمرا تقع في قصص حب متحققة مره وغير متحققة احيانا، فيما الرجال تعج ادوارهم بالاشارة لمشاكل وهموم مجتمعية كبرى.وكما قال “جون بيرغر” في كتابه القيم” طرق الرؤية”: “الرجال يمثلون والنساء يظهرون”هكذا كانت الاعمال الدرامية في تلك الحقبة.

ماهي ملامح وهوية وتجليات تلك الفترة؟

الراصد لأعمال الستينات والسبعينات وأيضا الثمانينات يرى أن الدراما الكويتية تجاهلت ما وقع للمرأة في عصر الحراك مع تغير واقع المرأة الاجتماعي والاقتصادي، فالمرأة التى أنهت دراستها الحامعية أصبحت صاحبة رأي وقرار في مجتمعا الحضري البحري، فيما كل مكون إجتماعي تعرض لرياح التغيير، فالبدوية خرجت من خيمة الصحراء، لتقيم في مدينة حديثه، وما فرض عليها من قوانيين الدولة في الحاق الاولاد بنين وبنات في التعليم النظامي. والحضرية ذوات الجذور المختلفة من نجد والعراق وايران واليمن والبحرين، والتى عانت ضنك العيش منتظرة رزق البحر مع الزوج الغائب لستة شهور بحثا عن اللؤلؤ في مياه الخليج حتى سواحل افريقيا، ومن ثم دخولها لمعترك التعليم النظامي ودخولها لقطاع العمل الحكومي، والقروية التى تعمل في المزرعة مع زوجها وابناءها، وما تلا ذلك من اثنيات طائفية دينية من شيعة وسنة واقليات لم تذكر حتى اليوم الا في أعمال شحيحة.

تركزت القصص في الزواج واختلافاتة، والطلاق وعقوق الوالدين وجنوح الأبناء الأخلاقي. وبعد سنوات من تحرير الكويت في العام 1991 بدأت الحكومة تضيق على الدراما المحلية التى بدأت تتركز قضاياها حول مواضيع محددة، مشاكل العائلة الاعتيادية.. طلاق.. زواج.. قصص حب، فأصبح من الممنوع عرض دور درامي لموظف حكومي يعاني من تسلط غير الأكفاء بلا شهادات ودورات تدريب، جاءوا بواسطة القبيلة او الطائفة والمعارف، بينما اصحاب الشهادة يبقون على هامش العمل.

وفيما يعمل أغلب مواطنو الخليج، وبنسبة تصل الى 80%  في القطاع الحكومي، الا أن غالبية الأدوار التى يجسدها الرجال هي لرجال يعملون في شركات خاصة بهم، لكي تبعد الحكومة الأخطاء عن نفسها، وبالتالي تبدأ قضية الصراع على الإرث، ويتم التصوير في فيلات فخمة، وتظهر الشخصيات النسائية في قمة البذخ من ماركات الأزياء والحقائب والماكياج المبالغ فيه، وعمليات تجميل جعلتهم بلا خصوصية وفقدوا ملامحهن البشرية، ولا يهم الاداء والإحساس بالدور، فدول الخليج تريد أن ترى مشاكل النساء في مسلسلات: مشاكل الاولاد مع زوجاتهم في “زوارة خميس”، وسطوة الأم في “أم البنات”، والخلاف الطبقي بين عائلتين ورفض زواج ابن الفقير من بنت الطبقة الأغني في “نوايا”.  

لا شك إن الدراما الخليجية بموفور مالها النفطي جاءت بالتقنيات العالية فحصل المشاهدون على أحدث تقنيات الصوت والضوء ونقاء الصوره، ولكنها لم تتناول قضايا الانسان بواقعية وصدق رغم أن ما ينشر في الصحف اليومية يشكل مادة دسمة لكتاب الدراما.

من مسليل “ثريا”

في مسلسل”ثريا” بطولة سعاد عبد الله، وقد جسدت فيه دورين، دور الأم الكبيرة في السن القاسية ودور الإبنة المتزوجة من غير كويتي، وهو يعتبر من الاعمال النادرة التى تطرقت الى إشكالية زواج الكويتية من غير الكويتي، نرى ما يتبع ذلك من مقاطعة أمها وكل عائلتها لها لتنتهي الى العيش في عزلة إجتماعية عقابا لها على إختيارها لزوج من غير بلدها.

