روسيا تنفي الضغط على جريناواي لاستبعاد موضوع شذوذ أيزنشتاين

نفت روسيا أن تكون قد رفضت تقديم دعم مالي للفيلم الجديد الذي يعتزم أن يخرجه المخرج البريطاني بيتر جرينازاي عن المخرج الروسي الشهير سيرجي ايزنشتاين، ما لم يتم استبعاد اي إشارة إلى ميوله الجنسية الشاذة من سيناريو الفيلم.

وقال نيكولاي بورداشيف، مدير صندوق دعم السينما الحكومي “جوسفيلم” Gosfilmofond نشر في موقع القسم الروسي من بي بي سي يوم الثلاثاء، إن هناك بعض الملاحظات حول فيلم “مصافحات أيزنشتاين” The Eisenstein Handshakes، إلا أنه نفى أن يكون قد طلب من جريناواي استبعاد أي شيء يتعلق بالميول الجنسية للمخرج الشهير.

وأوضح أن هناك أيضا بعض الملاحظات السلبية على طريقة جريناواي فيما يتعلق بتصوير فيلم “المدمرة بوتمكين” قائلا إنه لم يحب الطريقة التي يفسر بها جريناواي الموضوع.

وأشار بورداشيف الى وجود بعض الضغوط من جانب بعض الأوساط من اجل استبعاد مشاهد من الفيلم تظهر الميول الجنسية الشاذة لايزنشتاين، لكنه رغم ذلك، استبعد أن يكون لها أي تأثير على الفيلم “حتى لو كانوا يملكون الكثير من المال وحتى لو كانوا في مواقع مسؤولة” حسب قوله.

وكانت وكالة الأنباء الروسية ازفيتسيا قد اشارت يوم الأحد الماضي إلى أن صندوق الدعم الحكومي قال إنه لن يشارك في مشروع فيلم جريناواي ما لم تستبعد مشاهد تشير الى “العلاقات غير التقليدية لأيزنشتاين” من السيناريو. وأوردت صحيفة “موسكو تايمز” فيما بعد نقلا عن بورداشيف قوله “لا أريد الحديث حول هذا الموضوع (الشذوذ) لكنها تيمة في السيناريو لا تناسبنا” مضيفا حسب الصحيفة، أن “الفيلم ينبغي بالدرجة الأولى، أن يكون مناسبا لمشاهدينا”.

ولم يتطرق الرجل الى التشريع الذي صدر في روسيا حديثا، بتجريم أي دعاية للعلاقات الجنسية الشاذة، تكون موجهة للنشيء”.

وسيكون الفيلم الجديد لجريناواي هو فيلمه الثاني عن المخرج الروسي الكبير صاحب الأفلام الصامتة المعروفة مثل “الاضراب” و”المدمرة بوتمكين” و”أكتوبر” و”الكسندر نيفسكي”، فمن المقرر أن يعرض جريناواي فيلمه الأول عن ايزنشتاين، الجديد في مسابقة الدورة القادمة من مهرجان برلين السينمائي وهو فيلم “ايزنشتاين في غواناجواتو” Eisenestein in Guanajuato. ويركز الفيلم على نظرة  أيزنشتاين تجاه الجنس والموت خلال تصويره فيلم “تحيا المكسيك” عام 1931.

ويرى بعض المؤرخين أن أفلام ايزنشتاين تضمنت لقطات تشي بميوله الجنسية الشاذة مثل تركيزه على مناظر البحارة بصدورهم العارية وأجسادهم الممشوقة في فيلم “بوتمكين”.

وتردد أيضا ان منتج فيلم “تحيا المكسيك”، الأمريكي أبتون سنكلير، أوقف تصوير الفيلم بعد ان لاحظ أن أيزنشتاين أقام بعض العلاقات العاطفية مع عدد من الشباب المكسيكيين أثناء التصوير.

وتسبب ما أثير حول هذا الأمر، ثم الخطاب الذي أرسله ستالين الى ايزنشتاين يطالبه بالعودة على الفور والا اعتبر منشقا، في وقف تصوير الفيلم وعودة أيزنشتاين الى روسيا دون أن يكون معه نيجاتيف الفيلم، وعدم قدرته على استكماله فيما بعد.

(عن صحيفة الجارديان البريطانية بتاريخ 7 يناير 2014)

Visited 46 times, 1 visit(s) today