تفاصيل الدورة الـ15 من مهرجان شاشات بيروت

تنظّم “الجمعية اللبنانية للسينما المستقلة – متروبوليس سينما”، بالاشتراك مع “المعهد الفرنسي في لبنان” والجمعية الثقافية “بيروت دي.سي.”، الدورة الخامسة عشر من مهرجان “شاشات الواقع“، التي ستنعقد بين ٢ و١٢ مايو ٢٠١٩ في سينما متروبوليس أمبير صوفيل، الأشرفية وسينما مونتاين (المعهد الفرنسي).

في هذه الدورة، تقدّم “شاشات الواقع” بانوراما متنوّعة من السينما التسجيلية، مع برمجة مؤلّفة من ١٧ فيلما وثائقيا طويلا و٤ أفلام تسجيلية لبنانية قصيرة، وتُعرض هذه الانتاجات الحديثة الدولية والعربية واللبنانية بمعظمها لأول مرة في لبنان. كما يواكب بعض المخرجين عروض أفلامهم خلال المهرجان.

يُفتتح المهرجان بفيلم“Meeting Gorbachev”   لفيرنر هرتزوغ وأندريه سينغر، حيث يلتقي المخرج الألماني هرتزوغ بميخائيل غورباتشوف، في سلسلة من المقابلات الشخصية الفردية مع الرجل الذي أنهى الحرب الباردة.

وكان المهرجان قد فتح باب استقبال أفلام وثائقية لبنانية في كانون الثاني الماضي، ومن ضمن الأفلام التي تقدّمت، تم اختيار فيلمين طويلين و٣ أفلام قصيرة، وهي: “عيناتا” لآلاء منصور، و”طريق البيت” لوائل قدلو، و“The Ghazze Experience” لفراس الحلّاق، و”سوق الأحد: طرابلس” ليحيى مراد، و”نحو الشمس” لنور عويضة.

يتضمّن البرنامج أيضاً“Matangi / Maya / M.I.A.” اخراج ستيف لوفريدج الذي يرصد عبر لقطات أرشيف خاصّة مصوّرة على فترة٢٢ سنة حياة نجمة البوب المشهورة عالمياً “إم.آي.إي.”، وهي ابنة مقاوم من التاميل من سريلانكا هاجرت الى انجلترا، صعودها إلى الشهرة وموقفها من الجدل الذي نشأ حول موسيقاها وظهورها العام ونشاطها السياسي. وقد حاز الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لقسم الأفلام الوثائقية في مهرجان صاندانس ٢٠١٨.

في “١٦ شروق“، يتبع المخرج بيار إيمانويل لوغوف رائد الفضاء الفرنسي توماس بسكوت خلال مهمته لمدة ٦ أشهر على متن المحطة الفضائية الدولية. في حقائبه: الأعمال البصرية لأنطوان دو سانت إكزوبيري. في خضم التدريبات والإصلاحات ومراقبة كوكبنا الأزرق الصغير، يتم حوار بين رائد الفضاء والطيار، عن شاعرية المغامرة الفريدة للإنسان في الفضاء.

في “Anthropocene: The Human Epoch”يجتاز المخرجون جينيفر بايشوال ونيكولا دو بانسييه وإدوار بورتينسكي جميع أنحاء العالم من التشيلي والصين الى ألمانيا وكينيا لتوثيق أدلة وخبرة الهيمنة البشرية على الكوكب.

مثَّل العام ٢٠١٨ الذكرى المئوية لميلاد نيلسون مانديلا. فقد حاز على الدور المركزي خلال محاكمة تاريخية في عام 1963، و1964. لكن كان هناك ثمانية آخرين واجهوا، مثله، عقوبة الإعدام، وتعرضوا هم أيضًا إلى استجوابات قاسية. المحفوظات الصوتية التي تم استردادها مؤخرًا لتلك الجلسات تنقلنا مرة أخرى إلى معارك قاعة المحكمة في“Le procès contre Mandela et les autres” إخراج جيل بورت ونيكولا شامبو، الذي رشّح لسيزار أفضل فيلم وثائقي عام ٢٠١٩.

