حصاد ورشة النقد السينمائي بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية
أربع ورش فنية شهدتها الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية والذي اختتمت فعاليته مؤخرا، حيث قامت ادارة المهرجان بتحديد أربعة فروع للورش كان أهمها بالطبع ورشة السينمائي الأثيوبي الكبيرهايلي جيريما الذي كان أحد المكرمين في الدورة الأولى العام الماضي. وقد عاد هذا العام من خلال “ورشة صناعة الفيلم” مع ما يقرب من عشرين مخرجا وهاويا من السينمائيين الشباب في ورشة استغرقت ما يقرب من الثمانية أيام قدمت بعدها مجموعة الدراسين عدة مشاريع قصيرة عرضت خلال حفل الختام وإن اختلف البعض في تقييم مستواها.
إلى جانب ورشة صناعة الفيلم كانت هناك ورشة “أسيفا” مصر للرسوم المتحركة والتي استمرت لمدة سبعة أيام وضمت مجموعة من الشباب واستضافتها كلية الفنون الجميلة بجامعة جنوب الوادي تحت ادارة الإتحاد الدولي للرسوم المتحركة ASIFAمتمثلا في الدكتور محمد غزالة مدير أسيفا في مصر وهو الفرع الإقليمي للاتحاد الدولي.
اما ثالث الورش فكانت ورشة مبادئ أفلام التحريك للأطفال وهي الورشة التي من المفترض، حسب كتالوج المهرجان، أن تضم مجموعة من الأطفال يقومون بإنتاج افلامهم الخاصة بتقنية الاستوب موشن وتشرف عليها الفنانة نيفين فرغلي والفنانة عواطف صلاح من كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان وإن كنا لم نرصد أي نشاط خاص بهذه الورشة خلال ايام المهرجان!
الورشة الرابعة التي تمثل محور اهتمامنا هي ورشة النقد السينمائي التي اقيمت تحت اشراف الناقد السينمائي الفرنسي أوليفييه بارلييه وهو من مواليد 1952 وقد تخصص قبل عشرين عاما في السينما الأفريقية واصدر أكثر من كتاب عنها مثل “سينما افريقيا السوداء” و”السينما الأفريقية في سنوات 2000″ بالإضافة إلى كونه مستشار السينما الافريقية ضمن أسبوع النقاد لمهرجان كان الدولي ورئيس تحرير مجلة “افريكيلتير” المتخصصة في الثقافات الأفريقية.
المشاركون
بدأت فكرة الورشة تحت مسمى ملتقى النقاد الشباب ثم تغير إسمها إلى ورشة النقد السينمائي على اعتبار أن “الورشة” مسمى أكثر رحابة يستوعب راغبي التعرف على عوالم النقد السينمائي من غير المتخصصين أو من محبي الاستفادة من تجارب الأخرين المتخصصين والمحترفين، كما أن التصنيف العمري به الكثير من عدم الدقة العلمية خاصة مع عدم وجود كادر مادي خاص لاستضافة من هم حقا يمارسون النقد وتنطبق عليهم صفة (الشباب)، نظرا لأن المهرجان أراد أن تضم الورشة الصحفيين الحاضرين بالفعل والذين تمت دعوتهم دون عناء التكلف بإحضار مشاركين للورشة خصيصا.
تفاوت المستوى
أولى مشاكل الورشة بالنسبة لنا هي المشاركون حيث أن إدارة المهرجان كما ذكرنا ارتأت أن اتاحة الفرصة واجبة بالنسبة للصحفيين الفنيين المشاركين في تغطيات المهرجان وبالتالي كان تفاوت المستوى ظاهرا ما بين النقاد المحترفين، وهؤلاء لم يزد عددهم عن اثنين هما الناقد الشاب أحمد شوقي وكاتب هذه السطور، أما بقية المجموعة والتي كانت تتراوح ما بين ثمانية إلى عشرة مشاركين فكانوا جميعا من الصحفيين الفنيين المصريين باستثناء مشاركة وحيدة من مراسلة أجنبية انجليزية الجنسية تدعى اليس مكماهون أعلنت منذ البداية عن رغبتها في الانضمام للورشة وشاركت خلال الجلسات اليومية الخمس بكل حماس.