قبضة الرقابة

قضايا الطلاق تطرح بشكل ممجوج، ففيما تعج البلاد بنسبة طلاق عالية وبحسب احصاءات عام 2016 بلغتحالات الزواج 8800، ينفصل منها بالطلاق 4300 جميعها لكويتيين. إن الاكثر توفيقا حين تتزوج الكويتية من غير الكويتي والكويتي بغير الكويتية، اما الكويتية التى تنفصل عن زوجها الكويتي بالطلاق فالحكومة تصرف لها شقة في مجمع سكني معزول وتعاني من إرتباكات في العيش وتأثير ابنائها بعزلتهم في مكان خاص بالمطلقات، هذا الجانب محظور طرحه في الدراما المحلية، وقضايا الطلاق غالبا ما تدان بها المرأة بحسب أفكار المؤلفين ورغبة الرقابة الحكومية، فيما المجتمع تجاوز ذلك، فالطلاق محترم وهو خصوصية لمن اختاره.

بعد تحرير الكويت 1991 قدمت أعمال رصدت المعاناة الانسانية إثر الغزو العراقي للكويت في سنة 1990 كمسلسل”ساهر الليل” و”وطن النهار” الذي تناول ثلاث حقب من التاريخ الاجتماعي من الستينات والسبعينات والثمانينات نهاية بالغزو العراقي، وهو من اخراج دحام الشمري الذي قدم فيه الجوانب الاجتماعية والانسانية ومعاناة المرأة العراقية المتزوجة بكويتي وحيرتها بين وطنها الام ووطنها الجديد ثم اخذ ابنها أسيرا وتعذيبه، والعذاب النفسي الذي عاشتة.

ويتناول مسلسل” جرج السنين” بطولة زهرة عرفات- تداعيات الغزو العراقي للكويت، وتحديدا قضية المفقودين،وتقوم زهرة فيه بدور أم لديها خمسة أولاد، أحدهم أصبح مفقودا خلال أحداث الغزو العراقي للكويت، فلم تعد تعرف مصيره، وما إذا كان حياً أو ميتاً.

تزداد الرقابة يوما بعد يوم، وتحكم أكثر فأكثر قبضتها على عنق الدراما الكويتية منذ التحرير حتى اليوم، فبرزت الدراما السعودية في مسلسل “طاش ما طاش” المدعوم من الحكومه بطولة ناصر القصبي وعبد الله السدحان، وعرض على إم بي سي، وحقق له انتشارا كبيرا. وتكشف دراما “طاش ماطاش” عن بعض المشكلات الاجتماعية في إطار كوميدي ساخر،ولعل أهم الحلقات ليس ما يتناول سوء الادارة الحكومية، إنما إنتقاد تدخلات بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سلوكيات المجتمع، وانتقاد سيطرة التيار الديني المتشدد على مقدرات التعليم ومنعهم حتى من عزف السلام الوطني لانه حرام عزفا ومعنى.

سيلفي

إنفصل الثنائيان القصبي والسدحان، وبدأ ناصر القصبي وحده في حلقات منفصلة في تصدر البطولة في مسلسل “سيلفي” الذي تعرض لاشكاليات الفساد وتسلط المتزمتين على كل منصات الحياة، وتسليط الضوء على بعض القضايا الحساسة كالانقسام والكراهية الطائفية، وكذلك تعرضه للمنتسبين لـ”داعش”. لكن لم تطرح الدراما السعودية مشاكل المرأة هناك، فهي مثلا لم تتطرق الى العنف الشديد الذي تتعرض له المرأة والأطفال من جانب ولاة أمورهم، وكذلك القوانين الذي تمنع المرأة من حرية إتخاذ القرار في حياتها الشخصية بدءا من إختيار الاستمرار في تعليمها إلى إختيار نوع تخصصها الدراسي الى زواجها، نهاية بسفرها للدراسة أو للسياحة للخارج الا بموافقة ولي أمرها، زوجا كان أو أبا وأخا، ومنع سفرها الا بصحبة محلل شرعي ذكر، حتى لو كان ذلك “الولي” المحلل شقيقها الصغير أو طفلها ذو السنوات الست، كما لم تتعرض يوما الى منع المرأة من قيادة السيارة.

إنها أعمال تنتج وفق خطط وسياسات الحكومة السعودية، وهي قضايا تحتاج إلى ضوء أخضر من الحكومة لإجازة كتابتها وتمثيلها. وأما انتاج الإمارات من الدراما التلفزيونية فهو قليل، وأعمالها تيل مع المسلسلات البحرينية الى قصص تدور في إطار التراث دون إسقاط على مشكلات اليوم. في الامارات تصل نسبة العنوسةإلى 35 ألف عانس تقريباً، وفي السعودية النسبة خطرة أيضاً، لكن الدراما مازالت بعيدة عن طرح هذه الاشكاليات المجتمعية، وتأثيراتها النفسية والأخلاقية والأسرية.