يعدّ فيلم برناديت توزا ريتر“A Woman Captured” أحد أهم الأفلام الوثائقية الاستقصائية في السنوات الأخيرة: يصل عدد ضحايا الرق أو الاستعباد المعاصر إلى ٤٥ مليون. ماريش، امرأة مجرية، تخدم عائلة منذ ١٠ سنوات، تعمل ٢٠ ساعة في النهار، من دون الحصول على أي راتب. هويّتها مصادرة، ولا يُسمح لها بالخروج من دون إذن مسبق. يساعدها وجود الكاميرا وحضور المخرجة على التحلّي بالشجاعة والثقة. بعد عامين من التصوير، تقرّر الهروب. يتبع الفيلم رحلة ماريش البطولية نحو الحريّة. وقد رشّح لجائزة أفضل فيلم وثائقي أوروبي عام ٢٠١٨.

في”Derniers jours à Shibati” ، يتابع المخرج هندريك دوسولييه فترة السبعة أشهر الأخيرة لشيباتي، آخر حيّ قديم في مدينة تشونغتشينغ في الصين قبل هدمه. حاز الفيلم على الجائزة الكبرى في المسابقة الفرنسية في مهرجان سينما الواقع، وعلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أمستردام الدولي للفيلم الوثائقي عام ٢٠١٨. يذكر أن هذا العرض سيقام بحضور المخرج.

يعدّ روبي مولر واحد من أهم المصوّرين السينمائيين، وقد رحل عام ٢٠١٨. في”Living The Light – Robby Müller”، تغوص المخرجة ومديرة التصوير كلير بيجمان في حياة وأرشيف روبي مولر، الذي اشتهر بأسلوب عمله الذي يرتكز كثيراً على الضوء الطبيعي، وعلى تقنياته المبتكرة لاستعمال الكاميرا، ومن أشهر الأعمال التي صوّرها “باريس، تكساس”، و “Down by Law”و”Breaking the Waves”. يحوي الفيلم على أرشيف خاصّ لمولر، صوّره على كاميرا hi-8وبولارويد، كما يعرض الفيلم الوثائقي الشاعري شهادات لمخرجين عملوا مراراً مع مولر مثل جيم جارموش، وويم وندرز، ولارس فون ترير. يذكر أن الفيلم عرض لأول مرة في مهرجان البندقية ٢٠١٨ – قسم كلاسيكيات السينما، وقد ألّف الموسيقى الخاصة بالفيلم المخرج جيم جارموش والمنتج كارتر لوغان عبر فريقهم الموسيقي Sqürl.

ينقلنا فيلم “غزة” إخراج الإيرلنديين غاري كين وأندرو مَكوني إلى مكان فريد بعيدًا عن متناول التقارير الإخبارية التلفزيونية ليكشف عن عالم غني بشخصيات فصيحة ومرنة، تقدم لنا صورة سينمائية مغايرة لأشخاص يحاولون أن يعيشوا حياة ذات معنى ضد أنقاض الصراع الدائم. عرض الفيلم لأول مرة ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية لمهرجان صاندانس ٢٠١٩، وحاز مؤخرّاً على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان دبلن السينمائي الدولي ٢٠١٩. يذكر أن العرض سيتمّ بحضور المخرج أندرو مَكونيلوبدعم من سفارة إيرلندا في القاهرة.

تحيّة الى جوناس ميكاس

تكرّم الدورة الخامسة عشر من شاشات الواقع جوناس ميكاس، رائد السينما الطليعية الذي رحل مطلع عام ٢٠١٩، عبر عرض واحد من أشهر أفلامه “مفقود، مفقود، مفقود“. يتكون الفيلم من مشاهد ست بكرات تم التقاطها بين عامي ١٩٤٩ و١٩٦٣. وصل جوناس ميكاس وشقيقه أدولفاس إلى مدينة نيويورك من ليتوانيا، وحازا على كاميرا بولكس مقاس ١٦ مم وبدأوا في تسجيل حياتهم اليومية في هذا البلد الجديد. جنباً إلى جنب مع فيلمه “اليوميات والملاحظات والرسومات” (المعروف أيضا باسم والدن)، يمثل “مفقود، مفقود، مفقود” بداية شكل جديد من أشكال صناعة الأفلام: فيلم اليوميات، السينما الحميمة للغاية والشخصية التي طورها ميكاس طوال حياته. هذا الفيلم هو سرد مؤلم للنزوح ولكنه أيضًا احتفال بالحياة والنور والأسرة واللقاءات الجديدة.

يسبق هذه العرض “العتبة” لرانيا اسطفان، حيث يلتقي الخيال العملي بفنّ الفيديو.