لكننا نستطيع أن نقول إن تفاوت المستوى بين المشاركين جاء في مجمله في صالح عملية التلقي والتعاطي مع المنهج الذي اتبعه مسيو بارلييه، وهو منهج يميل للتفكيك عبر طرح الأسئلة وتجنب الأحكام القاطعة.
صحيح أن تفاوت المستوى شكل عائقا في بعض الأحيان ضمن عملية استخلاص النظري للكثير من الخبرات والأراء النقدية والتحليلية، والتي كانت تخلص اليها المناقشات نظرا لضعف الخلفية النظرية فيما يخص الثقافة السينمائية بشكل عام لدى بعض المشاركين، إلا أن الكثير من الأسئلة والتعليقات عكست حجم الرغبة في التعرف على ذلك العالم المموه الذي يتصور الكثير من العاملين في الحقل السينمائي خاصة من الصحفيين الشبان أنه مجرد إبداء الرأي بالسلب أو الإيجاب في الفيلم اعتمادا على ما آثاره من مشاعر أو ما عكسه من انطباعات أثناء المشاهدة.
في رأيي أن أكثر عناصر الورشة أهمية هي أنها منحتنا فرصة التعرف على كيفية تعاطي عينة عشوائية من الصحفيين مع أيقونة النقد فالبعض يراها مقدسة حد الرهبة والبعض الأخر يراها متاحة بقليل من الجهد والتذاكي و”الفهلوة”.
إلا أن أحدا لا ينكر أن ثمة استفادة حقيقية لمسها الجميع إثر توالي أيام الجلسات وزوال الرهبة الأولى وظهور شعور بالحميمية الإنسانية والعلاقة الشخصية الواجب توافرها دوما لإنجاح مثل هذا النوع من النشاطات، والتي تعتمد في تلقيها على الراحة الشعورية والصفاء الذهني الذي يمنحه صدق المعلومة وسلاسة عرضها ووضوح زاويتها.
سؤال لم يطرح
الحقيقية أن أكثر الاسئلة قيمة وعمقا هو الذي لم يطرح بالفعل من بين كل الأسئلة التي طرحت وأجيب عنها خلال أيام الورشة وهو: “ما الذي يدفع الصحفي الفني لدراسة النقد؟ وهل هو في حاجه إليه؟” إن دراسة النقد أو التعرف على مبادئه ليست شئ بديهي بالنسبة للصحفي الفني ولكنها في حقيقية الأمر مسألة مطلوبة وواجبة من أجل الخروج به-أي الصحفي- من قصور الرؤية فيما يخص التغطيات الخبرية الضيقة والموضوعات التي تدور أغلبها حول النجوم ومشاكلهم وحضورهم أو غيابهم إلى رؤية أشمل وأعمق “لفن” الصحافة السينمائية في قضاياه وإنتاجاته وطبيعته الأثيرية التي اختصرت بفعل التردي الفني والحضاري العام في جملة معبرة اطلقها ذات يوم الصحفي المصري عمرو خفاجه عندما أسماها (صحافة أين ترعرت سيدتي)!
ليس معنى هذا أن بضع جلسات في ورشة نقد على هامش مهرجان صغير يمكن أن تصنع من هذا الصحفي الفني أو ذاك ناقدا ذي شأن أو حتى متوسط المستوى، ولكنها لا شك يمكن أن تحرك في داخله تلك الغريزة التي تقتلها صحافة المناسبات الفنية وحواديت النجوم، ونعني بها غريزة البحث عن الأسئلة وليس الاكتفاء بطرحها وهو ما ينقلنا في الحديث إلى المنهج الذي اتبعه مسيو بارلييه في التعاطي مع جلسات الورشة.