ساق البامبو

في العام 2016 عرض المسلسل الكويتي “ساق البامبو” وهو عن رواية تحمل نفس الاسم من تأليف سعود السنعوسي التى فاز عنها بجائزة ال بوكر العربية للرواية الطويلة، المسلسل بطولة سعاد وعبد المحسن النمر وفيصل العميري ومرام وفاطمة الصفي وشوجي.

يتزوج الكاتب الصحفي الكبير عيسى الطاروف إبن العائلة الغنية خادمة البيت الفلبينية سرا، فتحمل بطفلهما الأول ويقوم بإعادتها الى مانيلا بالفلبين لينشأ الطفل نشأة فقيرة، وحين يكبر يعيش مشتتا بين هويتين وثقافتين مختلفتين تمامًا، وتتعقد المشكلة مع الغزو العراقي للكويت، حيث يموت الأب بعد الغزو، ويقرر الإبن حسم الأمر والسفر إلى الكويت للبحث عن عائلة والده، التى ترفضه تماما، على الرغم من إن إحدى عماتة تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الانسان، والعمة الاخرى متدينة جدا والثالثة مثقفة وعاشقة لشاب صديق شقيقها الراحل من فئة البدون جنسية والاقوى تسلطا جدتة التى تجسد دورها سعاد عبدالله.

اعترضت الرقابة على عرض تشوهات النفس الانسانية في الكويت لدى بعض الطبقات الإجتماعية في رفضها زواج المواطنين بالأجنبيات، وما يترتب على هذا الرفض من انعكاسات خطيرة، يدفع ضريبتها الأبناء وحدهم، الذين يتحملون ثمن الفروق المجتمعية والطبقية والثقافية والدينية بين دول الخليج ودول شرق آسيا.

الرقابة الكويتية رفضت النص الدرامي بدعوى أنه “ينشر غسيلنا الاجتماعي.. وهذا عيب.. ولا يجوز” لطنها سمحت لشركة الانتاج ببيع الحلقات لأكثر من قناة، مثل لقنوات إم بي سي وفضائية دبي وقنوات أخرى بل أرادات أيضا أن تبيع المسلسل للتلفزيون الحكومي الكويتي. هنا فقد تم تشويه النص فلم يشر صراحة على إنغلاق الكويتين كما يأتي الرواية الأصلية، واستبعدت شخصية الشاب “البدون” الذي كان جنديا مشاركا في حرب تحرير الكويت مع القوات الامريكية وتم فصله من عمله بعد التحرير في عملية تسريح كبرى لجميع البدون من غير محددي الجنسية المنتسبين للجيش الكويتي.. ومع هذا رفضت وزارة الاعلام السماح بتصوير العمل في الكويت فتم تصويره في دبي، كما رفض التلفزيون الكويتي فيما بعد شراء الحلقات.

الهام الفضالة في” زوارة خميس” مكياج مبالغ

كل مجتمع إنساني لا يخلو من ظواهر إجتماعية لم يتناول الكتاب المعاصرون ظواهرها بمجتمعات الخليج بشكل حر، بل على العكس فقد ولد عدد من الكتاب أغلبهم صغار من السن، وبسبب رخص أسعار سيناريوهاتهم شرعوا في كتابة مسلسل أو إثنين في كل عام من ثلاثين حلقة سيئة بحبكة محدودة ضيقة الأفق، والحوار مكرر وركيك ويتمطط وحركة كاميرة بطئية، فالعمل في اغلب الأحوال، مفتعل بلا قصة واقعية عميقةن يخلو من المعنى والجماليات، كما أن كمية الصراخ في الحوارات غير طبيعية، ولا يتأخر الجميع عن العنف الجسدي في ضرب بعضهم بعضا،وهذا بسبب إن الكتاب المبتدئين لم يبلغوا الهدوء الدرامي الذي يحتاج إلى الوعي، فالتوشيش بالاستعراض العنيف أهم من الفعل الدرامي.

والنتيجة إنتاج سنوي كثير وسوء في التعبير، هذه النتيجة تواكب المرحلة الحالية التي يسود فيها الفساد والعبث والكبت الاجتماعي وسيطرة الدين السياسي على المقدرات.  

