صحافة عربية: كاريكاتورية الصورة السينمائية
جريدة “الأخبار اللبنانية” نشرت خبرا يقول إن كاملة أبو ذكرى تستعدّ لتصوير فيلم «تحت المظلة» المأخوذ عن رواية لـ «عميد الرواية العربية» نجيب محفوظ. ولفتت المخرجة المصرية في مقابلة معها، إلى أن الكاتبة مريم نعوم ستتولى تحويل الرواية التي كتبت بعد نكسة 67 ومحورها الانسان الذي يرى الفساد بأمّ عينيه، لكنه يأبى أن يصدّق إلا خياله الذي يغذّيه بشاشات السينما. وأوضحت أبو ذكرى أنها حصلت على حقوق الرواية لتنفيذها سينمائياً، متوقعة أن يكون العمل من أضخم الإنتاجات السينمائية العربية، خاصة أن الرواية تضمّ مجموعة قصص مختلفة وحكايات منفصلة، لافتة إلى أن الفيلم سيضمّ خمس قصص، إضافة إلى القصة الرئيسية «تحت المظلة». وكانت مريم وذكرى عملتا معاً في مجموعة من المسلسلات أبرزها «بنت اسمها ذات» للنجمة نيللي كريم و «سجن النسا» لنيللي أيضاً.
في “القدس العربي” اللندنية كتب كمال القاضي عن فيلم “عنتر ابن ابن ابن ابن شداد” بطولة محمد هنيدي يقول: يتبع الكاتب الكوميدي أيمن بهجت قمر منهجاً خاصاً في رسم الصور السينمائية الساخرة، الدالة على الشخصيات والموضوعات والأحداث، ويتخير من الفكاهة ما يفيد المعنى القريب والبعيد، فقد قدّم العديد من الأفلام في إطارات مختلفة، ابتعدت عن التوليفة التقليدية وأصابت الهدف من غير ركاكة أو ابتذال، حيث لعب بذكاء على احتياجات السوق، ولكنه نجح إلى حد كبير في تمرير الفكرة المتوارية خلف السخرية والتهكم، كما في فيلمه «إكس لارج» الذي قدمه قبل سنوات.
في تجربة جديدة وفريدة لتطويع الخلفية التاريخية للتراث الشعبي، يقدم لنا قمر المعادل الكوميدي الخفيف لشخصية الفارس العربي الشهير عنتر بن شداد، بملامح من سيرته المحفوظة عن ظهر قلب، ولكن بمعالجة يختلط فيها الهزل بالجد، وتتجلى فيها دلالات الإسقاط على الواقع الحديث، بما يُفهم منه مقاصد التهكم على زمن الفروسية الغابر، الذي بات في حُكم العدم رغم محاولات اجتراره واستحضاره للاختباء خلفه، لإخفاء الضعف والهوان والتلويح به كلما اشتدت الأزمات وتعاظم الخوف.
ويذهب الكاتب في بنائه الدرامي إلى استخدام التناقض كحالة فارقة تميز الأشياء، وتُبرز المعنى، فيرسم شكل ومواصفات البطل البديل لشخصية عنتر، فيلتقط المخرج شريف إسماعيل الخيط، ويفهم المقصود فيتم إسناد البطولة لمحمد هنيدي ليكون هو فارس العصر، كناية عن تغير المقاييس والمعايير، واختلاف الأزمنة، وتراجع الصورة الذهنية لمواصفات البطل التاريخي. وبغض النظر عن دائرة توظيف الفكرة العامة وما يتخللها من أحداث ومواقف، وأسباب وصراعات، فإن المغزى من الحدوتة جاء مؤكداً للإحساس بضآلة ما تبقى من زمن الفرسان، شكلاً وموضوعاً، فلا الفارس هو الفارس ولا البطولات هي البطولات، فكل شيء صار مُنتحلا ومُقلدا، بعد أن أصبح التاريخ مادة للتسلية والضحك، فعنتر الذي كانت تخشاه القبائل بات اليوم مجرد تميمة وفصل في رواية كوميدية تصلح للأطفال!
وفي جريدة “الاتحاد” الإماراتية يكتب إبراهيم الملا مقالا بعنوان “شاشات حالمة للأقلية الهائل” جاء فيه:
التساؤل يمتد أيضا إلى محاكمة هذا المصطلح الذي أربك الجمهور والنقاد وحتى المنتجين الذين أسهم بعضهم في إعلاء هذه الموجة وإنعاشها بينما شارك آخرون في وئدها وتصفيتها منذ البداية.
ولكن ومن جهة أخرى فإن عشاق النوع ما زالوا يساندون وبقوة هذه الاتجاهات السينمائية المستقلة ورغم قلة عدد هذا الفريق، إلا أنهم يعتبرون بمثابة «الأقلية الهائلة» ـ حسب التعبير الباذخ للشاعر المكسيكي الراحل أوكتافيو باث ـ وصوت هذه الأقلية مؤثر جدا لأنهم يمثلون النخبة، أو صفوة المشاهدين في مناطق العالم.
هناك أيضا المهرجانات السينمائية المتمتعة بهامش وفير من الخصوصية والاستقلالية والتي تعتبر منصات مهمة وحاضنة كبرى لسينما المؤلف ولأطروحاتها العميقة والمتشعبة التي لا تخلو من بحث وتجريب واختراقات مدهشة في حقول الفن السابعوللمنتصرين لسينما المؤلف الحق في التصريح وبصوت عال أن هذه السينما ما زالت تتنفس ولا يمكن لها أن تتلاشى وتندثر لمجرد هيمنة الأفكار المضادة لها والتي تتحرك من خلال مصالح ربحية وتجارية خالصة، فغول السوق الترفيهي لا يمكن له بأي حال أن يلتهم الإبداعات الفردية والحالمة للمخرجين. إن المقاومة الفنية التي تمارسها سينما المؤلف هي مقاومة مشروعة ومتواصلة ولا يمكن وضع العصي في عجلتها المندفعة من أجل فرض الشكل الواحد على ملامح السينما المعاصرة.