معضلات التواصل أو lost in translation
لا شك أن اللغة وهي أداة التوصيل الأولى ما بين المرسل والمستقبل في أوليات علوم الاتصال هي العائق الأساسي في حال تباينت الثقافات وجاء كل طرف من لسان مختلف.
في أولى جلسات الورشة تجلت معضلة التواصل اللغوي بسبب أن مسيو بارلييه وهو فرنسي الجنسية يحتاج إلى لغة سلسلة بالنسبة لذهنه كي يتمكن من استدعاء المعلومات وشرح المنهج والإجابة على الأسئلة. ولما كانت الفرنسية غير متاحة بالنسبة للكثيرين منا حاولت إدارة المهرجان توفير مترجمة للقيام بالمهمة ولكنها للأسف لم تكن على قدر التخصص الذي يؤهلها للترجمة الفورية فيما يتعلق بورشة نوعية تحتوي على مصطلحات سينمائية قد تكون معقدة أو مختلفة التأويل عند انتقالها من لغة إلى أخرى حرفيا.
كانت الجلسة الأولى نموذجا لما يمكن أن نطلق عليهlost in translation
توصلنا في النهاية إلى أن اللغة الأنسب سواء على مستوى الشرح أو التحليل أو طرح الأسئلة هي الإنجليزية على أن يقوم كل من الناقد أحمد شوقي وكاتب هذه السطور بمهمة الترجمة بشكل يضمن حرفية المعنى وروح اللغة وصواب المصطلح عبر نظام ترجمة مذدوج يجتهد أن لا تفوت منه شاردة من حديث مسيو بارلييه إلا وقد تم ترجمتها للجميع.
أثبتت التجربة أن الإلمام بحرفية النقد سواء على مستوى الدراسة العامة أو التخصص يحتاج إلى إجادة الناقد لغة أجنبية واحدة على الأقل، فهناك من الخبرات والمعلومات الهامة والأساليب المنهجية في التحليل أن من الصعب أن نظل أسرى لغتنا في انتظار ترجمته.
ولنتصور لو أن الجميع كان على مستوى إجادة اللغة بالشكل الذي لا يستدعي معه وجود ترجمة ألم يكن الوقت المستهلك فيها أحق بأن يتم توظيف طاقاته في مزيد من المناقشات والتحليلات والخلاصات النظرية!
المنهج أو أين السؤال؟
بعد أن انتهى التعارف على خلفيات المشاركين في الورشة كان السؤال الأول الذي اطلقته المجموعة: ما هو النقد؟ وهو السؤال الذي يعكس تلك الرغبة في التأكد من مدى مطابقة وجهة نظرنا عن النقد في مستواه التجريدي وبين ما نظن أننا نعرفه عنه.
قدم مسيو بارلييه من خلال عملية تعريف المصطلح لغويا- برده إلى أصله اللاتيني- أولى ملامح منهجه التحليلي عندما قال: إن أصل كلمة نقد في اللاتينية تأتي من جذر ذو معنيين الأول هو أن تحكم على الشئ والثاني هو أن تشير إلى سلبيات شئ ما، ثم قال ان منهجه يعتمد دائما على أن دور الناقد هو أن يشير إلى عيوب الفيلم ومميزاته وليس أن تحكم على الفيلم بل تحاول أن تترك الحكم للقارئ والمتلقي من خلال المساحة الممنوحة له عبر تحليلك.
ثاني عناصر المنهج التحليلي بالنسبة له هو الإيمان بأن كل فيلم “جيد” هو فيلم يطرح سؤالا وليس إجابة وبالتالي فإن دور الناقد هو البحث عن السؤال الذي يطرحه الفيلم ويرصد محاولات الإجابة المحتملة سواء التي من الممكن أن تكون قد وردت داخل السياق أو تحتاج إلى العالم الخارجي للإجابة عليه.
