رئيس “الخوذ البيضاء” يرى الفوز بالأوسكار انتصارا للشعب السوري
رى رائد صالح رئيس جماعة “الخوذ البيضاء” للدفاع المدني أن فوز فيلم وثائقي يحمل اسم الجماعة بجائزة أوسكار الليلة الماضية يرمز إلى انتصار للشعب السوري الذي يعاني من الحرب منذ سنوات ويثير بعض الأمل بأن العالم لم ينسه.
وأعلن يوم الأحد فوز فيلم “الخوذ البيضاء” الوثائقي- الذي تبلغ مدته 40 دقيقة عن جماعة الخوذ البيضاء في سوريا التي تمزقها الحرب- بجائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما (أوسكار) لأفضل فيلم وثائقي قصير.
وقال صالح “لم أكن أتوقع الفوز بالجائزة…
نعتبر هذا نجاحا جديدا ..نجاحا لكل الشعب السوري . لقد فتح بابا جديدا لنضالنا للوصول إلى شريحة مختلفة من الناس حول العالم.”وتعرف هذه الجماعة رسميا بالدفاع المدني السوري ولكنها تشتهر باسم الخوذ البيضاء وهي تدير خدمة إنقاذ في مناطق تسيطر عليها المعارضة بسوريا .
ويعرض الفيلم لمحة قصيرة عن عملها المروع مع دخولها مباني بعد فترة وجيزة من تفجيرات بالقنابل وتنقيبها بين الأنقاض الثقيلة والغبار الكثيف بحثا عن ناجين. وفي أحد المشاهد يتم انتشال طفل في حالة رثة وهو يبكي من تحت أنقاض مبنى بعد أن ظل محاصرا لساعات .
وقال صالح إنه “تم تصوير السوريين على أنهم إرهابيون ينتشرون في كل أنحاء العالم ولكن هذا الفيلم يعطي صورة مختلفة.
وأضاف “هذه كانت الرسالة التي كنا نريد نشرها من خلال الفيلم: أن نقول إن الناس في سوريا ليسوا إرهابيين ولكنهم أبطال قادرون على تحقيق السلام وأن هناك انتهاكات ترتكب ضد المدنيين في سوريا لابد من محاسبة المسؤولين عنها.”
واتهمت الحكومة السورية جماعة الخوذ البيضاء بأنها واجهة لتنظيم القاعدة وبتزييف صور بعد الغارات الجوية لأغراض دعائية وهي اتهامات تنفيها الخوذ البيضاء.
وأعطت الولايات المتحدة كلا من صالح وخالد الخطيب وهو رجل إنقاذ وأحد مصوري الفيلم أيضا تأشيرتي دخول لحضور حفل الأوسكار في لوس أنجليس مساء الأحد.
ولكن صالح لم يستطع ترك عمله بسبب كثافة الغارات الجوية في حين لم يتمكن الخطيب من الحضور بسبب إلغاء الحكومة السورية جواز سفره.
وقال الخطيب إن عدم تمكنه من حضور الحفل أمر مؤسف ولكنه فخور بما حققه الفيلم.
وقال في مقابلة منفصلة “إنني سعيد جدا بأنني كنت جزءا من فريق عمل في فيلم فاز بالأوسكار.
“بل إنني سعيد بشكل أكبر بنجاح الفيلم في التعبير عن نضال الشعب الذي وثقناه والعمل الخطير الذي يقوم به الدفاع المدني السوري لإنقاذ حياة المدنيين لقد شاهد العالم كل ذلك .”
“انتصار للإنسانية”
وأضفى فوز الفيلم بالجائزة أجواء من الارتياح والبهجة على أعضاء وفد المعارضة السورية المشارك بمحادثات جنيف حتى أن البعض اعتبره “نصرا سياسيا”.
واعتبر نصر الحريري رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات في محادثات جنيف أن هذا “انتصار يسجل اليوم للإنسانية في سوريا”.
قال للصحفيين عقب لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا “هذا الفريق الرائع.. الدفاع المدني سجل انتصارا لأرواح الشهداء وتضامنا مع آلام وآهات المعتقلين ودموع الأمهات والأخوات في سوريا.”
وأضاف “اليوم يفوزون بجائزة الأوسكار في الولايات المتحدة الأمريكية بعد عرضهم لفيلم الخوذ البيضاء .. فلهم التحية والمحبة والتقدير من أعماق قلوبنا.”
وقال عضو الهيئة العليا للمفاوضات إلى مؤتمر جنيف محمد علوش لرويترز “أي عمل يساعد على تصوير ونقل معاناة الشعب السوري إلى العالم كله هو عمل إيجابي يشكرون عليه.”
ويقول الموقع الرسمي لجماعة (الخوذ البيضاء) على الإنترنت إنها تضم 2900 متطوع من مختلف أطياف المجتمع وبينهم خبازون ومهندسون ونجارون وصيادلة وطلبة.