“العتبة” فيديو من ١٢ دقيقة مصنوع بالكامل من مشاهد لفيلم الخيال العلمي المصري “قاهر الزمان” من إخراج كمال الشيخ، أنتجته عام ١٩٨٧ شركة الإنتاج المصرية “الرانيا فيلم”. احتفظت رانيا اسطفان بالمشاهد التي تظهر فيها الأبواب والبوابات فقط، وهي تعيد تحرير لقطات هذا الفيلم، لتكشف عن تعدد رمزية العتبة وأهميتها في أفلام الخيال العلمي وديناميات القوة التي تكمن في هذا النوع.

كارت بلانش “بيروت دي.سي.”

ضمن استراتيجيتها لتنويع برامجها وجمهورها خلال عام ٢٠١٩، وبالتزامن مع الدورة العاشرة لمهرجان “أيام بيروت السينمائية”، تطلق الجمعية الثقافية “بيروت دي.سي.” شراكة جديدة مع مهرجان “شاشات الواقع”، تبدأ عبر “كارت بلانش بيروت دي.سي.”. تماشياً مع دعمها وترويجها المستمرّ للسينما العربية، وخاصة موجة الأفلام الوثائقية الجديدة، تقدّم “بيروت دي.سي.” ٥ أفلام وثائقية طويلة، تتلاقى كلّها بكيفية استكشاف السينمائيين صانعي هذه الأفلام للعلاقة بين الشخصيات التي يصوّرونها والفضاءات التي يتطورون فيها:

يوثّق كريم آينوز في  “Central Airport THF”حياة اللاجئين داخل مطار تمبلهوف التاريخي في ألمانيا، وقد عرض لأول مرة ضمن مهرجان برلين السينمائي الدولي عام ٢٠١٨ حيث حاز على جائزة Amnesty International Film Prize، ويقام العرض البيروتي بحضور المخرج.

في “حافظ ومارا“، يتابع المخرج مانو خليل السنوات الأخيرة للثنائي الفنّي المتنوّع، الفنان السويسري اللبناني حافظ برتشنجر وزوجته الوفية مارا، وهي كفيلة أعماله وكانت هي من جعل رحلاته الفنية ممكنة. سيحضر العرض الفنان حافظ برتشنجر.

تستكشف نادية شهاب في  “Jaddoland”شوق الشتات وتعطي وجهة نظر مؤثرة حول معنى الانتماء عبر الأجيال. تعود المخرجة الى مسقط رأسها في تكساس لزيارة والدتها، وهي فنانة من العراق، وتصور بعدستها حياة والدتها المعزولة، كما الجمال والعزاء الذين يأتيان عبر العملية الإبداعية. قريباً، يصل جدّ المخرجة الجذّاب من العراق، دافعاً المخرجة الى البحث بعمق لفهم جذورها وعلاقاتها بالفضاءات التي تعتبرها “مسكنها”.

في’’ الجمعية– “What Comes Around، تأخذنا ريم صالح الى روض الفرج، أحد أفقر الأحياء السكنية في القاهرة، حيث يُمثل الحصول على مستلزمات الحياة اليومية صراعاً مستمراً لسكانها، لكن الإحساس بالانتماء إلى المجموعة ومشاركة سكان الحي مشاكلهم، يساعدهم في التغلب على مصاعبهم. يقام العرض بحضور المخرجة.

في وثائقي أنجي عبيد “كنت نام عالسّطح“: نهاد، امرأة سورية تبلغ من العمر ٥٣ عامًا وانجي، لبنانية، بالغة من العمر ٢٧ عامًا، تجدن أنفسهن في شقة صغيرة في بيروت، بانتظار فرصة للمغادرة. تتخلل أوقات الانتظار الطويلة أخبار من سوريا والآمال الخاطئة والمكالمات الهاتفية والمناقشات والأبراج على الراديو المحلي. عرض الفيلم لأول مرة دولياًّ في مهرجان مهرجان مرسيليا للفيلم الوثائقي عام ٢٠١٧، ويعرض لأول مرة في بيروت بحضور المخرجة.

ندوة في دار النمر

تنظّم ندوة بعنوان “الكاميرا الوثائقية، شاهدة على أماكن\فضاءات متغيّرة” نهار السبت ١١ أيار ٢٠١٩ الساعة الخامسة بعد الظهر في “دار النمر للفنّ والثقافة”، يتحاور فيها ٤ مخرجين حول آثار الفضاء المصوّر على موضوع أو شخصية فيلمهم الوثائقي، ورغبتهم في تسليط الضوء على الهوامش. يشارك في الندوة هندريك دوسولييه، وكريم آينوز، وأندرو مَكونيلورانيا اسطفان، وتديرها نور عويضة. الدخول مجّاني.

Visited 48 times, 1 visit(s) today