ثالث عناصر المنهج هو ضرورة أن يتوقف الناقد أمام عنوان الفيلم، كان مسيو بارلييه يصر على كتابة إسم الفيلم دائما فوق لوحة الدرس والبدء منه والتساؤل حوله والانطلاق من دلالاته المباشرة وغير المباشرة والوصول إليه ثانية في نهاية رحلة التفكيك التحليلية، وفي بعض الأحيان كان يضيف إلى فكرة تحليل العنوان أو اعتباره أحد مفاتيح قراءة الفيلم عنصر التطبيق المنهجي للسيميائية والديناميكية فعلى سبيل المثال في إحدى الجلسات التي نوقش فيها فيلم “كل شئ على ما يرام” للمخرجة الأنجولية بحث المشاركون كيف أن الفيلم يتحدث عن الهجرة غير الشرعية والحرب الأهلية وأزمة البحث عن الهوية هي الدلالات المباشرة التي تأتي من وراء تحليل الواقع الفيلمي وتحدث البعض عن السخرية الظاهرة في العنوان التي لا يمكن استشفافها إلا بمشاهدته لبيان انه لا شئ على ما يرام كما يدعي عنوان الفيلم قاصدا.
هنا أوضح مسيو بارلييه أن ما تحدثنا عنه في البداية فيما يتعلق بالهجرة والحرب والهوية كلها قراءات سيميائية أما القراءات الديناميكية هي كيفية تعبير المخرجة عن هذه الأفكار والعناصر فالسخرية الواضحة في العنوان هي جزء من التوظيف الديناميكي لفكرة عكس الواقع وهي أحد عناصر الكوميديا سواء السوداء او الهزلية.
هنا لفت المحاضر نظر المشاركين إلى أن التفكير النقدي يجب أن يتجاوز مجرد الشعور بالدلالة إلى البحث عن كيفية حلولها سينمائيا في الواقع الفيلمي أي ماذا استخدم المخرج من تقنيات التصوير والمونتاج والإضاءة والدراما والتشخيص كي يعبر عن أزمات الهجرة والحرب والهوية.
نضيف إلى تلك العناصر اصرار المحاضر طوال الوقت على أن يذكرنا بأن النقد مهما كان منهجه أو مدرسته يظل في النهاية سلوكا ذهنيا ونفسيا شديد الذاتية لا من حيث كونه نشاطا وجدانيا نابعا من الموهبة الفردية والخلفيات الثقافية والذائقة الفنية والمستوى العلمي للناقد ولكن أيضا فيما يخص الإيمان بحرية التأويل وبراح القراءة والتجرد من وجهات النظر المسبقة أو القاطعة أو التي لا تستند إلى أسباب من داخل الفيلم وليس من خارجه أو المتأثرة بآراء الآخرين وتصوراتهم سواء كانت صحيحة أو خاطئة.
وقد لاحظنا أن مسيو بارلييه يصر على ضرورة أن يقرأ الناقد حول خلفيات صناع الفيلم وكواليس إنتاجه وظروف المشروع الذي تمخض عنها في النهاية، ولاحظنا أنه يبدأ في بعض الأحيان تحليله للفيلم من خلال الحديث عن مخرجه وتاريخه الفني سواء كان قصيرا أم طويلا وكيف بدأت فكرة الفيلم ومن أين حصل على التمويل ومن هو كاتب السيناريو وتاريخه وهل القصة حقيقية أم مقتبسة أم مؤلفة.
في بعض الأحيان كان يتطرق إلى الحديث عن الشركات التي انجزت الأفلام وعن أصول أموالها وكيفية تعاطيها مع المخرجين والمشاريع المقدمة لها، حتى ولو لم يرد ذكر هذا في المقال أو التحليل المكتوب عن الفيلم. إنه امر أشبه بدراسة البيئة التي يقوم بها الكاتب قبل الشروع في كتابة رواية أو سيناريو، أو شئ أقرب للتعرف على تاريخ الشخصيات التي سوف تكون محور الحكاية، حتى لو كانت ثمة معلومات من تاريخها لن يرد ذكره في السياق الدرامي.
