سوكوروف لـ”الحياة”: أهتم باللغة في أفلامي ولا أكترث بمشاكل السلطة
نشرت جريدة “الحياة” البيروتية مقابلة مع المخرج الروسي الكسندر سوكوروف، بتاريخ 4 نوفمبر، أجراها مراسلها في موسكو بدأها بالحديث عن الفيلم الجديد “فاوست” للمخرج الروسي الشهير الذي فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا الأخير.
هنا مقتطفات من المقابلة التي بدأها بالقول:
ليس من المفاجئ ان يكون الفيلم الجديد للمخرج الروسي الكسندر سوكوروف، واحدا من ابرز الأفلام التي ظهرت في العام 2011 . فالفيلم وعنوانه “فاوست” كان منتظرا منذ سنوات الى درجة انه حين قدّم في عروضه العالمية الأولى في مهرجان البندقية (فينيسيا) السينمائي وحاز على الجائزة الكبرى فيه اعتبر كثيرون ان هذا كان من نوع تحصيل الحاصل.
ومن المعروف الآن ان فيلم “فاوست” يختتم رباعية حققها سوكوروف خلال اعوام عديدة خصصها لظاهرة السلطة وأثرها على الطبيعة البشرية، وتألفت هذه الرباعية قبل “فاوست”واضافة اليه “مولوخ” (1999) عن الأيام الأخيرة لأدولف هتلر، و”الثور” (2000 ) عن مؤسس الدولة السوفيتية فلاديمير لينين، و”الشمس” (2004) عن الإمبراطور هيروهيتو الياباني.
ويذكر تقرير المراسل أن سوكوروف أشار الى أن عرض فيلمه الجديد سوف يبدأ في شهري نوفمبر وديسمبر في أوروبا والمدن الروسية الكبيرة.
وتطرق فيما بعد الى سؤال عما يرتئيه سوكوروف من مغزى لفوز فيلمه كعمل روسي في مهرجانات اوروبية، فقال انه يعترف بأنه لا يعتبر نفسه “بالمعنى الكامل للكلمة مخرجاً روسيا”، مشيراً إلى أن شخصيته السينمائية “تشكلت بالأساس تحت تأثير أدب القرن التاسع عشرالأوروبي. وتركت فيَّ الانطباع الاقوى أفلام العباقرة، مثل فلاهيرتي، وبيرجمان وجان فيجو وفيلليني، اضافة الى آيزنشتاين في العهد السوفيتي. وهي كما يشير “أسماء أوروبية في معظمها”.
واستطرد التقرير:
وبهذا يبدو واضحاً لنا ان سوكوروف ينفي في هذا السياق تأثره بأي من المدارس السينمائية السوفيتية. ويضيف: “كنت أرغب دائماً في أن أكون حراً من التأثيرات الوطنية والنمطية في أفلامي الوثائقية والروائية”.
ولفت سوكوروف في هذا الحديث نظرنا إلى اهتمامه باللغة في شكل خاص في أفلامه وخصوصاً “الرباعية”، ومعلوم أن سوكوروف قدم “مولوخ” و ”فاوست” باللغة الألمانية، وفيلم “الثور” بالروسية، أما “الشمس”، فجاء باللغتين اليابانية والانجليزية.
وهو يوضح: “اللغة لها أهمية قصوى بالنسبة إليّ، وهي أكثر من مجرد محاولة نقل الايحاءات والمعاني والصوتيات”. وأوضح: “من خلال اللغة المحلية في العمل يمكنني الوصول إلى أعماق الشخصية الوطنية، وانا أولي الاهتمام الأكبر لهذا التوجه”.
ونفى سوكوروف عننفسه ما وصفها بأنها “التهمة اللاصقة به دائماً”. مشيراً إلى أنه لا يهتم كثيراً بـ”مشاكل السلطة في أفلام الرباعية، وعلى الرغم من ذلك، غالباً ما ينسبون إلي تزايد تركيزي على السلطة”، موضحاً أن ما يعنيه أكثر هو ان “الأكثر إثارة بالنسبة إلي هوالطابع الإنساني للشخصية بصرف النظر عن وضعها الاجتماعي (…) وهدفي كان دائماً العثور على هذا الطابع ودراسة هيكليته ووسائل تواصله مع الآخرين”، وهو يرى أن”الطابع الفردي الذي يحاول تشريحه شرط أساسي لإنشاء وجود شخصية الإنسان وتفعيله”.