سيطرة المرأة

في السنوات الأخيرة سيطرت المرأة على بطولات المسلسلات في الكويت، وتحديدا سعاد عبدالله وحياة الفهد وهدى حسين، وتنال المرأة الأم، الزوجة، الأخت، البنت حصة الأسد من محتوى هذه المسلسلات الخليجيةرغم أن القضايا المعروضة لا تغوص في العمق والمصداقية الفنية، وتعرض بهامشية، وهنا نعرض بعضا منها التى وجدت إقبالا كبيرا بسبب نجومية الممثلات وليست لجودة الرواية وواقعيتها.

 غالبا تميل الممثلة والكاتبة حياة الفهد للأعمال التراثية التى لا تخلو من تعب الأيام بسبب شظف العيش وما يليها من قصص فقدمت مسلسل” بياعة النخي” أي بياعة الحمص عن سيدة فقدت ممتلكاتها بسبب ظروف ما، وشرعت في البحث عن لقمة عيشها من خلال بيع النخي، كما جسدت كتابة وبطولة “حال مناير” وهي أم لإبن وحيد عاطل وكثير الدلال من أمه، ولديها أربعة بنات تقسو معهن، تتسم بالأنانية وعدم المبالاة وتفتقد إلى حس الكرامة ولا تهتم إلا في نفسها وكيفية حصولها على الأموال من الغير.

أما مسلسل “المحتالة”- بطولة هدى حسين– فيتناول حكاية الفتاة جميلة التي تزوجت برجل أسعدها في سنوات نعمت فيها بحبه ودلاله لها، ولم يتأخر عن تلبية متطلباتها المادية والاجتماعية والعاطفية، وتمضي الأحداث إلى أن تكتشف زواجه بأخرى، فتنتقممنه بأن تحول الى امرأة محتالة تستولى على أموال رجال الأعمال والأغنياء بالنصب والاحتيال.

مسلسل “جود” بطولة هدى حسين- يدورحول حيـــاة أربع شقيقات ووالدهـــن الأرمل البخيل وقسوتة عليهن، حتى تبدأ بوادر الاستقلال النفسي عنه.

ويتناول مسلسل “ذاكرة من ورق”- بطولة شوجي وفاطمة الصفي- اغتراب الطالبات والطلبة الخليجين أثناء دراستهم في المانيا، وفيه لعبت شوجي دورا مركبا ناتجا عن كونها إبنة عائلة مفككة، فتضطرب حالتها اكثر أثناء دراستها هناك، فتظهر حليقة الرأس تماما، ما شكل صدمة للجمهور، كما كانت هي الأكثر جرأة في إختيارها لأدوارها، فقد جسدت دور الفتاة المثلية في مسلسل”عديل الروح” ولكن من دون عمق وتعمق في هذه القضية التى أصبحت من الظواهر الاجتماعية الغريبة.

أما مسلسل ” أمنا رويحة الجنة” بطولة سعاد عبد الله فهو عن أم حرمت من أبنائها ثم تتعرض لعقوقهم، كما قدمت نفس الممثلة مسلسل” فضة قلبها أبيض” حيث جسدت دور سيدة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن العمل فشل بسبب سوء الأداء.

يحتاج الفن الخليجي إلى حريات لا يملكها في طرح القضايا الإجتماعية، لينقذه من السطحية والتفاهة، والانفصال عن الواقع، ليخرج من الشكليات ويبتعد عن الإفراط في عرض الفيلل الفخمة فيما يرزح الكثير من مواطني الخليج في شقق صغيره حتى يحين موعد تسلمهم للإسكان الحكومي، وهذا يستغرق سنين طويلة. لا أحد يجسد أحوالهم، ولا أحد يطرح قضايا الطائفية التى باتت تتأجج.

وربما حين تفسح الرقابة صدرها ولو قليلا، يمكن أن يهتم شركات الانتاج الدرامي بمحتوى الانسان ليكون معبرا عنه بدلا من الاهتمام بالشكل الذي يتمثل في عرض السيارات والأزياء والأثاث واستعراض تأثير الماكياج، والعدسات الملونه والرموش الاصطناعية كما تبدو كل النماذج التي تقدمها ممثلات مثل أمل العوضي والهام الفضالة والعشرات غيرهن المهتمات بالشكل دون المحتوى.. فلا توجد نساء خليجيات بهذا الشكل المبهر في بيوتهن ومراكز عملهن أو على غرار الصورة التي تظهر في المسلسل الخليجي.

* ناقدة صحفية من الكويت

Visited 126 times, 1 visit(s) today