باختصار إستطعنا أن نرصد كيف يتعامل بارلييه مع المقال التحليلي على أنه عمل أدبي يحتاج إلى دراسة خلفيات الفيلم والتعرف عليها كجزء من التنوير الذهني والنفسي قبل الشروع في تحليل ما جاء على الشاشة.
من الأمور الهامة أيضا التي يجب التوقف أمامها في منهج هذا المحاضر هو قدرته على التجرد من الأحكام المؤدلجة والآراء القائمة على اختلاف الثقافات وصدام الحضارات، فعل سبيل المثال كان يصر على رفض تطبيق المنهج المناهض للفكر الاستعماري في تحليل الأفلام أي النظر إلى الفيلم على أنه فعل يؤسس للنظرة الإستعمارية المستمرة من قبل الغرب إلى الواقع الأفريقي، وهي النظرة التي تحصر الأفريقي في شخصية المتوحش البدائي العبد الذي تحتل الخرافات والشهوات وتدني النظر للمرأة مجمل ثقافته وتمثل البدائية بيئته الطبيعية التي لم تتغير منذ آلاف السنين.
كنا ندرك أحيانا حساسية موقفه كناقد غربي أبيض فرنسي متخصص في سينما أفريقية جنوبية سوداء وعربية منخفضة التكلفة المادية والفكرية على حد سواء، لكن مما لا شك فيه فإنه لم يكن برفضه للنظرة الكولونيالية يترفع أو يغض النظر أو ينكر وجودها ولكنه كان بشكل غير مباشر يريد منا ألا نظل ونحن من شباب النقاد والصحفيين الأفارقة أسرى تلك النظرة والتي بلا شك تحول دون تحليل موضوعي أو رؤية متكاملة ومتجردة ونقية ربما تمنحنا قراءات أعمق وأكثر تفكيكية من تلك الرؤية التي سوف تحدها بلا شك النظرة الغاضبة التي يتسبب بها عادة هذا المنهج في التحليل.
الخلاصة
استطاعت تلك الورشة التي امتدت على مدار خمسة أيام أن تبلور الكثير من الحقائق الهامة فيما يتعلق بضرورة وجود مثل هذه النشاطات على هامش المهرجانات المصرية والعربية خاصة في مجال النقد السينمائي, ومهما كان ما يقال عن أن النقد موهبة وحدس وتمرس وثقافة ونظرة متفردة وعميقة ومنهجية في الأسلوب وقدرة على التحليل إلا أن حجم ما يحدثه الاحتكاك مع كل هذه العناصر السابقة، سواء من قبل الصحفيين الفنيين غير المتخصصين أو من الراغبين في التعرف على أساسيات الفعل النقدي لا شك له أثر ايجابي كبير في إجلاء الذائقة السينمائية وتحفيزها وضخ الدماء في شرايينها المتصلبة من جراء التكلس الناجم عن ممارسة الفعل الصحفي الإخباري بلا وجدان فني أو ذهنية علمية، بالإضافة إلى أن تعاطي الصحفي الفني مع حقيقية المصطلحات السينمائية وبيان معناها ودلالاتها لا شك سوف يختلف بعد هذا النوع من الورش والملتقيات نتيجة شعور الصحفي بمسؤولية المصطلح وحساسيته وخوفه من أن يتهم بالجهل أو عدم المعرفة.
إن الغرض الأسمى من هذه الورش ليس تفريخ نقاد جدد أو تلقين النقد على اعتبار أنه مادة نجاح ورسوب ولكن خلق شرائح من الصحفيين الفنيين ذوي الحساسية والذوق السليم والضمير الفني الحي الذي لا تحكمه فقط المصالح وأرقام المصادر والنواحي الدعائية الزائفة في الحديث عن السينما.